قال صلىالله عليه وسلم (( إن طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر )) صحيحالجامع2/ 3914.
إتحاف أهلالألباب بمعرفة العقيدة في سؤال وجواب
عقيـدة أهـل السنـة في الأسمـاءوالصفـات
س214 ما مذهب أهل السنة في علم الله تعالى ؟ مع الدليل ؟ وهل هو من الصفات الذاتية أم الفعلية ؟
ج: أقول : يعتقد أهل السنة - رحمهم الله تعالى - اعتقاداً جازماً بيقين راسخ أعظم من رسوخ الجبال الرواسي أن الله- تعالى- موصوف بالعلم الكامل الشامل الذي لم يسبق بجهل. فهو يعلم ما كان ، وما يكون ، وما لم يكن أن لو كان كيف يكون ، وأنه من الصفات الذاتية التي لا تنفك عن الله- تعالى- أزلاً ، وأبداً قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ ومَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ ......الآية ﴾وقال تعالى ﴿ وعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِنْ ورَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ ،وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ وفي حديث الاستخارة الطويل ( اللهم إني أستخيرك بعلمك الغيب ...... ) ، ، ودل عليها العقل أيضاً : وذلك من وجوه :
الأول : أن العلم في حد ذاته صفة كمال في المخلوق لا نقص فيها ، وقد تقرر في القواعد أن ما كان صفة كمال في المخلوق لا نقص فيها بوجه فالخالق أولى بها .
الثاني : أن الله- تعالى- هو الذي أعطى المخلوق هذه الصفة التي هي كمال في ذاتها ، ومعطي الكمال أولى بالكمال .
الثالث : أنه يستحيل أن يوجد هذا الكون العظيم على هذا النسق الرفيع والنظام البديع ، وهو غير متصف بالعلم ،
وهذا ما نعتقده بقلوبنا ، وننطقه بألسنتنا ، وقد أنعقد الإجماع على ذلك . ولله الحمد والمنة . والله أعلم .
س217 ما مذهب أهل السنة في اليدين مع بيان الأدلة ؟ وهل هي صفة ذاتية أو فعلية ؟؟
ج : يعتقد أهل السنة قاطبة أن لله – تعالى- يدين اثنتين لائقتين بجلاله وعظمته ، لا تماثل أيدي المخلوقين ، ومجرد الاتفاق في الاسم لا يستلزم الاتفاق في المسمى ، وأنهما من الصفات الذاتية التي لا تنفك عنه - جل وعلا- أزلاً ولا أبداً ، وهما كريمتان مبسوطتان بالعطاء ، والنعم قال تعالى: ﴿ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ﴾ [المائدة: 64] وقال تعالى ﴿ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ﴾ [صّ: 75] وقال تعالى ﴿ بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ وقال تعالى ﴿ بيده الخير ﴾ وقال تعالى ﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾ [الفتح: 10] وقال تعالى ﴿ ومَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ والْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ والسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر:67] وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة في ذكر محاجة موسى لآدم - عليهما الصلاة والسلام- وفيه أن موسى قال : ( أنت آدم الذي خلقه الله بيده ، ونفخ فيك من روحه... )، ، وفي صحيح مسلم من حديث أبي موسى - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ( إن الله- تعالى- يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) وفي المتفق عليه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ( إن أحدكم ليتصدق بالتمرة من طيب ، ولا يقبل الله إلا طيباً فيجعلها الله- تعالى- في يده اليمنى ثم يربيها كما يربي أحدكم فلوه حتى تصير مثل أحد ) ، وفي رواية ( فيقع في كف الرحمن ) وفي الصحيح أيضاً من حديث ابن عمر - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ( يقبض الله- تعالى- يوم القيامة سمواته فيأخذهن بيمينه ، ويقبض الأراضين ، ويأخذهن بيده الأخرى ثم نهزهن فيقول : أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ) ، وقد أتفق أهل السنة على إثبات هذه الصفة لله تعالى من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تمثيل ، ولا تكييف ؛ لأن الله- تعالى- ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
وهو ما نعتقده بقلوبنا ، وننطقه بألسنتنا . والله أعلم.
س1: هل صفتا العلم واليد – لله تعالى- من الصفات الذاتية أم الفعلية ؟
س2: كيف يثبت –أهل السنة والجماعة- صفة اليد لله تعالى ؟
الروابط المفضلة