حاور الأخرين بقلوب مفتوحة وليس بقلوب معقّدة !

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • omaymen
    صاحبة الفكر النير
    • Mar 2005
    • 1393

    حاور الأخرين بقلوب مفتوحة وليس بقلوب معقّدة !

    من الظواهر المؤسفة في واقعنا ( غياب مبدأ الحوار ) ، وإذا تحرك الحوار ، فهو حوار فاقد لثقافة الحوار .

    التحاور تلك اللغة المفقودة بيننا والواجب علينا البحث عنها وترسيخها في نفوسنا لنتمكن من تحقيق طموحات في خلق إنسانية لا قهر ينغصها ولا اقصاء يعتورها ولا إلغاء يقلقها ولا (حب انا )يكدر صفوها.

    أن تحاور الآخر فأنت في حاجة إلى ( ثقافة ) ، هذه الثقافة تسمى ( ثقافة الحوار ) فليس كلّ من حاور الآخر يملك ( ثقافة الحوار ) ، وليس كل من يملك ( ثقافة الحوار ) يلتزم بهذه الثقافة في حواراته .

    مشكلتنا أننا لا نتحاور ، وإذا تحاورنا لانفهم أسلوب الحوار نواجه الآخرين دائماً بالرفض المطلق ، ونضيق حينما يناقش الآخرون أفكارنا .
    فيجب أن لا نتعقّد من الحوار مادام حواراً يبحث عن الحقيقة .
    والحوار الباحث عن الحقيقة يجب أن يكون ( حواراً موضوعياً ).

    وإن كان الخلاف في مسائل ذوقية ووجهات نظر فليس عسيرا علينا الالتزام برأينا واحترام الطرف الآخر وإعطاءه فرصة من الحرية وفتح باب التحاورمشرعا .

    فما أحوج واقعنا المعاصر بكل إختلافاته المذهبية والثقافية والإجتماعية والسياسية إلى تنشيط ( ثقافة الحوار )



    القلب هو الطريق إلى العقل ، وأنت تحاور الآخر حاول أن تدخل إلى قلبه قبل أن تفكر في الدخول إلى عقله .

    وكيف ندخل إلى قلوب الآخرين ونحن نريد أن نحاورهم ؟ لكي تنمكن من الدخول إلى قلوب الآخرين نحتاج إلى ثلاثة أمور :

    أن نفتح قلوبنا للآخرين ، أن نحاور الآخرين بروح الحب وليس بروح الحقد ، أن نحاور الأخرين بقلوب مفتوحة وليس بقلوب معقّدة .
    ( فبما رحمةٍ من الله لِنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك ) الاية 159 / آل عمران
    ( إذهبا إلى فرعون إنّه طغى وقولا له فقولاً ليّنا لعلّه يتذكرُ أو يخشى ) الاية 44 / طه
    فيجب أن لا نتعقد من الآخرين الذين يختلفون معنا في الرأي
    أن لانتهم دوافع الآخر الذي يختلف معنا في الرأي أو في الموقف .
    الدوافع مسألة قلبية لا يمكن اكتشافها بسهولة .

    الصحة والخطأ مسألة تخضع لشروط موضوعية يمكن إدراكها ، أما الدوافع فأمر لايمكن التعرف عليه بسهولة. إذا اختلف معك إنسان فمن حقك أن تقول له إن رأيك خطأ - لو اقتنعت فعلاً بخطأ رأيه - وليس من حقك أن تتسرع فنتهم دوافعه .

    مشكلة الكثيرين أنهم لا يطيقون أن يجدوا من يخالفهم في الرأي ، فيسارعون إلى إتهام الآخرين الذين يخالفونهم في الرأي أو في الموقف .



    أن لانلغي الآخر الذي نختلف معه في الرأي وفي الموقف .
    إذا كان آخر ما توصل اليه منطق العصر ، و شفافية التعاطي مع الآخر ( أننا على صواب يحتمل الخطأ ، و الآخر على خطأ يحتمل الصواب ) .

    فيجب أن لانعتبر الصوابية المطلقة في جانبنا ، والخطأية المطلقة في الجانب الآخر ، بل نضع إحتمال الخطأ عندنا ولو بنسبة واحد في المئة ، وإحتمال الصواب في الجانب الآخر ولو بنسبة واحد في المئة ، وهذا يخفف من غلواء الموقف ، ويخلق الانفتاح على الآخر.

    ومن الثابت لدى كل ذي بصيرة أن الحوار الهادف لا يُكتب له النجاح إذا طغت عليه مصالح خاصة وقناعات خارجة عن الثوابت ولنتذكر جميعاً:

    قول الله تعالى:} وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا{ "النساء:9" وقوله تعالى} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا {70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا{"الأحزاب:71،70" وقوله – صلى الله عليه وسلم – (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم) متفق عليه.

