معا للوصول إلى النفس المطمئنة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنت النيل 4
    مساعدة مشرفة روضة السعداء
    • Jul 2009
    • 9705

    معا للوصول إلى النفس المطمئنة











    معا للوصول إلى النفس المطمئنة


    بالأمس القريب استقبلنا عام 1433 هـ الذى مرت أيامه سريعة وغدا نستقبل عام هجرى جديد هو عام 1434 هـ
    وفي البداية يجب أن نتوقف عند مشهد يومي يستمر إلى قيام الساعة
    وهو طلوع الشمس وغروبها والوقفة هنا تذكرنا أن هذه الدنيا ما هي إلا رحلة مهما طالت ستنتهي يوماً ما

    ويجب أن نتوقف أيضاً عند المشهد الشهرى حيث نشاهد مولد الهلال الذى يولد كما يولد الصغار
    ثم تكون عملية النمو شيئا فشيئا كما ينموا المولود الجديد ويكبر وتكتمل
    ذلك مثل أكتمال البدر وهى مرحلة ترمز لمرحلة الشباب ثم يأخذ البدر في التناقص وينتهى إلى الظلام

    وهكذا يكون عمر الإنسان حيث يكون وفي بداية كل عام تطلعات وأمنيات
    قد يتحقق بعضها وقد يكون الموت المفاجيء سبباً في عدم تحقيق الكثير من تلك الأمنيات والتطلعات

    وبما أننا نستعد لوداع عاما يلفظ انفاسه الأخيرة وفى نفس الوقت نستقبل عاما جديدا
    نجد التهاني قد إنهالت بين المسلمين ولكن قبل التهاني
    هل فكرنا وسألنا أنفسنا ماذا أودعنا في عامنا المنصرم وبماذا نستقبل عامنا الجديد ؟

    من حق المسلم أن يفرح ولكن يجب أن تكون الفرحة مقرونة بفكر وواقعية ومواعظ كثيرة أهمها :
    هل عرف كل منا أن اليوم الذي يأتى هو هدم ليوم مضى؟
    وأن الشهرالذى يأتى هو هدم لشهر مضى؟
    والعام الذى يأتى هو هدم لعام مضى ؟
    وإن ما مضى لن يعود ابدا
    فالسنة تأخذ من أعمارنا وتكون بداية الهدم وتقربنا من القبر فكيف نفرح وأعمارنا تقودنا إلى الأجل المحتوم والموت المحقق ؟

    وهل توقفنا وتعمقنا في قول ابن عباس رضى الله عنه :
    ( كيف نفرح والموت من ورائنا ، والقبور أمامنا ، والقيامة موعدنا ، وعلى جهنم طريقنا ، وبين يدّي ربّنا موقفنا )

    وهل توقفنا أكثر وأعمق عند وصية المصطفى صلى الله عليه سلم البليغة لابن عمر :
    ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل )

    إن الإنسان الكيس الفطن لابد أن يحاسب نفسه فبل أن يحاسبه الله وييصحح من أخطائه أولا بأول
    والحساب يكون يومى وشهرى وسنوى ليرى مجمل أعماله هل تساوت كفتى الميزان ونجتهد لزيادة الحسنات
    أم رجحت كفة الحسنات فأزيد فأكون من الناجين المحسنين
    أم فاضت كفة السيئات فأجتهد واتيع السيئة الحسنة تمحوها

    قال تعالى:
    (بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ , وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)
    القيامة : 15:14

    عن أبي ذرٍّ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عنهُ قالَ قالَ لي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ :
    (اتَّقِ اللَّهَ حيثُما كنتَ وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها وخالِقِ النَّاسَ بخلقٍ حسنٍ)
    الراوي: أبو ذر الغفاري
    المحدث :ابن حجر العسقلانى
    خلاصة حكم المحدث: حسن







    وبناء عليه يجب على كلا منا الوقوف مع النفس لحسابها على ما كان منها وما يجب تصحيحه أو الاقلاع عنه
    وما يجب زيادته من الخيرات فهذه من وسائل علاج النفس لتحريرها
    فإذا كانت النفس أمارة بالسوء وجب علاجها


