أُعـــلـــنـــهـــا مـُــدوِّيـــة .. لـــقـــد آذيـــتـــمـــونـــي !!

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ناصح
    مُحاور متميّز
    • Feb 2003
    • 1453

    أُعـــلـــنـــهـــا مـُــدوِّيـــة .. لـــقـــد آذيـــتـــمـــونـــي !!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لم يكن صباح ذلك اليوم يختلف كثيراً عن باقي الأيام .. فقد تناولنا طعام الإفطار سويَّة .. وتجاذبنا خلاله أطراف الحديث .. وكان لحملها الذي بلغ شهره الخامس النصيب الأوفر من ذلك الحديث .. فيا تُرى هل سيكون ذكراً لينظم لأخيه ذو العامين ونيِّف .. أم تكون أُنثى وهذا أسعد ما ننتظر ونتمنى .. ماذا سنُسمِّيه ؟! .. ماذا سنُسمِّيها ؟! .. هل سيُشبه أباه ؟! .. أم ستكون شبيهة بأمِّها ؟! ..

    يعلو صوت (زمَّار) الباص الذي يُقلُّ زوجتي المُعلِّمة إلى مدرستها مع باقي زميلاتها المُعلِّمات .. توِّدعني زوجتي .. بل حبيبتي .. بل قلبي الذي يمشي على الأرض بابتسامتها الهادئة الساحرة .. ووجهها المُضيء كفلق الفجر .. على أمل اللقاء القريب على أحرِّ من الجمر ..

    الشيء الوحيد الذي تغيَّر في ذلك اليوم .. أن زوجتي أبت اصطحاب ابنها معها كعادتها كل يوم .. وفضَّلت أن يبقى مع جدَّته (أُمِّي) في المنزل .. فكان لها ما أرادت وبقي ابني مع جدَّته ..

    ذهبت أنا أيضاً كعادتي إلى العمل .. كنت سعيداً .. ومنشرح الصدر .. كيف لا وحياتي كُلُّها سعادة وسرور .. حياة زوجية سعيدة وناجحة .. زوجة صالحة ومُخلصة ووفية ومُحبِّة .. ونتاج ذلك ابن ملأ علينا دنيانا سعادة وفرحاً وأملاً وتفاؤلاً ..

    ساعات قليلة مضت .. هاتفي المحمول يرن .. لا أدري .. شعور غريب أحسست به حتى قبل أن أرى الرقم الذي يتصل بي .. انقبض صدري وضاق .. نظرت إلى المحمول لاستكشف من هو المتصل .. هااااه !!! رقم الهاتف المحمول الخاص بزوجتي !!! .. خير إن شاء الله .. عسى ما شر .. اللهم اجعله خيراً ..

    أنا : آلو .. نعم ..
    الطرف الآخر وكان صوت رجل وهناك ضجة كبير في الخلفية : هل أنت زوج صاحبة هذا الرقم ؟!!!! ..
    أنا : نعم أنا .. خير .. عسى ما شر .. ومن أنت ؟! .. (وش السالفة) ؟؟!! ..
    هو : يا أخي الباص الذي كان يُقلُّ زوجتك وزميلاتها تعرض لحادث مروري .. وأنا أحد رجال الأمن الذين يُشرفون على الحادث ونأمل منك مراجعة مستشفى (********) العام لإكمال باقي الإجراءات ..
    أنا : الله المستعان .. وكيف حال زوجتي ؟! .. هل أصابها مكروه ؟! ..
    هو : تعال إلى المستشفى وستعرف كل شيء .. بسرعة ..

    خرجت من مكتبي مُسرعاً .. لا أحس بالزمن .. ولا أدري بما يدور حولي .. فقدت إحساسي بالزمان والمكان .. ركبت سيارتي وسرت مسرعاً باتجاه ذلك المستشفى الذي يبعد عشرات الكيلومترات .. كان قلبي يُسابقني للوصول إلى هناك .. آلاف الأفكار والوساوس خطرت ببالي .. أظنَّ أسوأ الظنون وأحتمل أسوأ الاحتمالات .. ثم لا ألبث أن أُهدئ من حال نفسي وأُسلِّيها بأن الأمر يسير وأن حبيبتي وغاليتي وجوهرتي ستعود لي ولابنها ولبيتها لتُضيئه بنورها .. وتملأه من عبق عطرها وشذاه ..

