دورة: "كيفية الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته"
قال صلى الله عليه وسلم:
(( إن طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر )) صحيح الجامع2/ 3914.
[الدرس: السادس عشر]
من كتاب:
إتحاف أهل الألباب بمعرفة العقيدة في سؤال وجواب
عقيـدة أهـل السنـة في الأسمـاء والصفـات

قال صلى الله عليه وسلم:
(( إن طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر )) صحيح الجامع2/ 3914.

[الدرس: السادس عشر]
من كتاب:
إتحاف أهل الألباب بمعرفة العقيدة في سؤال وجواب
عقيـدة أهـل السنـة في الأسمـاء والصفـات

س239 ما مذهب أهل السنة في صفة النزول ؟مع بيان ذلك بالدليل.
ج : يعتقد أهل السنة، والجماعة أن الله - جل وعلا- ينزل في ثلث الليل الآخر نزولاً يليق بجلاله وعظمته، وأنه من الصفات الفعلية، وقد تواتر الدليل من السنة بإثباته فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ( قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينزل ربنا - عز وجل- إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يسألني فأعطيه؟ من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فأغفر له؟) وقد روى هذا الحديث عدة من الصحابة منهم: أبو سعيد الخدري، وجابر ابن عبدالله، ورفاعة بن عرابة الجهني، وجبير بن مطعم، وعثمان بن أبي العاص، وأبو الدرداء، وعلي بن أبي طالب، وعبدالله بن مسعود، وابن عباس، وأم المؤمنين عائشة، وأم سلمة، وعبادة بن الصامت، وغيرهم - رضي الله عنهم وأرضاهم- بألفاظ مختلفة، لكنها متفقة في إثبات صفة النزول لله - تعالى- فيجب الإيمان بها، وتفويض كيفيتها إلى الله - عز وجل .
قال الناظم:
قال الناظم:
والله ينـزل دون كيف يا فتى نحو السماء إذا مضى الثلثان
فيقول هل من سائل فأجيبه هل من منيب طالب الغفران
فيقول هل من سائل فأجيبه هل من منيب طالب الغفران
وعلى إثباتها أجمع أهل السنة والجماعة، فنثبتها لله - جل وعلا- من غير تحريف، ولا تمثيل، ولا تكييف، ولا تعطيل، ونقول: إن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
********************************
********************************
س240 ماذا قال أهل البدعة في هذه الصفة ؟ مع بيان الجواب على ذلك .
ج : المبتدعة - أبعدهم الله تعالى- قد أبت نفوسهم قبول وصف الله - تعالى- بهذه الصفة، ورأوا بأفهامهم الفاسدة وعقولهم الكاسدة أن إثبات ذلك لله - تعالى- يوجب اتصافه بالنقص، ففروا من إثباتها إلى تحريفها وتعطيلها فقالوا: إن إضافة النزول إلى الله - تعالى- إضافة مجازية لا حقيقة، وإنما الذي ينزل أمره، أو رحمته، أو ملك من الملائكة، وأما الله - تعالى- فإنه منزه عن النـزول، وهذا هو شأنهم في سائر الصفات التي لا تتوافق مع مذاهبهم وعقولهم, فقال أهل السنة جوابنا على ما قلتموه من عدة أجوبة:
الأول: أن فهمكم هذا مخالف لما فهمه السلف، وأجمعوا عليه فهو باطل لأنه مخالف للحق، وما خالف الحق فهو باطل .
الثاني: أنه صرف للفظ عن دلالته الظاهرة إلى شيء آخر بلا دليل أو قرينة صارفة، وقد تقرر أن الأصل هو البقاء على الأصل والظاهر حتى يرد الناقل.
الثالث: أنكم جعلتم في الكلام شيئاً محذوفاً، والأصل عدم الحذف وعدم التقدير، ومخالف الأصل عليه الدليل .
الثالث: أنكم جعلتم في الكلام شيئاً محذوفاً، والأصل عدم الحذف وعدم التقدير، ومخالف الأصل عليه الدليل .
