مـــن يــُـربـِّــي الــــمــُــربـِّـــي ؟؟!!

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ناصح
    مُحاور متميّز
    • Feb 2003
    • 1453

    مـــن يــُـربـِّــي الــــمــُــربـِّـــي ؟؟!!


    بسم الله الرحمن الرحيم

    منذ ما يزيد عن الشهر (من بداية الفصل الدراسي الثاني) وابني الأكبر الذي يدرس في الصف الخامس الابتدائي يُكرِّر الشكوى من أن مُعلِّمه الذي يُعلِّمه القرآن الكريم لا يُعطيه (القرآن) ما يستحقه من احترام وإجلال !!! .. حيث أنه وفي حال كان هناك من الطلبة من يقرأ القرآن لا يتورع ذلك المُعلِّم بمقاطعته بالقرع على الطاولة والبدء في الغناء !!! .. وقد تكرَّر ذلك التصرف منه عدَّة مرات.. دون أي إكتراث لذلك الطالب الذي يقرأ كلام الله .. ودون أي توَّخٍ لما قد يُحدثه تصرفه الشاذ ذاك من تأثير سلبي في نفوس طلبته وتوطئتها على نهج منهجه في عدم إعطاء كتاب الله ما يستحقه من التكريم والإجلال والاحترام .. وقد أحضر لي عدداً لا بأس به من زملائه حتى يؤكد لي ويُثبت دعواه على مُعلِّمه .. حرصاً منه وغيرة على كتاب الله (يحفظ ستة أجزاء ولله الحمد والمنة) .. وتحريضاً لي على أن أتحرك في هذا الصدد ..

    وبعد هذه المُدة .. لم أجد بُدَّاً من مُقابلة المُعلم كخطوة أولية في سلسلة خطوات وسُبل قانونية يُمكن اتخاذها في حقه .. وقد قابلته بالفعل وحصل نقاش طويل في تلك المسألة حاول فيها تبرأة نفسه من تعمُّد قيامه بتلك التصرفات .. وأن المسألة لا تعدو كونها مجرد إلتباس من قبل ابني وزيادة حرص وغيرة منه على كتاب الله وأنه يشكر له ذلك ويُثمِّنه .. وانتهى الموضوع ودياً على ألاَّ يترتب على ذلك أي مُضايقات لابني جرَّاء شكواه مُعلِّمه لي .. على الرغم من ابني ما زال يُصِرُّ على أن ذلك المعلم كان يقوم بتلك التصرفات وأنه لم يتوقف عند ذلك الحد بل تجاوزه إلى القيام بالرقص وسط الفصل وأمام الطلبة وفي حصة القرآن وبينما يقوم الطلبة بتلاوته !!! .. بيد أني على ثقة أنه (المُعلِّم) سيكُفُّ مستقبلاً عن القيام بمثل تلك التصرفات ..

    سألني ابني : يا أبتي ، أليس المُعلِّم قدوة لتلميذه ؟! ..
    أجبته : يُفترض ذلك ..
    قال : إذاً كيف ينهى المُعلِّم طُلاَّبه عن شيء ثم يأتيه ؟! ..
    سألت مستفسراً : كيف ؟! ..
    أجاب : يُحاضر المُعلِّم عن حُرمة التدخين ومخاطره الصحية .. ثم لا يلبث أن يقوم بالتدخين في إحدى زوايا المدرسة في وقت الفسحة !! ..
    يطلب منا المُعلِّم أن نهتم بمظهرنا الخارجي وأن نُحافظ على (حلاقة) شعرنا وأظفارنا .. في الوقت الذي لا يهتم هو بمظهره ويصل فيه طول شعره إلى منكبيه وتطول أظفاره بشكل مُقزِّز !!! ..
    نسمع أحياناً من المُعلِّم كلاماً معيباً حرصتم أنتم كآباء على ألاَّ نسمعه أو نتعلَّمه بحرصكم على متابعتنا وانتقاء خُلطائنا .. أليس من المُفترض أن يكون المُعلَّم هو قدوتي كطالب أنهل من منهله ؟! فلماذا يحصل كل هذا ؟! ..
    قلت له : للأسف يا بُني .. أن المُفترض شيء .. والواقع شيء آخر تماماً ..

    لقد أصبح ثمَّة بون شاسع بين بيئة المنزل التي يعيشها الطالب وبيئة المدرسة التي يقضي فيها وقتاً ليس باليسير .. وفي ظل التباين الكبير بين البيئتين أصبح أبناؤنا يعيشون في خضم أمواج مُتلاطمة من المتناقضات تتقاذفهم ذات اليمين وذات الشمال ما يؤثر على استقرار نفسياتهم وعقليتهم ..

    أزعم أن بيئة المدرسة أصبحت من أخطر البيئات المُحيطة بأطفالنا وأكثرها تأثيراً على أخلاقهم وتصرفاتهم وكيفية تفكيرهم .. حيث أننا لا نملك السيطرة التامة على نوعية العناصر التي يتعامل معها أطفالنا في مدارسة من مُعلِّمين وزُملاء دراسة .. ذاك أننا لا نملك أصلاً منعهم من التعاطي مع تلك البيئة لعدم إمكانية حرمانهم من التعلُّم .. في حين أنَّ بيئة الشارع التي قد يرى البعض أن تأثيرها أقوى وأنكى وأشنع وأسوأ .. في رأيي أنه يُمكن السيطرة عليها إما بمنع التعاطي معها كُلياً (وإن كان البعض يرى أن ذلك من الصعوبة بمكان) .. وإما بالقيام بعمل "فلترة" لكيفية ونوعية التعاطي مع تلك البيئة ..

