بسم الله الرحمن الرحيم

منذ زمن لم أكتب موضوعاُ في منتداي الغالي بسبب انشغالي الله المستعان
ولكن حين الاختناق لا أجد سواه صديقاً أبث له شكواي وأفضفض لصديقاتي وأخواتي الرائعات ..
أحبكن جميعاً جزاكم الله عني وعن غيري أحسن الجزاء...

قدر الله لي أن أخوض تجربة التعليم في أحد الصروح التعليمية رغم حذري الشديد من هذه المهنة ..
بدأت بداية رائعة جداً وكنت شديدة الحماس إلا انه بعد فترة بدأ اليأس يدخل إلى قلبي .. ربما بسبب
الصدمات التي تلقيتها من طالباتي حقيقة أعاني وبشدة من عدة جوانب لكن أهم هذه الجوانب هو تدني
المستوى التعليمي والثقافي وهو أشد مايحزنني .. حال تأملي حال فتيات بعمر الشباب والانطلاق أجد
نفور شديد منهن تجاه العلم والمعرفة بل والبعض منهن قد تعاني من صعوبة القراءة مما يتضح لي أن
مهارة القراءة وتطويرها لديها ليست في الحسبان وليست من ضمن اهتماماتها ..

فالمهم لها هو الشهادة فقط وكيفية الحصول عليها بأبسط الطرق ومن ضمنها الغش اللي عيني عينك
مازلت في معاناة شديدة وأتمنى أن أحافظ على عزيمتي ورباطة جأشي ولازلت أحلم أن أغير وأن أكون
إنسانه ذات أثر في حياة الغير .. فأنا مؤمنة أشد الإيمان أن قيمة الإنسان تساوي قيمة ما يقدمه لغيره ولمجتمعة

لي عودة إن شاء الله في موضوع قادم لأطرح معاناتي الآخرى ففي جعبتي الكثير
أستودعكم الله ودعواتكم لي بالتوفيق والسداد وتحقيق الأمنيات

:

حياكِ الله غاليتي سوما
عوداً حميداً وأهلاً بكِ .. اشتقنا لطلتك

:

مهنة التعليم مهنة سامية وأجرها عظيم لو احتسبه الإنسان عند الله
فإن الملائكة والحيتان في البحر والنملة في جحرها يصلون على معلّم الناس الخير
وفي مقابل الأجر العظيم فضريبتها مرتفعة .. وتحتاج لصبر وتحمّل ومجاهدة

لكن ابداً لا تيأسي من هذا الجيل غاليتي
فيبقى أملنا بالله في زرع الخير في نفوس غضّة
لعلها تنبت وتورق وتثمر خيراً يوماً ما

استعيني بالله في كل أمورك وتسلّحي بالدعاء لهم في كل شاردة وورادة
فلن يصلح أحوالهم وقلوبهم إلا الله .. فأحسني به الظن في إصلاحهم
وسيصلحهم الله يوماً ما بإذن الله

في انتظار باقي تجربتك معهم غاليتي
وفّقك ربي وأعانك ويسّر أمورك

:

أتفق مع أخيتي قطرات بكلماتها
بارك الله فيك سوما ونفع بك .

سوما
اشتقنا لقربك وتواجدك غاليتي
كم يسعدني وجودك هنا في الحوار وتذكري
كادَ المعلم أن يكون رسولا، ولا تجعلي لليأس سبيلا
وانهضي وتحصني وكوني على ثقة بأن غداً سيكون أجمل
حين تقطفين ثمار جهدك فلا تيأسي ولا تلتفتي للمثبطين

التعليم من أرقى المهن لأنها تربي أجيال المستقبل
وشكراًوفقك الله لما يحب ويرضى
ورفع قدرك في الدارين

أولا هنيئا لك ترقيتك لمهمة -التدريس-
أعانك الله وسددك
يا حبي لك قلوبنا مفتوحة .....


لي عودة لك إن شاء الله أن تيسّر لي

أختي الكريمة أ. سوما ..

من الطبعي جداً أن يحدث عندكِ شيء من الإحباط وقد يصل الأمر إلى درجة اليأس ..


أتعرفين لماذا ؟! ..


لأنكِ واجهتِ واقعاً متبايناً بالكليَّة عمَّا كنتِ ترين أنه (المفروض) أو عمَّا كنتِ تتوقعينه !!

في حياتنا .. هناك واقع مُعاش .. وهناك أحلام وتمنيات وتصورات وتوقعات .. فإذا تقارب الواقع لدى أحدنا مع ما هو مفروض أو متصوَّر أو متوقع كان ذلك إيجابياً بالنسبة له ..

وأما في حالة كان الأمر على العكس من ذلك .. وكان البون واسعاً بين الواقع المُعاش وبين ما هو مفروض .. فهنا تحدث الصدمة ومن خلالها يتسلل الإحباط وقد يحصل اليأس ..


فما هو العلاج إذن ؟! ..


