
سورة الأنعام ۞ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ۞ السؤال السادس
تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
-
سورة الأنعام ۞ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ۞ السؤال السادس
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد -
الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا
والحمد لله الذى أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا
والحمد لله الذى جعل كتابه موعظة وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة ونورا للمؤمنين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن أهتدى بهديه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا
لقد صح فى فضل القرآن من الحديث ما يكفينا عن الضعيف والواهى ولله الحمد
وبعض الناس يظن أنه لابد لكل سورة فضل خاص بها وهذا ليس صحيحا
فقد جعل الله تبارك وتعالى لكتابه فضلا عاما عظيما يشمل جميع السور والآيات لقوله تعالى :
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)
الزمر:23
وقال جل وعلا:
(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا )
الإسراء :82
-
سورة الأنعام
أعُوذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
تدور السورة الكريمة حول العقيدة وأصول الإيمان
تبدأ سورة الأنعام بقوله تعالى :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّور ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)
الانعام :1
وحين نسمع كلمة الحمد فعلينا أن نفهم أنها كلمة المدح والثناء والشكرلله رب العالمين
فالحمد لله حينما استقبل الإنسان هذا الوجود ووجد كل مقومات الحياة
التي لا يمكن أن تخضع لقوة بشر ولا لإدعاء بشر
لذا فإن الحمد أمر واجب الوجود وإن اختلف الناس حول من يوجه له الحمد
وسور القرءان التي بدأها الله عز وجل بالحمد خمس سور هي :
الفاتحة ,الأنعام ,الكهف ,سبأ ,فاطر
وتتركز كلها جميعاً حول شيئين :
تربية مادية :
بإقامة البنيان بالقوت أو بقاء النوع بالتزاوج أو بتربيتهم
تربية روحية:
ذات قيمة فيمدهم بمنهج السماء
فيقول الله سبحانه
" الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
فكلمة رب تعني أن الله تولى تربية الخلق إلى غاية ومهمة معينة والتربية تحتاج إلى مقومات ماديه ومقومات معنوية وروحيه ومنهجية
لذلك يأتي بها الحق شامله للكون كله كما في فاتحة الكتاب
" الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "
وتتكرّر مسألة توحيد الله تعالى وعدم الشرك به 49 مرة في السورة
ولهذا نعلم سبب نزولها بهذه الهيبة ولماذا كان يحفها سبعون ألف ملك كما ويمكننا أن نستشعر الحكمة من نزولها ليلاً
فإنَّ جوَّ الليل يناسب هذه الروحانيات
في وقت تضاربت فيه الافكار والعبادات سواء أكانت هذه الأفكار عبادة للأصنام أو لقوى الطبيعة كما في عصر النبي صلى الله عليه وسلم
أو إلحاداً وإنكاراً لوجود الله كما في عصرنا الحديث تأتي سورة الأنعام لترد على كل هؤلاء من خلال الحديث عن قدرة الله وعظمته في الكون
ولهذا فإن السورة تخاطبك أيها المؤمن أولاً لتزيد من إيمانك بالله وحبك له وإخلاصك في عبادته
وإلى جانب ذلك فهي تعطيك مادة للرد على الماديين ومنكري وجود الله من خلال الحديث عن قدرة الله في الكون
ثم نقض زعم الملحدين بأنّ الطبيعة هي التي خلقت الكون أو أن الكون خلق صدفة
فالإتقان والإبداع في الكون هما أكبر دليلين على عظمة الخالق جل وعلا وتوحيده
وتخاطب هذه السورة ايضا فريقاً ثالثاً وهم الناس الذين يؤمنون بالله لكنهم لا يريدون أن يطبّقوا هذا الإيمان في سلوكهم
فتوضح لهم أنّ الإيمان لا يتجزأ، وأنه يجب أن يطبّق على الاعتقاد القلبي وعلى السلوك معاً
وهنا نفهم أهمية نزولها دفعة واحدة، وذلك للتأكيد على أن التوحيد متكامل جملة واحدة في الاعتقاد والتطبيق
ولأن التوحيد يشمل الاعتقاد والتطبيق فقد جاء ختام السورة
بعدما أكد الله تعالى من خلال آيات السورة ملكه للأرض وإبداعه لها وتصرفه فيها أعطانا الأرض واستخلفنا عليها:
قال تعالى :
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )
(لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )
(قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ)
الانعام :165:162
تعليق
-
بين يدى السورة
سبب التسمية :
وسبب تسمية السورة بالأنعام إن الأنعام هي المواشي التي يقوم الناس برعيها ويأكلون لحمها
ولكن ما العلاقة بين الأنعام وبين سورة تتحدث عن توحيد الله تعالى
إن العلاقة بينهما وثيقة جداً فإن السورة تناولت موضوع توحيد الله تعالى
وهي تحذر الناس من الاعتقاد بأنّ التوحيد يكون بأنْ يقول المرء في نفسه أنا أوحّد الله وواقع حياته لا يشهد بذلك
بل ينبغي أن يوحّد الله اعتقاداً وتطبيقاً
فكثير من الناس يوحّدون الله اعتقاداً فهو يجزم بهذا الأمر ولا مجال للنقاش أو الشك في توحيده لله عزّ وجلْ ولكن إذا تأملنا واقع حياته
وهل يطبق شرع الله تعالى في كل تصرفاته فإننا سنجد أنّ الأمر مختلف
إنّ توحيد الله تعالى لا يكون في الاعتقاد فحسبْ بل لا بد من توحيده في كل تصرفاتنا وحياتنا اليومية
كما سُميت بـ " سورة الأنعام " لورود ذكر الأنعام فيها
ولأن اكثر أحكامها الموضحة لجهالات المشركين تقربا بها إلى أصنامهم مذكورة فيها
ومن خصائصها ما روى عن ابن عباس أنه قال :
" نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة واحدة حولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح"
التعريف بالسورة :
سورة مكية
ماعدا الآيات " 20،23،91،93،114،141،151،152،153 " فمدنية
من السور الطول
عدد آياتها 165 آية
هي السورة السادسة في ترتيب المصحف
نزلت بعد سورة " الحجر"
تبدأ السورة بأحد أساليب الثناء وهو " الحمد لله "