    وصلت إلى ذلك المستشفى .. كانت الكآبة تُحيط به من كل جانب .. توجَّهت صوب البوابة حثيت الخُطى تكاد لا تحملني رجلاي .. لا أدري إلى أين أتوجَّه بالضبط ..

    دلفت من باب الطوارئ .. فوجدت حالة كبيرة من الفوضى والحركة السريعة .. وكأنها حالت استنفار .. رأيت أحد العاملين بالمستشفى وكان يلبس بزَّة بيضاء .. ناديته .. وسألته : هل أتاكم مُصابات في حادث تصادم أو ما شابه ؟! .. قال : نعم .. وما تراه من حالة استنفار هنا ما هو إلا من أجل ذلك الحادث المروِّع .. هل لك قريبة بينهن ؟! .. قلت : نعم .. زوجتي !! .. تغيَّرت ملامح وجهه وكساه الحزن والحسرة .. خير إن شاء الله (قلت له) .. قال : يا أخي والله ما أدري ماذا أقول لك ؟!!! .. ولكن إذهب إلى ذلك المكتب هناك وستجد الخبر هناك وتُكمل باقي الإجراءات !!! ..

    يا الله .. أي مكتب وأي إجراءات ما الأمر ؟! ..

    وصلت إلى ذلك المكتب فإذا هو مزدحم بالناس .. وحالتهم يُرثى لها .. فيهم من يبكى .. وفيهم من يتأوَّه ويأن والألم بادٍ عليه بوضوح .. شققت دربي بصعوبة إلى طاولة الموظف المختص .. سألته : يا أخي هناك حادث حصل اليوم لباص مُعلِّمات .. وكان زوجتي من بينهن .. وأُريد أن أستفسر عنها وعن حالتها .. سألني ما اسمها ؟! .. اسمها : فُلانة .. قال لي : يا أخي عظَّم الله أجرك .. فذلك الحادث لم ينجُ فيه أحدٌ منهن .. وأتمنى أن تبقى حتى تتعرف على جثة زوجتك ومن ثمَّ نُكمل الإجراءات النظامية حيالها ..

    يا الله .. ماتت ؟؟!! .. زوجتي ماتت ؟؟!! .. حبيبتي ماتت ؟؟!! .. هكذا ؟؟!! .. وبهذه السرعة ؟؟!! بغتة ؟؟!! .. بدون أي مُقدِّمات ؟؟!! .. اللهم لك الحمد .. اللهم لك الحمد .. اللهم لك الحمد .. إنا لله وإنا إليه راجعون .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. مُصيبة وأي مُصيبة ..

    ذهبت لأرى زوجتي .. لا زلت أذكر جيداً لباسها الذي كانت ترتديه قبل أن تخرج خروجها الأخير من المنزل .. كنت كلَّما تقدَّمت خطوة .. قلت في نفسي لعلها لا تكون هي ؟!! .. لعله يكون باصاً آخر غير الذي كانت فيه !! .. ولكن رجل الأمن اتصل بي من هاتفها المحمول .. واسمها مدون لديهم من خلال أوراقها الثبوتية !! ..