    إن كنتم تريدون منا أن نتحاور ونتآلف وننبذ كل خلافاتنا فالأحرى أن يفعل الكبار ذلك !

    لتخلق لغة التفاهم بين علمائنا وأساتذتنا ومثقفينا أولاً !!

    وإن كف الكبار عن التسقيط للآخرين سيكف الصغار !! لتُخلق بعدها لغة التحاور والتآلف !

  • لهوم2006
    عضو
    • Dec 2005
    • 78

    #2
    مشكووووووووووووووووره حبيبتي على الموضوع الشيق

    تعليق

    • (سمو المجد)
      "عضو مبدع"
      • Oct 2004
      • 2740

      #3
      جزاك الله خيرا كلامك يحتاج لتأمل ومحاسبة عسيرة لذواتنا والأنا لدينا
      شكرا لك

      التحاور تلك اللغة المفقودة بيننا والواجب علينا البحث عنها وترسيخها في نفوسنا لنتمكن من تحقيق طموحات في خلق إنسانية لا قهر ينغصها ولا اقصاء يعتورها ولا إلغاء يقلقها ولا (حب انا )يكدر صفوها.



      فيجب أن لا نتعقّد من الحوار مادام حواراً يبحث عن الحقيقة .

      والحوار الباحث عن الحقيقة يجب أن يكون ( حواراً موضوعياً ).

      وإن كان الخلاف في مسائل ذوقية ووجهات نظر فليس عسيرا علينا الالتزام برأينا واحترام الطرف الآخر وإعطاءه فرصة من الحرية وفتح باب التحاورمشرعا .

      فما أحوج واقعنا المعاصر بكل إختلافاته المذهبية والثقافية والإجتماعية والسياسية إلى تنشيط ( ثقافة الحوار )





      لكي تنمكن من الدخول إلى قلوب الآخرين نحتاج إلى
      ثلاثة أمور :
      أ
      أن نفتح قلوبنا للآخرين

      ب
      أن نحاور الآخرين بروح الحب وليس بروح الحقد
      ج
      أن نحاور الأخرين بقلوب مفتوحة وليس بقلوب معقّدة .


      الدوافع مسألة قلبية لا يمكن اكتشافها بسهولة .

      الصحة والخطأ مسألة تخضع لشروط موضوعية يمكن إدراكها ، أما الدوافع فأمر لايمكن التعرف عليه بسهولة.

      إذا اختلف معك إنسان فمن حقك أن تقول له إن رأيك خطأ - لو اقتنعت فعلاً بخطأ رأيه - وليس من حقك أن تتسرع فنتهم دوافعه .

      مشكلة الكثيرين أنهم لا يطيقون أن يجدوا من يخالفهم في الرأي ، فيسارعون إلى إتهام الآخرين الذين يخالفونهم في الرأي أو في الموقف .



      أن لانلغي الآخر الذي تختلف معه في الرأي وفي الموقف .




      ومن الثابت لدى كل ذي بصيرة أن الحوار الهادف لا يُكتب له النجاح إذا طغت عليه مصالح خاصة وقناعات خارجة عن الثوابت

      صلى الله عليه وسلم – (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا
      يرفعه
      الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا
      يهوي
      بها في جهنم) متفق عليه.

      إن كنتم تريدون منا أن نتحاور ونتآلف وننبذ كل خلافاتنا فالأحرى أن يفعل الكبار ذلك !

      لتخلق لغة التفاهم بين علمائنا وأساتذتنا ومثقفينا أولاً !!

      وإن كف الكبار عن التسقيط للآخرين سيكف الصغار !! لتُخلق بعدها لغة التحاور والتآلف !

      تعليق

      • omaymen
        صاحبة الفكر النير
        • Mar 2005
        • 1393

        #4
        صلى الله عليه وسلم – (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا
        يرفعه
        الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا
        يهوي
        بها في جهنم) متفق عليه.
        لله درك أخي الفاضل سمو المجد ، شرفني قلمك وتعقيباتك على الموضوع . ومنكم نستفيد . هكذا التحاور

        لهوم 2006 ، أسعدني مرورك .

        تعليق

        • أمل وضياء
          مساعدة المشرفة العامة
          • Dec 2001
          • 45952

          #5

          بارك الله فيكِ أختي الفاضله على هذا الطرح القيّم ..
          الرقي في الحوار والبعد عن التعصب والتشنج أثناء الحوار مطلب هام
          حتى نجعل لغة الحوار أجمل وأرقى وأنقى ..