    والنفس الأمارة هي النفس التي تحث وتحض على فعل السـوء وتزينـه لصاحبــها
    حتى يظن أن فيه سعـادته الحقيقية وما يعلم أن فيه شقاؤه وهلاكه

    أن النفس الأمارة بالسوء تتأثر بالعقل والعقل يتأثر بالمدركـــات الحسية
    كالنظر والسمع واللمس والشم وهذه المدركــات تتجمع في العقل وتكون الرغبــة
    التي تصل إلى النفس الأمارة بالســوء فتبدأ بدفعك للوقوع في المنكرات

    قال تعالى :
    {.. إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ..}
    يوسف: 53

    (كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع،
    واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، يصدق ذلك الفرج ويكذبه)

    الراوي: أبو هريرة
    المحدث : السيوطى
    المصدر: الجامع الصغير
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    فالقلب لم يقع في المعصية إلا بعد إثارة المقدمات الحسية التى تدفعه لفعل المنكرات
    مثل مشاهدة الافلام وسماع الموسيقى والدخول إلى المواقع المخلة بالادب وجلساء السوء وغيرها كثير

    والفرق بين تسويــل النفس ووسوسة الشيطان
    أن النفس تظل تسول لك نفس جنس المعصية
    أما الشيطــان فهو لص الإيمان يحاول أن يوقعك في أي معصية أي كانت حتى يشغلك عن طاعة الله

    وهذه يجب علاجها بالتطهر من شوائبها والقرب من الله وقراءة القرآن ومجالسة الصالحين
    والبعد عما نهى الله عنه وأن يجدك الله حيث أمرك ولا يجدك حيث نهاك
    وهذا يحتاج جهد ومصابرة وأخلاص إذا كنت تريد الخلاص
    حتى ترتقى نفسك وتصبح لوامة

    و النفس اللوامة التي كلما وقع العبد في محظور لامته عليه حتى يُســارع بالتوبـــة والاستغفــار
    قال تعالى
    {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ}
    القيامة: 2
    ولا يقسِم الباري بشيء إلا لعلو قدره ورفيع منزلته عند الله تعالى






    علاقة النفس اللوامة بالعقل

    والعلاقة بينهما أقوى من العلاقة بين العقل والنفس الأمارة بالسـوء
    فتأثر العقل بالمدركات الحسية يكون أقل من تأثره في حالة النفس الأمارة بالســـوء
    لأنه إلى جانب المعاصي التي رأتها عيناه وأدركتها بقية حواسه
    فإنه قد قام ببعض الأعمال الصالحة من تلاوة قرآن واستماع للمواعظ
    فصار لدى عقل جانبان:
    جانب يدعوه إلى الخيـــر وتقوى الله
    وآخر يدعــوه إلى الشر بالوقوع في المعصية


    وتظل النفس اللوامة تلومه على أفعاله السيئة
    فإن استجــاب لتأنيب ضميره وأصلح من نفسه كانت نفسه أقرب إلى النفس المطمئنة منها إلى النفس الخبيثة
    أما إن تركها لتغرق عادت النفس من مرحلة النفس اللوامة إلى مرحلة النفس الأمارة بالسوء

    فإذا إنصلحت النفس أصبحت نفسا مطمئنة وهذا هو الهدف الأسمى لجميع المؤمنين

    و النفس المطمئنة هي نفس قد لجأت إلى الله تعالى واطمأنت إليــه ورضيت عنه
    فأثابها الكريـــم سبحـــانه بأبلغ ثواب وأجزل عطـــاء بما تُغبط عليه في الدنيــا والآخرة






