انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: المسلم مع أولاده

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2001
    الموقع
    Canada
    الردود
    212
    الجنس

    المسلم مع أولاده

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    المسلم مع أولاده

    الأولاد قرة عين الإنسان في حياته، وبهجته في عمره، وأنسه في عيشه، بهم تحلو الحياة، وعليهم تعلق الآمال وببركتهم يستجلب الرزق، وتتنزل الرحمة، ويضاعف الأجر.
    بيد أن هذا كله منوط بحسن تربية الأولاد، وتنشئتهم النشأة الصالحة التي تجعل منهم عناصر الخير، وعوامل بر، ومصادر السعادة. فإن توافر للإنسان في أولاده هذا كله كانوا بحق زينة الحياة الدنيا، كما وصفهم الله عز وجل بقوله: ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) سورة الكهف :46
    أما إذا غفل الوالدان عن تربية الأولاد وتوجيههم الوجهة الصالحة ، كانوا بلاءً ونكداً وعنتاً وشقاءً وهماً واصباً وراءه السهر بالليل والتعب بالنهار.
    يدرك مسؤوليته الكبرى إزاء أولاده :
    والمسلم الحق الواعي يدرك مسؤوليته الكبرى إزاء أولاده الذين نجلهم وقدمهم للحياة ، إذ يسمع صوت القرآن يهتف به :
    " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودُها الناس والحجارة ) . سورة التحريم آية :6 وإذ يسمع صوت الرسول الكريم يضعه أمام مسؤوليته الكبرى في حياته :
    " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته : الإمام راع ومسؤول عن رعيته : والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته ، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته"
    وجعل بمقتضاها الوالدين مسؤولين عن تربية أولادهما تربية إسلامية دقيقة ، وتنشئهم التنشئة الصالحة ، القائمة على مكارم الأخلاق التي أخبر الرسول الكريم أنه ما بعث إلا لتتميمها وتأصيلها بين الناس إذ قال :
    " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .
    وليس أدل على عظم مسؤولية الوالدين تجاه أبنائهما ، وتنشئتهم على طاعة الله ورسوله وامتثال أمرهما ، من تقرير العلماء : أن كل بيت يسمع قول الرسول الكريم : " مُرُوا أولادكم بالصلاة ، وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها ، وهم أبناء عشر…" إن كل بيت يسمع هذا الحديث ولا يأمر الأولاد بالصلاة متى بلغوا السابعة من العمر ، ولا يضربهم على تركها متى بلغوا العاشرة ، وهو بيت مقصر مفرط ، الوالدان فيه آثمان مسؤولان أمام الله عن هذا التقصير وذلك التفريط . ذلك أن البيت هو المحضن الذي تريش فيه الفراخ الزغب ، وهو البيئة الأولى التي يترعرعون فيها ، وهو الوسط الذي تتكون فيه ميولهم وأمزجتهم وشخصياتهم . ومن ثم يبدوا دور الوالدين الكبير في تعهد تلك البراعم الغضة الغضيرة ومدها بالغذاء النافع ، والتوجيه الأصيل الذي يربي فيه الجسم والعقل والروح على السواء .
    يستخدم في تربيتهم أبرع الأساليب :
    والوالد المسلم الحصيف- وأعني بالوالد كلاً من الوالدين الأب والأم- يدرك نفسيات أطفاله ، فيحسن التأتي إليها ، والتوغل في عواملها الصافية البريئة ، مستخدماً في سبيل صياغتها وتوجيهها أبع الأساليب .