    سألني أحد الزُملاء عندما تطرقت معه إلى هذا الموضوع الحسَّاس جداً بالنسبة لي :

    لماذا لم يكن هذا الإشكال موجوداً إبَّان كنا ندرس تلك المرحلة في السابق ؟! أو على الأقل لم يكن بهذا الحجم الذي هو عليه اليوم في هذا الجيل ؟! ..

    قلت له : من وجهة نظري المتواضعة .. أن المُعلَّم في السابق كان يؤدي واجبه وهو يضع في حُسبانه أنه مُربٍّ في المقام الأول قبل أن يكون مُعلِّماً .. وقبل أن يكون ما يقوم به مجرد وظيفة يجني من ورائها مُرتباً ينتظره آخر كل شهر على أحر من الجمر بصرف النظر عن كيفية ونوعية أدائه لها .. الأمر الذي كان يجعلنا نحترم المُعلَّم ونُجلُّه ونقدِّره ونهابه وكأنه أبٌ لنا وليس مُعلَّماً .. وليس ذلك في نطاق المدرسة فحسب بل يتعدَّاه إلى خارجها ..

    بينما في الوقت الحاضر .. نجد أن ما يحدث هو العكس تماماً .. فالكثير من المعلِّمين يرون أنفسهم يؤدون مهام وظيفية فحسب .. دون النظر إلى أنهم في المقال الأول مربُّون .. لذا .. كانت هذه الفجوة والهوَّة العميقة بين البيئتين (المنزل والمدرسة) وبين الفئتين (المعلمون من جهة وأولياء الأمور وأبناءهم من جهة أخرى) ..

    أولادنا نتعب وننصب ونبذل قُصارى جهدنا في تربيتهم وتعليمهم ما ينفعهم في دينهم ودنياهم .. فنُفاجأ بأن من يُفترض بهم أن يكونوا جُزءاً مُكمِّلاً لدورنا في التربية والتعليم .. أنهم هم من ينكث كل ذلك .. فيا تُرى .. من يُربِّي من يُفترض به أن يكون مُربِّياً ؟؟!! ..

    تحياتي ،،،
  • صاحبة القلادة
    زهرة لا تنسى - زهرة الحوار "نجمة القصة"
    • Jul 2005
    • 3876

    #2
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    عفوا

    لم أستطع المرور دون التعقيب و أكرر إعتذاري مرة أخرى

    لأن القضية باتت متفشية جدا

    و أظن السبب الرئيسي لما ذكرتم هو أن المعلم لا يتقدم لهذه الوظيفة عن حب و إخلاص و إنما طلبا في راتب يكفيه السؤال

    يحضرني القول المعروف : فاقد الشيء لا يعطيه

    فكيف نطالب المعلم بالمثالية و هو قبل بدفع رشوة ليقبل ملفه ؟ أو أن مقعده حجز" بواسطة "

    كيف تطالب معلما أخذ شهادته بالغش و الزور أن يكون مربيا ؟

    أخي الطيب المبارك

    إن معلم الزمن الحالي - مع إحترامي لفئة من المعلمين - لا يستحق لقب مربي

    رغم أن الوزارة تلقب بوزارة التربية و التعليم

    لكن هيهات هيهات !

    لقد مات حس التربية في المعلم لأنه لا ينظر لوظيفته على أنها من أسمى المهن و أنه هو المسؤول عن تكوين الجيل القادم الذي بيده تطوير البلاد و العمل على إزدهارها أو التسبب في تدميرها

    لا أحد عاد يصدق ما قد قيل على المعلم بل المعلم عينه لم يعد يصدقها

    و باتت : كاد المعلم أن يكون رسولا , من علمك حرفا صرت له عبدا ....و غيرها من الكلمات مجرد شعارات تزين كتبا و دفاتر قديمة جدا علاها الغبار لأن من كان يؤمن بها بات الجيل قبل السابق

    لأن المعلم أصبح يرى في التعليم مصدر الرزق السهل الذي لا يحتاج فيه إلا لطبشور - يحرص على أن يكون ذات جودة عالية حتى لا يوسخ يديه - و عصا - و يمكن تعويضها بحزامه أو يده أو قدمه و هذا رأيته بأم عيني - و قلم أحمر

    اسمح لي أخي أن أسرد عليك قصة مماثلة للتي حكاها لك إبنك , فقد درست في الإعدادية عند أستاذة التربية الإسلامية و كانت لا تحفظ شيئا من القرآن و لا تجيد قراءته بل لا تحسن حتى إيصال الهدف من دروس العبادات

    و الأدهى من هذا أنها كانت المعلمة الوحيدة بالإعدادية التي تلبس تنورات قصيرة و تقص شعرها قصة" البوي " رغم أن الفصول مختلطة و لا أحد من التلاميذ الجدد كان يصدق أنها أستاذة تربية إسلامية !