    وهذه هي مرحلة الصدق مع النفس
    (الاطمئنـان)
    التي يهفو إليها جميع البشر وليس المسلمون منهم فحسب
    ولا ينال النفس المطمئنة إلا المؤمن الموحد ولا يحصل عليها كــافر أو مجرم بعيد عن الله سبحانه وتعالى.
    لأن دين الإسلام هو الدين الوحيـــد الذي يحكم بين متطلبات العقل والروح
    أما البعيدون عن طريق الله سبحانه وتعالى فإنهم يقومون بإلهاء أنفسهم بشتى الطرق
    حتى لا تصطدم نفسه بعقله الراكد في شهوات الحس ويحدث بينهما صراع

    قال تعالى
    {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (*) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (*) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (*) وَادْخُلِي جَنَّتِي}
    الفجر :30:27

    وهذا هو المراد من رب العباد دخول جنة الرحمن والبعد عن النيران

    ولكن كيف نصل إلى النفس المطمئنة؟
    إن الإنسان إذا وصل إلى مرحلة النفس المطمئنة لن يكون بمعزلٍ عن الخطايــا
    لأن كل بني آدم يعتريهم النقص والخطأ إنما إذا سعيت للتحلي بصفــات أصحاب النفس المطمئنة
    ستنــال الاطمئنان النفسي في الدنيـــا والراحــــة الأبديـــــة في الآخـــرة

    وصفات أصحاب النفس المطمئنة هى:
    1
    الإخــلاص
    أن يكون في عناية الله تعالى ومعيته أي إنه ليس كثيــر التعثُر وأحواله ليست مضطربة أو متباينة
    كما قال ابن الجوزي " إنما يتعثر من لم يخلص"

    ويتضمن الاخلاص لله
    - بـذل المجهود في الطــاعة
    - أن يكون حريصًا على إسرار الأعمال
    إلا على ما ينبغي إظهاره مثل الصلاة والدعوة والجهاد
    - الحرص الشديــد على إصلاح العمل وإتقانه وإحسانه
    لأنه يعيش لله وباللهلا لنفسه فكل ما يفعله يبذله لوجه الله
    - وجل القلب وخوفه من عدم القبــول

    واعلم أنه لن يُنجيــك إلا الصدق والإخلاص

    2
    المتابعة لهدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم

    فصاحب النفس المطمئنة يتبع النبي حذو القُذة بالقُذة حتى تطغى محبته للنبي على حب المال والولد وحتى النفس

    عن أنس قال: قال رسول الله
    "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ"
    [متفق عليه]

    وعلامة الاتباعشدة الحرص على معرفة سنته وأحواله وسيـرته والإقتــداء به

    3
    الرضــا عن الله تعالى

    فعندما يذوق طعم الإيمان يمر عليه البلاء وهو مطمئن ساكن هاديء
    عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله


    "ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا"
    رواه مسلم

    4
    شدة محبة الله تعالى وتعظيمه

    فقد صبغت حياته بصبغة جميلة من حسن الظن بالله تعالى
    إذا ابتلاه يصبر ويرضى وإذا أنعم عليه يشكره ربِه ويحمده على نعمه
    فهو سبحــانه رب ودود يتودد إلى عبــاده الصالحين
    قال تعالى

    {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}
    مريم: 96

    وعلامات محبتك لله تعالى هى:
    - الأنس بالله تعالى في الخلوة ..
    - التلذذ بتلاوة كلام الله ..
    - كثرة اللهج بذكر الله
    - موافقة العبد ربَّه فيما يُحب ويكره

    5

    الصدق

    ولن ينفعك في التعامل مع الله سوى الصدق فالصدق هو ما يجعلك تعيش مطمئنًا
    عن رسول الله قال:

    "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة"
    رواه أحمد وصححه الألباني


    وللصدق انواع هى :
    - الصدق مع الله تعالى ويكون
    صدقا في الأقوال فلا ينطق لسانك إلا صدقا

    وصدقًا في الأحوال فلا تراوغ ولا تتلون
    وصدقًا في الأعمال بأن تكون مخلصا لله تعالى متبعا لهدي النبي في أعمالك


    - الصدق مع النفس
    بأن يكون بينه وبين نفسه مصالحة فيما يعتقده وما يفعله وأن ينصح نفسه
    حتى لا تميـل مع الشهوات وتركن إليها

