

قال صلىالله عليه وسلم (( إن طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر )) صحيحالجامع2/ 3914.

الدرس الثامن: من كتاب
إتحاف أهلالألباب بمعرفة العقيدة في سؤال وجواب
عقيـدة أهـل السنـة في الأسمـاءوالصفـات
الشيـخ / وليـد بنراشـد
عقيـدة أهـل السنـة في الأسمـاءوالصفـات
الشيـخ / وليـد بنراشـد

س219 هل يوصف الله - تعالى- بالكف ؟ وهل إحدى يديه شمال ؟ وضح ذلك بالدليل ؟
ج أقول :نعوذ بالله - تعالى- من أن نقول في صفات الله - تعالى- شيئاً لا دليل عليه وبناءً عليه فهذا السؤال فيه فرعان :
الأول : الكف فنحن نصف الله - تعالى- بأن له كفاً يليق بجلاله ، وعظمته لا تماثل كفوفنا ، والاتفاق في الاسم لا يستلزم الاتفاق في المسمى ، والدليل على ذلك حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( إن أحدكم ليتصدق بالتمرة إذا كانت من الطيب - ولا يقبل الله إلا طيباً- فيجعلها الرحمن في كفه فيربها كما يربي أحدكم مهره أو فصيله حتى تعود في يده مثل الجبل ) وهو في الصحيح ، والشاهد من قوله " في كفه " ففيه إضافة الكف لله - تعالى- وفي رواية ( إلا وهو يضعها في كف الرحمن ) فنحن نثبت لله - تعالى- ما أثبته لنفسه من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ، ولا تمثيل ، بل نقول : ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾.
الثاني : اتفق أهل السنة ، والجماعة على إثبات اليدين لله - تعالى- وأنهما يمين في البذل والعطاء والإنفاق ، وأن إحداهما يمين في الاسم أيضاً، هذا كله متفق عليه ، ولكن اختلفوا في اسم اليد الأخرى على قولين : فالأكثر على أنها يمين في الاسم أيضاً واستدلوا على ذلك بالحديث الذي فيه ( وكلتا يدي ربي يمين مباركة ) وبحديث ( وكلتا يديه يمين ) وهما في الصحيح ، فهذه المسألة - أعني مسألة اسم اليد الأخرى -من المسائل التي ثبت فيها الخلاف بين أهل السنة ، وهو يسير . والرد عند الخلاف إلى الكتاب ، والسنة . وقد ذكرت دليلَ من نفى تسميتها بالشمال . وذهب بعض أهل السنة إلى أنها شمال في الاسم فقط ، لكنها يمين في البذل ، والإنفاق ، والعطاء ، أي هي يمين في الخير ، والبركة ، واستدلوا على ذلك بما رواه مسلم في صحيحه من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما- ( يقبض الله - تعالى- سماواته فيأخذهن بيمينه ثم يهزهن فيقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين فيأخذهن بشماله فيهزهن ، ويقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ) فأنت ترى هنا أنه سماها بالشمال، وقد قدح في هذه الزيادة جمع من أهل العلم ، ولكن لا داعي للقدح فيها ، ولا ردها ، ولا دعوى أنها شاذة أو منكرة ، وبناءً عليه فنقول : إن كانت هذه اللفظة محفوظة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فإننا نقول بها ، ونطلق على اليد الأخرى اسم الشمال ، ونقول فيها ما نقوله في سائر صفاته - جل وعلا- من أنها شمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه فنثبتها لله - تعالى- إثباتاً بلا تمثيل ، وننزه الله - تعالى- النقص تنزيهاً بلا تعطيل ، لكن لابد من النظر أولاً في ثبوتها ، والبحث في حال عمر بن حمزة الذي يروي هذا الحديث عن سالم عن ابن عمر . والله أعلم

س220 ما مذهب أهل السنة في صفة الأصابع ؟ مع بيان الدليل؟
[CENTER]
ج: يعتقد أهل السنة ، والجماعة - رفع الله درجاتهم في الفردوس الأعلى ، وأعلا منارهم في الدنيا والآخرة ، وثبت أحياءهم ، ورحم أمواتهم - أن لله - تعالى- أصابع تليق بجلاله ، وعظمته ، وأنها من الصفات الذاتية له - جل وعلا- وأن الاتفاق في الاسم لا يستلزم الاتفاق في المسمى ، والدليل على ذلك ما في الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : أتى النبي - صلى الله عليه وسلم- رجل من اليهود فقال : يا محمد إن الله يجعل السماوات على إصبع ، والأراضين على إصبع ، والجبال والشجر على إصبع فيهزهن فيقول : أنا الملك ، قال : فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه تصديقاً لما يقول الرجل ، ثم قرأ ﴿ ومَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ والْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ و- تعالى- عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر:67] وروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلبٍ واحد يصرفه كيف يشاء ) ثم قال : ( اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك ) وهذا الحديث مروي عن عدة من الصحابة ، منهم النواس بن سمعان الكلابي ، وعائشة أم المؤمنين ، وأبو ذر جندب بن جنادة - رضي الله عنهم- وعن سائر أصحابه - صلى الله عليه وسلم - وقد أجمع أهل السنة على إثبات هذه الصفة على ما يليق بجلال الله وعظمته ، وهو ما نعتقده بقلوبنا ، وننطقه بألسنتنا . والله أعلم .

الأسئلة التطبيقية:
س1: يثبت أهل السنة والجماعة صفة الأصابع، لله تعالى، فهل عددها كعدد أصابع الإنسان ؟! ولماذا؟
س2: حفظ هذه القاعدة : [الاتفاق في الاسم لا يستلزم الاتفاق في المسمى] .
[CENTER]
أتمنى غالياتي.. أن تقرأن الدرس أكثر من مرة.. حتى تفهمنه جيدا.. فتلك الدروس مهمة جدا لعقيدة المسلم..
تعليق