


· جاءنا العيد وهو : شكر لله على تمام العبادة ، لا يقولها المؤمن بلسانه فحسب ، ولكنها تتملك في سرائره رضا واطمئنانا ، وتنبلج قي علانيته فرحاً وابتهاجاً ، وتسفر بين نفوس المؤمنين بالبشر والأنس والطلاقة ، وتمسح ما بين الفقراء والأغنياء من جفوة.
· جاءنا العيد وهو : التقاء قوة الغني ، وضعف الفقير على محبه ورحمة وعدالة من وحي السماء ، عنوانها الزكاة والإحسان ، والتوسعة.
· جاءنا العيد وهو : يتجلى على الغني المترف، فينسى تعلقه بالمال ، وينزل من عليائه متواضعا للحق وللخلق ، ويذكر أن كل من حوله إخوانه وأعوانه ، فيمحو إساءة عام بإحسان يوم.
· جاءنا العيد وهو : يتجلى على الفقير فيطرح همومه ، ويسمو من أفق كانت تصوره له أحلامه ، وينسى مكاره العام ومتاعبه .
· جاءنا العيد وهو : يمحو ببشاشته آثار الحقد والتبرم من نفسه ، وتنهزم لديه دواعي اليأس على حين تنتصر بواعث الرجاء .
· جاءنا العيد وهو : مخصص لنسيان الهموم ، واستجمام القوى الجاهدة في الحياة , وطرح الهموم والغموم ..


أن أموت وعلي هذه الديون التي كل فترة تزداد
والمفروض أنها تنقص .. على الرغم أني مرتاح مع زوجتي وتقدر ظروفي إلا أن تلك الديون تنغص عيشنا .. وفي يوم من الأيام ذهبت كالعادة
إلى الاستراحة - مكان للجلوس مع الأصدقاء - شباب مثل حالي بل وأسوأ .. وكان في ذلك اليوم أحد الأصدقاء الذين أحترم رأيهم موجوداً ، فشكوت له ما أنا فيه
فنصحني بتخصيص مبلغ من راتبي للصدقة ، فما صدقته , ولما رجعت لبيتي قلت لزوجتي ما حدث .. قالت: جرب يمكن يفتحها الله علينا .. قلت إذن سأخصص 300 ريال من الراتب للصدقة .. والله بعد هذا التخصيص لاحظت تغير في حياتي النفسية صارت مرتفعة فقد صرت متفائل مبسوط
رغم الديون وبعد شهرين نظمت حياتي ، راتبي جزأته ووجدت
فيه بركة ما وجدتها قبل .. حتى أني من قوة التنظيم
عرفت متى ستنتهي ديوني بفضل الله .. والحمد لله أحسست أن ديوني ستزول قريبا .. والله إن الصدقة ما يعرفها إلا اللي جربها.. تصدق واصبر
فسترى الخير والبركة بإذن الله.


· تذكر في صبيحة العيد جموعاً من إخوانك في كل بقاع الدنيا شردهم الطغيان ، ومزقهم كل ممزق , هدم بيوتهم , وانتهك حرماتهم , وهدم مساجدهم , واغتصب نسائهم , تذكر كل هؤلاء في هذا اليوم السعيد لك الحزين عليهم ..
· تذكر في صبيحة العيد وأنت تأوي إلى ظلك الظليل ، ومنزلك الواسع ، وفراشك الوثير تذكر إخوانا لك يفترشون الغبراء ، ويلتحفون الخضراء ، ويتضورون في العراء
· تذكر في صبيحة العيد كل هذا واعلم أن العيد بإشراقه تشرق دموعهم ، ويكتوون بناره عذابهم ، ويفقدون طعم الراحة والاستقرار في يومهم .. واستحضر أنك حين تواسى جراحهم , وتسعى لسد حاجتهم أنك إنما تسد حاجتك ، وتواسى جراحك أنت وتذكر قوله – صلى الله عليه وسلم - :- ( من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) رواه مسلم .. وقوله – صلى الله عليه وسلم – ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه ) متفق عليه.


أسأل الله أن يكون عيداً لجميع المسلمين في كل بقاع الأرض
تعليق