محور مواضيع السورة :
سورة الأنعام إحدى السور المكية الطويلة التي يدور محورها حول " العقيدة وأصول الإيمان "
وهي تختلف في أهدافها ومقاصدها عن السور المدنية التي سبق الحديث عنها كالبقرة وال عمران والنساء والمائدة
فهي لم تعرض لشئ من الأحكام التنظيمية لجماعة المسلمين كالصوم والحج والعقوبات وأحكام الأسرة
ولم تذكر أمور القتال ومحاربة الخارجين على دعوة الاسلام كما لم تتحدث عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى
ولا على المنافقين وإنما تناولت القضايا الكبرى الاساسية لأصول العقيدة والإيمان وهذه القضايا يمكن تلخيصها فيما يلى :
قضية الألوهية
قضية الوحي والرسالة
قضية البعث والجزاء
سبب نزول السورة :
قال ابن عباس يريد حمزة بن عبد المطلب وأبا جهل وذلك أن أبا جهل رمى رسول الله بفرث وحمزة لم يؤمن بعد
فأُخبِر حمزة بما فعل أبو جهل وهو راجع من قنصه وبيده قوس فأقبل غضبان حتى علا أبا جهل بالقوس وهو يتضرع إليه ويقول :
يا أبا يعلي أما ترى ما جاء به سفه عقولنا وسب آلهتنا وخالف اباءنا قال حمزة :
ومن أسفه منكم تعبدون الحجارة من دون الله أشهد أن لا اله الا الله لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله فأنزل الله تعالى هذه الآية
عن عكرمة في قوله:
" قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاء عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ "
الانعام : 140
قال نزلت فيمن كان يئد البنات من مضر وربيعة كان الرجل يشترط على امرأته أنك تئدين جارية وتستحيين أخرى
فاذا كانت الجارية التي توأد غدا من عند أهله أو راح وقال أنت علي كأمي إن رجعت اليك
لم تئديها فترسل إلى نسوتها فيحفرن لها حفرة فيتداولنها بينهن فإذا بصرن به مقبلا دسسنها في حفرتها وسوين عليها التراب
فضل السورة :
عن ابن عباس قال: أنزلت سورة الأنعام بمكة معها موكب من الملائكة يشيعونها قد طبقوا ما بين السماء والارض
لهم زجل بالتسبيح حتى كادت الارض أن ترتج من زجلهم بالتسبيح ارتجاجا
فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم زجلهم بالتسبيح رعب من ذلك فخَرَّ ساجدا حتى أنزلت عليه بمكة
و عن أسماء بنت زيد قالت نزلت سورة الأنعام على النبي أن كادت من ثقلها لتكسر عظام الناقة
الفائدة من السورة :
هى توحيد الله تعالى في الإعتقاد والتطبيق
وفيها من الآيات الدالة الكثيرة على قدرة الله تعالى
وفيها من الآيات الدالة عملية في المواجهة مع أهل الكتاب
وفيها من الآيات الدالة مشاهد حية من يوم القيامة
وفيها من الآيات الدالة على شمول العلم والقدرة
رحلة سيدنا إبراهيم مع الإيمان وتحذير قومه من الشرك
تعليق
-
أجيبى عن جميع الأسئلة التالية
س1
اذكري من الآيات من يدل على المعانى التالية:
أ
نسيان المشركين لكل مايعبدون من دون الله حين نزول البلاء و اللجوء لدعاء الله عزو جل الإله الحق
ب
النهي عن سب آلهة المشركين
ج
الأمر بإخلاص العبادة لله في كل شىء و عدم الإشراك به
----------------
س2
قال تعالى :
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ... الآية )
ماهى مفاتح الغيب التى لا يعلمها الا الله؟
----------------
س3
ما معني وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌۭ وِزْرَ أُخْرَىٰ؟
مع تمنياتى للجميع بالتوفيق والسداد
وإلى اللقاء مع سورة الأعراف والسؤال السابع
تعليق
-
بارك الله بك وجعلة بميزان حسناتك أخيتي
* بنت النيل *
لي عودة ان شاءالله ..تعليق
-
س1
اذكري من الآيات من يدل على المعانى التالية:
أ
نسيان المشركين لكل مايعبدون من دون الله حين نزول البلاء و اللجوء لدعاء الله عزو جل الإله الحق
قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ* بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ
ب
النهي عن سب آلهة المشركين
وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
ج
الأمر بإخلاص العبادة لله في كل شىء و عدم الإشراك به
قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
----------------
س2
قال تعالى :
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ... الآية )
ماهى مفاتح الغيب التى لا يعلمها الا الله؟
يقول تبارك وتعالى:وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ
[الأنعام:59].
قوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب) مفاتح: جمع مفتح -بكسر الميم-، وهو المفتاحوقوله تعالى: (لا يعلمها إلا هو) هذا تأكيد لمضمون ما قبله، يعني أن الله سبحانه وتعالى عنده مفاتح الغيب، وهو مختص بعلمها، كما أن فيه إيذاناً بأن المراد الاختصاص من حيث العلم، والمعنى أن ما تستعجلونه من العذاب ليس مقدوراً لي حتى ألتزم لكم بتعجيله، ولا معلوماً لدي لأخبركم بوقت نزوله، بل هو مما يختص به تعالى قدرةً وعلماً فينزله حسبما تقتضيه مشيئته المبنية على الحكم والمصالح.
أما قوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو) فقد قال ابن مسعود : أوتي نبيكم كل شيء إلا مفاتيح الغيب.
وقال ابن عباس : إنها الأقدار والأرزاق.
وقال الضحاك : خزائن الأرض وعلم نزول العذاب.
وقال عطاء : هو ما غاب عنكم من الثواب والعقاب.
وقيل: هو انقضاء الأجل وعلم أحوال العباد من السعادة والشقاوة وخواتيم أعمارهم.
واللفظ أوسع من ذلك فإن مفاتح الغيب لفظ أوسع يشمل كل ما غاب عنا مما استأثر الله تعالى بعلمه، وقد روى ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله تعالى، لا يعلم أحد ما يكون في غد إلا الله، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام إلا الله، ولا تعلم نفس ماذا تكسب غداً، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يدري أحد متى يجيء المطر)، وهذا أخرجه البخاري .
