

الحمد لله رب العالمين حمداً كما ينبغي لجلال وجهه
وعظيم سلطانه ، أن جعلنا مسلمين
وجعل نبينا محمد بن عبد الله رسول الله أشرف خلق الله أجمعين
إمام الأنبياء والمرسلين ، سيد الشُّفعاء يوم الدين
من مَدحَه ربُّ العالمين من فوقِ سبعِ سمواتٍ مدْحاً يُغنيهِ عن أيِّ إطراء
ويدفعُ عنه شبهاتِ المُغرضين وإساءةِ المُسيئين
قال تعالى "وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" (القلم)

والحمد لله أن جعل أمة الإسلام أمةً نابضةً قلوبُها بحب الله سبحانه
وحب حبيبه رسول الهدى ، الرَّحمة المُهداة إلى البشر كافة
يذودون عنه عنه ويفدونه بأرواحهم وكل غالٍ نفيس
والحمد لله أن جعل في هذه الأمة المخلصين من علمائها
ينيرون بصائر الناس ويوجِّهونهم للخير
ما نراه من الهجوم السافر على الإسلام وما يمثله من قيم
ليس بجديدٍ؛ فالهجمة الشرسة بدأت منذ بدءِ الرسالة المحمدية
على صاحبها أفضل الصلاة وأتمّ التسليم
بدأت من كفار قريش إلى يومنا هذا ؛ متخذةً أساليبَ عدةٍ وطرقٍ كثيرة
ولكن الأساليب اتخذت منحىً خطيراً ومنعطفاً لا يجب السكوت عليه
لأنها أصبحت تمسُّ شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يتبع ذلك
من التعرض لشخصه الكريم والنيل من عرضه والسخرية والاستهزاء
وإطلاق الشبهات والمغالطات عليه إلى حد البذاءة
مما يدل دلالةً واضحة حجم المؤامرة التي تُحاك ضد الإسلام والمسلمين
في وقت يعيش المسلمون العودة المحمودة لدينهم وبقوة وخاصة في أوساط الشباب

لذلك فإن الهجوم الشرس والحملات المسعورة لم تأتِ من فراغ
بعد أن ثبت أن الصراع بيننا وبين الغرب أصبح صراعاً دينياً عقائدياً.
صحيح أن أمة الإسلام ضعفت وهانت إلا أن الداخلين إلى الإسلام في ازدياد
وأصبح الإسلام يقتحم حصون الغرب وقلاعهم الحصينة
ومن يرغب منهم في التعرف إلى هذا الدين والتعمق فيه يزداد عددهم على مرِّ الأيام
مما أثار غيرة أعداء الإسلام وجعلهم يخافون من الانتشار السريع للإسلام
ليعلم هؤلاء المشكِّكون والمستهزئون أن لرسولنا محمد صلوات الله عليه
المكانة العظيمة عند المسلمين ، وأن محبته واجبة على كل مسلم ومسلمة
قال الله تعالى :
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾
(آل عمران:31).
قوله تعالى :
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ
وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ (التوبة:24).

فما جاء به هو الوحي من ربه ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
والتصدي لهذه الحملات المغرضة أقل واجب علينا كمسلمين
وليعلم هؤلاء الشرذمة وأمثالهم أن الله سبحانه وتعالى قد تكفَّل بحفظه
وحمايته والحفاظ على دينه ورسالته المحمدية ولن يضيره استهزائهم أو سخريتهم
كما قال سبحانه: ﴿ إنا كفيناك المستهزئين ﴾.
(الحجر 95 )
وبإذن الله لسوف يحفظ الله تعالى هذا الدين الحق إلي يوم الدين...
ولسوف يُدْحر هؤلاء الكفرة المستهزئين ...ويُردُّ كيدهم إلي نحورهم أجمعين
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلِّ اللهم وسلِّمْ وباركْ علي عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم

::
تعليق