الحجــــــابُ ،،، بين براثِنِ العادَةِ و حَلاوَةِ العِبادَةِ

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سفيرة الفضيلة
    عضو نشيط
    • Nov 2007
    • 210

    الحجــــــابُ ،،، بين براثِنِ العادَةِ و حَلاوَةِ العِبادَةِ




    الحجــــــابُ ،، بين براثِنِ العادَةِ و حَلاوَةِ العِبادَةِ


    نطقتِ الحضارةُ فاسمعُوا

    وأمرَ التمدُّنُ فأطيعُوا

    كلُّ شيءٍ لحقهُ التطوّر

    كلُّ شيءٍ يسيرُ نحو التغيُّر

    حتّى صرنا مجردَ نسخةٍ باهتةٍ لمجتمعٍ غربّي لا يمتُ لنا بصلةٍ

    انظري في خزانةِ ملابسكِ وأجيبيني

    باللهِ عليكِ ما وجهُ التشابه بينها وبين خزانةِ أمكِ أو جدتكِ

    أعلمُ الإجابةَ مسبقاً فلا داعي لتكرارهَا

    ،

    ربما تتساءلونَ عن المرادِ من هذا الحديثِ

    ولماذا هذه الهجمة على التحضرِ والحداثةِ

    و قـبل أَنْ تـأخذكُمُ الأفـكارُ إلَى مَاوراءِ زُحَل

    أريد أن أقولَ لكم أني لستُ ضد الحضارةِ والتغييرِ ما لم يمسَا بأصولنا ومبادئنا

    ولكني أيضاً لستُ مع التقليد إن لم يكن عن عقيدة وعلمٍ

    وحتى تفهموا قصدي أدعوكم أن تقـرأُوا معي هذهِ القصة :


    "فِي طفـولتِي دائمًا ما كنتُ أنـظرُ إلَى مَا تـرتدِيهِ أمِّي وكنـتُ أشعرُ بِتلك النـَّشوةِ الرَّائعةِ إذَا مَا تـسنَّى لِي ارتداؤهُ

    وهذا ما حدث مع الحجـاب كلبسٍ تـقليديٍّ أرى نساءَ بلدي يرتـدينـَهُ عمومًا و والدتِي بِالأخصِّ

    فـما إنْ حان وقـتُ ارتدائِي للحجــاب حتـَّى كدتُ أَطيرُ فـرحًا فَهو يـشعرنِي بِأنـَّنِي كبِرتُ وأصبحتُ كأُمِّي

    [ لقَـد كبـُرتِ وعليكِ ارتداءُ الحجـاب ]

    مع الوقتِ اعتـدتـُهَ وأصبحتُ لا أستـطيعُ الخـروجَ دونـه رغم صغـرِ سِنـِّي "



    قصةٌ جميلةٌ أليسَ كذلكَ

    كلنا نحبُ أن نقلّد آباءنا وأمهاتنا في سنينِ عمرنا الأولى

    وكلنا يحبُ أن يرى ابناءهُ الصغارَ يقلّودنهُ لأنه دليل على الحبِ والترابطِ

    ولكن مهلاً فالقصةُ لم تنتهي بعد فتابعوا معنا:



    " هكذا كان يجرِي الأَمرُ دائمًا ،

    ولم يطْرق أذنـيَّ يومًا قـولُ اللهِ تـَبَارَكَ وتـَعَالَى (( وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُنَّ ))

    وَلاَ قوْلهُ تـَعَالَى (( يأَيهَا النبِيُّ قُل لأزوَاجِكَ وَبَناَتِكَ وَنِسَاءِ المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدنَى أَنْ يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ ))

    بل لم يكن يقـالُ لِي أبدًا أنـَّنِي أرتـدِيهِ إرضاءًا للهِ جلَّ وعلا وَامتثـالاً لأمْرِه




    وجاءتِ المرحلةُ الثـانَوِيَّةُ بِكلِّ مغرِياتِهَا

    ومعها بدأت فـصولُ الصراعِ بـينَ الواقعِ الذي أراهُ والعادةِ التي اعتـدتُ عليهَا وكبر معهما التمرد في نَـفسي

    خاصةً عندما أرى قَرِيناتي في دولٍ أخرى، تـتـوالى السُّنـُونُ على الصَّغيرةِ منهنّ حتـى تـبدَأ مراحلُ أخرَى منْ حياتهَا دونَ هذا "الحجاب"

    وكمْ كنتُ أرى أنـَّهنّ "مَحْظـُوظَاتٍ" بـذلك !!