والروايات في هذا المعنى كثيرة، وقوله: (ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام)، يعني: بعلم بغير آلة.
فلا يشكل على هذا بعض الأساليب الحديثة الآن التي تقوم بتصوير حركة الجنين أو نوعه وهو في بطن أمه؛ لأن هذا لا يتنافى مع أن الله سبحانه وتعالى يستأثر بعلمه؛ لأنه من الممكن بآلة أن نطلع على هذا، وبالتالي لا يصبح غيباً، بل يصبح شهادة، فلو أتينا بمشرط وفتحنا الرحم واطلعنا على الجنين فلا نكون بهذا قد اطلعنا على الغيب، وإنما صار شهادة.----------------
س3
ما معني وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌۭ وِزْرَ أُخْرَىٰ؟
تفسير القرطبي:
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} أي لا تحمل حاملة ثقل أخرى , أي لا تؤخذ نفس بذنب غيرها , بل كل نفس مأخوذة بجرمها ومعاقبة بإثمها . وأصل الوزر الثقل ; ومنه قوله تعالى : " وَوَضَعْنَا عَنْك وِزْرك " [ الشرح : 2 ] . وهو هنا الذنب ; كما قال تعالى : " وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارهمْ عَلَى ظُهُورهمْ " [ الأنعام : 31 ] . وقد تقدم . قال الأخفش : يقال وزر يوزر , ووزر يزر , ووزر يوزر وزرا . ويجوز إزرا , كما يقال : إسادة . والآية نزلت في الوليد بن المغيرة , كان يقول : اتبعوا سبيلي أحمل أوزاركم ; ذكره ابن عباس . وقيل : إنها نزلت ردا على العرب في الجاهلية من مؤاخذة الرجل بأبيه وبابنه وبجريرة حليفه .تعليق
-
س1
اذكري من الآيات من يدل على المعانى التالية:
أ
نسيان المشركين لكل مايعبدون من دون الله حين نزول البلاء و اللجوء لدعاء الله عزو جل الإله الحق
(قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ
ب
النهي عن سب آلهة المشركين
{ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُم ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
ج
الأمر بإخلاص العبادة لله في كل شىء و عدم الإشراك به
قوله تعالى (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
(161) قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
----------------
س2
قال تعالى :
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ... الآية )
وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍفِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿٥٩﴾
ماهى مفاتح الغيب التى لا يعلمها الا الله؟
( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) المفاتح جمع مفتح - بفتح الميم - وهو المخزن ، وبكسرها وهو المفتاح الذي تفتح به الأقفال ، وقرئ في الشواذ " مفاتيح الغيب " ويؤيد هذه القراءة حديث ابن عمر الآتي في تفسير الآية ، ويجوز استعمال اللفظ في معنييه ، أي أن خزائن الغيب - وهو ما غاب علمه عن الخلق - هي عند الله تعالى وفي تصرفه وحده ، وأن المفاتيح - أي الوسائل التي يتوصل بها إلى علم الغيب - هي عنده أيضا لا يعلمها علما ذاتيا إلا هو ، فهو الذي يحيط بها علما وسواه جاهل بذاته لا يمكن أن يحيط علما بها ولا أن يعلم شيئا منها إلا بإعلامه عز وجل ، وإذا كان الأمر كذلك فالواجب أن يفوض إليه إنجاز وعده لرسوله بالنصر ، ووعيده لأعدائه بالعذاب والقهر ، مع القطع بأنه لا يخلف وعده رسله ، وإنما يؤخر إنجازه إلى الأجل الذي اقتضته حكمته ، وقد تقدم في تفسير هذه السورة بيان حقيقة الغيب واستئثار الله تعالى بعلمه ، وما يعلمه بعض خلقه من الحقيقي أو الإضافي منه ، وسنزيد ذلك بيانا ( ويعلم ما في البر والبحر ) قال الراغب : أصل البحر كل مكان واسع جامع للماء الكثير . وقيل : إن أصله الماء الملح ، وأطلق على الأنهار بالتوسع أو التغليب . والبر ما يقابله من الأرض ، وهو ما يسميه علماء خرت الأرض باليابسة . وعلمه تعالى بما في البر والبحر من علم الشهادة المقابل لعلم الغيب . على أن أكثر ما في خفايا البر والبحر غائب عن علم أكثر الخلق ، وإن كان في نفسه موجودا يمكن أن يعلمه الباحث منهم عنه ، وقدم ذكر البر على البحر على طريقة الترقي من الأدنى إلى ما هو أعظم منه ، فإن قسم البحر من الأرض أعظم من قسم البر ، وخفاياه أكثر وأعظم ( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ) أي وما تسقط ورقة ما من نجم أو شجر ما إلا يعلمها ؛ لإحاطة علمه بالجزئيات كلها ( ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) أي وما تسقط من حبة بفعل فاعل مختار في ظلمات الأرض كالحب الذي يلقيه الزراع في بطون الأرض يسترونه بالتراب فيحتجب عن نور النهار ، والذي تذهب به النمل وغيرها من الحشرات في قراها وجحورها ، أو بغير فعل فاعل كالذي يسقط من النبات في شقوقها وأخاديدها ، وما يسقط من رطب ولا يابس من الثمار ونحوها - إلا كائن في كتاب مبين - وهو علم الله تعالى الذي يشبه المكتوب في الصحف بثباته وعدم تغيره - أو كتابه الذي كتب فيه مقادير الخلق كما ورد في الحديث الصحيح وسيأتي ذكره ، وهو بمعنى قوله فيما قبله : ( إلا يعلمها ) ولذلك قيل : إنه تكرير له بالمعنى ، وقيل : بدل كل أو بدل اشتمال منه .
ما معني وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌۭ وِزْرَ أُخْرَىٰ؟
,لا تزر وازرة وزر أخرى كأن موقع هذه الآية أنه لما ذكر قبلها أن في المخاطبين كافرا وشاكرا وهم في بلد واحد بينهم وشائج القرابة والولاء ، فربما تحرج المؤمنون من أن يمسهم إثم من جراء كفر أقربائهم وأوليائهم ، أو أنهم خشوا أن يصيب الله الكافرين بعذاب في الدنيا فيلحق منه القاطنين معهم بمكة فأنبأهم الله بأن كفر أولئك لا ينقص إيمان هؤلاء وأراد اطمئنانهم على أنفسهم .
