•|اِشْحَنْ قَلْبَكْ !

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابنة الرميصاء
    عضو نشيط
    • Jul 2010
    • 127

    •|اِشْحَنْ قَلْبَكْ !

    بسم الله

    {إذا تَمّ الشّحْنُ بالطريقة الصحيحة لِمُدّة ثلاثين يوما ، تكون صلاحية القلب 11 شهراً}


    الحمد لله ، الحمد لله حمداً كثيرا طيبا مباركا فيه ، حمدا وشكرا بِهِ نتملقه ونطمع في رضاه
    وصلوات تترى على المبعوث بالهدى وسلام عليه وشوقا إليه ، ونرجو عند الحوض لقاه .
    وبعـد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قال ربّي " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " سورة البقـرة 183 .
    فكم مِنْ رمضان صُمّناه ولا تقوى ؟!
    لماذا نعود بعد رمضان كما كُنّا ، بل لِمَ نَفْتُرُ في بعض أيام الشهـر (القليلة المباركة) ؟
    ما الذي يجعـل صيامنا (أجوف) بلا روح !
    من دمعت عيناه خشوعا لصيامه (لا لصلاته) ، وفاضت لحظة إفطار ؟!
    فالصوم تقوى ، والتقوى زاد .. فـأين نحن من ذاك ؟!
    ومن الذي حقًا يَشْحِنَ قَلْبَهُ بِزادِ عامِه في رمضان ؟ ألم يقل ربنا جل وعلا " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى " سورة البقرة 197 .
    إنه مرض العادة وتحول (عباداتنا) إلى (عادات وممارسات خواء) لا معنى لها في حياتنا !
    فرمضان يعني الحرمان ، ولمن وعى هو ارتقاء وسمـو .. وإليكم التفصيل :


    الهويّـة : التصور الشخصي لأيّ كيان ( معنى الشيء عندك أو هي الهدف والغاية) .
    القيَم : الدوافع والبواعث ( أو الأمور المهمة في حياتك ) .
    القُدُرات : تنبع من القيم . فوزن الشيء عندك وقيمته يمنحك القدرة على فعله .
    السلوك : التصرف والأسلوب والوسيلة ( الأخلاق) .
    البيئة : المحيط من حولك والجو العام (الصحب والأهل .. ) .
    مِثال : أن يشعر أحدنا (بقيمة) الحفاظ على الجسد، فيقوم (سلوكيًّا) بتناول طعام صحي، فتتحقق (القدرة) في البقاء حيًّا قويًّا، ويكتمل التطوير بأن تكون (البيئة) مساعدة .

    من أين أتى الخلل :
    إسلام الوراثـة (التقليد) ، فالذي يصوم لأنه نشأ وكل من حوله يصومون صام مثلهم فصومه نتج أنه وجد في بيئة (مُسْلِمَةٍ وبالتالي تصوم) فصنع مثلهم (السلوك) . فصار صومه عادة لا روح فيها .
    العلاج :
    أن تصل إلى (القدرة) ليس من خلال (البيئة والسلوك) بل من طريق (الهوية والقيم) وهي علاقة متبادلة فانطلق من هويتك نحو البيئة لا العكس .

    ü رمضان هويَّـةً :
    الرسالة : رمضان ، المُرْسِل : الله جلّ وعلا ، المرسل إليه : الإنسان .
    و (جلال الرسالة من جلال المُرْسِل)
    أتدريّ من الله ! " ما السموات عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة "
    وَمَنِ الإنسان ؟! قبضة ونفخة ، جسد وروح .. ورسالة الصيام جوهرها ارتقاء بالجانبين ..
    كم من أُمَمٍّ اجتهدت للرقي بالجسد .. فسَعَتْ وشَقَتْ ، وأخرى تفننت للرقي بالروح .. فسَعَتْ وشَقَتْ ! ولا أعلم بالمخلوق مِنَ خالقِهِ .. من اتبع نهجه ، سعى وسَعِدْ .
    لن تستطيع أن ترقى بشيء لم تسيطر عليه وتمسك بزمامه ، ومن هنا يتضح معنى صائم الحرمان وصائم التُقى .
    الصوم لغة : الإمساك و الحبس ، فالصوم صبر والصبر حبس ، هو صبر على الطاعة بمجاهدة النفس وإلزامها التعبد وصبرٌ عن المعاصي بمنعها من شهواتها وحاجاتها .
    فإن صُمْتَ بهذا المعنى والإحساس أنّك تحبس نفسك تمنعها تحجبها عن غضب الله (وهذه التقوى) استطعت الرقي بها في رمضان وبعده فقد أحكمت الزمام عليها .
    إذاً : لنغير منظورنا لرمضان (هويّة رمضان) فهو ليس حرمان وصنوف طعام وتقليد ، بل حبس نفس وصبر وتدريب .. و تَقوى .

    ü رمضان قيم :
    على قدر (قيمته) في نفسك ستكون (قدرتك) على تحقيق (هويّته)
    هنا حيث يفيض الخطباء والكتّاب في سرد فضائل الشهر وعِظَمِه ، فبعد أن تصحح منظورك الشخصي لرمضان .. تزود بالعلم ، العلم بفضائله وفرائضه ونوافله وآدابـه .
    بعد أن أصلحت المنطلق (الهوية) وتزودت ب الدوافع ( القيم ) صُمّ (القدرة) متقيدا بجوهر الصيام وآدابـه (السلوك) واجتهد لتكون في (البيئة) المناسبة مع صحبة تعينك ترقى بها .. وترقى بِكْ "لعلكم تتقون" .
    أما إذا اكتفيت بالسلوك الموروث عن البيئة .. لم ينتج الصيام الحقّ " رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر "

    فاللهم بلغنا رمضان وسلمنا له وسلمه لنا واجعلنا فيه من المقبولين المتقين ، هذا وما كان من صواب فمن الله وحده ذو الفضل والمِنّة ، وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان والله ورسوله مِنْهُ براء . سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين .


    أصل المادة : محاضرة لـ د. أسامة صالح حريري
    صياغة وترتيب : ابنة الرميصاء ، تصميم : قلب الأمل .
    الأحد 20 شعبان 1431هـ ، 1 أغسطس 2010 .




    الحمد لله
    {صُمْ صَومَ الفَطِنْ ، الذي صَوَّمَ باطِنَهُ عن الخواطر الدُنيَويّة واللِسان عن اللغو والثرثرة}
    التعديل الأخير تم بواسطة الثمال; 27-11-2010, 08:56 PM. سبب آخر: بارك الله فيكِ ..... إضافة الشعار
  • ملكة بنقابي~
    زهرة لا تنسى-ريحانة الروضة
    متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ - إشراقة الروضة
    • May 2007
    • 12276

    #2
    بوركتِ أخيه


    لا اله الا الله
    ..

    تعليق

    • ابنة الرميصاء
      عضو نشيط
      • Jul 2010
      • 127

      #3
      وفيك بارك الرحمن ملـكة

      تعليق

      • حنة
        النجم الذهبي
        • Mar 2006
        • 5981

        #4
        بارك الله فيك

        تعليق

        • ابنة الرميصاء
          عضو نشيط
          • Jul 2010
          • 127

          #5
          وفيكـ بارك الرحمن جـنة

          تعليق

          يعمل...