    إنه يتحبب إليهم بشتى الوسائل ، فيدنو منهم ، ويراعي مستواهم العقلي والزمني ، فيلاعبهم ، ويجاملهم ، ويمازحهم، ويسمعهم من كلمات المحبة والإيثار والحدب ما تبتهج به نفوسهم ، فإذا هم يحبونه ، ويقبلون على سماع توجيهه بلهفة وحرارة وصدق ، وإذا طاعتهم له وامتثالهم أمره نابعان من القلب ، وشتان ما بين طاعة قائمة على الحب و الاحترام والتقدير والثقة ، وبين طاعة قائمة على العنف والقهر والكبت والانصياع الزجري ، فالأولى طاعة دائمة وطيدة , والثانية طاعة موقوتة هشه ، سرعان ما تزول وتتلاشى بزوال الشدة والعنف والزجر ، أو بغيابها إلى حين .
    وكان صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثير بن العباس رضي الله عنهم ، ثم يقول : " من سبق إلي فله كذا وكذا ، فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم " رواه أحمد .
    وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن أو الحسين رضي الله عنهما ، ثم وضع قدميه على قدمه، ثم قال: "ترق" .
    وهكذا ينبغي أن يكون شأن المسلم مع أولاده ، يخالطهم ، ويمازحهم ، ويدخل على قلوبهم السعادة والغبطة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ، وما وجد من وقته فراغاً وسعة .
    يشعرهم بحبه وحنانه :
    وإن من أولى واجباته الأبوية أن يشعرهم بالرحمة والحنان والعطف والحب ، لينشأوا نشأة نفسية صحيحة ، تعمر قلوبهم الثقة ، ويشيع في نفوسهم الصفاء ، ويغمر أخيلتهم التفاؤل .
    والرحمة خلق إسلامي أصيل ، كان من أبرز خلائق الرسول الكريم وشمائله الرفيعة ، كما حدثنا أنس رضي الله عنه إذ قال : " ما رأيت أحد كان أرحم بالعيال من ررسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : كان إبراهيم مسترضعاً له في عوالي المدينة ، فكان ينطلق ، ونحن معه ، فيدخل البيت ، فيأخذه فيقبله ، ثم يرجع "
    وتتسع رحمة الرسول الكريم بالبراعم المسلمة المتفتحة ، ويمتد رواقها الظليل فيشمل الصغار وهم يلعبون ، فإذا هو يغمرهم بعطفه وحنانه ، كما يروي أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان كلما مر بصبيان هش لهم وسلم عليهم . وكان من أقواله التربوية : " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، و يعرف حق كبيرنا "
    إذاً الوالدان ذوب عاطفة ، و دفقة حنان ، وموجة رعاية وتضحية واحتضان.
    ينفق عليهم بسخاء وطيب نفس :
    على أن الإسلام لا يكتفي بعاطفة الوالدين الفطرية وحنانهما على الأولاد ، إذ ربما يعرض في الحياة ما يلهي عن الولد ، ويصرف الوالدين أو أحدهما عن التضحية في سبيله بطيبات الحياة ، أو تقسوا الأيام ، ويخشن العيش ، ويستحكم الإملاق ، فيتذمر الوالدان أو أحدهما من ثقل التبعات ، وفداحة الأعباء ، وبهظ النفقات ؛ ولهذا كله رفد الإسلام عاطفة الوالدين الفطرية ، بما أعده لهما من ثواب عظيم ، تهون أمامه التضحيات ، ويصغر العذاب ويتلاشى البؤس والإملاق .
    إن الإسلام ليجعل النفقة على الأهل العيال أفضل وجوه النفقة وأعظمها أجراً ، نرى مصداق ذلك في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " دينار أنفقته في سبيل الله ، ودينار أنفقته في رقبة ، ودينار تصدقت به على مسكين ، ودينار أنفقته على أهلك ، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك ."
    لا يفرق في حنوه ونفقته بين البنين والبنات :
