.:: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ::.
مع أن زمننا هو زمن التطور والتكنولوجيا وتفتّح الذهن ومع ذلك مازال البعض
من ذوي التفكير المحدود يظن أن الدعوة إلى الله هي مهمة فردية فُرضت على البعض دون الآخر ..
ومازال البعض يعتقد أن الدعوة إلى الله "فرض كفاية" أي أن وجود بعض الدعاة إلى الله في هذه الأمة وفي هذا العالم يُسقِط فرض الدعوة عن باقي أفرادها ..
قد نتكاسل عن الدعوة لقلة العلم :
- كلنا يعلم أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان من أوائل الذين أسلموا على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
بعد إسلامه بفترةٍ بسيطة أسلم على يديه ستة من المبشرين بالجنة !
بالله عليكم : هل كانت معلوماته في ذلك الوقت أكثر من معلوماتنا الآن في الدين؟ -حيث كان حديث عهدٍ في الإسلام-
رضي الله عنه وأرضاه ما أسرع استجابته ..
آمن بأمر فبدأ فوراً بالدعوة إليه .. بكل بساطة ومرونة .. رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين..
قد نتكاسل عن الدعوة بحجة الخجل! :
ممّ نخجل ؟ من ديننا ؟
هناك خبرٌ قرأته على صفحات هذا المنتدى الطيب .. جاء فيه أن اثنين من الشواذ والعياذ بالله قد أعلنوا زواجهم في إحدى الدول العربية ..
وأقاموا احتفالاً لذلك في صالة أعراس..
شواذ !!!
بالله عليكم أليس هذا الأمر مخجلاً ومعيباً إلى أقصى حد ؟
ومع ذلك لم يخجلوا !!!!!
في حين أننا نحن أهل الحق ربما نتقاعس ونخجل من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (بأسلوب ٍ حكيم) ..
وقد نخجل أيضاً من الدعوة إلى الله والتذكير بنهجه المستقيم ..
قد نتكاسل عن الدعوة لقلة عزيمتنا وضعف همتنا :
ولنتذكر سوية ً قصة هدهد سيدنا سليمان عليه السلام .. الذي غاب عن أنظاره لفترةٍ وجيزة فسأل عنه مستغرباً ..
وبعد قليل عاد الهدهد يحمل معه أخبار قوم ٍ رآهم يعبدون الأصنام ، فعز عليه ذلك ، فنقل لسيدنا سليمان ما لاحظه مما يجري في حضارة سبأ لكي يدعوهم لعبادة الله عز وجل ،
هدهد !!
هدهد يغار على دينه .. ويساهم في الدعوة إلى الله ..
ونحن ..........!
نحن .. نفتقد الهدهد في مثل هذا الزمن ..
لا نريد هدهداً واحد.. بل نريد هدهداً في كل بيت .. وفي كل حيّ .. وفي كل مكان عمل .. وفي كل كلية .. وفي كل مكان ..
لأن الدعوة إلى الله (دعوة المسلمين للعودة لطريق الالتزام وتذكيرهم بالله عز وجل ، ودعوة غير المسلمين للدخول في الإسلام) هي فرض علينا ..
وما أجمله من فرض إن أحببنا ديننا ..
على فكرة : الدعوة إلى الله تُشعر المسلم بالسعادة وتشعره بحلاوة الإيمان ..
هذا الأمر أكد عليه الكثير من الدعاة ..
ولا ننسى قول الله عز وجل في سورة البقرة :
( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة )
فكلّ مسلم منا عليه أن يعلم أن وجوده في هذا الكون له هدف ، وهو إعمار الأرض والدعوة إلى الله ..
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن يجد في صحيفته يوم القيامة الكثير من الأعمال الصالحة التي دعا الناسَ إليها فقاموا بها فسُجلَت في صحيفته

تعليق