الإمام البخاري

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • * نور هدى *
    -مُبدعة صيف1431- 1430هـ "النجم الذهبي"
    "فرحة عدسة" "زهرة الحوار"
    • Oct 2007
    • 18479

    صيفنا إبداع: الإمام البخاري



    كان من أكابر العلماء، والأولياء والصالحين،
    ولنبدأ بنسبه فنقول:
    أما نسبه فهو: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزْبَة الجعفي.
    ولد - رضي الله عنه - ببخارى بالإجماع في يوم الجمعة بعد الصلاة لثلاث عشر ليلة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائه، وحج - رضي الله عنه - مع أمه وأخيه أحمد.
    وكان أخوه أسنَّ منه، فأقام هو بمكة يطلب العلم مجاوراً، ورجع أخوه أحمد إلى بخارى فمات بها.


    وأما حفظه وسيلان ذهنه ففي الغاية والنهاية، نقل عنه أنه قال: ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكُتَّاب، قيل له: وكم أتى عليك إذ ذاك؟ فقال: عشر سنين أو أقل.
    ونقل عنه أنه قال: أحفظ مائه ألف حديث صحيح، ومائتي ألف حديث غير صحيح.
    واتفق له حكاية عجيبة تدل على قوة حفظه
    وهي: أنه لما دخل بغداد سمع به أصحاب الحديث، فاجتمعوا وأرادوا امتحان حفظه فعمدوا إلى مائة حديث فقلبوا متونها وأسانيدها، وجعلوا متن هذا الإسناد إلى إسناد آخر، وإسناد هذا المتن لمتن آخر، ودفعوها إلى عشرة نفس، لكل رجل عشرة أحاديث، وأمروهم إذا حضروا المجلس أن يلقوا ذلك على البخاري، فلما اجتمعوا وحضر في المجلس خلق كثير واطمأن المجلس بأهله، انتدب رجل من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث، فقال البخاري: لا أعرفه، فمازال يلقي عليه واحداً بعد واحد حتى فرغ والبخاري يقول له: لا أعرفه، فكان العلماء ممن حضر المجلس يلتفت بعضهم إلى بعض ويقولون: فهم الرجل، من كان لم يدر القصة يقضي على البخاري بالعجز والتقصير وقلة الحفظ، ثم انتدب رجل أيضاً من العشرة فسأله عن حديث من تلك الأحاديث المقلوبة فقال: لا أعرفه، فلم يزل يلقي عليه واحداً بعد واحد حتى فرغ من عشرته، والبخاري يقول له: لا أعرفه، ثم انتدب الثالث والرابع إلى تمام العشرة حتى فرغوا.

    فلما عرف أنهم قد فرغوا، التفت إلى الأول فقال: أما حديثك الأول فقلت كذا وصوابه كذا، وحديثك الثاني كذا وصوابه كذا، والثالث والرابع على الولاة حتى أتى على تمام العشرة فرد كل سند إلى إسناده، وكل إسناد إلى متنه، وفعل بالآخرين مثل ذلك، فأقر الناس له بالحفظ، وأذعنوا له بالفضل.
    قال شيخ الإسلام ابن حجر: فما العجب من رده الخطأ إلى الصواب، فإنه كان حافظاً، بل العجب من حفظه للخطأ على ترتيب ما ألقوه عليه من مرة واحدة.



    ذكر مشايخ البخاري
    وأما مشايخه الذين كتب عنهم فقد نقل عنه أنه قال: كتبت عن ألف وثمانين نفساً، ليس منهم إلا صاحب حديث.
    ونقل عنه أنه قال: ما قدمت على شيخ إلا كان انتفاعه بي أكثر من انتفاعي به.
    وأما الجماعة الذين قرؤوا عليه وأخذوا عنه الحديث فخلق كثيرون نحو مائة ألف أو يزيدون، أو ينقصون، وكان يحضر مجلسه أكثر من عشرين ألفاً يأخذون عنه.
    وأما ثناء الناس عليه فقد قال ابن خزيمة: «ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث منه وأحفظ».
    رحلته في طلب الحديث
    وأما رحلته لأجل أخذ العلم والحديث من العلماء فقد رحل رحلات واسعات، وكتب عن شيوخ متوافرات، وافية متكاثرات، ونقل عنه أنه قال: «دخلت إلى الشام ومصر والجزيرة وإلى البصرة أربع مرات، وأقمت بالحجاز ستة أعوام، لا أُحصي كم دخلت إلى الكوفة وبغداد مع المحدثين».