    قد يضيق يعض الناس ذرعاً بالبنات ، ويتمنون لو أن الله ما رزقهم سوى الصبيان ، ولم يدرِ هؤلاء الثواب العظيم الذي أعده الله للوالد الذي رزقه البنات ، فصبر عليهن وأحسن تربيتهن ، وفاضت نفسه بالحنان عليهن . ولو علموا هذا الثواب الذي ينتظر أبا البنات البار الكافل الرحيم لغبطوه عليه ، وتمنوا لأنفسهم مثله .
    يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من كان له ثلاثة بنات ، وصبر عليهن ، وكساهن من جدته ، كن له حجاباً من النار " . فأي أب يتأفف من تربية البنات والإنفاق عليهن بعد أن يسمع ما أعده الله له من أجر ونعيم ؟
    ويلحظ الإسلام وهو دين الحياة الذي يعالج واقع الناس ومشكلاتهم في كل زمان ومكان ، أن البنت قد تطلق وتعود إلى بيت أبيها ، وقد يكون أبوها عسر وفاقة وضيق ، من قلة في الدخل ، أو كثرة من الولد ، فيضع له الإسلام البلسم الشافي لجراح نفسه المعذبة المكدودة ، ويقشع عنها ما يساورها من هم ونصب وعذاب ، إذ يبين لهذا الولد ذي العيلة أن إنفاقه على بنته المردودة إليه من أعظم الصدقات أقرب القربات إلى الله .
    يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لسراقة بن جعشم :" ألا أدلك على أعظم الصدقة ، أو من أعظم الصدقة؟ " قال : بلى ، يا رسول الله ! قال: " ابنتك مردودة إليك ، ليس لها كاسب غيرك " رواه أحمد والنسائي وابن ماجه .
    فأين هذا الرأي العاطفي النبيل الذي يحظى به الأولاد في دنيا الإسلام من جفاف الحياة المادية الذي يعانيه الأولاد في الغرب إذ ما يكاد الولد صبياً كان أو بنتاً يكمل الثامنة عشر من عمره حتى يخرج من محضن أبويه الدافئ ، ليلقى الحياة المادية القاسية ، ويواجه أعاصير الكسب ، ولما يشتد عوده ، ولما ينهل من منهل الحنان العائلي ما يرويه !!
    إنه الفرق البعيد الشاسع بين تشريع الله الذي جاء لسعادة الإنسان ، وتشريع البشر القاصر الذي شقي به الإنسان .
    ولا بدع أن نجد في الغرب ، نتيجة لهذا التشريع المادي ، جيوش المنحلين التائهين من الشبان وجموع العاثرات من الأمهات غير المتزوجات من الفتيات البائسات الضائعات ، وأعداد هؤلاء وأولئك في تصاعد مستمر على مر الأيام.
    مفتح العينين في كل ما يؤثر في تكوينهم وتوجيههم :
    والولد المسلم الواعي مفتح العينين على أولاده ، يعرف ما يقرأون وما يكتبون ، ويعرف هوايتهم التي اختاروها لأنفسهم ، أو لفتهم هو إليها ونماها فيهم من حيث لا يشعرون ، ويعرف رفاقهم الذين يلازمونهم ، أو يقضون معهم معظم الأوقات ، ويعرف الأماكن التي يرتادها أولاده في وقت الفراغ ، يعرف هذا كله من حيث لا يشعرون برقابته عليهم ، فإذا ما وجد انحرافاً منهم في مطالعة ، أو هواية ، أو تعلق برفيق السوء ، أو ارتياد لأماكن مشبوهة، أو اعتياد بعض العادات الضارة كالتدخين ، أو العكوف على الألعاب المكروهة أو المحرمة ، مما يقتل الوقت ، ويهدر الطاقة ، ويعود الناشئ على الفراغ و اللهو و التفاهة ، إذا ما آنس الولد شيئاً من ذلك في أولاده ، ردهم إلى الجادة برفق وحكمة وحزم ، و أرشدهم إلى الصواب بلباقة وإقناع وجد .
    ومن هنا نستطيع تفسير نجاح بعض الأسر في تربية أبنائها ،وإخفاق بعضها ، فلأسرة الأولى شعرت بمسؤوليتها إزاء أولادها، فأولتهم عنايتها ، فكانوا خيراً عليها وعلى المجتمع والناس ، والثانية لم تشعر بمسؤوليتها هذه ، فأهملتهم ، فكانوا سراً واصباً عليها وعلى المجتمع والناس . قال تعالى " إن من أزواجكم و أولادكم عدواً لكم فاحذروهم "