وأصل الوزر ، بكسر الواو : الثقل ، وأطلق على الإثم لأنه يلحق صاحبه تعب كتعب حامل الثقل . ويقال : وزر بمعنى حمل الوزر ، بمعنى كسب الإثم .
وتأنيث " وازرة " و " أخرى " باعتبار إرادة معنى النفس في قوله واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا .
والمعنى : لا تحمل نفس وزر نفس أخرى ، أي : لا تغني نفس عن نفس شيئا من إثمها فلا تطمع نفس بإعانة ذويها وأقربائها ، وكذلك لا تخشى نفس صالحة أن تؤاخذ بتبعة نفس أخرى من ذويها أو قرابتها . وفي هذا تعريض بالمتاركة وقطع اللجاج مع المشركين وأن قصارى المؤمنين أن يرشدوا الضلال لا أن يلجئوهم إلى الإيمان ، كما تقدم في آخر سورة الأنعام .
التعديل الأخير تم بواسطة shrwet; 09-01-2013, 05:32 PM.تعليق
-
س1
اذكري من الآيات من يدل على المعانى التالية:
أ
نسيان المشركين لكل مايعبدون من دون الله حين نزول البلاء و اللجوء لدعاء الله عزو جل الإله الحق (قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ
ب
النهي عن سب آلهة المشركين
{ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُم ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
ج
الأمر بإخلاص العبادة لله في كل شىء و عدم الإشراك به
قوله تعالى (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
(161) قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
(163)
----------------
س2
قال تعالى :
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ... الآية )وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍفِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴿٥٩﴾
ماهى مفاتح الغيب التى لا يعلمها الا الله؟
( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) المفاتح جمع مفتح - بفتح الميم - وهو المخزن ، وبكسرها وهو المفتاح الذي تفتح به الأقفال ، وقرئ في الشواذ " مفاتيح الغيب " ويؤيد هذه القراءة حديث ابن عمر الآتي في تفسير الآية ، ويجوز استعمال اللفظ في معنييه ، أي أن خزائن الغيب - وهو ما غاب علمه عن الخلق - هي عند الله تعالى وفي تصرفه وحده ، وأن المفاتيح - أي الوسائل التي يتوصل بها إلى علم الغيب - هي عنده أيضا لا يعلمها علما ذاتيا إلا هو ، فهو الذي يحيط بها علما وسواه جاهل بذاته لا يمكن أن يحيط علما بها ولا أن يعلم شيئا منها إلا بإعلامه عز وجل ، وإذا كان الأمر كذلك فالواجب أن يفوض إليه إنجاز وعده لرسوله بالنصر ، ووعيده لأعدائه بالعذاب والقهر ، مع القطع بأنه لا يخلف وعده رسله ، وإنما يؤخر إنجازه إلى الأجل الذي اقتضته حكمته ، وقد تقدم في تفسير هذه السورة بيان حقيقة الغيب واستئثار الله تعالى بعلمه ، وما يعلمه بعض خلقه من الحقيقي أو الإضافي منه ، وسنزيد ذلك بيانا ( ويعلم ما في البر والبحر ) قال الراغب : أصل البحر كل مكان واسع جامع للماء الكثير . وقيل : إن أصله الماء الملح ، وأطلق على الأنهار بالتوسع أو التغليب . والبر ما يقابله من الأرض ، وهو ما يسميه علماء خرت الأرض باليابسة . وعلمه تعالى بما في البر والبحر من علم الشهادة المقابل لعلم الغيب . على أن أكثر ما في خفايا البر والبحر غائب عن علم أكثر الخلق ، وإن كان في نفسه موجودا يمكن أن يعلمه الباحث منهم عنه ، وقدم ذكر البر على البحر على طريقة الترقي من الأدنى إلى ما هو أعظم منه ، فإن قسم البحر من الأرض أعظم من قسم البر ، وخفاياه أكثر وأعظم ( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ) أي وما تسقط ورقة ما من نجم أو شجر ما إلا يعلمها ؛ لإحاطة علمه بالجزئيات كلها ( ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) أي وما تسقط من حبة بفعل فاعل مختار في ظلمات الأرض كالحب الذي يلقيه الزراع في بطون الأرض يسترونه بالتراب فيحتجب عن نور النهار ، والذي تذهب به النمل وغيرها من الحشرات في قراها وجحورها ، أو بغير فعل فاعل كالذي يسقط من النبات في شقوقها وأخاديدها ، وما يسقط [ ص: 382 ] من رطب ولا يابس من الثمار ونحوها - إلا كائن في كتاب مبين - وهو علم الله تعالى الذي يشبه المكتوب في الصحف بثباته وعدم تغيره - أو كتابه الذي كتب فيه مقادير الخلق كما ورد في الحديث الصحيح وسيأتي ذكره ، وهو بمعنى قوله فيما قبله : ( إلا يعلمها ) ولذلك قيل : إنه تكرير له بالمعنى ، وقيل : بدل كل أو بدل اشتمال منه .
ما معني وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌۭ وِزْرَ أُخْرَىٰ؟
,لا تزر وازرة وزر أخرى كأن موقع هذه الآية أنه لما ذكر قبلها أن في المخاطبين كافرا وشاكرا وهم في بلد واحد بينهم وشائج القرابة والولاء ، فربما تحرج المؤمنون من أن يمسهم إثم من جراء كفر أقربائهم وأوليائهم ، أو أنهم خشوا أن يصيب الله الكافرين بعذاب في [ ص: 341 ] الدنيا فيلحق منه القاطنين معهم بمكة فأنبأهم الله بأن كفر أولئك لا ينقص إيمان هؤلاء وأراد اطمئنانهم على أنفسهم .
وأصل الوزر ، بكسر الواو : الثقل ، وأطلق على الإثم لأنه يلحق صاحبه تعب كتعب حامل الثقل . ويقال : وزر بمعنى حمل الوزر ، بمعنى كسب الإثم .