    كيف لشخص في فترة مراهقة أن يؤمن بما يتعلمه من شخص متناقض يحثك على الصلاة و لا يصلي ؟


    و خلاصة قولي أن المعلم مذنب مرة و الوزارة مذنبة مرتين و آباء و أولياء الأمور مذنبون ثلات مرات



    لأن المعلم بالأول و الأخير بشر يمكنه أن يخطئ و إن لم يجد رادعا سواءا ضميره أو ردة فعل صارمة فلن يؤدي دوره كما ينبغي

    و الوزارة ما دامت تظن أنها المسؤولة على التربية قبل التعليم خصوصا في التعليم الإبتدائي , عليها إعادة النظر في طريقة قبولها للمعلمين و ألا يكون الإمتحان فقط في مواد دراسية بل أن يكون هناك دراسة لسلوك المعلم أيضا و إن لم يكن هناك سبيل لذلك فلتفرض عقوبات على المعلمين إن أساؤوا للمهنة

    أما الآباء و الأولياء فإنهم يسلمون أولادهم للمعلم دون أدنى متابعة لهم و إن تابعوهم لا يكون هناك رد فعل صارم بل في أشد الحالات إيجابية نجد كل أب يتحدث على إبنه فقط متناسيين أن هناك جمعية تدعى : جمعية آباء و أولياء الثلاميذ !



    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    الحمد لله على رحمته التي وسعتنا رغم تقصيرنا
    مشتاقة لك أختي صديقة الزهور ..::.. النشيد لك
    حسبي ربي و كفـــــــــى *** شكرا لك صديقة الزهور
    أفتقـــد ربـى الشمال
    بالصحبة الصالحة تطيب الحياة شكرا للغالية المعاني السامية
    << العضوات المجندات , شكرا لقوافل العائدات >>

    تعليق

    • ~ فتاة القمر~
      زهرة الحوار
      • Jun 2005
      • 1613

      #3
      لا حووول ولا قوة إلا بالله

      يااا إلهي !!!!

      مالذي يحدث ؟؟؟!!!

      شيء مخزي فعلاً

      تعليق

      • أمل وضياء
        مساعدة المشرفة العامة
        • Dec 2001
        • 45952

        #4

        قضيّة هامه وحساسة تتكرر مع الأسف في بعض مدارسنا ممن يحسبون أنفسهم أنهم تربويين وهم بعيدين عنها وعن مسؤلياتها العظيمه ..
        أحسنتم أخي الفاضل بتقديم الوعظ لهذا المعلم كخطوة أولى لإشعاره بعدم الرضا عن هذا التصرف أسأل الله أن يشرح صدره ويهدية لمافيه الخير
        فبين يدية أعظم رسالة وأشرف مهنه وقلوب سيسأل عنها يوماً لاينفع فيه غير ماقدم من خير ..

        فأكثر مايؤلم أن يتجاهل المعلمون اللوائح المدرسية وأعتبارها حبر على ورق غير صالحة للتنفيذ وإن مهمته ليس فقط حشو أذهان الصغار بالمعلومات بل يسبقها القدوة الصالحة بالقول والعمل ..فأين المسؤلية ؟
        ألم يدرك أن مهمة المربي عظيمة وعمله من أشرف الأعمال !
        ألم يعلم أن ماصح لدى الصغار هو مايقوم به وماترك هو الخطأ !
        فماذا سيكون حال الطالب عندما يخالفها ؟؟
        صراع داخلي وأسئلة تبحث عن إجابه ..
        نعم هذه حقيقة قد تكن غائبة عن بعض أولياء الأمور ممن لايتفهمون أحتياجات أبنائهم وقربهم منهم وسؤالهم المتكرر عن مايتلقون في المدرسة وتصحيح ماقد يؤثرفي بناءشخصيتهم وأهمها التناقض الذي يشاهدونه يومياً أمامهم..
        أخينا الفاضل ..لانستغرب إذا وجدنا أبناء هذا الجيل يعاني من صراعات وأضطرابات وهم يرون التناقضات بعينها أمام أعينهم ويومياً خاصة عندما لاتجد شكوى الإبن عند والديه أهتماماً أو تصرفاً حكيماً ومتزناً لعلاجها بالطرق السليمة والمفترض أن يتبعها في مثل تلك الحالات .
        شكر الله لكم أخينا الفاضل وعوداً حميداً .
        .
        يوماً ما ستختفي الأسماء ...
        وتبهت الحروف ..وتبقى أطياف ذكريات
        أملي أن لاتنسوني من دعواتكم كلما لاحت لكم *
        أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه .

        تعليق

        • ريَّانة المشاعر
          زهرة لا تنسى
          • Jun 2004
          • 9251

          #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          جزاك الله كل خير أخي ناصح على طرح هذا الموضوع المهم جداً جداً ..

          فعلاً نفتقد القدوة في صفوف المعلمين .. إلا من رحم الله وهو قلة قلييلة ..

          أخواتي وبنات أخواتي نجدهم بين كل فترة وأخرى يتحدثون عن الأخطاء التي تقع فيها المعلمات ..

          .. ألفاظ سيئة جداً .. شيء كبير أنها تخرج من مربية أجيال !! بصراحة لم أسمعها من قبل

          .. النمص .. أصبح حدث ولا حرج .. حتى عند بعض معلمات الدين !! .. تجد المعلمة تتحدث عن النمص وحرمتة
          وإنه ممنووع في المدرسة وهي نامصة !!

          .. الحجاب والتفنن فيه .. للأسف !! ينتظرن عند الباب وقت خروج الطالبات ليأمروها بتغطية وجهها وتغيير عباءتها
          وتراها ( المعلمة ) تخرج اما بعباءة متبرجة وفي أحيان أخرى سافرة لوجهها !!

          هذي بعض .. بعض الأشياء التي تظهر من المعلمات .. وما خفي كان أعظم !!

