في يوم, جلست أشاهد التلفاز.. وبينما أنا أتنقل بين القنوات
استوقفني مشهدين..أثرا في نفسي ورسخا في ذهني.....
المشهد الأول/
أحد البرامج على قناة اقرأ يذيعه الشيخ محمد العوضي..
كان لقاءً مع الداعية سعيد الزياتي (مطرب سابق)..
وكان محور الحديث يدور حول (مفهوم السعادة)..
أخذ يتكلم الأستاذ سعيد عن ذكرياته قبل الالتزام وكيف كان يبحث كثيرا عن معنى ً
للسعادة..فكان يجري اللقاءات ويستفتي الناس ويسمع آراءهم..ولكنه لم يجد الجواب
الشافي..وإنما وجدهم يتحدثون عن سرور ناتج عن أسباب مادية سواء مال أو جاه أو زواج ...أو..أو..
وفي إحدى اللقاءات الصحفية سأله أحد الصحفيين: اسمك "سعيد" فهل أنت سعيد حقا؟
فكان جوابه حينها: أنا في "سعيــ" وبحث عن "الــدال" لكي أصبح "سعيـد"..ومتى ما
وجدتها أعدك أن أخبرك..
.
.
وبعد 10 سنوات..بعد أن وجد طريق الحق وعاد إلى الله..استطاع أن يجد مفهوماً
للسعادة..بل ويستشعره أيضا..
فاتصل على ذاك الصحفي..وقال له: سألتني قبل 10 سنوات سؤالا, وذكر له السؤال,
وكان جوابي حينها كذا كذا..ولأنني وعدتك أن أخبرك حين أجد "الدال"..فإني
أتصل بك الآن لكي أقول لك أني وجدتها في
الـدين والـدعوة إلى الله..
.
.
سبحان الله.. يقول الله تعالى:
(.......فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) ) طه
أما (ومن يعشُ عن ذِكر الرحمن نُقّيض له شيطاناً فهو له قرين) الزخرف 36, والعياذ بالله..
المشهد الثاني/
برنامج على قناة البحرين الفضائية يذيعه الشيخ وجدي غنيم مع الدكتور عمر عبد
الكافي والشيخ صلاح سلطان.
كان موضوع الحلقة عن "صلاة الفجر"..وطرح الشيخ وجدي سؤالاً وهو:
كيف يعاقب الإنسان نفسه إذا فاتته صلاة الفجر.. حتى لا يعود إلى تركها مرة أخرى؟
فأجابه الشيخ صلاح قائلا:
أولا..على هذا الشخص أن يستشعر قيمة ما فاته.
فمن فقدت خاتماً من الذهب ليس كمن فقدت طقما كاملاً..
ثانيا..عليه أن يعوض ما فاته وذلك بفرض عقاب على نفسه..ويجب أن يكون
العقاب رادعاً..مثلا..أن يحرم نفسه من أحب أنواع الطعام إليه في ذاك اليوم الذي
ضيع فيه صلاة الفجر..أو أن يصوم اليوم كله..
والحكمة من ذلك..إضافةً إلى تهذيب النفس وتأديبها وحملها على عدم التقصير..
أيضاً ترغيم الشيطان الذي كان سببا في تفويت صلاة الفجر عليك ..فأنت تعوض
حسنة كبيرة بحسنة أكبر..كما في سجود السهو: فأنت تعوض نسيان ركن بسيط مثل
التشهد الأوسط بأعظم أنواع العبادة ألا وهو السجود..وهذا بالطبع يغيظ الشيطان
ويكون لسان حاله: ضيعت عليه حسنة ففعل لكي يعوضها عشرات الحسنات
فلأتركه يفعلها بدل هذه الحسنات..
ثالثا..أن يتبع السيئة الحسنة تمحها..
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
"إذا ألممت بسيئة فأتبعها بحسنة, فإني ما وجدت شيئا أسرع ادراكا لشيءٍ, كالحسنة
الحديثة للسيئة القديمة".
وذكر أيضا قصته رضي الله عنه عندما ضاعت منه صلاة العصر وأدركه أذان
المغرب بينما كان يشتغل على حائطٍ له..فما كان منه إلا أن تبرع بمحصول الحائط
كله لله تعالى تعويضا عن الصلاة التي فاتته..
.
.
فهل من معتبر..
يقول تعالى: (أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (القصص54)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اتق الله حيث ما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة
تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن"
(حسن / صحيح الترمذي)
صلاة الفجر أيها الأحبة..
التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يتعاقبون فيكم : ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم ، فيسألهم ، وهو أعلم بهم ، كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون" (صحيح البخاري)
وقال أيضا: "ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ، ولقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم ، ثم آمر رجلا يؤم الناس ، ثم آخذ شعلا من نار ، فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد ."
(صحيح البخاري)
أعاننا الله وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته..
الروابط المفضلة