أكتب اليك
يادرة صانها الاسلام وزينتها التقوى والايمان
أكتب اليك
يا فتاة اليوم وأم الغد
أكتب اليك
وأعلم أن فيك الخير الكثير والحنان الكبير
أخيتي :
نعلم أننا لا نستطيع تعويض أمهاتنا بشئ حتى لو فعلنا المستحيل
فهن لنا البسمة والضحكة والفرحة
وهن لنا اللمسة الحانية
وهن لنا الحنان والعطف والحب والعطاء
فلو كتبنا بحقهن قصائد لن ولم نوفيهن حقهن
ولكن تعالي معي وأنظري ماذا فعلت وماذا فعلنا !!!!!!!!!
فعندما كان عمرك سنة الى عشر سنين
تعبت هي في التغذية والسهر والغسيل والتعليم فلم تكن تنام براحة تامة فكنت انت تنامين وهي مستيقظة لراحتك
فكانت تبكي لو كان بك تعب او الم فلم تتألم الا هي ولم تتعب الا هي
ولكن كيف شكرتيها أنت في هذا السن
بالبكاء والصراخ طوال الليل وتوسيخ ملابسك وعدم الاهتمام بتعبها ثم عندما كبرتي وأدخلتي المدرسة
شكرتيها بعدم المذاكرة وكتابة الواجبات
وعندما كان عمرك من 11 الى 15 سنة
أخذتك الى التنزهه وحذرتك من صحبة السوء ومشاهدت البرامج السيئة
وأشترت لك أجمل الملابس ونصحتك بلبس ماتراه مناسبا لك
وجاءت من مشوار ها وكلها شوق وحنين اليك وأرادت تقبيلك وضمك لحضنها
فماذا فعلتي وكيف شكرتيها
عدم سماع كلامها في أختيار الاصدقاء المناسبين ومحادثتها بأسلوب غير لائق وبصوت مرتفع
والقول لها أن هذا ذوقي وهذه الموضة وأنا من سيلبس وليس أنت
ثم أغلقتي الباب على نفسك والبخل عليها حتى بقبول قبلاتها فتركتي شوقها لك في قلبها وتركتيها لوحدها
تتألم و تتوجع من صدودك نحوها دون أن تبالي
وعندما كان عمرك 16 الى 20 سنة
بكت فرحا وبكت فخرا وبكت ألما في حفل تخرجك
كانت تريدك من المتفوقات وكانت تريد تتعرف يصديقاتك فكانت دائمة السؤال عن أخلاقك مع المدرسات
والطالبات وعن مدى تفوقك وأستذكارك للمواد
بماذا شكرتيها
بأن هذا ليس من شأنك فصديقاتي لي وحدي
ثم أحتفلتي بعد حفلتك مع صديقاتك وتركتي شوقها لهذه اللحظة في قلبها دون أن تمسحي
دموعها ودون أن تقبلي رأسها ويديها
فأعطيتي باقة الورد لصديقتك ولم تعطيها حتى وردة
وعندما خطبتي ..............
كانت فرحة وسعيدة الا أن فرحها وسعادتها ممزوجة بخوف كبير عليك فلم تكن
تريد مقابلات وخروج كثير مع خطيبك فكانت لحظات قاسية تمر عليها فكلها خوف عليك
فكان الخوف من ذلك الرجل عليك كانت لاتنام الليل براحة وطمأنينة
كانت سعيدة وحزينة تبكي وتضحك من نار فراقك
ولكن بماذا شكرتيها
بالصراخ في وجهها والقول لها هذا ليس من شأتك فهذا زوجي وهذه حياتي
أديرها كيف أشاء فلا تتدخلي
ثم شكرتيها بالسكن بعيدة عنها وعدم الاتصال بها والسؤال عنها وعن أحوالها
أنجبتي أبنااااء وبنات
نصحتك في طريقة التربية و عاتبك لعدم زيارتها وعدم تحديد يوم لها
فبماذا شكرتيها
بكلمة التربية والاولاد أختلفوا
فزوجي ليس لديه وقت فهو مشغول ولا يستطيع الحضور بي كل أسبوع في نفس اليوم
وأنا مشغولة في البيت والعمل ومع الاولاد
وبعد ذلك مرضت وأتصلت بك لتريدك جانبها فهي تحتاج الى رعايتك فأنت ابنتها
ولكن بماذا رديتي أنت .........................
أخيتي .....
جاء رجلا الى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله قائلا :
من أحق الناس بحسن صحابتي يارسول الله فقال عليه الصلاة والسلام
( أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أمك قال ثم من قال أبوك )
فـأراد عليه الصلاة والسلام أن يذكر الرجل بما فعلته أمه ففي المرة الاولى
الحمل تسعة أشهر فكنت تنمو وتتحركين وكانت الالام تكابدها وتؤرقها في نومها الا أنها كانت سعيدة بذلك
وفي المرة الثانية
تذكير بلحظات الالم في الطلق والولادة فهي لحظات حرجة وقاسية فهي تخاطر بنفسها من أجلك وتعلم أنها
ستلاقي أشد الألم والتعب والمرض
وفي المرة الثالثة بعد أن حملتك وأخرجتك لم تتركك لمواجهة الحياة لوحدك بل تكفلت باطعامك واسقائك
فمن الحنان والرحمة التى أودعها الله سبحانه وتعالى في قلبها اللبن يسري بين أضلعها ويتحرك في صدرها
لترضعك فترضعك مع لبنها حبها وحنانها وتصبحين كل شئ في حياتها
اللهم اجعلنا ممن يقومون بحقوق أبائهم وأ مهاتهم على أكمل وجه
وأرزقنا ياالهي برهم في حياتهم وبعد مماتهم حنى نكون في زمرة السعداء
الذين رضيت عليهم وأدخلتهم في رحمتك وكتبت لهم الخلود في جنتك
يا أكرم الاكرمين
الروابط المفضلة