    وصلت إلى حيث كانت في الثلاجة .. سألني المختص عن اسمها مُجدداً .. قلت له : إنها قلبي .. حياتي .. بهجة فؤادي .. سراج دنيتي .. أم ولدي .. فُلانة .. ذهب إلى أحد الأدراج وسحبه وقال : حاول أن تتماسك وتُركِّز جيداً حتى تتعرف عليها .. اقتربت منها .. حاولت أن أتماسك .. وما زال لدي بصيص أمل أنها ليست هي .. نظرت إلى وجهها .. يا الله .. يا الله .. اللهم أفرغ عليَّ صبراً .. إنها هي والله .. إنها زوجتي الحبيبة .. نعم .. هي .. وهذه ملابسها التي كانت ترتديها قبل خروجها الأخير .. يا الله .. كما كان المنظر مروِّعاً ومُرعباً .. وكم كان وجهها مشوَّها من جرّاء الحادث .. يا الله .. بالكاد عرفت وجهها من شدَّة ما تعرض له من كدمات .. ولكنها هي ولا شك ولا ريب ..

    اللهم لك الحمد على ما قضيت .. ماتت زوجتي .. ومات جنينها في بطنها .. نعم .. مات ذلك الحُلم .. قبل أن نعرف هل كان ذكراً أم أُنثى .. ولكن ماذا يفرق الآن ؟! .. فقد ذهب كل شيء .. الحمد لله على كل حال .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..

    توافد الناس للعزاء .. وأنا ما زلت غير مُصدق لما حدث .. رغم إيماني بقضاء الله وقدره .. بيد أن المُصيبة كانت قوية جداً بالنسبة إليَّ .. والصدمة بلغت مداها .. خصوصاً .. وأن ابني يسألني دائماً (فين ماما) ؟!! .. (أبغى ماما) .. ماذا أقول له ؟! .. وما الذي يُمكن أن يُدرك عقله حتى أخبره بأن أمه لن تعود أبداً .. وأنه لن يراها ولن تُلاعبه وتُداعبه وتُدلِّله طيلة حياته ؟!! .. لقد أصبح يُسبباً لي ألماً إضافياً كلما رأيته يسير في البيت ذهاباً وجيئة تارة يلعب دون أن يعي ما يدور حوله .. وتارة يفتقد أمه وينشد عنها ..

    بعد عدة أيام أحضر لي أحد الأقارب (سامحه الله) إحدى الصُحُف المحلية التي صدرت صبيحة اليوم التالي للحادث .. وأطلعني على تغطية تلك الصحيفة للحادث .. حيث تصادف وجود مراسل لها قُرب الحادث وقد قام بتصوير وتغطيته .. اطلعت على تلك التغطية .. وهالني وصدمنى ما رأيت .. لقد رايت زوجتي وهي مُمدَّدة على الأرض بعد وقت قليل من الحادث كما يبدو من الصورة .. نعم .. عرفتها من خلال ملابسها التي ظهرت من وراء عبائها في الصورة .. لم أتمالك نفسي .. فانهرت .. وبكيت .. وتألمت .. فهذه المرة الأولى التي أراها في تلك الصورة .. وكم كانت مؤلمة حقاً تلك الصورة التي رأيتها فيها .. وقد لا تصدقون لو قلت لكم أن وقعها عليَّ كان بقوة وقع رؤيتي لها في المستشفى والدماء تملأ وجهها ..

    ما الفائدة المرجوَّة من نشر مثل تلك الصور ؟!! .. للعبرة ؟! .. للعظة ؟! .. ولكن ماذا عني أنا صاحب الشأن ؟! .. ماذا عن غيري ممن يرى قريباً له ممداً على الأرض وقد فارق الحياة عبر الصحف المنتشرة في كل مكان ؟! .. ألا يراعون مشاعرنا ؟! .. ألا يعتبرون لأحساسينا أي اعتبار ؟! .. أم أن السبق الصحفي هو الأهم ولو كان على حساب مشاعر الغير وآلامهم وعبراتهم ؟! ..

    عندما تسلَّمتُ مُتعلقات زوجتي بعد الحادثة .. كان من ضمنها هاتفها المحمول .. وقد كنت أتساءل : كيف عرف رجل الأمن أني زوج تلك المرأة ؟! .. فنظرت في هاتفها .. فإذا هي قد حفظت رقمي تحت مُسمَّى (زوجي الحبيب) ..

    انتهى ..


