خليل الله إبراهيم
نبى من أولى العزم من الرسل
كان إبراهيم فتى صغير يعيش فى العراق فى بابل وكانت وقتها قرية صغيرة
وكانت مشهورة بصناعة الأصنام
كان إبراهيم يكره الأصنام ويتعجب لماذا يسجد الناس لتماثيل من الحجارة أو الحشب
صنعها أبيهوهى لا تضر ولا تنفع
حتى وصل الى سن السادسة عشر ولم يسجد لصنم أبدا
و بدء يفكر ويسأل فقال يوما لأبيه
قال تعالى :
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا* إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا )
مريم42:41
وكان أبيه ينهره وينهاه أن يقول مثل هذا الكلام
فكان إبراهيم يخرج فى الخلاء يتفكر فى خلق السموات والارض
والليل والنهار والشمس والقمر والنجوم
يريد أن يعرف ماهى القوة الجبارة فى كل تلك المخلوقات
فيظل الليالى الطويلة يفكر فى ملكوت الله
وكان قوم إبراهيم ينقسمون الى فئات:
فئة تعبد الأصنام وفئة تعبد النجوم
كان إبراهيم يجلس يتفكر فى الخالق العظيم الذى خلق هذا الكون الفسيح
قال تعالى:
(وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ )
الأنعام: 75
قال تعالى:
( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ ,
فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ,
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ )
الأنعام :78:76
وهكذا بدء الله سبحانه وتعالى يوجه إبراهيم إليه وأنه هو الواحد الأحد الخالق العظيم
الذى خلق كل شئ وأحسن صنعه
وهكذا عرف إبراهيم أن أن هذا الكون الفسيح وهذه المخلوقات التى تسيرعلى نظام لا يختل أنما
هى صنع آله عظيم هو الله الخالق العظيم
و أن هذا الملكوت الكبير له رب عظيم قادر قيوم على كل شئ
وكان إبراهيم قد وصل إلى الثامنة عشر من عمره فى ذلك الوقت
قال تعالى:
( وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ )
الأنبياء:51
بدء إبراهيم يواجه أبيه وقومه ويقول لهم أن هذه التماثيل التى هم عاكفون
عليها ليل ونهار لا تنفع ولا تضر و لن تغنى عنهم من الله شيئا
قال تعالى:
( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ )
الأنبياء :52
فكان جواب قومه :
قال تعالى :
(قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ )
الأنبياء :53
فرد عليهم قائلا:
قال تعالى :
(قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )
الأنبياء :54
فنهروه وقالوا له:
كيف تهزء من آلهتنا العوالى هل هى للتهكم واللعب؟
قال تعالى :
(قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ )
الأنبياء:55
فرد عليهم :
قال تعالى :
(قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ )
الأنبياء:56
هذه الآيه تجعل من يقرءها يشعر بمدى ثقه سيدنا إبراهيم فى الله سبحانه وتعالى
قال لهم وهو غاضب
قال تعالى:
( وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ )
الأنبياء: 75
وكان لهذه القرية عيدا يخرج فيه الناس إلى الحدائق يأكلون ويلعبون ويتنزهون
فطلب آزر من إبراهيم أن يخرج معهم
فنظر الى السماء واخذ يفكر فى حيلة فتظاهر بالمرض ليتركوه وحده
فقال له أنى سقيم(مريض) حتى لايخرج معهم
قال تعالى :
( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ , فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ )
الصافات:89:88
وعندما ذهب الجميع الى الحدائق وبقى وحده و قام إلى الاصنام وقال لهم :
قال تعالى :
(فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ , فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ,مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ )
الصافات: 92:90
أنه من شدة غيظه قام يكلم الأصنام ويسألهم
لماذا لاتأكلون ؟ ولا تتكلمون ؟
وأخذ يكسرهم بالفأس وترك أكبر ما فيهم بلا تكسير
قال تعالى :
(فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ )
الأنبياء:85
ما هذا العقل المفكر العاقل الذى يخطط ويدبر ليقنع قومه أن هذه الآلهة
لاتنفع ولا تضر ولو كانت آلهة حقا كانت دافعت عن نفسها
رجع إبراهيم من المعبد الذى كسر أصنام هودخل بيته ونام
عاد القوم فى أخر النهار فناموا
و فى الصباح فوجئ كهنة المعبد بتكسير الأصنام وأخذوا يصرخون من فعل هذا بآلهتنا
وكان البعض من القوم كان قد سمع أن الفتى إبراهيم يسب الآلهة
أشتد غضب الكهنة وقالوا أحضروه سريعا إلى هنا لمحاكمته
قال تعالى :
( قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ,قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ , قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ )
الأنبياء:61:59
يتبع
الروابط المفضلة