عجوز طاعنة في السن عُذبت من أجل دينها
فتحملت وصبرت حتى قتلها عدو الله أبا جهل وصارت
" أول شهيدة في الإسلام "
وبقى اسمها مسطراً في كتب السير إلى يومنا هذا
وستبقى حتى قيام الساعة وما عند الله خير وأبقي
أنها الصحابية الجليلة .. الصبورة القوية
" سُميه بنت خيّاط "
هى إمرأة من نساء الجاهلية ما كادتْ أن تسمع بدعوة النبي الكريم حتى دخلتْ فيها واعتنقت دين الأسلام
وعندما راح المشركون يعذبون من آمن بهذة الدعوة كانت سُمية أحدى هؤلاء
فصبُّوا عليها من عذابهم قسطًا كبيرًا عساها ترتد وترجع
فأبت إلا الإسلام .. فقتلوها .. فكانت أول شهيدة فى الإسلام
* حياتها *
كانت مولاة لأبى حذيفة بن المغيرة المخزومي، وكان زوجها ياسر القادم مع أخوتة الى مكة من اليمن يطلبون أخاً لهم
فردا أخواة الى اليمن وبقي ياسر بمكة وحالف أبى حذيفة بن المغيرة
فزّوجه من سمية، فولدت له عَمّارًا – رضي الله عنة –
وقبل أن يمت أبو حذيفة اعتق ياسر ، ولما ظهرتْ فى مكة دعوةُ الإسلام سبقتْ إليها سمية وابنها عمار ثم لحق بهما زوجها
قال مجاهد ... أول من أظهر الإسلام بمكة ، سبعة هم
" رسول الله ، وأبو بكر ، وبلال ، وخَبَّاب ، وصُهَيْب ، وعمَّار ، وسُمَيَّة "
وأخذ أهل مكة يعذبون من أسلم وكان هذا شأن كل من يظهر اسلامه بمكه ولكن درجات العذاب كانت تتفاوت فيما بينهم
وكانت أسرة سمية من الأسر التي ألبسها المشركون أدرع الحديد وصفدوهم في الشمس
وبدأت رحلة عذاب سمية وأسرتها حيث يخرجونهم المشركون الى الفضاء
اذا حميت الرمضاء ليرتدوا عن دينهم
ولكن هيهات هيهات، فالإيمان قد استقر فى قلبهم، فلا يزحزحه أى تعذيب أو اضطهاد
من آل بنى المغيرة بل زادهم صلابة وإيماناً وتسليماً
وكان رسول الله صلى الله علية وسلم يمر على المعذبين من المسلمين يوصيهم بالصبر،
وكلما مر على سمية وزوجها ياسر، وابنهما عمار، وهم يعذبون العذاب الشديد يقول ..
" صبرًا آل ياسر، إن موعدكم الجنة " [ الطبراني ].
وإن كان صبر الرجال المسلمين على العذاب الشديد عجيبًا، فأعجب منه أن تصبر عليه امرأة
وصبرها على التمسك بدينها يهون إلى جانبه الصبر على الألم، مهما زاد واشتد.
وهي - رضى الله عنها - كبيرة السن، عظيمة الإيمان ، ضعيفة الجسم، قوية اليقين،
رمزًا للصمود، وأمارة على قوة العقيدة
ومات زوجها ياسر تحت التعذيب ، وواصلت الأسرة الياسرية رحلة الصبر والثبات
وبدأت سمية تتحدي وتجابة عذاب آل المغيرة والمشركين
وتقف صامدة أمام أبي جهل الذي غدا كالمسعور من مجابهة سمية له بسخرية
حيث حطمت كبرياءة بثباتها وصبرها الذي ضاها صبر الأبطال
* أستشهادها *
مر عليها ذات يوم في مكان تعذيبها أبو جهل فسمعها تردد كلمات الإيمان ...
" أحدٌ أحد .. الله أكبر .. الله أكبر "
فأمرها أن تكفر بدين مُحمد - علية الصلاة والسلام - وأغلظ لها الكلام ثم قال لها ..
" ما آمنت بمحمد الا لأنك عشيقتة لجمالة "
فأغلظت له القول فأغضبتة فلم يكن من جبروتة وغيظة إلا أن أخذ حربة فطعنها بها في قلبها فماتت وسقطت شهيدة
فلما كان يوم بدر قتل أبو جهل، فقال رسول الله صلى الله علية وسلم لعمار ...
" قتل الله قاتل أمِّك " [ ابن سعد ]
* * *
رحم الله أم عمار وزوجها وأبنها
فما أطيب بيعهم .. وما أعظم أجرهم
أشتروا الباقي بالفاني
اللهم أجعلنا مرافقينها بالجنة
وتقبلوا أعطر التحية من أختكم في الله
* الفالحة *
الروابط المفضلة