          أختاه ..
          وسلامة الصدرمطلب أثناء الحوار من كلا الطرفين ..
          فالكثير مع الأسف الشديد عندما توجه كلمة نقد بسيطه وإن كانت حق يعتبرها قدح فيه
          وسلب لكرامته فيّقوم الدنيا ويقعدها ..يريد الأخذ بالثأر لرأيه فإن لم تكن معه بالرأي فأنت ضده .
          وعندما يهدأ ويسكن وتذهب ثورته يعرف بأنه قد أخطأ ففقد بذلك لغة الحوار المشرقه ..
          لكن عندما يتحاور بنفس صافيه ونيّة سليمه حتماً سيظهر الحوار عقلانياً فيؤثي ثمراً طيّباً ..
          .
          .
          دمتِ بنقاء






          .
          يوماً ما ستختفي الأسماء ...
          وتبهت الحروف ..وتبقى أطياف ذكريات
          أملي أن لاتنسوني من دعواتكم كلما لاحت لكم *
          أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه .

          تعليق

          • omaymen
            صاحبة الفكر النير
            • Mar 2005
            • 1393

            #6
            سلمت يمناك عزيزتي شمس الحق على إضافتك القيمة والتي أضافت كثيرآ لموضوعي .

            وسلامة الصدرمطلب أثناء الحوار من كلا الطرفين ..
            فالكثير مع الأسف الشديد عندما توجه كلمة نقد بسيطه وإن كانت حق يعتبرها قدح فيه
            وسلب لكرامته فيّقوم الدنيا ويقعدها ..يريد الأخذ بالثأر لرأيه فإن لم تكن معه بالرأي فأنت ضده .
            وعندما يهدأ ويسكن وتذهب ثورته يعرف بأنه قد أخطأ ففقد بذلك لغة الحوار المشرقه ..
            لكن عندما يتحاور بنفس صافيه ونيّة سليمه حتماً سيظهر الحوار عقلانياً فيؤثي ثمراً طيّباً ..
            .

            علينا أن نتعلم جميعآ كيف نسمو بنقاشاتنا والابتعاد عن المهاترات التي يلجا اليها المفلسون ،حيث يتحول النقاش في بعض الاحيان من نقد للفكرة الى انتقاد للمفكر؟

            اقول ان التحول من نقد الفكرة الى نقد المفكر دليل على قصور الناقد وكلما كان قصوره اكبر كان تهجمه وتطاوله اكثر اسفافا , وطبعا نقد المفكر اسهل بكثير من نقد الفكرة ...
            فعلينا تفهم الراي الاخر واحترامه حتى وان اختلفنا معه فنحن نردد مقولة ( الاختلاف لا يفسد للود قضية ) ولكن مع الاسف غالبا ما يفسد الاختلاف بيننا اي ود واحترام .
            نتمنى ان نرتقي بحوارنا ليكون موجها ومفيدا في معالجة قضايانا والابتعاد عن التهجم والتحقير , فبكل بساطة يعلن البعض ان كاتب أو كاتبة المقال الفلاني هو وصولي إنتهازي متسلق لمجرد انه لم يفهم الموضوع او ان له وجهة نظر مختلفة !!! فلماذا اذن ننتقد ؟! لأننا لم نفهم الفكرة أم لأننا فارغون جاهلون لا مقدرة عندنا للرد.

            هل يكون ثمن الاختلاف : إعدام الرأي الآخر

            تعليق

            • *باسمه*
              مشرفة فيض القلم-لجنة جوال لكِ
              • Dec 2005
              • 15367

              #7
              بارك الله فيكِ عزيزتي

              طرح مهم ومفيد ..

              القلب هو الطريق إلى العقل ، وأنت تحاور الآخر حاول أن تدخل إلى قلبه قبل أن تفكر في الدخول إلى عقله .
              القليل من يحرص على ذلك ...

              الكثير يحاور بلا ثقافة وبرأي صارم وبدون تفهم ...

              من المفروض أن يكون الحوار خالصاً لطلب الحق خالياً من العنف والإنفعال بعيداً عن المشاحنات ...

              التي قد تفسد القلوب , وتهيج النفوس , وتولد القطيعه ..

              يقول الغزاليّ أبو حامد : ( التعاون على طلب الحق من الدّين ، ولكن له شروط وعلامات ؛ منها أن يكون في طلب الحق كناشد ضالّة ، لا يفرق بين أن تظهر الضالّة على يده أو على يد معاونه . ويرى رفيقه معيناً لا خصماً . ويشكره إذا عرَّفه الخطأ وأظهره له ) .. الإحياء ج1 .
              ومن مقولات الإمام الشافعي المحفوظة : ( ما كلمت أحداً قطّ إلا أحببت أن يُوفّق ويُسدّد ويُعان ، وتكون عليه رعاية الله وحفظه .
              وما ناظرني فبالَيْتُ ! أَظَهَرَتِ الحجّةُ على لسانه أو لساني ) .

              جزاك الله خير
              ثَمـة قٌلـوبْ لـآ يُكـآفَـئ حَـبهُـآ إلـآ الـدُعَـآء ♥♡....يارب

              تعليق

              • سحابة حزن
                النجم الفضي
                • Dec 2007
                • 2829

                #8
                سلمت يداك ووفقك الله

                تعليق

                يعمل...