۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
سورة الأنعام
محور مواضيع السورة :
تدور السورة الكريمة حول العقيدة وأصول الإيمان
تبدأ السورة الكريمة بقوله تعالى :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّور ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)
الانعام :1
وحين نسمع كلمة الحمد فعلينا أن نفهم أنها كلمة المدح والثناء والشكرلله رب العالمين
فالحمد لله حينما استقبل الإنسان هذا الوجود ووجد كل مقومات الحياة
التي لا يمكن أن تخضع لقوة بشر ولا لإدعاء بشر
لذا فإن الحمد أمر واجب الوجود وإن اختلف الناس حول من يوجه له الحمد
وسور القرءان التي بدأها الله عز وجل بالحمد خمس سور هي :
الفاتحة ,الأنعام ,الكهف ,سبأ ,فاطر
وترتكز هذه السور جميعاً حول شيئين أثنين :
التربية المادية للانسان :
بإقامة البنيان الانسان بالقوت و بقاء النوع بالتزاوج
التربية الروحية للانسان:
والتربية الروحية للانسان ذات قيمة فيمدهم الله بمنهج السماء
و يخبرنا الله سبحانه فى هذه الاية الافتتاحية
عن حمده والثناء عليه بصفات الكمال ونعوت العظمة والجلال عموما
فحمد نفسه على خلقه السماوات والأرض,الدالة على كمال قدرته وسعة علمه ورحمته
وعموم حكمته وانفراده بالخلق والتدبير وعلى جعله الظلمات والنور
وذلك شامل للحسي من ذلك كالليل والنهار والشمس والقمر
والمعنوي كظلمات الجهل والشك والشرك والمعصية والغفلة ونور العلم والإيمان واليقين والطاعة
وهذا كله يدل دلالة قاطعة أنه تعالى هو المستحق للعبادة وإخلاص الدين له دون سواه
ووضوح البرهان فى قوله :
" ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ "
يعدلون أى :يسوونهم به في العبادة والتعظيم مع أنهم لم يساووا الله في شيء من الكمال
وهم فقراء عاجزون ناقصون من كل وجه.
وتتكرّر مسألة توحيد الله تعالى وعدم الشرك به 49 مرة في السورة
وهذا هو سبب نزولها بهذه الهيبة ولماذا كان يحفها سبعون ألف ملك
كما ويمكننا أن نستشعر الحكمة من نزولها ليلاً
فإن جو الليل يناسب هذه الروحانيات
في وقت تضاربت فيه الافكار والعبادات سواء أكانت هذه الأفكار عبادة للأصنام أو لقوى الطبيعة
كما في عصر النبي صلى الله عليه وسلم
أو إلحاداً وإنكاراً لوجود الله كما في عصرنا الحديث تأتي سورة الأنعام
لترد على كل هؤلاء من خلال الحديث عن قدرة الله وعظمته في الكون
ولهذا فإن السورة تخاطبك أيها المؤمن أولاً
لتزيد من إيمانك بالله وحبك له وإخلاصك في عبادته
وإلى جانب ذلك فهي تعطيك مادة للرد على الماديين ومنكري وجود الله
من خلال الحديث عن قدرة الله في الكون
ثم نقض زعم الملحدين بأنّ الطبيعة هي التي خلقت الكون أو أن الكون خلق صدفة
فالإتقان والإبداع في الكون هما أكبر دليلين على عظمة الخالق جل وعلا وتوحيده
وتخاطب هذه السورة ايضا فريقاً ثالثاً وهم الناس الذين يؤمنون بالله
لكنهم لا يريدون أن يطبّقوا هذا الإيمان في سلوكهم
فتوضح لهم أنّ الإيمان لا يتجزأ وأنه يجب أن يطبّق على الاعتقاد القلبي وعلى السلوك معاً
وهنا نفهم أهمية نزولها دفعة واحدة وذلك للتأكيد على أن التوحيد متكامل جملة واحدة في الاعتقاد والتطبيق
ولأن التوحيد يشمل الاعتقاد والتطبيق فقد جاء ختام السورة
بعدما أكد الله تعالى من خلال آيات السورة ملكه للأرض وإبداعه لها
وتصرفه فيها أعطانا الأرض واستخلفنا عليها:
قال تعالى :
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
(لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )
(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ
لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)
الانعام :165:162
يتبع
۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
الروابط المفضلة