    فيحاسب نفسه قائلاً:
    يـــا نفسُ، أخلصي تتخلصي واصدقي تصلي إلى شواطيء الطمأنينة وتبتعدي عن الريب والشكوك

    - الصدق مع النــاس
    فلا يظهر أمام الناس بوجه مختلف عن الوجه الذي بينه وبين الله تعالى
    ووهناك صفات أخرى مثل:

    - التقوى
    - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    - الإحسان إلى عبـــاد الله
    - الولاء والبــراء
    - حسن الخلق

    هيا بنا نجلس الليلة للدعاء و نسأل الله تعالى أن يمُن علينا بهذه الصفات وأن يجعلنا من أصحـــاب النفوس المطمئنة
    وأن تصل فى العام الجديد لمرتبة النفس المطمئنة

    (اللهم إني أسالك نفسا مطمئنة، تؤمن بلقائك، و ترضى بقضائك، و تقنع بعطائك)










    التعديل الأخير تم بواسطة الثمال; 17-11-2012, 07:39 PM. سبب آخر: جزاك الله خيرا ........ شعار
  • kamer14
    متميزة ركن الحلويات
    • Aug 2010
    • 1551

    #2
    اللهم ارزقنا نفسا مطمئنة راضية مرضية

    حري بالمؤمن أن يحاسب نفسه

    و حري به أن يسموا بنفسه و يأخذ بها لبر الأمان

    مجهود رااائع غاليتي لا حرمك الله الأجر

    تعليق

    • بنت النيل 4
      مساعدة مشرفة روضة السعداء
      • Jul 2009
      • 9705

      #3
      [QUOTE=kamer14;13064676]اللهم ارزقنا نفسا مطمئنة راضية مرضية

      حري بالمؤمن أن يحاسب نفسه

      و حري به أن يسموا بنفسه و يأخذ بها لبر الأمان

      مجهود رااائع غاليتي لا حرمك الله الأجر

      غاليتى / قمر


      تعليق

      • العجورية
        بالعلم نرتقي
        • Aug 2007
        • 6773

        #4
        اللهم ارزقتا نفساً مطمئنه هادئه راضيه بما قسم الله




        تعليق

        • الثمال
          رئيسة الأركان التعليمية-مشرفة ركني الروضة ودار لك للتحفيظ -محررة في موقع لكِ
          • Mar 2002
          • 44054

          #5
          جزاك الله خيرا

          تعليق

          • { أم أنـــس }
            كبار الشخصيات
            • Mar 2007
            • 18627

            #6
            رائع غاليتي

            جزاك الله خيرا على كل كلمة كتبتبها

            تعليق

            • بنت النيل 4
              مساعدة مشرفة روضة السعداء
              • Jul 2009
              • 9705

              #7
              [QUOTE=العجورية;13066131]
              اللهم ارزقتا نفساً مطمئنه هادئه راضيه بما قسم الله





              غاليتى / العجورية


              تعليق

              • بنت النيل 4
                مساعدة مشرفة روضة السعداء
                • Jul 2009
                • 9705

                #8
                [QUOTE=ثِمال;13068151]جزاك الله خيرا





                غاليتى / ثمال

                تعليق

                • بنت النيل 4
                  مساعدة مشرفة روضة السعداء
                  • Jul 2009
                  • 9705

                  #9
                  [QUOTE={ أم أنـــس };13068426]رائع غاليتي

                  جزاك الله خيرا على كل كلمة كتبتبها




                  غاليتى / أم أنس

                  تعليق

                  • عفوك إلهي أرجو
                    كبار الشخصيات
                    • Jun 2009
                    • 6353

                    #10
                    بارك الله فيكِ أختي بنت النيل



                    : )



                    النفس المطمئنَّة: هي إحدى درجات النَّفس الإنسانيَّة، التي ترتقي بأعمالِها من حال النَّفس الأمَّارة بالسوء، حتَّى تصل إلى مرتبة الاطمِئْنان.