وتأنيث " وازرة " و " أخرى " باعتبار إرادة معنى النفس في قوله واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا .
والمعنى : لا تحمل نفس وزر نفس أخرى ، أي : لا تغني نفس عن نفس شيئا من إثمها فلا تطمع نفس بإعانة ذويها وأقربائها ، وكذلك لا تخشى نفس صالحة أن تؤاخذ بتبعة نفس أخرى من ذويها أو قرابتها . وفي هذا تعريض بالمتاركة وقطع اللجاج مع المشركين وأن قصارى المؤمنين أن يرشدوا الضلال لا أن يلجئوهم إلى الإيمان ، كما تقدم في آخر سورة الأنعام .
تعليق
-
السؤال السادس
( السؤال الاول )
اذكري من الآيات من يدل على المعانى التالية:
نسيان المشركين لكل مايعبدون من دون الله حين نزول البلاء و اللجوء لدعاء الله عزو جل الإله الحق
الجواب
( قوله تعالى (قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (40)
بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) ) الأنعام
النهي عن سب آلهة المشركين
الجواب
قوله تعالى (وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) 108 الانعام
الأمر بإخلاص العبادة لله في كل شىء و عدم الإشراك به
الجواب
قوله تعالى (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
161 قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ162 لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ 163) الانعام
( السؤال الثاني )
قال تعالى : (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ... الآية )
ماهى مفاتح الغيب التى لا يعلمها الا الله؟
الجواب
خمس: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَام، وَمَا تَدْرِي
نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ".
أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد تلا الآية 34 من سورة لقمان، والتي هي خاتمة
السورة. وهذا يعني أنّ خاتمة سورة لقمان هي تفسير لمطلع الآية 59 من سورة الأنعام.
( السؤال الثالث )
ما معني وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌۭ وِزْرَ أُخْرَىٰ؟
الجواب
تفسير ابن كثير:
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} إخبار عن الواقع يوم القيامة في جزاء الله تعالى وحكمه
وعدله أن النفوس إنما تجازى بأعمالها إن خيرا فخير وإن شرا فشر وأنه لا يحمل
من خطيئة أحد على أحد وهذا من عدله تعالى كما قال" وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَة إِلَى حِمْلهَا
لَا يُحْمَل مِنْهُ شَيْء وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى " وقوله تعالى " فَلَا يَخَاف ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا "
قال علماء التفسير : أي فلا يظلم بأن يحمل عليه سيئات غيره ولا تهضم بأن
ينقص من حسناته وقال تعالى " كُلّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة إِلَّا أَصْحَاب الْيَمِين "
معناه كل نفس مرتهنة بعملها السيئ إلا أصحاب اليمين فإنه قد يعود بركة أعمالهم
الصالحة على ذرياتهم وقراباتهم كما قال في سورة الطور "وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ
ذُرِّيَّتهمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتهمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء " أي ألحقنا بهم
ذريتهم في المنزلة الرفيعة في الجنة وإن لم يكونوا قد شاركوهم في الأعمال بل في
أصل الإيمان وما ألتناهم أي أنقصنا أولئك السادة الرفعاء من أعمالهم شيئا حت
ى ساويناهم وهؤلاء الذين هم أنقص منهم منزلة بل رفعهم تعالى إلى منزلة الآباء
ببركة أعمالهم بفضله ومنته ثم قال " كُلّ اِمْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِين " أي من شر
اكرمك الله واثابك
تعليق
-
أجيبى عن جميع الأسئلة التالية
س1
اذكري من الآيات من يدل على المعانى التالية:
أ
نسيان المشركين لكل مايعبدون من دون الله حين نزول البلاء و اللجوء لدعاء الله عزو جل الإله الحق
الآية
قوله تعالى ( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *
بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ) الأنعام ( 40 - 41 )
*******
ب
النهي عن سب آلهة المشركين
الآية
قوله تعالى ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأنعام (108)
*******
ج
الأمر بإخلاص العبادة لله في كل شىء و عدم الإشراك به
الآية
قوله تعالى ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ *
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *
لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) الأنعام ( 161 -162 - 163 )
*******
س2
قال تعالى :
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ... الآية )
ماهى مفاتح الغيب التى لا يعلمها الا الله؟
مفاتح الغيب خمس
لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله
ولا يعلم ما في غد إلا الله
ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله
ولا تدري نفس بأي أرض تموت فلا يعلم ذلك إلا الله
ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله
قال البخاري: حدثنا عبدالعزيز بن عبدالله حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن سالم بن عبدالله عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله
"إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام
وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير"
وفي حديث عمر أن جبريل حين تبدى له في صورة أعرابي فسأل عن الإيمان والإسلام والإحسان
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم فيما قال له "خمس لا يعلمهن إلا الله" ثم قرأ "إن الله عنده علم الساعة" الآية.
*******
س3
ما معني وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌۭ وِزْرَ أُخْرَىٰ؟
المعنى من تفسير ابن كثير
إخبار عن الواقع يوم القيامة في جزاء الله تعالى وحكمه وعدله أن النفوس إنما تجازى بأعمالها إن خيرا فخير وإن شرا فشر
وأنه لايحمل من خطيئة أحد على أحد وهذا من عدله تعالى كما قال "وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى"
وهنا للشيخ السعدي
{ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى } بل كل عليه وزر نفسه، وإن كان أحد قد تسبب في ضلال غيره ووزره،
فإن عليه وزر التسبب من غير أن ينقص من وزر المباشر شيء .
وهنا للقرطبي
" ولا تزر وازرة وزر أخرى " أي لا تحمل حاملة ثقل أخرى ,
أي لا تؤخذ نفس بذنب غيرها , بل كل نفس مأخوذة بجرمها ومعاقبة بإثمها . .
*******
تعليق
-
س1
اذكري من الآيات من يدل على المعانى التالية:
أ
نسيان المشركين لكل مايعبدون من دون الله حين نزول البلاء و اللجوء لدعاء الله عزو جل الإله الحق
( فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ *
فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ) ءاية 43-44
ب
النهي عن سب آلهة المشركين
( وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ
كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) ءاية 180
ج
الأمر بإخلاص العبادة لله في كل شىء و عدم الإشراك به
( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) ءاية 162 - 163
----------------
س2
قال تعالى :
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ... الآية )
ماهى مفاتح الغيب التى لا يعلمها الا الله؟
1 قيام الساعة مفتاح لليوم الآخر.
