الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله الذي أرسله الله عز وجل بين يدي الساعة بشيرا و نذيرا نادى بالحق وكان سمته الصدق و دعوته كلها رفق , هذا و قد سن الله عز وجل سنة كونية بين خلقه تعرفها في ألوانهم و لغاتهم ياختلاف ألسنتهم قال الله تعالى : ( وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم/22] فذكر أن هذه آية و كم للناس من آية جعلها الله بين خلقه لتكون لهم عبرة و دلالة على عظيم صنعه , فالاختلاف سنة كونية قُيد في شريعة الإسلام بأخلاق سامية و آداب عظيمة ليحيى من حي عن بينه و يهلك من هلك عن بينه و خلاصة الامر أن هذه جملة من آداب الاختلاف لابد أن يراعيها المختلفون أثناء المناقشة و المتناظرون أثناء المناظرة ,
و إذا أتتك مقالة قد خالفت *** نص الكتاب أو الحديث المسند
فاقف الكتاب و لا تمل عنه, وقف *** متأدبا مع كل حبر أوحد
فلحوم أهل العلم سم للجناة***عليهم فاحفظ لسانك و ابعد
قال الله تعالى : وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء/36]
و قال سبحانه : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [محمد/19]
و بوب الإمام البخاري في صحيحه لهذه الآية فقال :
بَاب الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ
و الظاهر من هذه الأيات أن من أدب الخلاف عدم الكلام بغير علم
وقد جمع الله عز وجل بين النهي عن القول عليه بغير علم و بين الشرك , فلقد قال سبحانه : قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ [الأعراف/33]
فعلم بذلك خطورة هذا القول الذي بُني على غير علم
يتبع إن شاء الله
و سأذكر لكم عدة مراجع في هذا الباب إن شاء الله بعد الانتهاء.
الروابط المفضلة