                    والطمأنينة: هي سكون القلب إلى الشيء، وعدم اضطِرابه وقلقه؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((البر ما سكنت إليه النفس، و اطمأن إليه القلب ))؛ أي: سكن إليْه، وزال عنه اضطِرابه وقلقه.

                    وجعل الله - سبحانه - الطمأنينة في قلوب المؤمنين ونفوسهم، وجعل الغِبْطة والبشارة بدُخُول الجنَّة لأهل الطمأنينة، فطوبى لهم وحسن مآب.

                    والطمأنينة: سكونٌ يُثْمر السَّكينة والأمن.

                    والفرق بين الطُّمأنينة والسكينة: أنَّ الطمأنينة أعمُّ وأشمل، وتكون في العلم واليقين؛ ولهذا اطمأنَّت القلوب بالقرآن، أمَّا السكنية، فإنَّها ثبات القلْب عند هجوم المخاوف عليْه، وسكونه وزوال قلقِه واضطرابه.

                    والنفس المطمئنة: هي النفس التي سكنت واستقرَّت في مقام الاطمئنان والسَّكينة والأمن.

                    وتَمتاز النَّفس المطمئنة بالسَّكينة، والتَّواضع، والإيثار، والرِّضا، والصبر على الابتِلاء، والتوكل، وتَسير بمقتضى الإيمان إلى التوحيد والإحسان، والبر والتقوى، والصبر والتوبة، والإقبال على الله.


                    والنَّفس المطمئنَّة: هي النفس التي تجد أمْنَها وسكينَتَها مع ذكر الله ؛ {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ} [الرعد: 28]؛ أي: تطيب وتركَن إلى جانب الله، وتسكُن عند ذِكْره، وترضى به مولًى ونصيرًا.

                    ثم يؤكِّد - سبحانه -: أنَّ اطمِئْنان القلوب لا يتمُّ إلا بذِكْره؛ .

                    والنَّفس المطمئنَّة: نفس متوازنة، متفاعلة، متكامِلة الجوانب، لا يغلب عليها الحسُّ، فتتصرَّف وفقًا لغرائزِها، ولا يطغى عليْها العقْل، فتتصرَّف وفْقًا لمقولات مجرَّدة منطقيَّة؛ إنَّما هي تتصرَّف وفْقًا لإرادةٍ حرَّة من خلال أشْكال جماليَّة: عمل فني، عمل أخلاقي، عمل علمي.

                    : )
                    سمات النفس المطمئنة:
                    ولكيْ تُحقِّق هذه النَّفس التَّوازُن والاستِقْرار، فلَهَا سمات تتَّسم بها:
                    1- الوحدة في ملكاتِها، وعدم التَّنافُر بين فعلِها وإيمانِها الدَّاخلي؛ أي: بين الفعل والقوْل، الدَّاخل والخارج.
                    2- أنَّها نفس بسيطة، رقيقة، تلقائية، وبهذه الصِّفات تلمس الأشْياء بِحواسِّها الدَّاخليَّة، بِمعنى أنَّها تمتلِك نورًا بِداخِلِها، يبصِّرها بحقائق الأمور.
                    3- تتَّسم بالابتِكار والأصالة، فهي دائمًا متجدِّدة مُبدعة، تبتعِد فيها عن النَّظْرة الضيِّقة المحدودة.

                    4- النَّفس المطمئنَّة نفسٌ حرَّة، لا تخضع إلاَّ لقانون الإنسانيَّة الفطري، الذي دعاها الله له في خاتم رسالته: "اقرأ"، فالقراءة: قراءةٌ لكلِّ ما في الوجود من أشياءَ وجبالٍ، وبحار وأناسٍ، وعلاقاتٍ، تُفْهَم جميعًا؛ لتثْمِر القراءةُ علمًا وثقافةً وفنًّا وفلسفةً، وشرْطُ القِراءة الحرِّيَّة.
                    5- النَّفس المطمئنَّة نفسٌ راضية.
                    6- من سماتِها: أنَّها لا تحكم على الآخرين، وتنشغِل بإصْلاح عيوبِها.
                    7- لا تقبل أن تُجَرَّ وتندفع في مهاترات ومجادلات، توقعها في الخطأ في حقِّ النَّاس، مِن سبٍّ وشتائمَ وحُكْم خاطئ، يُفْقِدها طاقتَها النُّورانيَّة التي وهبها الله لها.




