
من هو الحسن البصرى رحمه الله
هو من أعلام الصالحين وإماماً من أئمتهم ورجلاً من رجالتهم
ما إن يذكر اسمه إلا ويذكر الزهد وما إن يذكر الزهد إلا ويذكر اسمه
رجل هو الزهد والزهد هوغير أنه لم يدرك النبي وإنما كان على درجة من الفطنة والزكاة
والخشية والإنابة والعقل والورع والزهد والتقوى ما جعله يشبه الصحابة الكرام
قال عنه علي بن زيد لو أدرك أصحاب رسول الله وله مثل أسنانهم ما تقدّموه
قال عنه العلماء:
كان جائعاً عالماً عالياً رفيعاً فقيها ثقة مأموناً عابداً ناسكاً كبير العلم فصيحاً جميلاً وسيماً
لو أنه أدرك أصحاب رسول الله لاحتاجوا إلى رأيه
كانت أمه خيرة مولاة لأم سلمة زوج النبي وكان مولده قبل نهاية خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بسنتين
وقال حمزة الأعمى:
وكنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي وربما جئت إليه وهو يصلي فأسمع بكاءه ونحيبه فقلت له يوماً:
إنك تكثر البكاء
فقال: يا بني، ماذا يصنع المؤمن إذا لم يبكِ؟ يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة
فإن استطعت أن تكون عمرك باكيا فافعل، لعله تعالى أن يرحمك
ثم ناد الحسن: بلغنا أن الباكي من خشية الله لا تقطر دموعه قطرة حتى تعتق رقبته من النار
وكان الحسن البصري صاحب مواعظ وتذكير ولكلامه أثر في النفوس وتحريك للقلوب
قال الأعمش:
ما زال الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها
وكان أبو جعفر الباقي إذا ذكره يقول:
ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء
ومن كلامه رحمه الله: روى الطبراني عنه أنه قال:
إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة رجاء الرحمة حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم أعمال صالحة
يقول أحدهم: إني لحسن الظن بالله وأرجو رحمة الله
وكذب ولو أحسن الظن بالله لأحسن العمل لله ولو رجا رحمة الله لطلبها بالأعمال الصالحة
توفي الإمام الحسن البصري وعمره 88 سنة عام عشر ومائة في رجب منها
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جنانه وجمعنا وإياه في دار كرامته
.gif)

تعليق