          وبعد هذا كله يريدوون السمع والطااعة من الطالبااااات !! ..

          نجد الطالبات يقولون ( خليها تقول لنفسها أوول )

          أو ( لما تعمل هذا الشي أنا اعمله ) .. ( حلال عليهم حرام علينا ؟؟!! ) .... ومن هذا الكلام .. لأن الذي يظهر لهم أن المعلمات قدوة !!

          فبجانب أنها تكون قدوة سيئة للطالبات .. تكون من المجاهرات بالمعاصي وللأسف ..

          فهم محاسبون على ذلك .. وعليهم وزرهم ووزر من تبعهم .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..

          وهذا الشيء ينطبق أيضاً على المعلمين .. لأن الحال ليس أفضل بكثيير ..

          والأبناء يضيعون .. فعلاً مالحل ؟؟!!


          يسلمووووو يا احلى أخت في الدنيا .. أول هديه منك




          يسلم لي حبي ياااااااااااااااااااااارب

          كانت منها وكانت كل سعادتي
          وفرحتي التي عشتها
          أحبك دانة قلبي

          تعليق

          • ناصح
            مُحاور متميّز
            • Feb 2003
            • 1453

            #6

            بسم الله الرحمن الرحيم

            الأخت الفاضلة : صدى الدكريات ..

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

            أحسنتي .. وبارك الله فيكِ .. كلامكِ جميل وفي محله ولامس واقعاً مُعاشاً لا يُمكن نُكرانه .. وأوافقكِ في جُلِّ ما تفضَّلتي به في مُداخلتكِ المُباركة الطيبة ..

            إن من إحدى المصائب التي أُبتلي بها أبناؤنا حقاً .. هي وجود مُعلِّمين تخرجوا من مدارس الواسطة -إن صح التعبير- .. سواء أكانت هذه الواسطة بالمجان أو عبر الرشاوى كما تفضلتي وذكرتي في مُداخلتكِ .. وهذه أصبحت منتشرة بطريقة غير يسيرة .. ولعلي أذكر هنا أن أحد المُترجين من -كلية إعداد المُعلِّمين- كان تقديره في تخصصه (مقبول) يعني على الحافة كما يُقال .. وكان يُتوقع ألاَّ يأتيه التعيين إلا بمشقة نظراً لتقديره ونسبته المنخفضة .. كيف لا وهناك من هم متفوقون وحاصلون على مراتب الشرف الأولى لم يجدوا لهم وظائف لمدة تزيد على السنتين .. غير أن الذي حصل أن صاحبنا وعبر الواسطة تمكَّن من الحصول على وظيفة (معلَّم) في إحدى أهم المرافق في السعودية وبراتب لم يخطر بباله حتى في الحلم .. وغيره ممن فاقه في التميز والنجاح لم يجد له مكاناً لا في التدريس ولا غيره .. بل والله إني أعرف أحد الأشخاص جاء إليَّ أنا شخصياً وهو خريج جامعي طموح ومكافح يُريد مني أن أتوسط له حيث أعمل على أن يتقدم بشهادة الثانوية بدلاً من شهادته الجامعية !!! .. ذلك أن تخصصه كان نادراً ولا يتوافر في أغلب الدوائر الحكومية .. والذي حصل أنه توظف بالفعل بشهادته الثانوية رغم أنه جامعي واستطاع ان يُثبت جدارته ويتدرج في المراتب وتزوج وأصبح له ذرية .. وكلا القصَّتين كنت شاهد عيان عليهما وأعرف أطرافهما ..

            أما ما تفضَّلتي بسرده من تصرفات لبعض المُعلمات .. فهو حق أيضاً وأسمع من قريباتي ما يشيب له الرأس .. بل إني أزعم أن الطالبات يُعانين من بعض المُعلِّمات أكثر مما يُعاني الطُلاَّب من بعض المُعلِّمين ..

            كلام جميل جداً ونفيس ذكرتيه هنا :

            و خلاصة قولي أن المعلم مذنب مرة و الوزارة مذنبة مرتين و آباء و أولياء الأمور مذنبون ثلات مرات

            لأن المعلم بالأول و الأخير بشر يمكنه أن يخطئ و إن لم يجد رادعا سواءا ضميره أو ردة فعل صارمة فلن يؤدي دوره كما ينبغي

            و الوزارة ما دامت تظن أنها المسؤولة على التربية قبل التعليم خصوصا في التعليم الإبتدائي , عليها إعادة النظر في طريقة قبولها للمعلمين و ألا يكون الإمتحان فقط في مواد دراسية بل أن يكون هناك دراسة لسلوك المعلم أيضا و إن لم يكن هناك سبيل لذلك فلتفرض عقوبات على المعلمين إن أساؤوا للمهنة

            أما الآباء و الأولياء فإنهم يسلمون أولادهم للمعلم دون أدنى متابعة لهم و إن تابعوهم لا يكون هناك رد فعل صارم بل في أشد الحالات إيجابية نجد كل أب يتحدث على إبنه فقط متناسيين أن هناك جمعية تدعى : جمعية آباء و أولياء الثلاميذ !
            ولعلي أُعقِّب على بعض ما تفضلتي به أعلاه :

            أما ما تفضلتي به من كون المُعلِّم بشر يُخطئ ويُصيب .. فهذا حق .. ونحن لا يُمكن أن نُخرج المُعلِّم من دائرة الإنسانية أو البشرية .. ونحن لسنا بصدد الحديث عن كون المُعلم يُخطئ ويُصيب .. بل إن الحديث حول تعمَُد بعض المعلمين على الخطأ .. فهم يرتكبون أفعالاً ويتصرفون تصرفات يعلمون هم في دواخلهم أنها خاطئة .. ومع ذلك يتعاطونها أمام أبنائنا ممن يدرسون لديهم ..