                    ( مقالة لـ ناهد الخراشي ,,,, وقد عدلت فيها )


                    أحاديث الجنة تغريني ,,,,,, تبكيني شوقًا لأعنابها وخمرها
                    ربي حلم الجنة يتفاقم بداخلي ,,, فارزقني إياها ومن أحب يا الله




                    ​​











                    .
                    .

                    تعليق

                    • بنت النيل 4
                      مساعدة مشرفة روضة السعداء
                      • Jul 2009
                      • 9705

                      #11
                      [QUOTE=عفوك إلهي أرجو;13069493]
                      بارك الله فيكِ أختي بنت النيل



                      : )



                      النفس المطمئنَّة: هي إحدى درجات النَّفس الإنسانيَّة، التي ترتقي بأعمالِها من حال النَّفس الأمَّارة بالسوء، حتَّى تصل إلى مرتبة الاطمِئْنان.

                      والطمأنينة: هي سكون القلب إلى الشيء، وعدم اضطِرابه وقلقه؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((البر ما سكنت إليه النفس، و اطمأن إليه القلب ))؛ أي: سكن إليْه، وزال عنه اضطِرابه وقلقه.

                      وجعل الله - سبحانه - الطمأنينة في قلوب المؤمنين ونفوسهم، وجعل الغِبْطة والبشارة بدُخُول الجنَّة لأهل الطمأنينة، فطوبى لهم وحسن مآب.

                      والطمأنينة: سكونٌ يُثْمر السَّكينة والأمن.

                      والفرق بين الطُّمأنينة والسكينة: أنَّ الطمأنينة أعمُّ وأشمل، وتكون في العلم واليقين؛ ولهذا اطمأنَّت القلوب بالقرآن، أمَّا السكنية، فإنَّها ثبات القلْب عند هجوم المخاوف عليْه، وسكونه وزوال قلقِه واضطرابه.

                      والنفس المطمئنة: هي النفس التي سكنت واستقرَّت في مقام الاطمئنان والسَّكينة والأمن.

                      وتَمتاز النَّفس المطمئنة بالسَّكينة، والتَّواضع، والإيثار، والرِّضا، والصبر على الابتِلاء، والتوكل، وتَسير بمقتضى الإيمان إلى التوحيد والإحسان، والبر والتقوى، والصبر والتوبة، والإقبال على الله.


                      والنَّفس المطمئنَّة: هي النفس التي تجد أمْنَها وسكينَتَها مع ذكر الله ؛ {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ القُلُوبُ} [الرعد: 28]؛ أي: تطيب وتركَن إلى جانب الله، وتسكُن عند ذِكْره، وترضى به مولًى ونصيرًا.

                      ثم يؤكِّد - سبحانه -: أنَّ اطمِئْنان القلوب لا يتمُّ إلا بذِكْره؛ .

                      والنَّفس المطمئنَّة: نفس متوازنة، متفاعلة، متكامِلة الجوانب، لا يغلب عليها الحسُّ، فتتصرَّف وفقًا لغرائزِها، ولا يطغى عليْها العقْل، فتتصرَّف وفْقًا لمقولات مجرَّدة منطقيَّة؛ إنَّما هي تتصرَّف وفْقًا لإرادةٍ حرَّة من خلال أشْكال جماليَّة: عمل فني، عمل أخلاقي، عمل علمي.