    ولعبتْ رفيقَاتِي دورهنَّ الرائدَ عندما بدأنَ يُخبرنـنِي بِأحدثِ خطوطِ الموضةِ في العباءات
    أشكالهَا وأسمائهَا .. وكلُّ مايتـعلقُ بِهَا

    ومع كلّ ما يحدثُ حولي بدأتْ تـتـزعزعُ صورةَ الحجاب القديمةُ أمام عيني، وبدأ صوتُ عقلي الباطنِ يرتـفع :


    مَا البأسُ في تـغيِيِرِ شكلِ عباءتِي وحجابِي ؟؟

    فـهي لباسٌ ككُلِّ الألبِسةِ التِي أغيِّرهَا دومًا بِأخرى أحدثَ صرعَة ً وأجملَ شكلاً

    لقـدْ تـطَوَّرَ العالمُ ، فـلِمَ لا أتـطَوَّرُ معه ، واللهُ جميلٌ يُحبُّ الجمالَ في كلِّ شيء

    وبادرتـنِي أصواتُ صديقـاتِي .. ماذَا ستـشتـرِينَ منهُ؟؟؟

    ماذَا ستـرتـدِينَ في المنـاسبةِ الفـلانيَّة ؟؟

    والعيدُ ماذا ستختـارِينَ له .. أيَّ نـَوْع ؟؟؟

    أمامَ ضغطِ الصديقـاتِ وإغراءِ المُوضـةِ الجديدَة

    سقطَتْ من عينـيّ هيبةُ العادةِ التي اعتـدت ، وعباءَة الرَّأسِ المُحتـشمَةُ التِي أحبـبتُ

    وتـسامقـتْ بِالمقـابل في نـظري حلاوة وجمالُ عباءة الكتفِ والمُخصَّرةِ والفراشةِ و غيرِهَا الكثير

    كنتُ ككلِّ الفتـياتِ أبحثُ عن المظهرِ العصرِيّ والظهورِ بِأجملِ شَكْلٍ

    هُرُوبًا من وطْأةِ سخريةِ الصديقاتِ أنـَّنِي رجعيَّةٌ ودقـَةٌ قـدِيمَةٌ كما يقـالُ تـارةً ، واستجابةً لنداءِ

    رغبتِي في تـغيِـيِرِ تلكَ العادةِ التِي مافـعلـتـُهَا كـ "عبادةٍ" يومًا مَا


    هكذا إنتهتِ القصةُ التي تتكررُ في مناطقَ عدةٍ مع إختلافِ المسمياتِ بين بلدٍ وآخرَ

    وهكذا تحولَ الحجابُ من صورتهِ الجميلةِ الساترةِ إلى مجردُ زيُّ تقليديّ تحكمهُ العادةَ لا أقلَ ولا أكثر

    تجدُ الفتاةَ نفسها محرومةً من تذوقِ حلاوةِ الحجابَ الذي ورثتهُ دون أن ترثَ معهُ معناهُ وغايتهُ





    ومع الختامِ سُؤالٌ كم نـتـمنَّى لو سأَلتهُ كلُّ فتاةٍ لنـفسِهَا بعد أن صار قرارُ حجابهَا بيدهَا

    - هلْ أنَا أرتـدِي حجـابِي هَذا إرضاءًا لربِّي أمِ استجابةً لعادةِ قـومِي ؟؟

    على منطِق ِ : ولدتُ وكبرتُ وأنا أرى َأمِّي وقَريبَاتِي يرتدينَ الحجـاب فـَأنَا أقـَلِّدُهُنّ وَحَسْب!!

    أمْ أنَّ الأمرَ شَرعٌ من ربِّي يجبُ عليّ التزامُه ..؟؟

    صرخةُ غَيرةٍ عليكِ يا فـتاة الطهرِ لأنكِ غاليَة

    صرخةٌ تـقـولُ لكِ يـا شامخَة :

    لا .. وألفُ لا .. يـامؤمنة

    مَاهَذا الحجـاب الذي تـرتـدِينَ إلاَّ عبادةً غايتهَا السِّترُ والإحتشامُ ، وليستْ موضة تـتغيَّرُ بِمرورِ الأعوام

    حتَّى تغدُو فستـانًا تـُضيفينَ عليهِ ما تشائين !!

    دُونكِ كتابُ ربِّكِ فـاستـنطقِيهِ ، و سُنـَّةُ حبِيبكِ ورسُولكِ عليهِ السلامُ فـتـفـيـَّئِي ظِلالهَا


    انـتـَصِري على نـفسِكِ

    على شيـطَانِكِ

    وَعَلَى حجاب العادةِ الذِي قَـتـلَ في نـفسكِ عبادةَ مولاكِ

    ،
    ،
    ،

    هديتُنَا إليكُم

    (أيـَا دُرّةَ الطُّهرِ )