            أما ما تفضلتي به فيما يخص وزارة التربية والتعليم .. فأذكر أنه قد سبق وأن طُرح اقتراح وكان هناك إلحاح في طرحه أكثر من مرة .. وهو أن يقتصر تعليم الصفوف الدُنيا على كبار السن من المُعلِّمين .. ذلك أنهم الأجدر والأقدر والأعرف والأقرب إلى نفوس الأطفال خصوصاً وأنهم يتعاطون في البيت مع أطفال في ذات المراحل السنية .. بالإضافة إلى أن السنون قد هذَّبت أنفسهم وروَّضتها وأكسبتهم خبرة وحنكة ورجاحة عقلٍ يفتقدها غالباً الخريجون الجُدد من المُعلِّمين ..

            أما فيما يخص الآباء وعدم مُتابعتهم لآبناءهم .. فهذا أيضاً حاصل .. غير أنه ومن واقع الحياة أيضاً ومن واقع التجربة لا يُمكن نفرض رقابة صارمة على كل شاردة وواردة تحصل في مجتمع أطفالنا في مدارسهم .. ولكني أوافقكِ الرأي أن يجب المُتابعة قدر الإمكان .. حتى لا نكتشف مُتأخرين أن قد شاركنا في الجناية على أبنائنا دون أن نشعر ..

            وأخيراً أختي الفاضلة :

            ليس هنالك داعٍ للاعتذار لمشاركتكِ في نقاش هذه القضية .. بل مرحباً بكِ وأهلاً .. وقد كانت مُداخلتكِ جميلة وبنَّاءة ..

            شكر الله لكِ وبارك فيكِ وأحسن إليكِ ..



            الأخت الفاضلة : فتاة القمر ..

            الذي يحدث هو شيء يسير من الواقع ..

            أشكر لكِ كريم المرور ..

            تحياتي ،،،

            تعليق

            • ناصح
              مُحاور متميّز
              • Feb 2003
              • 1453

              #7
              الأخت الفاضلة : شمس الحق ..

              حياكِ الله أُخية ..

              بارك الله فيكِ .. مُداخلة طيبة .. وكلامٌ حقٌ وواقعي ..

              استوقفتني هذه الجُملة :

              نعم هذه حقيقة قد تكن غائبة عن بعض أولياء الأمور ممن لايتفهمون أحتياجات أبنائهم وقربهم منهم وسؤالهم المتكرر عن مايتلقون في المدرسة وتصحيح ماقد يؤثرفي بناءشخصيتهم وأهمها التناقض الذي يشاهدونه يومياً أمامهم..

              أخينا الفاضل ..لانستغرب إذا وجدنا أبناء هذا الجيل يعاني من صراعات وأضطرابات وهم يرون التناقضات بعينها أمام أعينهم ويومياً خاصة عندما لاتجد شكوى الإبن عند والديه أهتماماً أو تصرفاً حكيماً ومتزناً لعلاجها بالطرق السليمة والمفترض أن يتبعها في مثل تلك الحالات .
              أختي الفاضلة .. ما تفضلتي بالتطرق إليه أعلاه يُعدُّ نقطة حسَّاسة جداً ومُحيِّرة ..

              لا شك عندي البتَّة أن فتح قنوات الحوار مع الأبناء وتنشئتهم وتربيتهم على النقاش فيما يُريدونه ممَّا يستشكل عليهم في حياتهم العلمية منها والاجتماعية يُعدُّ أمراً مُهمَّاً جداً .. ويُجنِّب الطفل -بإذن الله تعالى- الوقوع في مشاكل أو مآزق أو حتى إنحرافات كثيرة ..

              بيد أني أحياناً ومن كثرة ما يردني من مُلاحظات من أبناءي سواءٌ على مُعلِّميهم أو قُرنائهم في المدرسة .. أجدني أحياناً أتمنى لو لم أعلم بكثير منها .. حيث أني أرى أنه من الصعب جداً الوقوف مع كل شكوى ترد من أبناءي ومحاولة حلِّها .. فكما تعرفين هناك من مشاغل الحياة العملية والاجتماعية والحياتية ما الله به عليم .. فضلاً عن أن تكرار الحضور إلى المدرسة ونقاش المُعلِّم فيما يرد من شكاوى قد يعود بمردود سلبي على الطفل ذاته .. حيث أن ذلك قد يُحدث لدى الطفل شعوراً بأنه أصبح سيفاً مُصلتاً على رقبة مُعلِّمه .. وأنه بمجرد أن يصدر من مُعلِّمه ما قد يسوءه -وقد يكون لا بأس فيه- فما عليه إلا الشكوى إلى والده حتى يرعوي ذلك المُعلِّم ..

              لذا .. انتهجت مع أبناءي نهجاً رأيت أنه الصواب .. وهو أنه مهما حصل من المُعلِّم فلا ينبغي أن تتعدى عليه بما لا يليق من الكلام أو الفعل .. بل يُمكن أن يُنبِّه بأسلوب مُهذَّب وباحترام كامل للمُعلِّم .. وفي حال لم يُجدِ ذلك نفعاً يأتي دوري أنا كأب .. دون أن يُنقص ذلك من قدر المُعلِّم شيئاً ..

