]السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
ما اسعدها من أيام تلك التى كنت احياها مع أبى وأمى واخوتى فى تلك البلدة الصغيرة المسماة بالدوادمى
ولمن لايعرف الدوادمى فهى بلدة صغيرة فى المملكة تابعة لمنطقة الرياض
قد يكون من الغريب على البعض أن أشعر بكل العشق لتلك البلدة التى ربما لا يرضى البعض العيش فيها
مازلت أذكر مدرستى الصغيرة الثانوية الثانية
كانت فيلا صغيرة انيقة جداا مفروشه بالموكيت الاخضر وكأنها حديقة غناء
مازالت فصولها منقوشة فى ذاكرتى صديقاتى الثانوى صوتهن يرن بأذنى كثيرا
جلساتنا معا خوفنا من الامتحان لحظات السمر كل التفاصيل الصغيرة لاتزال عالقه بذهنى
كم أسعدنى ان يقوم أبى معنا برحلة الى الرياض للتسوق
ما أروع تلك اللحظات فأنا من عشااااااااااااااااق الرياض
تسحرنى بجوها واعشق التسوق فيها
كنت اظل طول الليل مستيقظه حتى يحين موعد السفر لنركب النقل الجماعى ونتجه الى بلد الجمال
فقلد كان والدى ممن لايهون السفر بالسيارة لمسافات طويله
كم كان السفر يرهقنى ولكنى اتحمل من اجل يومين فى رياضى الحبيبه
مرت الايام سريعة وانهيت دراستى الثانويه بتفوق ولله الحمد
وجاءت لحظة الوداع لابد ان ارحل الى بلدى لاكمال دراستى الجامعية
تألمت على فراق صديقاتى ودعتهن وتواعدنا على اللقاء والاتصال
لازلت أذكر كل العائلات التى كنت اتودد اليهن
العتيبى الناصر التميمى الهدلق الدريبى وغيرهن وغيرهن ........
نزلت مصر بدون اهلى كان أخى بالثانويه العامة ولابد ان يكملوا سنة بدونى لاتمام تعليم أخى
جلست عند احدى قريباتى ودخلت الجامعة ظننت اننى يمكن أن أنسى وأعيش مع ناس جدد
لكن ظل بداخلى حنين لصديقات الدراسةالثانويه لم تفلح الايام فى أن تطوى تلك الذكريات من قلبى
تناسيت وتأقلمت مع وضعى الجديد أحسست ببعض الغربة
لم أتعود البعد عن اهلى تحاملت وتحاملت ومضت الايام بطيئةومريرة
اقترب موعد امتحاناتى دخلتها وانا كلى شوق لأهلى خلاص هانت كلها أسبوع ويأتون لزيارتى فى الاجازة
انتظرت تحديد موعد اللقاء
اتصل أبى يخبرنى أنهم قاموا بحجز تذاكر السفر
معقول يوم الثلاثاء القادم سأكون بينهم ياااااااااااااه اخيرا
أنتظرت اتصالهم وعودتهم أياما وأياما أتصل ولامجيب
أصبت برعب عليهم ماذا حدث لماذا لايتصلون بى
ماذا أصابهم؟
وأنا حائرة بين ألف سؤال وسؤال جاءنى اتصال من احدى صديقات أمى فى العمل تخبرنى بكلمات حزينه
بابا تعبان شويه وتم تأجيل السفر
لم أصدق فقد علمت أن مكروها قد أصابهم
بعد أيام من البكاء المرير والحيرة وأنا وحيدة فى عالم يمتلىء حولى بكل اهلى
جاءنى تليفون من امى "بابا عمل حادث سيارة وهوا الان بالمستشفى"
الكلمات وقعت عليا كجبل من نار لم اتمالك نفسى
كيف لى أن اراهم
لم تمض سوى ايام قليله وكان الكل فى مساعدة أمى
تم استخراج تأشيرة سفر لى وحجزت على الخطوط السعوديه وسافرت
كان من المفروض أن يقابلنى عمى بمطار الرياض لتوصيلى الى أهلى بالدوادمى
نزلت وعيونى لاترى من بين الدموع أين أنا ها أنا فى رياضى الحبيبة
لكن هذه المرة بأحزان العالم كله
كنت أول مرة أنزل للرياض وأنا اعتصر ألما وحزنا
لم أجد من ينتظرنى ووقفت حائرة لااعرف ماذا أفعل
]
ارتعدت وأنا ارى أحد الظباط السعوديين يقترب منى ويقول لى وين محرمك
لم أنطق ولكنى أذكر أننى ظللت أبكى وأبكى وأبكى
قادنى الى مكتب مدير المطار
وقد أيقنت أن الله قد أوقعنى فى خير البشر
فتح لى مدير المطار جواله وطلب منى أن أتصل بأهلى فى مصر ليطمئنوا على
فقد سردت له ملخص لسبب قدومى للمملكة
طمأننى وأحضروا لى قهوة وتمر وكنت وكأنى من كبار الزوار
لم أشعر بما دار وجدتهم يتشاورون وكل ما فهمته أنهم سيقومون بالنداء عبر الميكرفون الداخلى عن اسم عمى هل هوا موجود أم لا
واذا لم يجدوه سيقومون بتوصيلى بسيارة خاصة ومعى مرافق الى أهلى بالدوادمى
ماهى الادقائق وكان عمى أمامى يقدم جواز سفره ويستلمنى
ركبت السيارة ولم افتح فمى بكلمة واحدة كنت أفكر هل سأذهب من المطار الى المستشفى مباشرة أم أن والدى سيفاجئنى وأجده ينتظرنى بالمنزل
لاأعرف من اين أتيت بكل هذه الامال والتفاؤل
وصلنا بعد 5 ساعات ونصف للمنزل
استقبلتنى أمى وأخوتى بالأحضان
سألت عنه وياليتنى لم أسال
نزلت عليا الكلمات كصاعقة من السماء
مات أبى منذ أسبوع وكانوا يخفون على
لم اتمكن من رؤيته لم المس يداه لمسة أخيرة
لم أنظر الى عينيه ربما أعوض أيام الحرمان التى تنتظرنى
ياااااااااااا الله كم هو صعب فرقك يا أبى
ومنذ ذلك اليوم الذى رحلت فيه والشمس ظلت بلا شروق
تذكرت والدى اليوم لآن وفاته كانت فى مثل هذه الايام
مرت سنوات لم استطع أن أنسى مرارة فراقه
قد لايجد موضوعى استحسان بعضكم
لكنها كلمات خرجت من قلبى
واعتذر لو كنت قد ازعجتكم
لكن لى رجاء
ادعوا لأبى بالرحمة والمغفرة[/CENTER]
الروابط المفضلة