    كتابه الصحيح وسبب تأليفه
    وأما كتابة الصحيح فليس بعد القرآن كتاب أصح منه، وهو أصح من صحيح مسلم على الصحيح، واسمه «الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسننه وأيامه»
    وروي عنه أنه قال: «صنفت كتاب الصحيح في ستة عشر سنة، وخرجت من ستمائة ألف حديث، وجعلته حجة بيني وبين الله عز وجل».
    وسبب تصنيفه لهذا الكتاب ما نقل عنه أنه قال: «رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام كأني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذب بها عنه، فسألت بعض المعبرين فقال: أنت تذب الكذب عن حديثه - صلى الله عليه وسلم - فهو الذي حملني على إخراج الصحيح».
    ونقل عنه أنه قال: «ما وضعت في كتابي هذا حديثاً إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين».
    قيل: كان تصنيفه لهذا الكتاب بمكة المشرفة، والغسل بماء زمزم، والصلاة خلف المقام.
    وقيل: كان بالمدينة الشريفة، وترجم أبوابه في الروضة المباركة، وصلى لكل ترجمة ركعتين .
    وله تصانيف كثيرة غير الصحيح نقل عنه - رضي الله عنه - أنه قال: «أقمت بالبصرة خمس سنين مع كتبي، أصنف وأحج في كل سنة، وأرجع من مكة إلى البصرة، قال: وأنا أرجو أن الله يبارك للمسلمين في هذه المصنفات» ولقد بارك الله فيها.



    وأما سيرته ومناقبه وشمائله وفضائله وزهده وروعة فكثيرة لا حصر لها.
    ومن فضائله: أنه قال على سبيل التحدث بالنعمة: «إني لأرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحد من هذه الأمة» .
    و أن والده إسماعيل كان كثير المال , فلما مات والده إسماعيل انتقل المال إليه , ومع كثرة هذا المال كان يأتي عليه نهار لا يأكل فيه، وكان أحياناً يأكل لوزتين أو ثلاثاً، وكان يتصدق بماله على الفقراء.
    وقد زهد في الدنيا وآثر غيره على نفسه، وصبر على شدة الجوع مع كثرة ما معه من مال .
    وفاة البخاري :
    وكانت وفاته رحمه الله ليلة السبت ليلة عيد الفطر، سنة ست وخمسين ومائتين، عن اثنين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوماً وصفته: أنه كان نحيف الجسم، ليس بالطويل ولا بالقصير وحق أن ينشد فيه.
    تراه من الذكاء نحيف الجسم ... عليه من توقده دليل
    إذا كان الفتى ضخم المعالي
    ... فليس يضيره الجسد الضئيل


    من كتاب : شرح صحيح البخاري لشمس الدين السفيري





  • الثمال
    رئيسة الأركان التعليمية-مشرفة ركني الروضة ودار لك للتحفيظ -محررة في موقع لكِ
    • Mar 2002
    • 44054

    #2
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيكِ غاليتي

    موضوع رائع وشيق

    حماك الله ورعاك

    تعليق

    • مريم 74
      النجم الفضي
      • Jul 2008
      • 2111

      #3
      جزاك الله خيرا


      -
      قراءة مبكية جدا للشيخ مصطفى اسماعيل

      -
      سورة ق الشيخ مصطفى اسماعيل قراءة على مقام الحجاز

      -
      الشيخ مصطفى إسماعيل- الكهف


      -

      تعليق

      • وأبقى غريبة
        زهرة لا تنسى - متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ
        • May 2008
        • 3588

        #4
        بارك الله فيك
        وزادك الله من فضله
        []]

        تعليق

        • إيمان~}
          مشرفة ركني روضة السعداء ودار لك للتحفيظ
          • Oct 2006
          • 8790

          #5
          بارك الله فيكِ غاليتي نور





          تعليق

          • ملكة بنقابي~
            زهرة لا تنسى-ريحانة الروضة
            متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ - إشراقة الروضة
            • May 2007
            • 12276

            #6
            بارك الله فيكِ


            وزادك الله من فضله


            لا اله الا الله

            ..

            ..

            تعليق

            • om_yosef22
              كبار الشخصيات
              • Jun 2008
              • 7245

              #7
              رائع جدا جدا يا نور الهدى
              جزاك الله خيرا اختي الحبيبة
              فانا اعلم نيتك من كتابة هذا الموضوع الرائع القيم بارك الله فيك
              وأما ثناء الناس عليه فقد قال ابن خزيمة: «ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث منه وأحفظ».