              بارك الله فيكِ أختي الفاضلة وأحسن إليكِ ..

              تحياتي ،،،

              تعليق

              • ناصح
                مُحاور متميّز
                • Feb 2003
                • 1453

                #8
                الأخت الفاضلة : دودي وبس ..

                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

                وجزاكِ ربي عني كل خير .. وبارك فيكِ ..

                ونعم أختي .. ما تفضلتي به صحيح .. ويصلني من قريباتي من المشاهدات والتصرفات (والحركات) من قبل بعض المُعلِّمات ما يُصيب الغيور بالأسى والحزن والكمد .. بل إن بعض ما يردني من تصرفات بعض المُعلِّمات أستحيي والله أن أذكره هنا .. نسأل الله أن يهديهن ويُصلح قلوبهن ..

                وأزعم أن ما يُعانينه أخواتنا وبناتنا الطالبات من المُعلِّمات أشد وأنكى وأسوأ ممَّا يُعانيه الذكور من مُعلَميهم ..

                أما السؤال الكبير والصعب الذي تفضلتي بطرحه :

                ما الحل ؟؟!! ..

                فبقدر كبر السؤال .. أرى أن كلاً من وزارة التربية والتعليم والمُعلِّم وأولياء الأمور والطالب مسئول عن جزء من المُشكلة وبالتالي عن حلِّها .. بيد أنه يجب أن تتضافر الجهود وتُخلص النوايا ويُزال الغبار عن بعض الضمائر شبه الميتة .. عندها سيكون الحل بإذن الله ..

                أشكركِ أختي الكريمة على كريم التفضل بالمشاركة ..

                تحياتي ،،،

                تعليق

                • JOJO-2003
                  عضو نشيط
                  • Sep 2003
                  • 435

                  #9
                  سبحان الله
                  قبل قراءتي للموضوع كنت في حيرة وضيق شديدين كيف ساربي اولادي التربية الصالحة في بلد غير مسلمة ككندا
                  حيث انني انا وزوجي تربينا في بلاد اسلامية ولله الحمد لكني خائفة جدا على طفلي
                  جلست افكر كيف لو كبرا واصبحا في المدارس في هذه البلد التي اعيش فيها
                  كيف سابني واربي وانصح والمعلم يقول العكس (بما انه سيكون غير مسلم)
                  كيف ساقول لهم لا اله الا الله والمعلم يقول لهم ربكم عيسى
                  كيف ساقول لهم القران وكلام الله وهو يقول لهم الانجيل
                  كيف اجعل منهم ابناء بارين والمعلم يقول لهم اذا ضايقكم ابوكم او امكم فاتصلوا بالشرطة
                  كيف وكيف
                  فقلت في نفسي لن ابقى في هذه البلاد ابدا ولن اربي اولادي فيها بل ساذهب لبلد اسلامي يقول فيها المعلم( المربي ) بقولي ويربي ابنائي كما اريدهم ان يكونوا ( صالحين )حتى لو كان هذا على حساب راحتي انا وزوجي حيث اننا من الشعب الذي لاقى الظلم في البلاد الاسلامية للاسف الشديد ومع ذلك كنت قد قررت العودة للبلاد الاسلامية من اجل (( ولد صالح يدعو له ))
                  لكن ان تكون اخي الفاضل انت في بلد اسلامي وياتي معلم ( مربي) ويرقص ويغني في حصة التلاوة وكلام الله وامور اخرى ذكرتموها في ردودكم فهذا ما عندي تعليق عليه غير لا حول ولا قوة الا بالله
                  والله اني ازددت حيرة
                  هل الحال يا ترى لدينا ولديكم واحدة ام ان الحالة او الحالات التي عندكم هي فقط استثنائية وان كانت كذلك ( استثنائية وليست عامة) فلماذا سالت اخي الفاضل سؤالا عجيبا ومحزنا
                  ( من يربي المربي)
                  بارك الله فيكم وعذرا

                  تعليق

                  • ابنة الانصار
                    زهرة الحوار
                    • Oct 2005
                    • 2808

                    #10
                    اشكرك اخي الكريم لطرحك لهذه القضية المهمة
                    والتي هي فعلا تمس المجتمع والجيل القادم
                    وفعلا مالحل المناسب لها؟؟
                    وانا ابني سيكون في السنة الدراسية القادمة في بداية سلمه الدراسي
                    وبجد محتارة بشأن من سيقوم بتدريسه ومن سيكون القدوة له
                    وهل اسلوبه وتوجيهاته من نفس اسلوب البيت وتوجيهاته ام انها متناقضة
                    وخوفي بان يكون يخالف ماأقوم بترسيخه في عقل طفلي الصغير ويقلب الافكار ويشتت ذهنه
                    ليست لدي ادنى وابسط الاجوبة لكن اتمنى وارجوا الله لهؤلاء المربيين الهداية وان يعلموا بانهم سيسألون عند ربهم
                    عن هذه الامانة .
                    ودمت بخير
                    التعديل الأخير تم بواسطة ابنة الانصار; 19-03-2006, 01:56 AM.