للتخفيف من وطأة ما قد يقع لنا من إحباط وحتى لا نصل إلى درجة اليأس .. يجب أن نضع في حسباننا دائماً وأبداً وقبل البدء في أي مهمة وقبل الإقدام على أي خطوة سواءً كانت تلك الخطوة نحو أمر يتعلق بحياتنا العملية أو العلمية أو حتى الاجتماعية والشخصية .. أقول : يجب أن نضع في حسباننا ونُصب أعيننا أنه ليس من الضروري أن يتطابق (الواقع) مع ما نرى أنه (المفروض) .. بل من الوارد جداً بل وهو الحاصل غالباً أن يكون الواقع مخالفاً تماماً لما نرى أنه (المفروض) .. وقد يتباين إلى حدٍ كبير مع ما هو مُتصوَّر ومتوقَّع ..

لذا .. يلزمنا والأمر كذلك أن نكون واقعيين .. بمعنى أن نتعايش مع واقعنا كما هو .. لا كما نرى أنه المفروض .. وهذا لا يعني البتَّة أن نستسلم لذلك الواقع الصادم لنا .. بل علينا السعي قدر المُستطاع وبذل قصارى الجهد في محاولة تغيير ذلك (الواقع) إلى ما نرى أنه (المفروض) .. وقد يتحقق الطموح ويتم بالفعل تغيير ما هو (واقع) إلى ما هو (مفروض) ..

تحياتي ،،،

بسم الله .. وبه نستعين ..

أ. سوما ...
أن من سنته في الكون أن جعل بعضنا لبعض فتنة ,
قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا } الفرقان

هذا ابتلاء لابد لابد أن تبتلي في بداية تدريسك
ليرى صدق قلبك ..
صدق عملك ..
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ}
فبالفتنة تتميَّز معادن الناس،
فاصبري واحتسبي وأبشرح بالخير العظيم بعد الصبر بإذنِ الله ,

فالله قد يمنع عنك ما تحبين
فيمنع ويمنع ويمنع حتى تثبت قدماك ع الحق .



سأضرب لكِ مثالا:
أحيانا كثيرا في المدارس البنات تبذل وتجتهد ووقت الامتحان ما تحل
ثم دعت آخر الليل ودعت والحّت وما ذاكرت مثل المذاكرة الأولى
يعني مو مرة اجتهدت,
واليوم الثاني أجابت ع الامتحان
فلابد أن يكون مع الدراسة أو التدريس اعتماد على الله والتبرؤ من الحول والقوة (أمر مهم)
لا تتكلي على حولك وقوتك فيخذلك الله
فمن اعتمد على حوله وقوته واتكل على نفسه ( هُلِك )



- أدعي الله أن يجعلك مُباركة وأن ينتفعوا بك
- تذللي بين يديه
- أظهري فقركِ له
- أظهري بكائك له
- تعرفي على أسمائه الحُسنى (بعمق) تعمقيها وسيطمئن قلبك

من أسماء الله (اللطيف)
الله لطيف لطيف ..
من لطف الله بعباده أنه يقدر أرزاقهم إليهم
فيأتيك -الرزق- وقد تكرهينه ولكن هو الخير والأنفع لك
ومن آثار لطفه بعباده أنه لا ينزل لعباده كل ما يُريدون
يعطي كل واحد ما يناسبه .

فمنعه خير .. مصلحة لنا .. فالمنع قد يكون الأنفع لنا ولديننا
لأن الله أفعاله كلها خير خير ":
والشر ليس إليه فهو السالم من كل نقص وعيب
فمنعه عطاء وخير وحكمة لو علمناها لابتسمنا ابتسامة رضا
ربما إن صبرتي واحتسبتي الأجر في تعليمهم وتدريسهم وما تواجهينه من معاناة ومشقة
أجر وثواب عظيم عظيم ,
وربما يفتح الله على يديك وتكونين سبب في إحياة أمّة


وأخيرا:
أكثري من سؤال الله أن يرزقكِ الصدق والاخلاص
فهو الذي يمنّ بالإخلاص والتوفيق للعمل الصالح
الصدق يكون بالنية
أي: قبل الدخول للعمل
( وقت دخولك للعمل يحتاج منك إخلاص وكوني صادقة في أن تطلبي مراضي الله ,
ثم إذا طلبتي مراضيه لا تلتفتي يمنة ويسرة )

في سورة الإسراء: {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْق}



قلوبنا مفتوحة لك
قولي ما بجعبتك أ. سوما
بانتظارك

أهلاً زميلة المهنة : )
كل معلمة تواجه و ستواجه هذه العينات
لكن أنظري دائما للنصف الممتلئ من الكأس
وأنك تتعرفين على شخصيات مختلفة وخبرة حياة تضاف لخبرتك و استمتعي
احتسبي الأجر وتخيلي لو كنتِ أخت أو أم واحده من هؤلاء الطالبات ، ماذا ستفعلين!
اتخذي هذا الأمر تحدي لكِ و لمهاراتك وقدراتك ،أثبتِ كفاءاتك ..
اسأل الله أن يوفقك و يسدد على الخير خطاك

استعيني باللله وابذلي قصارى جهدك لتوعية البنات لما يجب أن يكونوا عليه

من أجل أنفسهم ومن أجل أمتهم ومستقبلهم وربنا يعينك وأجرك عظيم وهذه البلية في اغلب المجتمعات

والكل يعاني منها

جعلك الله من المبلغين إيتها المعلمة