2. ونزول الغيث مفتاح لحياة الأرض.
3. وعلم ما في الأرحام مفتاح لحياة المخلوقات.
4. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا مفتاح للأرزاق.
5. وما تدري نفس بأي أرض تموت مفتاح للقيامة الصغرى لكل إنسان بحسبه.
----------------
س3
ما معني وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌۭ وِزْرَ أُخْرَىٰ؟
تفسير ابن كثير:
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}
إخبار عن الواقع يوم القيامة في جزاء الله تعالى وحكمه وعدله أن النفوس إنما تجازى بأعمالها
إن خيرا فخير وإن شرا فشر وأنه لا يحمل من خطيئة أحد على أحد وهذا من عدله تعالى
كما قال" وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَة إِلَى حِمْلهَا لَا يُحْمَل مِنْهُ شَيْء وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى "
وقوله تعالى " فَلَا يَخَاف ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا "
قال علماء التفسير : أي فلا يظلم بأن يحمل عليه سيئات غيره ولا تهضم بأن ينقص من حسناته
كل ما زاد الإنسان قربا إلى الله زادت ولاية الله للعبد وكل ما زادت الولاية
زاد عطاء الله لك (توفيق , سداد , حفظ ورعاية , تأييد , يلطف بك )
تعليق
-
س1
اذكري من الآيات من يدل على المعانى التالية:
أ
نسيان المشركين لكل مايعبدون من دون الله حين نزول البلاء و اللجوء لدعاء الله عزو جل الإله الحق
{قُلْ أَرَأَيْتَكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ* بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} سورة الأنعام 40-41
ب
النهي عن سب آلهة المشركين
{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّواْ اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الأنعام 108
ج
الأمر بإخلاص العبادة لله في كل شىء و عدم الإشراك به
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ* قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} الأنعام 162-164
س2
قال تعالى :
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ... الآية )
ماهى مفاتح الغيب التى لا يعلمها الا الله؟
صحّ عند البخاري وغيره من قول الرسول، صلى الله عليه وسلم: (مفاتح الغيب خمس: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَام، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} ) لقمان 34
س3
ما معني وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌۭ وِزْرَ أُخْرَىٰ؟
الوزر هو الإثم، والوازرة مقترف الإثم أي لا يحمل أحد ذنب أحد
تفسير الطبري:
وقوله : {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} يقول : لا تأثم آثمة إثم آثمة أخرى غيرها , ولا تؤاخذ إلا بإثم نفسها , يعلم عز وجل عباده أن على كل نفس ما جنت , وأنها لا تؤاخذ بذنب غيرها . ذكر من قال ذلك : 23153 - حدثنا محمد , قال : ثنا أحمد , قال : ثنا أسباط , عن السدي {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} قال : لا يؤخذ أحد بذنب أحد .
تفسير القرطبي:
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} أي لا تحمل حاملة ثقل أخرى , أي لا تؤخذ نفس بذنب غيرها , بل كل نفس مأخوذة بجرمها ومعاقبة بإثمها . وأصل الوزر الثقل ; ومنه قوله تعالى : " وَوَضَعْنَا عَنْك وِزْرك " [ الشرح : 2 ] . وهو هنا الذنب ; كما قال تعالى : " وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارهمْ عَلَى ظُهُورهمْ " [ الأنعام : 31 ] . وقد تقدم . قال الأخفش : يقال وزر يوزر , ووزر يزر , ووزر يوزر وزرا . ويجوز إزرا , كما يقال : إسادة . والآية نزلت في الوليد بن المغيرة , كان يقول : اتبعوا سبيلي أحمل أوزاركم ; ذكره ابن عباس . وقيل : إنها نزلت ردا على العرب في الجاهلية من مؤاخذة الرجل بأبيه وبابنه وبجريرة حليفه .
قلت : ويحتمل أن يكون المراد بهذه الآية في الآخرة , وكذلك التي قبلها ; فأما التي في الدنيا فقد يؤاخذ فيها بعضهم بجرم بعض , لا سيما إذا لم ينه الطائعون العاصين , كما تقدم في حديث أبي بكر في قوله : " عَلَيْكُمْ أَنْفُسكُمْ " [ المائدة : 105 ] . وقوله تعالى : " وَاتَّقُوا فِتْنَة لَا تُصِيبَن الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّة " [ الأنفال : 25 ] . " إِنَّ اللَّه لَا يُغَيِّر مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " [ الرعد : 11 ] . وقالت زينب بنت جحش : يا رسول الله , أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : ( نعم إذا كثر الخبث ) . قال العلماء : معناه أولاد الزنى . والخبث ( بفتح الباء ) اسم للزنى . فأوجب الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم دية الخطإ على العاقلة حتى لا يطل دم الحر المسلم تعظيما للدماء . وأجمع أهل العلم على ذلك من غير خلاف بينهم في ذلك ; فدل على ما قلناه . وقد يحتمل أن يكون هذا في الدنيا , في ألا يؤاخذ زيد بفعل عمرو , وأن كل مباشر لجريمة فعليه مغبتها . وروى أبو داود عن أبي رمثة قال ; انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم , ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي : ( ابنك هذا ) ؟ قال : أي ورب الكعبة . قال : ( حقا ) . قال : أشهد به . قال : فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ضاحكا من ثبت شبهي في أبي , ومن حلف أبي علي . ثم قال : ( أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه ) . وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} . ولا يعارض ما قلناه أولا بقوله : "وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالهمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالهمْ " [ العنكبوت : 13 ] ; فإن هذا مبين في الآية الأخرى قوله : " لِيَحْمِلُوا أَوْزَارهمْ كَامِلَة يَوْم الْقِيَامَة وَمِنْ أَوْزَار الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْم " [ النحل : 25 ] . فمن كان إماما في الضلالة ودعا إليها واتبع عليها فإنه يحمل وزر من أضله من غير أن ينقص من وزر المضل شيء , على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
تفسير ابن كثير:
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} إخبار عن الواقع يوم القيامة في جزاء الله تعالى وحكمه وعدله أن النفوس إنما تجازى بأعمالها إن خيرا فخير وإن شرا فشر وأنه لا يحمل من خطيئة أحد على أحد وهذا من عدله تعالى كما قال" وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَة إِلَى حِمْلهَا لَا يُحْمَل مِنْهُ شَيْء وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى " وقوله تعالى " فَلَا يَخَاف ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا " قال علماء التفسير : أي فلا يظلم بأن يحمل عليه سيئات غيره ولا تهضم بأن ينقص من حسناته وقال تعالى " كُلّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة إِلَّا أَصْحَاب الْيَمِين " معناه كل نفس مرتهنة بعملها السيئ إلا أصحاب اليمين فإنه قد يعود بركة أعمالهم الصالحة على ذرياتهم وقراباتهم كما قال في سورة الطور "وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتهمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتهمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء " أي ألحقنا بهم ذريتهم في المنزلة الرفيعة في الجنة وإن لم يكونوا قد شاركوهم في الأعمال بل في أصل الإيمان وما ألتناهم أي أنقصنا أولئك السادة الرفعاء من أعمالهم شيئا حتى ساويناهم وهؤلاء الذين هم أنقص منهم منزلة بل رفعهم تعالى إلى منزلة الآباء ببركة أعمالهم بفضله ومنته ثم قال " كُلّ اِمْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِين " أي من شر
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية:
{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} هذه بيان ما في صحف إبراهيم وموسى{ألا تزر وازرة وزر أخرى} أي: لا تحمل إثم {وزر أخرى} أي: أن الإنسان لا يحمل ذنب غيره، إلا أنه يستثنى من ذلك، إذا كان صاحب سنة آثمة فإن عليه وزرها، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، ولكن الحقيقة أن هذا لا يتحمل وزر غيره، لأن غيره قد وزر وأثم، لكن هو تحمل إثم السنة السيئة والبدء بالشر، فيكون حقيقة أنه لم يوزر وزر غيره ولكنه وزر بوزر نفسه {ألا تزر وازرة وزر أخرى } وقد كذَّب الله تعالى قول الذين كفروا للذين آمنوا {اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم} فقال الله تعالى: {وما هم بحاملين من خطـاياهم من شيء إنهم لكاذبون } حتى لو قال لك القائل: افعل هذا الذنب والإثم عليَّ فإنه لا يتمكن من هذا، ولا يمكن، فإن فعل هذا، وقيل له: الإثم عليَّ فالإثم على الفاعل، ثم إن كان الفاعل ممن يغتر بالقول ولا يفهم، فعلى القائل إثم التغرير، أي أنه غرر وخدع {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } يعني ليس للإنسان من الثواب إلا ثواب ما سعى وما عمل، فلا يمكن أن يعطى من ثواب غيره، يعني لا يمكن أن نأخذ من أجر زيد ونعطيه عمراً، كما لا يمكن أن نأخذ من سيئات زيد ونضيفها إلى سيئات عمرو، فهذا لا يمكن إلا ما ورد من اقتصاص المظلوم من الظالم، فصار الإنسان مرتهن بكسبه: {كل امرئ بما كسب رهين } {كل نفس بما كسبت رهينة} فلا يمكن أن يؤخذ من حسناته إلى غيره، ولا أن يؤخذ من أوزار غيره فيحمل عليها إلا ما ورد من اقتصاص المظلوم من الظالم.
قال الشيخ عبد العزيز الراجحي في هذه الآية:
قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} هذه الآية عامة يخصصها: حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ متفق عليه وهذا العذاب الله أعلم بنوعه وكيفيته، وجاء في بعض الأحاديث أنه يقال له: "أنت كذا وأنت كذا" لما يقوله النائحون والباكون: إنه كذا إنه كذا.
وقال الجمهور من أهل العلم: وهو اختيار البخاري كما في تراجمه في كتاب الجنائز: إنه يعذب إذا أوصى بذلك
تعليق
-
أجيبى عن جميع الأسئلة التالية
س1
اذكري من الآيات من يدل على المعانى التالية:
أ
نسيان المشركين لكل مايعبدون من دون الله حين نزول البلاء و اللجوء لدعاء الله عزو جل الإله الحق
جــ )
قال تعالى :
(((( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * 40 *
بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ * 41 * ))))
ب
النهي عن سب آلهة المشركين
جــ )
قال تعالى :
(((وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونّ ))) آية 108
ج
الأمر بإخلاص العبادة لله في كل شىء و عدم الإشراك به
جــ
قال تعالى :
(( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * 161 * قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * 162 *
لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ * 163 * ))
س2
قال تعالى :
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ... الآية )
ماهى مفاتح الغيب التى لا يعلمها الا الله؟
جـ )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((مفاتيحُ الغيب خمسٌ لا يعلمُها إلا اللهُ : لا يعلمُ ما في غدٍ إلا اللهُ ، ولا يعلمُ ما تغيضُ الأرحامُ إلا اللهُ ، ولا يعلمُ متى يأتي المطرُ أحدٌ إلا اللهُ ، ولا تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ ، ولا يعلمُ متى تقومُ الساعةُ إلا اللهُ ))
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم:4697
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وقال صلى الله عليه وسلم :
مفاتيح الغيب خمس ، ثم قرأ : { إن الله عنده علم الساعة }
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:4778
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
س3
ما معني وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌۭ وِزْرَ أُخْرَىٰ؟
جـ )
قال تعالى :
(( وَلَا تَزِر وَازِرَة وِزْر أُخْرَى))
يَقُول : وَلَا تَأْثَم نَفْس آثِمَة بِإِثْمِ نَفْس أُخْرَى غَيْرهَا , وَلَكِنَّهَا تَأْثَم بِإِثْمِهَا وَعَلَيْهِ تُعَاقَب دُون إِثْم أُخْرَى غَيْرهَا . وَإِنَّمَا يَعْنِي بِذَلِكَ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ أَمَرَ اللَّه نَبِيّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُول هَذَا الْقَوْل لَهُمْ , يَقُول : قُلْ لَهُمْ : إِنَّا لَسْنَا مَأْخُوذِينَ بِآثَامِكُمْ , وَعَلَيْكُمْ عُقُوبَة إِجْرَامِكُمْ , وَلَنَا جَزَاء أَعْمَالِنَا .