                    تعليق

                    • alhanoon1980
                      عضو نشيط
                      • Nov 2005
                      • 271

                      #11
                      جزاك الله خيرا
                      أتوقع أن هذا المربي الذي ذكرت مريض عقليا
                      فلم أسمع برجل مسلم ذا عقل يسمع آيات الله ثم يستهزء بالقارئ أو بالقرآن
                      واذا قرأ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون
                      نحن الآن نواجه مشكلة عظيمة وهي الخصخصة في مدارس الحكومة في دولتنا ؟؟؟!!!!!
                      فستصبح المدارس غير تابعة لوزارة التربية والتعليم....إنما تتبناها الشركات والمؤسسات التي تحمل في جبتها المال؟؟؟!!!!!
                      فأين التربية؟؟؟؟؟
                      كيف سننشئ أجيال تدافع عن الآداب والقيم؟؟؟؟؟
                      جزاك الله خيرا رغم أنك فتحت أوجاع وآلام الكثيرين.....

                      تعليق

                      • ALMAS
                        عضو جديد
                        • Mar 2006
                        • 20

                        #12
                        قضية مهمة وحساسة للغاية وموضوع جميل زاد من جماله هذا الطرح الاخاذ من قبلك اخ ناصح
                        بلغتك الجميلة وسلاستك وترتيبك في طرحها

                        وبصراحة انا من المتابعين لك منذ فترة فاسلوبك في الكتابة والحوار يمتعني جدا
                        رغم تحفظي على بعض المور لديك

                        من وجهة نظري انه يوجد هناك نقطة مهمة جدا وحساسة وخطيرة في نفس الوقت وهي العنف في المدارس
                        فحتى في مدارس الابتدائية يوجد هناك عنف وباساليب مختلفة بين التلاميذ حبذا لو انك تطرقت اليها اخ ناصح

                        اتمنى منك اخ ناصح تراسلني هذا بريدي ..................................
                        وشكرا للجميع ..........


                        يمنع وضع البريد الإلكتروني في المنتدى
                        عُدل بواسطة زوجة داعية

                        تعليق

                        • حمامة الجنة
                          "قلم ذهبي " كبار الشخصيات
                          • Sep 2002
                          • 12045

                          #13
                          الله المستعان ..

                          عندنا سابقاً كان اسم الوزارة المتخصصة بشؤون المرحلة المدرسية (ما قبل الجامعة) كانت تُسمّى : وزارة التربية والتعليم .. بعد عدة سنوات تم تغيير الاسم إلى : وزارة التعليم .. ثم تغيّر الاسم واستقر على : وزارة التربية ..
                          وفعلاً أرى أنها وزارة للتربية قبل أن تكون للتعليم ..
                          فالإنسان عندما يكون في هذه المرحلة الدراسية يكون " إسفنجياً " .. يمتص كل ما يراه حوله سواء من عائلته أو من مدرسته ويخزنه ليكوّن منه شخصيته في المستقبل ..
                          لذا على الأهل أن يعطوا هذه المرحلة جلّ اهتمامهم .. ولابد أن هذا يحتاج إلى صبر ..
                          فدور الأهل ليس جزئياً أو قصيراً .. بل يبدأ دورهم منذ صغر الطفل ويستمر حتى الكبر ..
                          ويتلخص دورهم بـ :
                          - أن يحاولوا قدر الإمكان أن ينمّوا وعي طفلهم .. بمختلف الوسائل .. فالوعي مهم جداً ..
                          - أن ينمّوا لديه الثقة بأنّ ما تربى عليه هو الصحيح .. وأي شيء يؤكده فمرحباً به .. وما يخالفه جوهرياً فلا حاجة لنا به .. (بشرط أن تكون هذه التربية أساسها الشرع) ..
                          - أن يهيئوه ويعدّوه نفسيّاً - بشكل غير مباشر- أنه سيرى غرائب وعجائب كثيرة في المستقبل.. لكي لا ينصدم بكل ما يراه .. ولكي لا يتأثر بما يراه من أمور تخالف ما تربّى عليه .. هذا سيضمن لنا أن الابن سينصدم بما يراه بالتأكيد (إن رأى شيئاً مثل تصرف ذاك المعلم وأمثاله) لكن على الأقل لن يتأثر فعليّاً بذلك ..
                          وأزيد نقطة رابعة تخص المشكلة التي طرحتها أختي (دودي وبس) ..
                          - أن يهيئ الأهل ابنهم وابنتهم على الفصل بين المعلّم وبين ما يقوله هذا المعلّم .. وهذه النقطة صعبة للغاية .. لكنها هامة ..
                          لكي يتعلم الابن أن ما يسمعه من المعلّم ( في نطاق تدريس ما جاء في المنهاج ) لا يعبّرعن رأي هذا المعلم .. بل يعبّر عن الصحيح .. بغض النظر إن كان هذا المعلم يطبّقه أو لا ..
                          لعل البعض سيظن أني خرجت عن الموضوع بهذه المحاور.. لكني ذكرتُها لأني أرى أن الحل ليس من الوزارة ,, ولا من المعلّم .. بل الحل يأتي من الأهل أولاً والابن ثانياً ..

                          بعد ذلك يأتي دور الأهل في رفع المشكلة إلى إدارة المدرسة والتأكيد عليها وشرح تفاصيلها وخطورتها ، دون أن يعلم ذاك المعلّم أهل أي طالب اشتكوا .. لكي لا يؤثر ذلك على معاملة المعلم للطالب (ولا أحبّذ حديث الأهل مباشرة ً مع المعلّم فغالباً سينكر ولن يولي الأمر اهتماماً ، أو ربما سيهتم لفترة ثم يعود لما كان عليه) ..

