أُحب الشتاء ..
بقلم : محمود القلعاوى .
___________________________________________
أحب الشتاء وأشعر بالسعادة عند قدومه ..
أحب الشتاء وكم أشتاق إليه فى وسط لهيب الشمس ..
أحب الشتاء وأرى فيه الخير ، أرى فيها القرب من الرحمن .. أراها يذكرنى بالنار وشدتها ..
أحب الشتاء حيث أرى فيها الوقت الطويل لأنجز ما أريد من قراءة وكتابة ..
أحب الشتاء حيث اقترب فيها من ربى فهى ربيع المؤمن كما ورد ..
_____________________
كله خير ..
_____________________
ربيع المؤمن ..
ويقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله :- ( إنما كان الشتاء ربيع المؤمن ؛ لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات
، ويسرح في ميادين العبادات ، ويتنزه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه ، كما البهائم في مرعى الربيع فتسمن وتصلح أجسادها ، فكذلك يصلح دين المؤمن في الشتاء بما يسر الله فيه من الطاعات ،
فإن المؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة ولا كلفة تحصل له من جوع ولا عطش ،
فإن نهاره قصير بارد، فلا يحس فيه بمشقة الصيام ) كتاب لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
_____________________
الغنيمة الباردة ..
وأما قيام ليل الشتاء فلطوله يمكن أن تأخذ النفس حظها من النوم ثم تقوم بعد ذلك إلى الصلاة فيقرأ المصلي ورده كله من القرآن وقد أخذت نفسه حظها من النوم فيجتمع له فيه نومه المحتاج إليه مع إدراك ورده من القرآن، فيكمل له مصلحة دينه وراحة بدنه.
يروى عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :- مرحباً بالشتاء تنزل فيه البركة ، ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام.
وعن الحسن البصري رحمه الله قال :- نعم زمان المؤمن الشتاء، ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه. وعن عبيد بن عمير رحمه الله أنه كان إذا جاء الشتاء قال :- يا أهل القرآن طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا، قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف.
ولهذا بكى معاذ رضي الله عنه عند موته وقال :- إنما أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء ومزاحمة العلماء بالركب عند حِلَق الذكر.
وذلك بخلاف ليل الصيف فإنه لقصره وحره يغلب النوم فيه، فلا تكاد تأخذ النفس حظها بدون نومه كله، فيحتاج القيام فيه إلى مجاهدة وقد لا يتمكن فيه لقصره من الفراغ من ورده من القرآن ) ..
_____________________
النار وزمهريرها ..
فتذكر أيها الحبيب شدة زمهرير جهنم بشدة البرد القارس في الدنيا ، يقول أحد الزهاد :- ( ما رأيت الثلج يتساقط إلا تذكرت تطاير الصحف في يوم الحشر والنشر ).
_____________________
فلا تنسَ الفقراء أيها الكريم ..
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :- ( من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) متفق عليه
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :- ( يُحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا قط، وأجوع ما كانوا قط ، وأظمأ ما كانوا قط ، فمن كسا لله عز وجل كساه الله ، ومن أطعم لله أطعمه الله ، ومن سقا لله سقاه الله ، ومن عفا لله عفا الله عنه ) رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الأهوال" ص/ 232 ..
تعليق