    وما كان الأولاد ليكونوا أعداء لآبائهم لو أن الأباء استقاموا على الطريقة وعرفوا مسؤولياتهم إزاء أولادهم ، وقاموا بتبعاتها حق القيام .
    يسوي بينهم :
    ومن أسلوب التربية الحكيم للأبناء التسوية بينهم ، وعدم تفضيل أحدهم على الأخر في الأمور كلها ، ذلك أ، الولد
    يشعر بالتسوية والعدل بينه وبين إخوته ينشأ صحيح النفس ، بريئاً من عقد النقص ، لا يحقد على إخوته ، و لا تأكل قلبه الغيرة والحسد بل يشيع في نفسه الرضا والتسامح والإيثار والبر وحب الغير ، وهذا ما حض عليه الإسلام وأمر به الولدين .
    فعن انس رضي الله عنه أن رجلاً كان عند النبي صلى الله عليه وسلم : وجاءت بنت له فأجلسها بين يديه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ألا سويت بينهم ؟"
    يغرس فيهم الأخلاق العالية :
    وبهذه النفوس الطافحة بالبشر والرضا والقناعة والبر ، يستطيع الوالد أن يرقى بأولاده صُعُداً في مدراج المثل العليا والمكارم الإنسانية الرفيعة ، فيغرس فيهم الأخلاق العالية من حب لآخرين ، وحدب على الضعفاء ، وصلة للأرحام، واحترام للكبير ، ورحمة بالصغير وارتياح بفعل الخير ، ورغبةً في إشاعة العدل بين الناس ، وما إلى ذلك من مكارم الأخلاق ؛ ذلك أن الخير لا يندفع إلا من النفوس التي ارتوت منه ، وفاقد الشي لا يعطيه .
    إن الوالد المسلم الحصيف يعرف كيف يتسرب إلى نفوس أبنائه ، ويغرس فيها الحكمة والخلق القويم ، مستخدماً في ذلك الأساليب التربوية الحكيمة ، من قدوة مثلى محببة وتبسط ومخالطة وحسن وتعهد ، ورحمة وتواضع وبشر ، وحب واهتمام وتشجيع ، وعطف ومساواة وعدل ، ونصح وتسديد وإرشاد ، في لين من غير ضعف ، وشدة من غير عنف ، وبذلك ينشأ الأولاد في جو كله بر ورعاية وحنان ، ومثل هذا الجو لا بد أن يعطي أولاداً أبرار ، أوفياء ، صالحين، أسوياء الشخصية ، مفتحي الأذهان ، قادرين على العطاء ، مهيئين لتحمل المسؤوليات . وهذا بديهي في كل أسرة تربت على مبادئ الإسلام ، وتأدبت بأدب القرآن وصدق الله العظيم : ( " صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة" ) البقرة : 138


    أتمنى من الجميع بعد قراءة هذا الموضوع أن يقوموا بطبعه ونشره
    والله يجزيكم خير الجزاء

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2000
    الردود
    3,562
    الجنس
    أنثى
    أختي SSS
    بارك الله فيك وأحسن إليك على هذا الموضوع المفيد والممتاز.
    آخر (مواضيعي)

    عندما تجرأ قلمي ...ونفث حبره في وجهي...
    http://www.lakii.com/vb/showthread.p...69#post1984269


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2001
    الموقع
    canda
    الردود
    374
    الجنس
    جزاك الله الجنه
    (الا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 0
    اخر موضوع: 29-04-2011, 12:19 PM
  2. الردود: 5
    اخر موضوع: 09-08-2009, 10:44 PM
  3. الردود: 1
    اخر موضوع: 09-05-2007, 03:23 AM
  4. رأى أولاده متكشفين فماذا فعل؟!
    بواسطة بتول نجد في الأمومة والطفولة
    الردود: 6
    اخر موضوع: 02-09-2002, 08:44 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