              ولهذا السبب لا يتركه اعداء السنة في حاله بعد مماته
              ويحاولون جاهدين التشكيك فيه وفي رواياته
              ولكن هيهات هيهات
              فالله ناصر سنة نبيه وعلماء الدين الثقات الى يوم الدين

              يذكر البخاري السبب الذي جعله ينهض إلى هذا العمل، فيقول:
              كنت عند إسحاق ابن راهويه،
              فقال: لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع "الجامع الصحيح"


              ثناء العلماء عليه
              قال أبو العباس الدعولي كتب أهل بغداد إلى البخاري...
              المسلمون بخير ما حييت لهم... وليس بعدك خير حين تفتقد...
              وقال الفلاس كل حديث لا يعرفه البخاري فليس بحديث
              قال أبو نعيم أحمد بن حماد هو فقيه هذه الأمة وكذا قال يعقوب بن إبراهيم الدورقي
              ومنهم من فضله في الفقه والحديث على الإمام أحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه
              وقال قتيبة بن سعيد رحل إلي من شرق الأرض وغربها خلق فما رحل إلى مثل محمد بن إسماعيل البخاري.

              جزاك الله خيرا



              اللهم عليك بكل من ساهم وشارك وايد ودعم الانقلاب العسكري على شرعية رئيسنا المنتخب محمد مرسي
              لن نسامحكم في الدنيا وسنقف نخاصمكم في الاخرة عن كل قطرة دم وعن كل ظلم وقع علينا
              وفي رقبة الجميع من داخل مصر وخارجها من الدول الداعمة للانقلاب دماء المصلين الساجدين الركع
              ودماء الشهداء الاطفال والرضع
              وحسبي الله ونعم الوكيل في الجميع من الداخل والخارج
              الاعلان الخاص بالتبرع لمصر على قناة ابو ظبي بعد الانقلاب وبعد رئيسنا مرسي تحولت مصر من مكتفية ذاتيا الى من يتسول لها بزكاوات شعبها
              هذا ما يرضي من دعم الانقلاب ان تصبح ام دنيا في حالة تسول دائم
              حسبي الله ونعم الوكيل
              لن نسامح الدول الداعمة للعسكر


              اللهم انصر اخواننا في سوريا وبورما وعليك باعدائك واعداء الاسلام

              رابط قرأن ورقية شرعيه وادعيه مختارة وقران خاشع ومجود ومرتل يتلى 24 ساعه




              تعليق

              • * نور هدى *
                -مُبدعة صيف1431- 1430هـ "النجم الذهبي"
                "فرحة عدسة" "زهرة الحوار"
                • Oct 2007
                • 18479

                #8
                شكرا لكن أخواتي
                ولمروركن الطيب
                حماكن الله

                تعليق

                • حفيدةالحميراء
                  اجمل مقال اجتماعي 2014
                  • Nov 2008
                  • 3756

                  #9
                  بارك الله فيك وخيه

                  تعليق

                  • * نور هدى *
                    -مُبدعة صيف1431- 1430هـ "النجم الذهبي"
                    "فرحة عدسة" "زهرة الحوار"
                    • Oct 2007
                    • 18479

                    #10
                    شكرا لمرورك أختي

                    تعليق

                    • cute dolly
                      النجم البرونزي
                      • Jul 2004
                      • 743

                      #11
                      جزاكى الله خيرا أختى الفاضلة
                      و جزى شيخنا الجليل على كل ما قدم لنا
                      و حماه من أعداء الاسلام و السنة الذين يشككون في صحيح البخارى
                      جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله

                      تعليق

                      • ام محمد على
                        مبدعة صيفنا إبداع1431هـ
                        • Sep 2008
                        • 1959

                        #12
                        شكرا لك غاليتى على موضوعك القيم
                        بارك الله لك فى وقتك وقلمك
                        وجزاك الله تعالى كل خير
                        تحياتى لك

                        تعليق

                        • بُدور
                          ضياء الفيض -درة صيفنا إبداع 1432هـ
                          مبدعة صيفنا إبداع1431هـ - أفنان الدعوة - قلم واعد
                          • Dec 2009
                          • 1400

                          #13
                          جزاك الله خيرا يانور

                          وجزى الإمام البخاري عنا وعن الإسلام كل خير

                          لقد كان من الأفذاذ المنافحين عن ديننا .. الذين أفنوا حياتهم في الذب عن الدين

                          وعن رسوله .

                          كان صادقا ومخلصا .. فكتب الله له القبول عند المسلمين .. وجعل علمه شوكة

                          غليظة في حلوق الشيعة والمبتدعين ..





                          تعليق

                          يعمل...