                          شكر الله لكم أخي الفاضل وأثابكم ..
                          أؤمن كثيراً.. بأن المساحة الفاصلة بين السماء والأرض.. وبين الحلم والواقع.. مجرد دعاء..

                          تعليق

                          • ناصح
                            مُحاور متميّز
                            • Feb 2003
                            • 1453

                            #14

                            في البداية اعتذر لتأخري عن الرد ..

                            الأخت الفاضلة : JOJO-2003 ..

                            لا شك أيتها الفاضلة أن الخير والشر موجودان في كل مجتمع من المجتمعات .. ولا شك أنه قد يطغى أحدهما على الآخر في مجتمعٍ ما .. وقد يقلُّ في مجتمع آخر .. بيد أن طُغيان الخير على الشر في مجتمعٍ ما لا يعني بالضرورة انتفاء وجود الشر فيه بالمرَّة .. كما وأن طُغيان الشر وتفشيه في مجتمع آخر لا يعني على الإطلاق انتفاء وجود الخير فيه بالمرة ..

                            وبناء على ما تقدم .. فإني لا أرى صواب ترددكِ في الإتيان إلى الدول العربية والإسلامية بناء ما قد يوجد فيها من مُخالفات أو تصرفات فردية تُنسب إلى أي شريحة من شرائح المجتمع في تلك الدول .. ذلك أن الغالب الأعم ولله الحمد هم من أهل الخير والصلاح .. والأصل في الشيء السلامة كما لا يخفى عليكِ ..

                            أما لماذا نُسلِّط الضوء على مثل تلك التصرفات ومن تصدر منهم على الرغم من كونهم شواذ .. فإن ذلك يعود إلى أن مُعظم النار من مستصغر الشرر .. فإن لم نضع مثل تلك التصرفات تحت المجهر ومن ثمَّ نحاول إيجاد الحلول سنُفاجأ ولا شك بأنها استفحلت واستوطنت في مجتمعاتنا .. وعندها لن ينفع الصوت بعد أن فات الفوت ..

                            شكر الله لكِ .. وبارك فيك ِ .. وجزاكِ خيراً ..

                            تحياتي ،،،

                            تعليق

                            • ناصح
                              مُحاور متميّز
                              • Feb 2003
                              • 1453

                              #15

                              الأخت الفاضلة : ((أم يارا)) ..

                              اسمعي أيتها الفاضلة .. أنا لا أُريد أن أهوِّل الأمر .. وفي ذات الوقت لا أُريد أن أهوِّنه .. ولكن أُؤكد لكِ وقد يؤيدني في ذلك الكثير ومن خلال تجربتي أن فترة دراسة الأبناء -وخصوصاً في زمننا هذا- باتت من أصعب الفترات في حياة الآباء وفي حياة الأبناء .. وذلك لأن الأبناء يكونون فيها كالأسفنجة (تشفط) وتستوعب ما يرونه من تصرفات أقرانهم أو مُعلِّميهم ويُحاكونه حتى وإن كانوا لا يعلمون خطأ ذلك من صوابه ..

                              تساؤلات مهمة جداً طرحتيها هنا :

                              وبجد محتارة بشأن من سيقوم بتدريسه ومن سيكون القدوة له
                              وهل اسلوبه وتوجيهاته من نفس اسلوب البيت وتوجيهاته ام انها متناقضة
                              وخوفي بان يكون يخالف ماأقوم بترسيخه في عقل طفلي الصغير ويقلب الافكار ويشتت ذهنه
                              فأقول لكِ :

                              لا تتوقعي أن يكون المُعلِّمون كلَّهم بذات النهج الذي تنتهجينه .. وإلا لما كان هناك مشاكل في هذا الصدد .. بل لا بُد أن تضعي في حُسبانكِ أنه حتى ولو لم يكن هناك مشكلة من جانب المُعلِّم .. أنها ستكون من جانب زميل الدراسة .. فكما أنكِ تحرصين على تنشيئة ابنكِ التنشئة الصالحة الطيبة .. فإن هناك من لا يُلقي لذلك بالاً .. وتوقعي أن من بين أولئك الأطفال من سيكون زميلاً لابنك في المدرسة وسيكون مصدراً يتلقى منه ويستقي معلومات وتصرفات ومُفردات قد تكون دخيلة عليكم في محيطكم العائلي البسيط ..

                              إذاً ما هو الحل :

                              أنصحكِ وبشدة -ومن خلال تجربتي- .. أن تفتحي باب الحوار مع ابنكِ وبكل أريحية .. وأن تُنشئيه على أن يُخبركِ بما يُقال له سواء من المُعلِّم أو من الزملاء .. حتى إذا وجدتي أنه قد سمع مُفردة سيئة .. أو تصرفاً غير لائق .. سارعتي إلى إعادته لما قد تربَّى عليه .. فأوضحتي له أن ذلك خطأ حتى وإن صدر من مُعلِّمه أو زميله الذي يُحبه .. وأن الصواب هو أن لا يفعل ذلك ..

                              وأنا آكد بإذن الله تعالى .. أنكِ ومن خلال قنوات الحوار التي ستفتحينها معه ستتمكنين على أقل الأحوال من معرفة ما يدور حوله في مُحيطه الجديد وبيئته الحديثة ..

                              وأسأل الله أن يصلح لنا ولكِ الذرية .. وأن يوفَّقهم لما يُحبه ويرضاه ..

                              جزاكِ الله خيراً .. وبارك فيكِ ..

                              تحياتي ،،،

                              تعليق

                              يعمل...