
:
:
مرحباً بك قارئي الكريم ، أتمنى أن تنعم بالسلامة والسعادة والأمان ، أنت ومن تحب.
أذكر أن أخي منذ شهر ونصف اطلع على صفحتي الخاصة على الانترنت والتي لاتزال في بداياتها، أدرجت فيها بعضاً من كتاباتي – التي أذهلته – كما يبدو ، إذ قال بالحرف الواحد : أهنئك يا عملاقة !! فداعبته بشكر على اهتمامه ، وعاكسته : لكن ليس هناك من يتبنى العمالقة بكل أسف . وإن كنت قد افتريت عليه افتراءً قاسياً ، فقد كان يحاول منذ ثلاث سنوات أو تزيد أن أكتب ما أكتب وأنشرها في المواقع أو ينشرها لي هو بنفسه ، إلا أني لم أكن أبالي ، ولعلي أكون أكثر أمانة إن قلت : لم أكن أثق بأن من سيقرأ يستحق أن يُكتب له !!
غير أن الأفكار تبدلت مع الأيام ، إذ تنضج كما ينضج كل شيء في الوجود ، تأكدت أن معاني العطاء لن تكتمل بمجرد ادعائها ، ولن نبني أمةً ندعي أنا نهتم لأمرها إن كابرنا - على أقل تقدير - في الكتابة لأجل أبنائها .
منذ ثلاث سنين وأنا أكتب ما أكتب وأحتفظ بها طي الأدراج حتى كثرت الملفات و الدفاتر ، وضجرت منها . ولأن زوجي ممن يحفظون خصوصيات زوجاتهم ، ويحترمون ذاتيتهم و انفصالية شؤونهم ، لم يطلع يوماً على ما كتبت من قريب أو بعيد ، في حضوري أو غيابي ، حتى عرضتها عليه ، ربما في نفس الوقت الذي تزامن مع اطلاع أخي على المدونة الشخصية ليقترح هو الآخر نشرها و إن لزم الأمر طباعة ما أريد منها !
إن من ألذ الشعور أن تجد من يثق بك ، يؤمن بك إيماناً حقيقياً لا تشوبه الـ لكنات !! ( جمع لكن ) ، ولا تؤطره براويز العيب أو الإحباط ، والتثبيط والتقليل من شأن ما تكتب أو تقول .
ولعل الكثير ممن يحتفظ بما يكتب ، أو ربما لا يكتب في الأصل ، بسبب الخوف من الفشل ، وضعف الأسلوب و قلة الذخيرة ، وآراء النُّقاَّد !! ولعل بعض البسطاء ممن ليس لهم ناقة ولا جمل يفتونه في أمور كتابته فَيَهْوون به إلى سحيق وقاعٍ صفصفِ !!
ولربما إن كتب فاقَ جمالاً و جودةً على كثير ممن له باع طويل في مجال الكتابة والنشر ، وأفاد وأجاد وأحسن و أجزل ، لكن هيهات يكتب !
قد أسميه رهاب الكتابة ، وإن كانت الأسباب وراءه أخرى لا الخوف من الكتابة لذاتها ، بل كما ذكرنا ، وكم تمنيت لو أجد ممن يتنحون عن مجالٍ راقٍ وسامٍ كهذا - وإن لم يكن عذراً مباحاً – الخوف من أمانة الكلمة و مسؤولية القلم عوضاً عن الخوف من ( كلام الناس ) ونقد السابقين وإن كانوا في – بعض الأحيان - ما يكتبون شديد الضحالة ، غير أنه لا يعلم بهذا 

يتبع ..
تعليق