

نعمة الأولاد من أعظم النعم التي يمن الله بها عزوجل على عباده فهم منحة إلهية وهبة ربانية
فهم زينة الحياة الدنيا وزهرتها وهم أمانة في أعناق الوالدين
قال الله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)
التحريم/6 .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
(كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ،
وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ..)
رواه البخاري ومسلم.
فالإحسان إلى الأولاد وتربيتهم أمانة فعلينا أداء هذه الأمانة على الوجه الصحيح
ولا نقصر في تربيتهم فالتقصير غش وخيانة ووعيد من رب العالمين
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
(مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)
رواه مسلم
قال ابن القيم رحمه الله :
" فمَن أهمل تعليم ولده ما ينفعه ، وتركه سدى : فقد أساء إليه غاية الإساءة ، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبَل الآباء ،
وإهمالهم لهم ، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه ؛ فأضاعوهم صغاراً .......
إلى أن قال : "وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه، وإعانته على شهواته،
وهو بذلك يزعم أنه يكرمه وقد أهانه، ويرحمه وقد ظلمه، ففاته انتفاعه بولده ، وفَوَّت على ولده حظه في الدنيا والآخرة ...
إلى أن قال رحمه الله : وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء "
انتهى من "تحفة المودود بأحكام المولود"

إن للأولاد على الآباء حقوقاً لابد أن يراعوها ، وهذه الحقوق كثيرة منها :
1- حسن اختيار الزوج لزوجته ، والزوجة لزوجها ،
فالرجل يختار المرأة التي تصلح أما لأولاده في المستقبل ، والمرأة تختار الرجل الذي يصلح أباً لأولادها .
2- حسن تسمية الولد ورعايته وتوفير احتياجاته الأساسية من الطعام والشراب والملبس
والمسكن على حسب الطاقة والوسع بغير تقتير ولا إسراف .
3- ومن أهم حقوق الأولاد على الآباء :
حسن تربيتهم ورعايتهم في أخلاقهم وسلوكهم وأدائهم لأمور دينهم على الوجه الذي يرضي الله ،
ومتابعتهم في أمور دنياهم بما يهيئ لهم المعيشة الصالحة الكريمة .

تعليق