في طريق العودة من الحج تعطلت سيارة شابين كويتين في مدينه الرياض واكتشفنا ان المكينة قد اصابها عطل جسيم ويحتاج تصليحها لمبلغ كبير فجلسا على الرصيف وقت الظهيرة يفكران في مصيبتهما التي حلت بهما وهما لا يملكان من المال الا اليسير وبينما هما يتناوبان الهم في لحظات صمت ووجوم اذ سل احدهما الدعاء من غمده واطرق في لحظة مناجاة تتناسب حرارتها مع حرارة الجو القائظ .. تمتم خلالها بكلمات زهيدة المبنى عظيمة المعنى ( يا من دعوناك بالسراء ها نحن ندعوك بالضراء اللهم اكفنا بما شئت .كيف شئت ..والطف بنا فيما جرت به المقادير ..اللهم اغننا بحلالك عن حرامك واكفنا بفضلك عمن سواك ) ( لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين )
وماهي لحظات حتى توقفت عندهما سيارة فخمة وترجل صاحبها فبادرهما بالسلام ثم سال عن حالهما وسبب جلوسهما على قارعة الطريق في مثل هذا الوقت من الظهيرة فعرضا عليه المشكلة ..هنا قال لهما : ان امير مدينة الرياض لاحظ اثناء مروره بالطريق السيارة وجلوسكما قربها وقد اوصاني ان اسعى في حاجتكما فهلما معي . يقول احدهما : فانطلقنا الى قصر بهيج ووجدنا مائدة عامرة بانتظارنا ولم يسمح الجوع لنا بالمجاملة والتمنع فقد تبدد الخجل وهوينا على المائدة كنسر جامح او جارح لا فرق فذكرنا له مشكلة السيارةوالحاجة لتصليحها ..اعتذر بلطف لان اليوم يوم جمعه والمحلات مغلقة ..وبعد الحاح وافق على المحاولة وفعلا وجدنا ضالتنا في المنطقة الصناعية..وسط دهشه المرافق لهذا التيسير العجيب .. واصلحنا السيارة على حساب الامير ثم شكرناه على هذا الكرم وعلى تفريج كربتنا على نحو لا يطرا على بال
وواصلنا طريق العودة ولسان حالنا يلهج بذكر الله والثناء عليه اولا واخيرا ورددنا سويا قوله تعالى :" ادعوني استجب لكم "( غافر 60) شرط بشرط ..
منقول من مجلة المجتمع للكاتب عبدالله الزامل بتصرف
الروابط المفضلة