    أيها الأخوة الأفاضل والأخوات الفاضلات :

    هذه القصة حقيقية وكلا طرفيها (الزوج والزوجة) هما من أقاربي .. ولقد كانت تلك الزوجة ممن يُضرب بها المثل في الأخلاق والأدب والتدين وحسن التبعل لزوجها والبر به وبأهله .. لدرجة أني هاتفت أم الزوج (قريبة لي أيضاً) فبكت عليها بكاءً كاد والله يٌقطع نياط قلبي وكأنها ابنتها .. وذكرتها بكل خير ودعت لها بالجنة وأخبرتني أنها راضية عنها كل الرضا ..

    أما بالنسبة للزوج .. فمن هول الصدمة وعِظَمَ المُصيبة .. أُصيب بإنهيار عصبي .. وأصبح يتعاطى الأبر المُهدئة .. بعد أن أصبح يرى الكوابيس في منامه .. ولم يستطع لفترة أن يذهب إلى عمله .. رغم التفاف الجميع حوله ومحاولة الشد من أزره .. بل جاءني أن أمَّه في محاولة منها للتخفيف عنه كانت تقول له : يا ابني إن شاء الله سنجد لك من هي مثلها وأحسن إن شاء الله .. ولكن أصبر واحتسب .. فكان يرد عليها : وهل هناك في الكون من هي مثلها حتى يكون هناك أحسن منها ؟! ..

    نسأل الله أن يجبر مُصابه ومصاب أهله وأهلها .. وأن يُعوِّضهم الله خيراً .. وأن يُلهمهم جميعاً ومن أُصيب بمثل تلك المُصيبة الصبر والسلوان .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .. وإنا لله وإنا إليه راجعون ..


    تحياتي ،،،
  • (سمية)
    "العدسة الفضية"زهرة لا تنسى
    • Oct 2003
    • 3618

    #2


    لاحول ولاقوة إلا بالله

    إسمحلي أخي الكريم أن أبدأ بقولي :

    اللهم إحفظ لي زوجي وطفلتاي من كل سوء ومكروه..

    ربما هي أنانية مني لكن والله منذ قرأت القصة وأن اأقول هذا الدعاء..

    ::

    إقشعر بدني ودمعت مقلتاي وأنا أقرأ حادثة هذه الأسرة..

    يالله!!

    اللهم صبّر هذا الزوج المكلوم وعوّضه خيرا..

    لكنّه الموت ليس له مكان أو زمان يقبض الأمانة بدون سابق إنذرا..

    إنا لله وإنا إليه لراجعون

    ::..::

    دمتَ على طاعة الرحمن

    ::..::





    أعتذر عن عدم تواجدي ...وخمـولي...

    تعليق

    • ~ ريـــــم ~
      زهرة الحوار
      • Jul 2005
      • 719

      #3
      يا ليتني ما قريت القصة احزنتني وابكتني

      اللهم ارحمها وارحم موتى المسلمين

      كاتب القصة يمتلك اسلوب الرواية

      وبالنسبه لقضية الموضوع فهي قضية مهمة جدا بالقريب شاهدنا صور

      لاغراض فتيات ماتوا جراء حادث مروري فلو شاهد اهلخن هذه الاغراض

      ستثير في قلوبهم الالم والحسرة على فقد غالي كان بالامس يعيش بينهم

      تعليق

      • ~ ريـــــم ~
        زهرة الحوار
        • Jul 2005
        • 719

        #4
        اللهم إحفظ لي زوجي وطفلتاي من كل سوء ومكروه..

        ربما هي أنانية مني لكن والله منذ قرأت القصة وأن اأقول هذا الدعاء..