  • فراشة يمانية
    عضو نشيط
    • Nov 2008
    • 113

    #2
    جميل جدا هذا الموضوع

    وموضوع في غاية الاهميه في هذه الايام

    لاننا بكل صراحة نشهد تفلت الفتيات في امر الحجاب

    بحكم انهن يرتدينة عادة لا عبادة

    اصبح المصممون منهمكون في تصميم اشكال متنوعة لحجاب المراءة

    الذي وبكل صراحة اصبح اكثر فتنه من

    لو انها خرجت بدون حجاب

    ربنا اهدنا وفتيات المسلمين الى الرشاد

    وجزاك الله الف خير اختي

    تعليق

    • queen manal
      عضو نشيط
      • Sep 2008
      • 349

      #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة

      فعلا انا موضوع في غاية الاهمية والرووعة

      وانا مع كلام

      اختي فراشة

      ا عندها حق بكل الي قالتة

      وموضوعك رائع وجميل جدا وياريت كل بنت تقراءة

      وتنفذ كل الي فية ولا يغرها مضهر العباية المطرزة

      وشكلهم الحو والي بقت عباية مش ساترة ليها فاضحة ليها

      لاحول ولا قوة الا با الله

      الله يهدي جميع بنات المسليمن

      بارك الله فيكي

      وجعل ذالك بميزان حسناتك

      تعليق

      • سمآء الايمآن
        عضو نشيط
        • Sep 2008
        • 101

        #4
        بآرك الله فيك ..

        وجعله في موازين حسناتك ...

        فعلآ مووضوع رآئـع ..

        تعليق

        • المعاني السامية
          كبار الشخصيات
          • Oct 2003
          • 19053

          #5

          نداء صادق لطيف
          اللهم انفع به و جازي من كتبه بالإحسان إحساناً

          دمتم بعطاء
          .




          للأمان معاني أحلاها الرفقة الصالحة
          و للمعاني أماني أبقاها مع الرفقة الصالحة



          -حقوق جميع مواضيعي محفوظة لكل مُسلم-
          رحم الله ناقل مقالي و مُهديني الثواب

          يا من تذكُرني بالدّعا .. اجمعني فيه بـ "شقيقتي" .. و لكَ مني الوفا ()()

          تعليق

          • مريم 74
            النجم الفضي
            • Jul 2008
            • 2111

            #6
            شكرا جزيلا

            المشاركة الأصلية بواسطة سمآء الايمآن
            بآرك الله فيك ..

            وجعله في موازين حسناتك ...

            فعلآ مووضوع رآئـع ..
            ..

            ..

            ..
            أضم صوتى ...فعلآ مووضوع رآئـع ..بآرك الله فيك ..
            وجعله في موازين حسناتك ... الذى يقول عنه سبحانه و تعالى:-
            {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ .. فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً .. وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا .. وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء : 47]
            ..

            ..

            تعليق

            • أمل وضياء
              مساعدة المشرفة العامة
              • Dec 2001
              • 45952

              #7


              وعليكم السلام وررحمة الله وبركاته ..

              بارك الله فيكم وسدد خطاكم
              كلمات واعية أسأل الله أن ينفع بها ..

              .
              يوماً ما ستختفي الأسماء ...
              وتبهت الحروف ..وتبقى أطياف ذكريات
              أملي أن لاتنسوني من دعواتكم كلما لاحت لكم *
              أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه .

              تعليق

              • اشراقة الإسلام
                كبار الشخصيات -مدربة متميزة- نبض وعطاء
                • Aug 2006
                • 5129

                #8


                جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع القيم

                ونفع به


                لاعزة لنا الا بالاسلام والتزام الاسلام

                ومهما حاول المغررون ان يتوهونا عن حقيقة الدين ففهمنا لديننا لا يسمح لهم ابدا ان يزعزعوا قناعاتنا


                حجابي شيء اساسي في حياتي وجزء لا يتجزاء عن عقيدتي


                اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين
                اللهم الطف بنا ... اللهم الطف بنا ... اللهم الطف بنا
                اللهم نجنا من كيد الكائدين

















                تعليق

                • ام البنوته
                  النجم الفضي
                  • Sep 2006
                  • 1687

                  #9
                  جزاكي الله كل خير...............

                  تعليق

                  • صاحبة القلادة
                    زهرة لا تنسى - زهرة الحوار "نجمة القصة"
                    • Jul 2005
                    • 3876

                    #10
                    جزاك الله خيرا
                    الحمد لله على رحمته التي وسعتنا رغم تقصيرنا
                    مشتاقة لك أختي صديقة الزهور ..::.. النشيد لك
                    حسبي ربي و كفـــــــــى *** شكرا لك صديقة الزهور
                    أفتقـــد ربـى الشمال
                    بالصحبة الصالحة تطيب الحياة شكرا للغالية المعاني السامية
                    << العضوات المجندات , شكرا لقوافل العائدات >>

                    تعليق

                    يعمل...