صندوق الخير

عندما كنت أتصفح الفيس بوك وجدت صورة مشرقة ايجابية من صنع سيدة في الستينات من عمرها المبارك الكريم
الفكرة تقوم على أساس بسيط من التجهيزات , ولكنه كبير المعنى والقيمة والنفع والفائدة لها ولكل من يشارك فيه ولكل من يستخدم عملها النافع المبارك إن شاء الله
الفكرة تقوم على عمل صندوق للطعام من كرتونة كتب عليها
هنا يوجد طعام لكل عابر سبيل لقمة هنية تكفي مية
كتبت عليها عابر سبيل لكي لا تجرح شعور المحتاجين



لقد وضع الله في قلبها رقة الإحساس والشعور بالآخر والتلطف مع الفقير الذي لا يجد قوت يومه .
راعت شعورهم وتلطفت بهم فيكفيهم قسوة الآخرين والظروف عليهم , فلم تزدهم ألما وحسرة على أنفسهم .
عاملتهم بطريقة آدمية رغم أنها لم تعرفهم ولن تعرفهم إلا إذا وقفت على مشروعها الخيري البسيط , وفي هذا صعوبة بالغة نظرا لسنها وبالطبع صحتها لن تحتمل أن تقف في الشارع طيلة الوقت .
تركت الصندوق ولا تعلم من سيأتي إليه ومن سيتناول طعامها
تركت خيرها ورحلت لتجده في ميزان حسناتها إن شاء الله عند ربها يوم القيامة ,
عندما يبحث كل فرد منا عن حسنة تنجيه وعن عمل صالح خالص لله يخلصه من كلاليب جهنم .
وربما خشيت أن يسألها الله يوم القيامة عن هذا النعيم المهدر حتى وإن كان بسيطا
فعن جابر بن عبد الله قال : " أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رطبا وشربوا ماء , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا من النعيم الذي تسألون عنه " ورواه النسائي



فكرة رائعة ليتها تطبق في كل حي ومنطقة , فما أكثر فضلات طعامنا التي ترمى في أكياس القمامة يوميا , ونتبرأ من ذنبها بقولنا أن هناك حيوانات ستأكلها .
هؤلاء المحتاجون أحق وأفضل من القطط والحيوانات , وإن كان للحيوان حق ونصيب ورحمة , وقد دخلت امرأة النار بسبب هرة , ولكن حق الإنسان أعظم وأجل .
ففي الصحيحين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

{ دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض }
وكذلك غفر الله لرجل بسبب كلب
فقد جاء في الصحيحين وغيرهما من رواية أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا:
{ بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها
ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش
فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي
فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له
قالوا يا رسول الله: وإن لنا في البهائم أجرا؟
قال: في كل كبد رطبة أجر }

انها دعوة للتراحم والتعاون بين الجيران على البر والاحسان , وعدم الاسراف أوالاهدار لنعم الله
إنها فكرة توحي بذاتها إلى كل ربة منزل أن تطبق تلك الدعوة , فتقوم عليها هي وجاراتها في المسكن والحي
- وتقدمها بطريقة آدمية تضمن لمن يتناولها التمتع بما قدمت له من وجبة ساخنة شهية حتى وإن كانت قليلة التكلفة أو فائضة عن حاجتنا .
- يسخن المتبقي عندها وتضعه في أطباق مخصصة ثم في أكياس نظيفة ثم تضعه في هذا الصندوق الخيري
وتحتسب لعملها هذا أكتر من هدف وتجمع فيه أكثر من نية
ففيها الصدقة إن شاء الله وفيها عدم إهدار الطعام لأن الله سيسألنا عن النعيم المهدر
قال تعالى : " ثم لتسألن يومئذ عن النعيم "

والمقصود بالنعيم كما أخبرنا العلماء
شبع البطون وبارد الماء وظلال المساكن واعتدال الخلق ولذة النوم
قال سعيد بن جبير : حتى شربة عسل
وقال مجاهد: عن كل لذة من لذات الدنيا.
وقال الحسن البصري : من النعيم الغداء والعشاء .
وقال أبو قلابة : من النعيم أكل السمن والعسل بالخبز النقي .
وعن ابن عباس : النعيم صحة الأبدان والأسماع والأبصار .

وفي الصحيح عن عمر رضي الله عنه أنه قال :
أي نعيم نسأل عنه يا رسول الله وقد أخرجنا من ديارنا وأموالنا ؟
فقال صلى الله عليه وسلم :" من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه وعنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها "
ولكن بعض الناس لا يستشعر النعم العظيمة التي وهبه الله إياها، فلا يدرك النعمة التي في شربة الماء ولقمة الطعام وفيما وهبه الله.

سأل رجل عبد الله بن عمرو بن العاص

فقال : ألسنا من فقراء المهاجرين؟
فقال عبد الله : ألك امرأة تأوي إليها ؟
قال : نعم .
قال: ألك مسكن تسكنه ؟
قال: نعم .
قال : فأنت من الأغنياء.
قال: فإن لي خادما .
قال : فأنت من الملوك

فليحرص كل فرد منا على شكر نعم الله الكثيرة عليه , ولا ينسى جيرانه وأقاربه من الفقراء أو عابري السبيل أو المحتاجين , الذين يرون أن اللقمة التي تفيض عنا كنز كبير في نظرهم من شدة ما يعانون من الفقر والاحتياج .

ولنتذكر أن كل منا يحتاج يوم القيامة إلى الحسنات التي تنقذه من النار ولو بشق تمرة

, ولا نحتقر شيئا من المعروف مهما كان في أعيننا صغيرا , فهو عند الله كبير وعظيم , وعند المحتاج منتهى النعيم .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة).
متفق عليه .


صندوق الخير
سلوى المغربي

بارك الله فيك غاليتي وفي جهودك موضوع رائع

الله يجزيك كل خير

جزاكِ الله خير الجزاء أختي الحبيبة وكتب لكِ الأجر

جزانا واياكم وبارك الله فيكم
اسعدني مروركم العطر

بارك الله فيك أم يوسف
وسدد خطاكِ غاليتي

اكرمك الله يا امونة
نورتي الموضوع يا غالية

فكره اكثر من رائعه لو كل انسان فكر فى القيام بها ما كان هناك جائع على وجه ا لارض


والانسان الكريم المعطاء يكرمه الله فى الدنيا والاخره ويجعله محبوبا بين خلقه

ربنا يجعلنا من اهل الكرم والجود


جزاكى الله خيرا اختنا الحبيبه