        وانا ايضا ادعوا الله عزوجل ان يحفظ لي زوجي وطفلتاي من كل مكروه
        هذا الموضوع يذكر الجميع بنعمة الله العظيمة التي نعيشها عسى الله ان يديمها علينا

        تعليق

        • alhanoon1980
          عضو نشيط
          • Nov 2005
          • 271

          #5
          لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
          إنا لله وإنا اليه راجعون
          قصة مؤلمة ومؤثرة بحق
          جزاك الله خيرا على نقلها للإفادة

          تعليق

          • ناصح
            مُحاور متميّز
            • Feb 2003
            • 1453

            #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            الإخوات الفاضلات .. بارك الله فيكن وأحسن إليكن .. وليس من الأنانية في شيء أن يدعو المرء لزوجه أو المرأة لزوجها بحفظ الله ورعايته .. بل هذا الأصل ..

            أما بخصوص أن الموضوع منقول .. فهذا غير صحيح .. بل القصة حقيقية .. وقد حصلت لأحد أقربائي بالفعل .. وقد كتبتها على لسان حاله .. بعد أن وقفت شخصياً على قصته وما تبعها من آلام له ولأهله وأهلها .. وهو ما زال يتلقى العلاج النفسي لحدِّ كتابة هذه الموضوع ..

            وبالمناسبة ..

            فمن باب قدر الله أني كنت قد قرأت خبر ذلك الحادث ورأيت الصور وتأثرت منها .. ولم أكن أعلم ولم يخطر ببالي أنها تخص أحداً من معارفي أو أقاربي .. وعندما تم الإتصال بي من أحد أقاربي لإخباري بأن تلك الصور ما هي إلا لزوجة قريبنا ذلك .. زاد الأمر ألماً وحسرة . . والحمد لله على كل حال ..

            مع العلم أن صاحب القصة يقطن مدينة غير المدينة التي أقطنها ..

            نسأل الله أن يعوِّضه خيراً .. وأن يُصبره ..

            تحياتي ،،،

            تعليق

            • (سمو المجد)
              "عضو مبدع"
              • Oct 2004
              • 2740

              #7
              لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
              رحم الله الفقيدة رحمة تسع كل شيء وعدد كل شيء احصاه الله عددا ومالم يحصيه
              يا للمصاب الجلل والفاجعة
              عوضها الله في الاخرة عن دنياها اللهم اجعلها في الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والابرار
              وعوض الله زوجها عوضها خيرا في الدنيا والاخرة

              اخي ناصح
              هذه القصة حقا تدمي القلب وكل الجوارح حزنا

              عظم الله اجركم جميعا
              اخي ناصح
              كم هو فريد اسلوبك السردي القصصي وكم هو شيق
              بالرغم المأساة التي تظمنتها واقع السطور
              وفقك الله ورحم الله كل المسلمين أحياءا وأمواتا ونحن واياك معهم رحمة واسعة
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

              تعليق

              • زوجة داعية
                كبار الشخصيات
                • Aug 2002
                • 7536

                #8


                لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..

                جبر الله مصاب هذا الرجل وأهله وشافاه وعافاه وعوضه الله خيراَ
                ورحم الله هذه المرأة رحمة واسعة وكتب الله لها أجر الشهداء

                فقد سؤل الشيخ إبن باز عن موتى الحوادث فقال هم في مقام موتى الهدم فنسأل الله أن تكون من الشهداء ..

                لقد بكيت الزوجة والطفل ..وذلك الزوج الذي ثكل سكنه وأم ولده ..

                وبكيت وتحسرت من موت مشاعر إعلامنا وانتهاك الحقوق البشرية بإسم حرية الصحافة والسِباقات الصحفيّة !!

                والإثارة على حساب آلام الناس وجراحاتهم !!
                بدون أي مراعاة للقيم الشرعية أو أخلاقيّة

                ولا احترام لا لحقوق الإنسان في حياته ولا بعد مماتهِ !
                قبح الله صنيعهم أنتهكوا حقوق الموتى وكشفوا ماستر في الحياة ليظهروه بعد الممات

                وألّبوا مشاعر الأهل والأحباب ..فإلى الله نشكوهم ..

