تويت
هل هم حقا قدوة؟؟!!
..
..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هم حقا قدوة؟؟!!
الولد: أبي فلان يريدك
الأب: قل له أنني غيرموجود
الابنة ترقص على صوت الأغاني وتتمايل بحركات تشبه حركات المغنيات
الأم تصفق فرحة بما تراه من ابنتها التي لم تتجاوز الأربع سنوات
الأب داخل البيت ينفث دخان سجائره ويتابع مسلسلات وأفلام هابطة
الأبناء يتنفسون سموم سجائره ويرون بعضا من تلك المشاهد
الأم في الأسواق وأمام التلفاز وفي تجمع نسائي لا يخلو من الغيبة والنميمة والسخرية
الأب يلقي شتائم وكلمات سيئة أمام أبنائه
الأبناء أصبح لديهم مخزونا ثقافيا مما يسمعونه ويرونه من آبائهم وأمهاتهم
معلمة تقف امام الطالبات قد صبغت وجهها بألوان المكياج واللبس والمشية كأنهامهرج
معلم يشرح لطلابه عن أهمية الصلاة جماعة ولا يقوم هو بفعل ذلك
وينهى عن التدخين ثم يرونه في إحدى الأماكن ينفث دخان سجائره
معلمة تأمر طالباتها بقص أظافرهن الطويلة
الطالبات يتعجبن كيف تأمرهن بذلك وأظافرها طويلة لم تفكر بقصها
الطلاب والطالبات أصبح لديهم اقتناع أن المعلمين والمعلمات يقولون مالايفعلون
فلا يهتمون ولايحملون لكلماتهم وزنا في أنفسهم
مشاهد تتكرر كثيرا أمام الأبناء والطلاب
ضاعت القدوة اختفت فنشأ جيل هش مذبذب متناقض ساخط
تتعالى صرخات من آباء وأمهات أبناؤنا كيف نعالج سلوك أبنائنا المعوج
المعلمون والمعلمات يشتكين من طلاب لا يقدرونهم ولا يحترمونهم كما ينبغي
نسي الأب والأم والمعلم والمعلمة أنهم هم السبب في ذلك الأمر الذي يعانون منه
فهم لم يكونوا القدوة الصالحة ولم يجعلوا من التربية الصالحة بنيانا أساسه قويا
بل اكتفوا برمي بعض الكلمات على الأبناء أو الطلاب ولم يدركوا أن التعليم والأبوة
والأمومة ليست كلمات بل سلوك يمارس بشكل صحيح من قبلهم وقدوة ناجحة
صالحة تلتزم بما تأمر به وتجتنب ما تنهى عنه وبذلك يوصلون رسالتهم في الحياة بشكل صحيح
لأن هناك من يتتبع خطواتهم ويسير عليها من الأبناء أو الطلاب
قال الشاعر:
يا أيها الرجل المعلم غيره** هلا لنفسك كان ذا التعليم.
تصف الدواء لذي السقام وذي** الضنا كيما يصح به وأنت سقيم .
ونراك تصلح بالرشاد عقولنا** قولاً وأنت من الرشاد عديم.
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم.
فهناك يسمع ما تقول ويشتفي** بالقول منك وينفع التعليم.
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله**عار عليك إذا فعلت عظيم.
إن القدوةالحسنة من ضروريات التربية،
فكيف يحرص ابنك على الصلاة وهو يراك تضيَّعها،
وكيف يبتعد عن الأغاني والمجون وهو يرى والدته
ملازمة لسماعها ! ثم في صلاحك حفظ لهم في حياتك
وبعد مماتك.
وتأمل في قول الله تعالى
(( وكان أ بُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَرَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَاأ َشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ(( [الكهف:82]
فصلاح الأب هذا عمَّ أبناءه بعد موته بسنوات
الكثير يقول إننا نربي أبنائنا تربية صحيحة
ولكن يشاهدون ويصطحبون من يفسد تلك التربية والقدوة
لكن الصحيح أن السنوات الأولى من عمر الطفل
تكون هي الأساس في التربية وفيها يكون الولد أو البنت
قريبان من أبويهما ومعلميهم كثيرا
ويظنان أنهما على صواب في كل ما يفعلانه من أمور لذلك كانت تلك السنوات
هي الأساس لما بعد ذلك فينبغي أن يكون ذلك الأساس
متينا سليما قائما على قواعد ثابتة وسليمة
كي لا تهتز تلك التربية من أي ريح عابرة
وفي الحديث
(( ما من مولود إلا ويولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه))
أيها الأب أيتها الأم أيها المعلم أيتها المعلمة::
لقد استرعاكم الله على رعية من رعيته
(( وكلكم راع ومسؤول عن رعيته))
وجعلهم أمانة بين أيديكم صغارا لايفقهون إلا ما يرونه منكم
ويتعلمونه على أيديكم فكونوا لهم خير قدوة تنتفع بهم الأمة
ويكون لكم أجر ما علمتموهم وأجر ما عملوا به
أخيتي
كيف ترين نفسك كمعلمة أو أم أمام أبنائك أو طالباتك؟
ما الواجب على الأم والمعلمة فعله لتحقيق القدوة الصحيحة؟
هل ترين للوالدين والمعلمين دور فيما وصل إليه الشباب والفتيات من سلوك سيء؟
كيف تستطيعين حماية أبنائك وطالباتك من موجة القدوة الفاسدة؟
بقلم أختكم في الله
سمو الفقيرة
تعليق