                      : )
                      سمات النفس المطمئنة:
                      ولكيْ تُحقِّق هذه النَّفس التَّوازُن والاستِقْرار، فلَهَا سمات تتَّسم بها:
                      1- الوحدة في ملكاتِها، وعدم التَّنافُر بين فعلِها وإيمانِها الدَّاخلي؛ أي: بين الفعل والقوْل، الدَّاخل والخارج.
                      2- أنَّها نفس بسيطة، رقيقة، تلقائية، وبهذه الصِّفات تلمس الأشْياء بِحواسِّها الدَّاخليَّة، بِمعنى أنَّها تمتلِك نورًا بِداخِلِها، يبصِّرها بحقائق الأمور.
                      3- تتَّسم بالابتِكار والأصالة، فهي دائمًا متجدِّدة مُبدعة، تبتعِد فيها عن النَّظْرة الضيِّقة المحدودة.

                      4- النَّفس المطمئنَّة نفسٌ حرَّة، لا تخضع إلاَّ لقانون الإنسانيَّة الفطري، الذي دعاها الله له في خاتم رسالته: "اقرأ"، فالقراءة: قراءةٌ لكلِّ ما في الوجود من أشياءَ وجبالٍ، وبحار وأناسٍ، وعلاقاتٍ، تُفْهَم جميعًا؛ لتثْمِر القراءةُ علمًا وثقافةً وفنًّا وفلسفةً، وشرْطُ القِراءة الحرِّيَّة.
                      5- النَّفس المطمئنَّة نفسٌ راضية.
                      6- من سماتِها: أنَّها لا تحكم على الآخرين، وتنشغِل بإصْلاح عيوبِها.
                      7- لا تقبل أن تُجَرَّ وتندفع في مهاترات ومجادلات، توقعها في الخطأ في حقِّ النَّاس، مِن سبٍّ وشتائمَ وحُكْم خاطئ، يُفْقِدها طاقتَها النُّورانيَّة التي وهبها الله لها.




                      ( مقالة لـ ناهد الخراشي ,,,, وقد عدلت فيها )




                      غاليتى بارك الله فيك



                      تعليق

                      • سمو الحياة
                        كبار الشخصيات
                        • Jun 2008
                        • 9466

                        #12
                        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                        جزاك الله خير الجزاء أختي بنت النيل
                        ،’
                        اللهمّ اجعل سرائرنا خير من ظاهرنا
                        وما أقبل من أيام عامنا خير ممّا أدبر
                        اللهمّ اجعل أنفسنا مطمئنة بقربك راضية بحكمك ترجو عفوك ومغفرتك ونصرك وعزك
                        ،’

                        الحمد لله رب العالمين
                        اللهم صلِ وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين







                        تعليق

                        • بنت النيل 4
                          مساعدة مشرفة روضة السعداء
                          • Jul 2009
                          • 9705

                          #13
                          [QUOTE=سمو الحياة;13070772]وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                          جزاك الله خير الجزاء أختي بنت النيل
                          ،’
                          اللهمّ اجعل سرائرنا خير من ظاهرنا
                          وما أقبل من أيام عامنا خير ممّا أدبر
                          اللهمّ اجعل أنفسنا مطمئنة بقربك راضية بحكمك ترجو عفوك ومغفرتك ونصرك وعزك
                          ،’





                          غاليتى / سمو الحياة
                          آمين


                          تعليق

                          • ندى الإخاء
                            لجنة مشروع جوال لكِ "سفيرة متميز لبلدها"
                            • May 2007
                            • 6060

                            #14
                            كلمة روعة قليلة بحقك ياغالية
                            نسأل الله أن يرزقنا نفسا مطمئنة راضية
                            عالمفضلة للقراءة بتأن وروية مرات عديدة الله يسعدك ياارب


                            تعليق

                            • بنت النيل 4
                              مساعدة مشرفة روضة السعداء
                              • Jul 2009
                              • 9705

                              #15
                              [QUOTE=ندى الإخاء;13099960]كلمة روعة قليلة بحقك ياغالية
                              نسأل الله أن يرزقنا نفسا مطمئنة راضية
                              عالمفضلة للقراءة بتأن وروية مرات عديدة الله يسعدك ياارب





                              غاليتى / ندى
                              بارك الله فيك



                              تعليق

                              يعمل...