                كم أتألم عندما أشاهد مثل هذه الأخبار المصورة , والتي أصبحت ظاهرة مع الأسف فقد يتواجد في أثناء وقوع

                الحوادث الكثير من الرجال , ولكن لا رجال كل منهم يهتم بإخراج جواله ويصور إما فيديو أو صورة ثابته لينقل

                الخبر لصحيفة يعمل بها بل للناس ليُعلم أنها فضولي متطفل لا يجيد إغاثة الملهوف أو نجدة المحتاج !!

                بل لا يجيد إلا التسلية وطلب الشهرة والسمعة بجراحات وآهات الثكالا والمحزونين فبئسة البضاعة !

                فحسبنا الله ونعم الوكيل ,




                ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) الأنفال: 30
                نصركم الله ياأبطال حمـاس
                والحقُ ممتحنٌ ومنصورٌ فلا ..... نجزع فتلك سنة الرحمن .
                ومازلتُ أنتظر وأتطلع لأخبار أختي الحبيبة السلفيّة

                تعليق

                • عبير@@
                  عضو
                  • Mar 2006
                  • 71

                  #9
                  اللهم يارب احفظ لنا كُل غالي احفظلي امي وابي
                  احفظلي اخواتي
                  احفظلنا يارب كُل غالي
                  ................................
                  يااخ الناصح مااجمل ما تكتُب فكُل ماتكتب دورر وعبر
                  بارك الله فيك وجعلهُ في موازين حسناتك

                  تعليق

                  • ناصح
                    مُحاور متميّز
                    • Feb 2003
                    • 1453

                    #10
                    أخي الحبيب : سمو المجد ..

                    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

                    رفع الله قدرك أخي .. وجزاك عني كل خير .. وتقبل منك دُعاءك .. وجعل لك منه أوفر النصيب ..

                    أشكر لك كريم المرور والتعقيب .. والتفضل على أخيك بالدُعاء .. جزاك الله خيراً ..


                    الأخت الفاضلة : زوجة داعية ..

                    جزاكِ الله خيراً أختي .. وبارك فيكِ ..

                    ما أحسن ما قُلتي ووصفتي .. فواقع صحافتنا اليوم خصوصاً في هذا الجانب الذي نتحدث عنه مؤلم ومؤسف حقاً .. فلا حُرمة لميت يرعون .. ولا مشاعر لأحياء يُراعون .. كل المُهم في المسألة هو تسجيل سبق صحفي حتى ولو كان على حساب جثث الموتى وأشلائهم .. وعلى حساب مشاعر الأحياء وكرامتهم ..

                    بارك الله فيكِ وأحسن إليكِ ..


                    الأخت الفاضلة : عبير@@ ..

                    جزاكِ الله خيراً .. وأحسن إليكِ ..

                    أشكركِ على كريم المرور والتعقيب ..

                    تحياتي ،،،

                    تعليق

                    • السلطانة
                      كبار الشخصيات
                      • Apr 2002
                      • 5537

                      #11
                      لا حول ولا قوة الا بالله ... الله يسامحك يا اخ ناصح .. طاح قلبي في رجولي الله يحفظ لك ام أسامة ومجاهد واخوته ويتمّ عليكم نعمه .. صعقني الخبر في البداية ... وفي النهاية ايضاً ... وادعو الله تعالى ان يرحم الفقيدة وان يتغمدها برحمته ويكتب الله لها أجر الشهداء، ... وان يجبر مصاب زوجها وان يشافيه وان يجيره في مصيبته ويعوضه خيرا منها...


                      أما عن نشرات الاخبار وما تنقله من صور مؤلمة لعموم المشاهدين و مؤذية لاصحاب الشأن فذاك من مستلزمات الاعلام الحديث والتنافس المحموم بين القنوات وبعضها .. حتى ان احدى القنوات اتخذت لها شعاراً اعلانياً عن فقرة الاخبار لديها تقول فيه " قصصكم هي أخبارنا" هذا الشعار يجعلني احس في كل مرة اسمعه فيها اننا لسنا سوى مادة دسمة - مجانية -لاعلاء نسبة المشاهدة لديهم .... وان قصصنا بالنسبة لهم ينطبق عليها تماماً : مصائب قوم عند قوم فوائد .... فأحسهم في شغف دائم لمصائب الناس لكي لا تكسد اسواقهم ..

