


الحمد للّه، نستعينه، ونستغفره، ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا، من يهده اللّه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
الله سبحانه وتعالى أيد أنبياءه بمعجزات والمعجزة هي أمور خارقة
وغالبًا ما تكون من جنس ما برع فيه قوم النبي فقوم موسى برعوا في السحر فجعل الله موسى يلقي عصاه فتتحول إلى ثعبان مبين
وقوم عيسى برعوا في الطب فداوى عيسى الأبرص والأعمى وأحيا الموتى بإذن الله
وبرع العرب في البلاغة والشعر فأنزل الله إليهم القرآن فكان معجزة لهم عجزوا أن يأتوا بسورة من مثله
لقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم أميا لا يعرف القرأة أو الكتابة
ولكن كانت معجزته الأولى
القرءان الكريم
كتاب محكم الآيات نزله الله سبحانه وتعالى بواسطة الروح الأمين
على خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
وجعله محفوظا من التغير أو التبديل أو التحريف ليوم الدين
قال تعالى:
( الر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ)
(1) يونس
قال تعالى:
( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
(9) الحجر
قال تعالى:
( ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)
(1) ق
فالقرآن الكريم هو كلام الله ومعجزته الخالدة لنبيه محمد
أنزله في أهل البلاغة فأعجزهم
وتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا
وتحداهم أن يأتوا بآية فعجزوا
وهو حبل الله المتين فمن تمسك به نجاه، ومن اتبعه هداه إلى صراط مستقيم
وهو محفوظا فى الصدور ليوم الدين
قال تعالى :
( وَمَا كَانَ هَٰذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَىٰ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
( 38:37) يونس
ومن معجزات القرءان السبع المثانى
لقوله تعالى :
( وَلَقَدْ ءَاتَيْنَـاكَ سَبْعًا مّـِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ )
[ الحجر : 87 ]
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )
رواه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(والذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها إنها السبع المثاني)
ورواه الترمذي عن قتيبة عن الدراوردي عن العلائي عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه

كما أعطى الله سبحانه وتعالى رسوله الخاتم خمس من المعجزات
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أُعْطِيتُ خمسًا، لم يعطهن أحد قبلي:
نُصِرتُ بالرعب مسيرة شهر، وجُعِلَت لي الأرض مسجدًا وطهورًا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل،
وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة)
البخاري ومسلم
1
معجزة :نصرت بالرعب
نصرت بالرعب مسيرة شهر بأن أعداءه يقذف الله في قلوبهم الرعب وهو منهم على مسيرة شهر
قال ابن حجر في فتح الباري:
أنه لم يوجد لغيره النصر بالرعب في هذه المدة ولا في أكثر منها
2
معجزة :جعلت له الارض مسجدا وطهور
تفضل الله على هذه الأمة الإسلامية وخصها بأن جعل لها الارض مسجدا وطهورا دون سائر الأمم
فأيما عبد مسلم أدركته الصلاة يصلى في أي مكان فلا معابد ولا كنائس
إن لم يجد الماء تيمم الصعيد الطيب وصلى حيث كان
وإن لم يعلم جهة القبلة بعدأن اجتهد في ذلك صلى
3
ومعجزة : أحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي
هذا من رحمة الله بهذه الأمة
فإن الأمم السابقة كانوا يجمعون الغنائم ثم تأتي نار من السماء فتحرقها
4
معجزة : وأعطيت الشفاعة
وشفاعته صلى الله عليه وسلم أنواع :
الشفاعة العُظمى لأهل الموقف أي أنها لجميع أهل المحشر كما في حديث الشفاعة الطويل
شفاعته في أقوام قد تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيشفع فيهم ليدخلوا الجنة
شفاعته في أقوام آخرين قد أُمِر بهم الى النار ان لا يدخلونها وهم من أهل التوحيد
شفاعته في رفع درجات من يدخل الجنة فيها فوق ما كان يقتضيه ثواب أعمالهم
شفاعتة في أقوام أن يدخلوا الجنة بغير حساب
شفاعة في تخفيف العذاب عمن يستحقه ،كشفاعته في عمه أبي طالب أن يخفف عنه عذابه
شفاعته أن يُؤذن لجميع المؤمنين في دخول الجنة
شفاعته في أهل الكبائر من أمته ممن يدخل النار فيخرجون منها
5
معجزة : وبعثت إلى الناس عامة
كان النبي من الأنبياء يُبعث إلى قومه خاصة لأن بعده أنبياء
أما نبينا صلى الله عليه وسلم فبُعث إلى الناس عامة بل إلى الثقلين إذ هو خاتم الأنبياء فلا نبي بعده
قال سبحانه وتعالى :
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ )
وقال تبارك وتعالى :
( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )
وقال عليه الصلاة والسلام :
(والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني
ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به ، إلا كان من أصحاب النار)
رواه مسلم