الرابع: أن أمر الله ورحمته نازلة بالليل والنهار، فلم قيدتم نزولهما في هذا الوقت فقط ؟ إن هي إلا أهواء أتبعتموها أنتم وأسلافكم، ما نزل الله بها من سلطان.
الخامس: هل يتصور - بالله عليكم- أن يقول الأمر، والرحمة، والملك: من يسألني فأعطيه، من يدعوني فأستجيب له، من يستغفرني فأغفر له. فهل يمكن أن يصدر هذا الكلام من أحدٍ إلا الله - عز وجل- فهو الذي يعطي السائلين، ويجيب الداعين، ويغفر للمستغفرين، فالقوم – أصلاً- لم يفكروا بعقولهم في عواقب تحريفهم هذا، وإنما همهم: كيف الفرار من إثبات هذه الصفة فقط؟ فوقعوا فيما وقعوا فيه بسبب ذلك . والله أعلم.
********************************
إشراقة:
الثلث الأخير ملاذ وملجأ وكنز..كل مؤمن..
يختلي مع ربه الرحيم الكريم الذي عنده خزائن السماوات والأرض..
وهو على كل شيء قدير.
يقف على بابه.. ويطرح له تعالى كل همومه وآلامه..
ويتلذذ بمنجاته..
ويسجد له تعالى سجده ذليلة بين يديه ..ربما تكون سببا في فلاحه واستجابة دعائه..
فحري للمؤمن أن يغتنم تلك الساعات الأخيرة.. ويترك النوم والفراش الهنيء الدافئ..
ليتفرد..مع خالقة تعالى .. في ظلمة الليل..
***********************
س341 قد يتوهم البعض في قوله - تعالى- ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾[الملك: 16] وما شابهها،
وقول الجارية لما سئلت: أين الله قالت: (في السماء) أن الله - تعالى- داخل السماء أي أنها تقلُّهُ أو تظلهفما الجواب لإزالة ذلك الإيهام ؟
وقول الجارية لما سئلت: أين الله قالت: (في السماء) أن الله - تعالى- داخل السماء أي أنها تقلُّهُ أو تظلهفما الجواب لإزالة ذلك الإيهام ؟
ج: أقول: هذا الوهم لا يرد إلا في ذهن من لم يقدر الله - تعالى- حق قدره، ولم يعرف أنه - تعالى- العظيم في ذاته وصفاته وأفعاله، ومع ذلك فقد كشف أهل السنة النقاب عن هذا الوارد فقالوا: جوابنا من وجهين:
الأول: أن حرف [في ]في الآية، والحديث لا يراد به الظرفية، وإنما يقصد به أنه بمعنى [على ] ومصداق ذلك في كتاب الله - تعالى- قال - عز وجل- ﴿ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ﴾ [طـه: 71] والمراد عليها، وقال - تعالى- ﴿ فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ ﴾ [التوبة: 2] والمراد عليها، فقوله - تعالى- أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الملك: 16]أي: على السماء . هذا الجواب الأول.
الثاني: سلمنا أن المراد بـ[في ]الظرفية لكن لا نسلم أن المراد بالسماء هذه الأطباق السبعة بل المراد بها العلو فإن كل ما علاك فهو سماء، ومصداق ذلك في كتاب الله - تعالى- قال - عز وجل- في وصف الشجرة الطيبة ﴿ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ﴾ [إبراهيم: 24] أي: في العلو، وقال - تعالى- ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً ﴾ [الفرقان: 48] والمطر ينزل من السحاب فسمي السحاب سماء لعلوه، فقوله - تعالى- ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ أي من في العلو، والله له العلو المطلق - جل وعلا - وبهذين الجوابين لا يبقى ثمة إشكال . ولله الحمد والمنة . والله أعلم .
__________________________________________________ ______________________
الأسئلة التطبيقية:
س1:كيف فسر المبتدعة صفه "نزول الله تعالى"، وكيف الرد عليهم –باختصار.
تعليق