                      والله المستعان











                      تعليق

                      • مزون البحر
                        تاجرة
                        • Aug 2005
                        • 1491

                        #12
                        إنا لله وإنا إليه راجعون .
                        آلمتني القصة , والذي قطع نياط القلب ألماً هو ذاك الطفل ذو العامين ونيف..
                        ولكن أذكر نفسي وصاحب المصاب أن ما جرى كان بتقدير من هو أرحم به وبأمه وبوالده من أمه التي ولدته ,
                        أسأل الله أن يلهم صاحب المصاب الصبر والسلوان ,

                        أما عن الصحافة , فحدث ولا حرج من موت ضمائر أغلب العاملين فيها إلا من رحم الله ,
                        المهم هو أن تعلو الصحيفة ويذيع صيتها ولو حساب مشاعر بني البشر ,
                        وكم هو سئ أن ندوس على ذوات الآخرين لنعلو بذاتنا !!
                        والله المستعان .

                        والشكر موصولاً لطرحك الراقي , بارك الله فيك هذه الغيرة ,
                        اللهم ارحم غاليتنا مريم 2004 وأدخلها فسيح جناتك

                        تعليق

                        • ناصح
                          مُحاور متميّز
                          • Feb 2003
                          • 1453

                          #13
                          الأخت الفاضلة : السطانة ..

                          حياكِ الله أُخية .. وجزاكِ ربي عني كل خير .. وسلَّمك من كل شر ..

                          وشكر الله لكِ هذه المشاعر الصادقة والدعوات الطيبة ..

                          توقَّفت كثيراً عند هذه العبارة :
                          احدى القنوات اتخذت لها شعاراً اعلانياً عن فقرة الاخبار لديها تقول فيه " قصصكم هي أخبارنا"
                          فإلى أي درجة من الإنحطاط وصلت أخلاق بعض قنواتنا ؟! .. الله المستعان ..

                          أشكركِ كثيراً أختي السلطانة .. بارك الله فيكِ ..


                          الأخت الفاضلة : مزون البحر ..

                          بارك الله فيكِ .. وأحسن إليكِ .. صدقتي فيما تفضلتي بطرحه ..

                          وأشكركِ أيتها الفاضلة على كريم التفضل بالتعقيب ..

                          تحياتي ،،،

                          تعليق

                          • القلب النابض
                            وهج الصوتيات
                            • Jun 2004
                            • 665

                            #14
                            الأخ العزيز والكاتب المُبدع ... أستاذنا ( ناصح )
                            عظم الله أجركم وغفر لميتتكم وألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان ..
                            ونسأل الله الكريم أن يرحمها رحمةً واسعة ..

                            قصة مؤلمة .. بل مأساة تكاد تتكرر يومياً والله المستعان
                            ونسأل الله السلامة والعافية ..

                            والحمد لله على كل حال ..
                            والحمد لله أنها ماتت وزوجها راضٍ عنها ..

                            تعليق

                            • ناصح
                              مُحاور متميّز
                              • Feb 2003
                              • 1453

                              #15
                              أخي الحبيب : أبو عبدالله ..

                              جزاك الله خيراً أخي .. وأجارك ومن تُحب من كل مكروه وشر ..

                              وما أنا إلا تلميذ من تلاميذكم أخي الكريم .. وما زلت أحبو عند أبواب سعة علمكم واطلاعكم ..

                              رفع الله قدرك في الدارين أخي .. فقد ألبستني ثوباً غير ثوبي ..

                              بارك الله فيك .. وأحسن إليك .. ووفقك لما يُحبه ويرضاه ..

                              شَرُفَ موضوعي بتواجدك الكريم ..

                              تحياتي ،،،

                              تعليق

                              يعمل...