معجزة: إنشقاق القمر
قال تعالى :
( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)
(1) القمر
من المعجزات التي أيَّد الله بها نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم معجزة انشقاق القمر إلى شقين
حتى رأى بعض الصحابة جبل حراء بينهما
وكان وقوع هذه المعجزة قبل الهجرة النبوية عندما طلب منه كفار مكة آية تدل على صدق دعوته
ففي الحديث :
( أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية ، فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما )
متفق عليه
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
( انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا )
متفق عليه

معجزة : الإسراء والمعرج:
قال تعالى : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
(1) الإسراء
والمقصود بمعجزة المعراج تشريف الرسول الأعظم باطلاعه على عجائب العالم العلوي وتعظيم مكانته وأما اعتقاد بعض الضالين
معجزة الإسراء ثابتةٌ بنص القرءان والحديث الصحيح فيجب الإيمان بأن الله أسرى بالنبي ليلاً من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى
وقد أجمع أهل الحق من سلف وخلف ومحدثين ومتكلمين ومفسرين وعلماء وفقهاء على أنّ الإسراء كان بالجسد والروح .
لما اشتد إيذاء المشركين للرسول أراد الله -عز وجل- أن يخفف عن رسوله، وأن يقربه منه، فكانت رحلة الإسراء والمعراج
حيث جاء جبريل -عليه السلام- إلى الرسول ومعه البراق فركبه الرسول
وأسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى حيث صلى إمامًا بالأنبياء جميعًا
ثم عرج به إلى السماوات العلى وفي تلك الرحلة المباركة فرض الله الصلاة، ثم عاد الرسول إلى مكة في نفس الليلة.

معجزة تكثير الطعام القليل:
في غزوة الأحزاب حاصر المشركون المدينة، وكان الرسول وأصحابه يحفرون خندقًا حول المدينة حتى يمنعوا المشركين من دخولها.
واشتد الأمر بالمسلمين حتى نفد الطعام، وأصاب الرسول وأصحابه جوع شديد
فأراد جابر بن عبد الله- رضي الله عنه- أن يطعم الرسول وأصحابه، وليس عنده إلا قليل من الشعير وشاة صغيرة.
فذهب جابر إلى رسول الله وطلب منه أن يأتي هو وعدد قليل معه، فنادى الرسول في الناس:
(إن جابرًا قد صنع لكم سورًا (طعامًا) فحيهلا بكم).
وأمر الرسول جابرًا أن ينتظر في إعداد الطعام حتى يأتيهم، وجاء الرسول وبارك في الطعام وظل الصحابة يدخلون جماعات جماعات حتى أكلوا جميعًا، وبقي الإناء كما هو، يقول جابر -رضي الله عنه-: والله لقد كانوا يومئذ ألفًا
[البخاري] .

معجزة: حنين جذع النخلة إليه :
كان الرسول يخطب مستندًا إلى جذع نخلة، فلما صنع الصحابة له منبرًا
فترك الجذع ووقف الرسول يخطب فوق المنبر فسمع الصحابة صوتًا يشبه صوت الناقة فعلم النبي
أن الجذع يبكي حزنًا على فراق الرسول حتى جاء النبي ( ووضع يده عليه فسكن )
[أحمد والترمذي]
واخيرا
هذه معجزات الله التى أيد بها رسوله الخاتم المبعوث رحمة للعالمين
فمن أنكرها عليه حشره الله مع فرعون وهامان
ويارب من تطاول عليه أجعل جهنم له مستقرا ومقاما
وأختم بكلمات أعجبتنى فى مدح الحبيب المصطفى
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
كل القلوب إلي الحبيب تميل *** ومعي بذلك شاهد و دليل
أما الدليل إذا ذكرت محمداً*** صارت دموع العاشقين تسيل
يا سيد الكونين يا علم الهدى***هذا المتيم في حماك نزيل
لو صادفتني من لدنك عناية*** لأزور طيبة و النخيل جميل
هذا رسول الله هذا المصطفى*** هذا لرب العالمين رسول
هذا الذي رد العيون بكفه *** لما بدت فوق الخدود تسيل
هذا الغمامة ظللته إذا مشى *** كانت تقيل إذا الحبيب يقيل
هذا الذي شرف الضريح بجسمه *** منهاجه للسالكين سبيل
يارب إني قد مدحت محمداً*** فيه ثوابي وللمديح جزيل
صلى عليك الله يا علم الهدى *** ما حن مشتاق وسار دليل

تعليق