أنا وطالباتــــي (1)

أختي الكريمة أ. سوما ..

من الطبعي جداً أن يحدث عندكِ شيء من الإحباط وقد يصل الأمر إلى درجة اليأس ..


أتعرفين لماذا ؟! ..


لأنكِ واجهتِ واقعاً متبايناً بالكليَّة عمَّا كنتِ ترين أنه (المفروض) أو عمَّا كنتِ تتوقعينه !!

في حياتنا .. هناك واقع مُعاش .. وهناك أحلام وتمنيات وتصورات وتوقعات .. فإذا تقارب الواقع لدى أحدنا مع ما هو مفروض أو متصوَّر أو متوقع كان ذلك إيجابياً بالنسبة له ..

وأما في حالة كان الأمر على العكس من ذلك .. وكان البون واسعاً بين الواقع المُعاش وبين ما هو مفروض .. فهنا تحدث الصدمة ومن خلالها يتسلل الإحباط وقد يحصل اليأس ..


فما هو العلاج إذن ؟! ..


للتخفيف من وطأة ما قد يقع لنا من إحباط وحتى لا نصل إلى درجة اليأس .. يجب أن نضع في حسباننا دائماً وأبداً وقبل البدء في أي مهمة وقبل الإقدام على أي خطوة سواءً كانت تلك الخطوة نحو أمر يتعلق بحياتنا العملية أو العلمية أو حتى الاجتماعية والشخصية .. أقول : يجب أن نضع في حسباننا ونُصب أعيننا أنه ليس من الضروري أن يتطابق (الواقع) مع ما نرى أنه (المفروض) .. بل من الوارد جداً بل وهو الحاصل غالباً أن يكون الواقع مخالفاً تماماً لما نرى أنه (المفروض) .. وقد يتباين إلى حدٍ كبير مع ما هو مُتصوَّر ومتوقَّع ..

لذا .. يلزمنا والأمر كذلك أن نكون واقعيين .. بمعنى أن نتعايش مع واقعنا كما هو .. لا كما نرى أنه المفروض .. وهذا لا يعني البتَّة أن نستسلم لذلك الواقع الصادم لنا .. بل علينا السعي قدر المُستطاع وبذل قصارى الجهد في محاولة تغيير ذلك (الواقع) إلى ما نرى أنه (المفروض) .. وقد يتحقق الطموح ويتم بالفعل تغيير ما هو (واقع) إلى ما هو (مفروض) ..

تحياتي ،،،