بسم الله الرحمن الرحيم
( لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِم آيةٌ جَنَّتاَنِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُم واشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ العَرِمِ وَبَدَّلْناَهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ )
صدق الله العظيم
سورة سبأ الآيتين 15-16
سبأ هي القبيلة التي من أولاد سبأ بن يشبب بن قحطان بن هود
عاشوا في مأرب وهي اليمن الان
مجتمع سبأ من اكبر المجتمعات التي عاشت في جنوبي الجزيرة العربية
ويعتقد انهم اسسوا حضارتهم ما بين 750-1000ما قبل الميلاد
ولكن ظل هناك خلاف على تاريخ نشوء هذه الحضارة
لان اهل سبأ لم يسجلوا تقارير حكومية حتى سنة 600 قبل الميلاد
ولكن يقال انا تشبه الحضارة الفينيقية
وكانت مأرب عاصمة سبأ وكانت غنية جدا
بسبب موقعها الجغرافي
و كانت العاصمة قريبة جداً من نهر الدهنا الذي كانت نقطة التقائه مع جبل بلق
مناسبة لبناء السد في تلك المنطقة حيث نشأت حضارة سبأ
وبدؤوا يمارسون الري والزراعة
وهكذا وصلوا إلى مستوى عالي جدا من الازدهار.
حيث
بلغ ارتفاع سد مأرب 16 متراً وعرضه60 متراً وطوله 620 متراً
وهذا يعني حسابياً أنه يمكن أن يروي 9600 هكتاراً من الأراضي
منها 5300 في السهل الجنوبي والباقي للسهل الشمالي
وكان يشار إلى هذين السهلين في النقوش السبئية بجمله
"مأرب والسهلان"
كما يدل
قوله تعالى
(جَنَّتاَنِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ)
صدق الله العظيم
إلى وجود حدائق وكروم في هذين الواديين أو السهلين
وكانت سبأ متقدمة عن باقي المدن في ذلك الزمان
وكانت ظروفهم المعيشية ممتازة
ولكنهم لم يشكروا ربهم على هذه النعم التي انعم بها عليهم
ونسبوا ما يملكونه لانفسهم
ولذلك عاقبهم الله بسيل العرم
وانهار السد بسبب سيل العرم الذي ذكره القرآن الكريم
وسبب اضرارا بالغة للبساتين والكروم والحدائق
التي رعاها السبئيون لقرون عديدة
وبعد انهيار السد عانى اهل سبأ من فترة ركود طويلة ولم تقم لهم قائمة بعدها
وهذه كانت نهاية القوم التي بدأت مع انهيار السد
((وكلمة عرم تعني السد))
وبعد هذه الحادثة بدأت اراضي المنطقة بالتصحر وفقد قوم سبأ مصدر دخلهم
وبدؤا يهاجرون الي شمالي الجزيرة(مكة و سوريا)
ولم يكن اهل سبأ هم الوحيدون الذين اهلكهم سيل لان القران الكريم اورد ذكر صاحب الجنتين في سورة الكهف
قال تعالى
(وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعْلنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً * كِلْتَا الجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَم تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلاَلَهُمَا نَهَراً * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاورُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً * وَمَآ أَظُنُّ السَّاعَةَ قَآئمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلىَ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْها مُنقَلَباً * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاورُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً * لَّكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي ولآ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً * وَلَولآ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ إنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً * فَعَسى رَبِّي أَن يَؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً * أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهيَ خَاويَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ برَبِّي أَحَداً * وَلَم تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً * هُنَالِكَ الوَلايَةُ للهِ الحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً )
صدق الله العظيم
سورة الكهف الآيات 32-44
العبرة من هذه القصة
-الامتثال لاوامر الله وشكر نعمه قال تعالى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ) سورة إبراهيم الآية 7
- أن الأمن والأمان والطمأنينة تحصل بعبادة الله.
-الخوف شدة عقوبة الله.
- أن الله يمهل ولا يهمل لذلك امهلهم مدة من الزمن ثم نزلت بهم عقوبة الله.
- أن الله لا يظلم وما نزلت بقوم عقوبة إلا بسبب ذنوبهم قال تعالى: (وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ) سورة القصص الآية 59
- نعيم الدنيا وزينتها إلى الزوال ونعيم الآخرة هو الدائم.
اتمنى ان اكون وفقت بسرد القصة
الروابط المفضلة