
حكت لي أحد صديقاتي عن مرض أخيها قبل عدة أعوام بأحد أنواع السرطان
حمانا الله وإياكم منه..تقول عندما أصيب أخيها بهذا المرض الخبيث إضطرت
للسفر معه لأمريكا لأنها الوحيدة التي طابقت نسائجها نسيجه وستتبرع بسحب
جزء من نخاعها له..تقول دخلت إلى مجتمع مرضى السرطان..عالم كبير فيه
الطفل الصغير والمراهقين والشباب وكبار السن..مجتمع متكامل يعيشون معظم
حياتهم بين أروقة المستشفيات وفي منزلهم تمتلي الثلاجات بجميع أنوع الأدوية و
الإبر وحياتهم عاديه مثلها مثل حياة الأصحاء فهم يعشقون الخروج والسفر والصداقه
وحتى الحب..لولا إرتباطهم بمواعيد وأدويه لأكتملت حياتهم هناء وسرور..
الغريب في الأمر أن هذا المجتمع راق لها بسبب ترابط وتلاحم المرضى وأهاليهم فالكل
يخرج شهريآ جزء من ماله لمنظمة تهتم ببحوث وعلاج السرطان بدون تفكير أو تردد..
تمت عملية أخيها ولكنه لم ينجو فتوفي رحمة الله عليه وهو في الـ21 من عمرهـ..تقول
عادت إلى السعوديه وهي تحمل أجمل ذكريات عن مجتمع لم تعرفه قط
حتى عاشت فيه وقررت هي التبرع شهريآ لمنظمة السرطان.
وشاء الله وقدر ومرضت ابنتي بفشل كلوي مزمن..أدخلني إلى عالم ومجتمع مرضى الكلى
ورأيت بأم عيني مايعانونه من الغسيل الدموي..فالبعض يغسل والثاني يتجهز لزراعة كليه
والآخر على قائمة الإنتظار ينتظر متبرع ليحرره من قيد الغسيل المتعب.
فعرفت مدى حاجة المرضى للتبرع وأهميته بالطريقة الصعبه وأنه
مجتمع كبير معظمنا لا نعرف عنه إلا القليل والبعض لا يعرف عنه شيء..
فأقسمت على نفسي أن أخصص من دخلي الشهري مبلغ بسيط أتبرع به للمرضى وعرفت مدى
سطحيتنا وعدم إهتمامنا واللامبالاة التي نعيشها وتهميشنا للمرضى نحن العرب..وتمنيت لو
عندنا الثقافه اللي تجعلنا نهتم بالمرضى..بالرغم من حث الاسلام لنا إلا أننا لا نطبق شيء.
في الخارج نجد معظمهم معهم بطاقة متبرع في حال الوفاة لا سمح الله ونحن لا نعلم عن التبرع
ولا نعرف كيفية طريقة إستخراج تلك البطاقه..!!
فوبيا "خوف" تصيبنا نحن العرب عند ذكر موضوع التبرع بالأعضاء سواء كان
لغريب أو قريب والظاهر قلة الوعي الصحي وعدم معرفتنا بمقدرة أجسادنا
على التحمل والعيش بمثلآ كلية واحده أو جزء كبد فقط وليست كامله يجعلنا
نصاب بهلع عند حاجة إنسان لمتبرع..ومن شدة حرصنا على أجسادنا حتى بعد
وفاتنا بعد عمر طويل نلاحظ أن لا أحد إشترك ببرنامج للتبرع بالأعضاء بعد
الوفاة..رغم أني رأيت الكثير من الأجانب بالولايات المتحدة معهم كروت
في حالة وفاتهم يسمحون للتبرع بكل جزء من جسدهم..ولا ندرك أن التبرع بعد الوفاة صدقه جاريه!!
أنتم هل لديكم معرفة بتلك المجتمعات؟ أو ستنتظرون
حتى لا سمح الله تمرضون أو يمرض قريب لكم حتى تتعرفون عليهم وتساعدوهم؟
نعم مجتمعات فيها الآلآف من المرضى ينتظرون منا أن نمد لهم يد العون ولو بالقليل..اللهم شافي مرضانا..
ومرضى العالم أجمع اللهم آمين..وهذا رابط لمن أراد إستخراج كارت التبرع:
قال تعالى:{... ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ...}
حملة ومن أحياها
آسفه على الإطاله..
ولا تنسوا ابنتي من صالح دعائكم لها بالشفاء العاجل.
بقلمي المتواضع ومن الواقع المؤلم.

تعليق