
الخجل من أن تكون أنت ...التبرير لأن تكون أنت ...الكراهية لأن تكون أنت.... والاعتذار أن تكون أنت

يمارسها من يمارسها، أما بشكل مسيطر على جميع ردات فعله، مهما تنوعت مجالاتها ودرجاتها، وإما مع مواقف
بعينها دون أخرى.
من يمارس ذلك(الإنكار المبالغ فيه للذات) لا يرى الأمر هكذا ، ولأننا قد نتفق على أن المواقف لا تصنع ردّات الفعل ولكن
الذي يصنعها كيف نقرأ هذه المواقف ،وكيف نفسرها ،وما الذي نلتفت إليه منها وما الذي نتجاهله ،أقول ،من يمارس
بعض ال(ممارسااااات ) أعلاه يفعلها وهو يمنحها تفسيرا فكريا يختلف عن التفسير الذي يمكن أن نعبر عنها به.فهو مثلا
قد يراها تسامحا وفضيلة ، وبالتالي كلما أمعن الطرف الآخر في استغلال (تسامحه) نظر هو للأمر على أنه تدريب على
إنكار الذات ، ومجاهدة النفس، وترقٍ في درجات الفضيلة

فيروق له استمرار (الامتصاص) من دماء المسكين وجهده وكرامته وحقه ، والأنكى أنه يتبنى النظرة التي أعطاه إياها
المتنازل ، فصدق أنه(أي المتنازل) حقيق بالاعتذار عن أن يكون نفسه



يقال أحيانا أنك تمنح الآخرين طوعا أو كرها بطاقة تعريفية لذاتك عبر رؤيتك لها،ولذا فليس من الغريب أن يتبنى الناس
عادة اتجاه المتنازل دائما، المبرر باستمرار ،المطأطيء الرأس لتمر العاصفة وإن كانت الرياح مستمرة في الانخفاض
تأبى إلا اقتلاعه ،ليس غريبا أن يصدق الناس أن هذا فعلا واجبه بل أقل واجب ويجدون لذة في تجريب قدرتهم على
الصفع والإيذاء عبر تسامحه دون أن يداخلهم أدنى شك في سلامة مواقفهم .فهو (ما يخالف)أو هو (يقوله بنفسه)أو هو
(ماعاد يعرف يرد بعد أن أفحمته) بينما هو يرى أن الفضل كل الفضل في الصمت والتنازل ...(.ربما أضفت بقسوة.)..الساذج
الذي يفسد قضيته ولا يصلحها.
ولنعد إلى الفكرة ،التي سلمنا أنها هي الأساس في صنع ردات فعلنا، لنقف قليلا عندها.فهناكل ذلك،أو كثير منه،
ظهر لأن الفكرة المسيطرة المحركة كانت فكرة غير عقلانية قد تكون جميلة قد تكون براقة قد تكون محلقة
لكنها...غير ...ع ق لا ن ي ة

والابتعاد عن الموازين العاطفية ، سواء كانت في صالحك أو في صالح غير

أنا لا يرضيني هذا


هذا بعد الآن ،ربما يكون من حقه أن ترشه بماء بارد ليصحو ويرى الأمور كما هي ولا ينساق وراء هوى نفسه معتقدا
أن الحق كل الحق دائما معه لأنك اخترت أن تتنازل عنه رفقا به فأغويته

أبحث عن فكرتك واحذر أن تأسرك السذاجة ، والضعف ،وعدم احترام الذات ،وإن ارتدت أثوابا أخرى أو وضعت الكثير
من المساحيق أو حتى قامت بعمليات جراحية تجميلية تغير بها ملامحها لتكون أكثر قبولا وتماشيا .فيوما ما ستفيض
الكأس


للتغير، وربما لا يكون لديك القدرة الكافية للتسامح ، وربما لا يكون لديك الجلد الكافي للاستمرار ،وربما استطعت أن
تمتص صدمتك وتتعلم منها

عرّف أفكارك لنفسك .أعطها معانيها الحقيقة الموضوعية لا المعاني التي تمنحها إياها

وكم ضرت ؟كم أصلحت وكم أفسدت ؟كم ساعدت في التقدم وكم جرت إلى الخلف وكم عطلت ؟ ثم احكم بعدل ولن
تستطيع أن تكون عادلا مع الآخرين مالم تعدل مع نفسك

معهم وفق قوانين البشر وأعرافهم.
بقي أن أضيف أن فهم الفكرة التي تدفعك للتصرف على هذا النحو فهما صادقا ثم تقييمها تقييما عقلانيا لن يحرمك
دائما من أن تجرب لذة التسامح ولكنه سيعلمك ألا تتجرع علقم التفريط في حقك وبينهما فرق لو تعلمون كبير

تعليق