تفسير الطبري
تعليق
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجابة السؤال السادس " سورة الأنعام "
أجيبى عن جميع الأسئلة التالية
س1 .. اذكري من الآيات من يدل على المعانى التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
أ
نسيان المشركين لكل مايعبدون من دون الله حين نزول البلاء و اللجوء لدعاء الله عزو جل الإله الحق
قوله تعالى
( قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *
بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ . ( 40 - 41 )
ب
النهي عن سب آلهة المشركين
قوله تعالى
(وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (108)
ج
الأمر بإخلاص العبادة لله في كل شىء و عدم الإشراك به
قوله تعالى
(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161)
قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)
صدق الله العظيم
***
س2 .. قال تعالى :
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ... الآية )
ماهى مفاتح الغيب التى لا يعلمها الا الله؟
معنى المفاتيح في تفسير أبن كثير ...
( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو )
قال البخاري : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " مفاتح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله : (
( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير )
لقمان : 34 ص 265
وفي حديث عمر [ رضي الله عنه ] أن جبريل حين تبدى له في صورة أعرابي فسأل عن الإسلام والإيمان والإحسان ،
قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما قال له : " خمس لا يعلمهن إلا الله " ، ثم قرأ
( إن الله عنده علم الساعة الآية لقمان : 34
وقوله ( ويعلم ما في البر والبحر ) أي : يحيط علمه الكريم بجميع الموجودات ، بريها وبحريها لا يخفى عليه من ذلك شيء ،
ولا مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء .
وما أحسن ما قال الصرصري : فلا يخفى عليه الذر إما تراءى للنواظر أو توارى
وقوله ( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ) أي : ويعلم الحركات حتى من الجمادات ، فما ظنك بالحيوانات ،
ولا سيما المكلفون منهم من جنهم وإنسهم ،
كما قال تعالى ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ( غافر : 19 )
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا الحسن بن الربيع ، حدثنا أبو الأحوص ، عن سعيد بن مسروق ،
عن حسان النمري عن ابن عباس في قوله ( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها )
قال : ما من شجرة في بر ولا بحر إلا وملك موكل بها ، يكتب ما يسقط منها .
وقوله( ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يا بس إلا في كتاب مبين )
قال محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن النضر ، عن أبيه سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص
يقول : إن تحت الأرض الثالثة وفوق الرابعة من الجن ما لو أنهم ظهروا - يعني لكم - لم تروا معهم نورا ، على كل زاوية من زوايا الأرض خاتم من خواتيم الله عز وجل
على كل خاتم ملك من الملائكة يبعث الله ، عز وجل ، إليه في كل يوم ملكا من عنده : أن احتفظ بما عندك .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري : حدثنا مالك بن سعير ، حدثنا الأعمش ، عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث
قال : ما في الأرض من شجرة ولا مغرز إبرة إلا عليها ملك موكل يأتي الله بعلمها : رطوبتها إذا رطبت ، ويبسها إذا يبست .
وكذا رواه ابن جرير ، عن أبي الخطاب زياد بن عبد الله الحساني ، عن مالك بن سعير ، به
ثم قال ابن أبي حاتم : ذكر عن أبي حذيفة ، حدثنا سفيان ، عن عمرو بن قيس ، عن رجل عن [ ص: 266 ] سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :
خلق الله النون - وهي الدواة - وخلق الألواح ، فكتب فيها أمر الدنيا حتى ينقضي ما كان من خلق مخلوق ، أو رزق حلال أو حرام ، أو عمل بر أو فجور وقرأ هذه الآية
( وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ) إلى آخر الآية .
***
س3 .. ما معني وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌۭ وِزْرَ أُخْرَىٰ؟
جاء في تفسير أبن كثير هذا المعنى ..
شرع الله تعالى يبين ما كان أوحاه في صحف إبراهيم وموسى فقال :
( ألا تزر وازرة وزر أخرى ) أي : كل نفس ظلمت نفسها بكفر أو شيء من الذنوب فإنما عليها وزرها ، لا يحمله عنها أحد ،
كما قال : ( وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى ) فاطر18
( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) أي : كما لا يحمل عليه وزر غيره ، كذلك لا يحصل من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه .
ومن هذه الآية الكريمة استنبط الشافعي رحمه الله ، ومن اتبعه أن القراءة لا يصل إهداء ثوابها إلى الموتى ; لأنه ليس من عملهم ولا كسبهم ;
ولهذا لم يندب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمته ولا حثهم عليه ، ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء ، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ،
ولو كان خيرا لسبقونا إليه ، وباب القربات يقتصر فيه على النصوص ، ولا يتصرف فيه بأنواع الأقيسة والآراء ،
فأما الدعاء والصدقة فذاك مجمع على وصولهما ، ومنصوص من الشارع عليهما .
اما في تفسير القرطبي فكان ...
ألا تزر وازرة وزر أخرى قال ابن عباس : كانوا قبل إبراهيم عليه السلام يأخذون الرجل بذنب غيره ، ويأخذون الولي بالولي في القتل والجراحة ;
فيقتل الرجل بأبيه وابنه وأخيه وعمه وخاله وابن عمه وقريبه وزوجته وزوجها وعبده ، فبلغهم إبراهيم عليه السلام عن الله تعالى : ألا تزر وازرة وزر أخرى
وقال الحسن وقتادة وسعيد بن جبير في قوله تعالى وفى : عمل بما أمر به وبلغ رسالات ربه . وهذا أحسن ; لأنه عام . وكذا قال مجاهد : وفى بما فرض عليه .
وقال أبو مالك الغفاري قوله تعالى : ألا تزر وازرة وزر أخرى إلى قوله : فبأي آلاء ربك تتمارى في صحف إبراهيم وموسى .
وقد مضى في آخر ( الأنعام ) القول في ولا تزر وازرة وزر أخرى مستوفى .
تمنياتى للجميع بالتوفيق والسداد
تعليق
تعليق