عودة لأطهر البقاع
بقلم محمود القلعاوى


وهذا يعني أن الجريح أو المريض له أن يعالج في المسجد لمصلحة ، وليكون قريباً للإمام وأعيان الناس فيتمكنون من عيادته إذا اقتضى الحال ذلك ، ثم لأن المسجد مكان عباده ، وبقعة طاهرة تحف بها الملائكة ، وتغشاها السكينة ، فيكون المريض بذلك قريباً من دعوات إخوانه المؤمنين ، فلعل ذلك يكون سبباً في شفائه وبرئه وسرعة استعادته لعافيته ، وهذا سبب خفي قل من ينتبه له أو يتذكره ، ومن هنا نري أن المسجد مكان طبيعي لعلاج مرضي القلوب إضافة إلى أنه من أحسن البقاع وأضلها في علاج الأبدان بإذن الله سبحانه.


والصلاة تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر ، وذلك لما فيها من تلاوة القران المشتملة على الموعظة ، والصلاة تشغل كل بدن المصلي ، فإذا دخل المصلي في محرابه وخشع وأخبت لربه ، وذكر أنه واقف بين يديه ، وأنه مطلع عليه ويراه ، صلحت لذلك نفسه وتذللت ، وخامرها ارتقاب الله تعالى وظهرت على جوارحه هيبتها ، ولم يكد يفتر عن ذلك ، حتى تظلله صلاة أخرى يرجع بها إلى أفضل حالة .
[center
]تجارة من نوع جديد
[/center]

تجار الآخرة هم عمار المساجد ، وتجار الدنيا هم عمار الأسواق ، والمساجد في الإسلام أسواق للآخرة ، بل هي أسواق الجنة وميادين التجارة الرابحة مع الله سبحانه، لأنها أسواق الأرواح المؤمنة والقلوب المطمئنة.
أما الأسواق الدنيا فهي أسواق الأبدان .. أما أسواق المساجد فهي أسواق الأرواح ، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :- ( إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك.. وإذا رأيتم من ينشد ضالة فقولوا : لا ردها اللهعليك) رواه النسائي والترمذى .
والمعني أنه ليس لإنسان أن ينصب سوقاً فوق رؤوس المصلين في المسجد ، ولا أن يعرض تجارته وسلعة عليهم في هذا المكان ، لأنهم فيه مشغولين بتجارة الآخرة وأرباح الجنة ، ولأن في ذلك تعطيلاً لهذه الأوقات الثمينة ، وصرفاً للقلوب عن بارئها ، وإشغالها بالدنيا وزخرفها الزائل الزائف.
جامعة ربانية ..


وما أجمل أن يصحب الأب ولده في يده وهو ذاهب للمسجد يحوطهم برعاية .. يعلق قلوبهم برحاب الله .. يتعلمون كتاب الله وسنة حبيبه صلي الله عليه وسلم .. يشبون في رياض الله .. يحضرون حلقات العلم .. نترك أولادنا لشريك حصين يربى أولادنا معنا .. يتعلمون النظام عبر الصفوف .. يغرس الإيمان في قلوبهم .. يطبع الإيمان والأخلاق فى قلبه بمشاهدة من حوله من رواد المسجد الصالحين .. وهذه مدرسة الحبيب صلي الله عليه وسلم نتعلم منها ..
ما رواه أحمد وغيره عن أبي بكرة رضي الله عنه قال :-كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس ، وكان الحسن بن علي رضي الله عنهمايثب على ظهره إذا سجد ، ففعل ذلك غير مرة .. الحديث ..
وروى الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما السلام ، عليهما قميصان أحمران ، يمشيان ويعثران ، فنزل رسولالله صلى الله عليه وسلم من المنبر ، فحملهما ووضعهما بين يديه ، ثم قال :- صدق الله "إنما أموالكم وأولادكم فتنة " ... الحديث.
وروى البيهقي من حديث شداد بن الهادفي حديث طويل أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد ، فجاء الحسن وصعد على ظهره ، فأطالرسول الله صلى الله عليه وسلم السجود حتى نزل الحسن ، ثم قال: إن ابني ارتحلني فكرهتأن أعجله حتى يقضي حاجته .
إذن ..
ليكن لنا وقت نعتكف فيه بالمسجد ننقطع للعبادة وفقط ..
ليكن عقد زواجنا ومن نحب بالمسجد ..
لنصحب أولادنا للصلاة بالمسجد ..
لنحضر مجالس العلم بالمسجد ..
لنعلق قلوبنا بالمسجد ..
..................
....................
................
www.elkal3ya.com/
تعليق