انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
الصفحة 1 من 7 12345 ... الأخيرالأخير
عرض النتائج 1 الى 10 من 67

الموضوع: قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله...)...حملة كل يوم آية...

  1. #1
    ملكة بنقابي~'s صورة
    ملكة بنقابي~ غير متواجد زهرة لا تنسى-ريحانة الروضة
    متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ - إشراقة الروضة
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    اللهم أحينا سعداء وأمتنا شهداء....................... بين ثنايا الألم ( يارب لك الحمد)
    الردود
    12,276
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    8

    animal قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله...)...حملة كل يوم آية...

    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ(55) .








    يخبر تعالى عباده المسرفين بسعة كرمه، ويحثهم على الإنابة قبل أن لا يمكنهم ذلك فقال: ( قُلْ ) يا أيها الرسول ومن قام مقامه من الدعاة لدين اللّه، مخبرا للعباد عن ربهم: ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ) باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهم من الذنوب، والسعي في مساخط علام الغيوب.








    ( لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ) أي: لا تيأسوا منها، فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة، وتقولوا قد كثرت ذنوبنا وتراكمت عيوبنا، فليس لها طريق يزيلها ولا سبيل يصرفها، فتبقون بسبب ذلك مصرين على العصيان، متزودين ما يغضب عليكم الرحمن، ولكن اعرفوا ربكم بأسمائه الدالة على كرمه وجوده، واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعا من الشرك، والقتل، والزنا، والربا، والظلم، وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار.






    ( إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) أي: وصفه المغفرة والرحمة، وصفان لازمان ذاتيان، لا تنفك ذاته عنهما، ولم تزل آثارهما سارية في الوجود، مالئة للموجود، تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار، ويوالي النعم على العباد والفواضل في السر والجهار، والعطاء أحب إليه من المنع، والرحمة سبقت الغضب وغلبته، .






    ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأت بها العبد، فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة، أعظمها وأجلها، بل لا سبب لها غيره، الإنابة إلى اللّه تعالى بالتوبة النصوح، والدعاء والتضرع والتأله والتعبد، فهلم إلى هذا السبب الأجل، والطريق الأعظم.







    ولهذا أمر تعالى بالإنابة إليه، والمبادرة إليها فقال: ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ ) بقلوبكم ( وَأَسْلِمُوا لَهُ ) بجوارحكم، إذا أفردت الإنابة، دخلت فيها أعمال الجوارح، وإذا جمع بينهما، كما في هذا الموضع، كان المعنى ما ذكرنا.





    وفي قوله ( إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ) دليل على الإخلاص، وأنه من دون إخلاص، لا تفيد الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا. ( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ) مجيئا لا يدفع ( ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ )





    فكأنه قيل: ما هي الإنابة والإسلام؟ وما جزئياتها وأعمالها؟
    فأجاب تعالى بقوله: ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) مما أمركم من الأعمال الباطنة، كمحبة اللّه، وخشيته، وخوفه، ورجائه، والنصح لعباده، ومحبة الخير لهم، وترك ما يضاد ذلك.






    ومن الأعمال الظاهرة، كالصلاة،والزكاة والصيام، والحج، والصدقة، وأنواع الإحسان، ونحو ذلك، مما أمر اللّه به، وهو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا، فالمتبع لأوامر ربه في هذه الأمور ونحوها هو المنيب المسلم،





    ( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ ) وكل هذا حثٌّ على المبادرة وانتهاز الفرصة.


    المرجع : تفسير السعدي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الموقع
    دار ابو متعب
    الردود
    47
    الجنس
    أنثى
    لي عوده باذن الله


    تفسير سورة النساء

    وهي مدنية ‏[‏1‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كثيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا‏}
    افتتح تعالى هذه السورة بالأمر بتقواه، والحث على عبادته، والأمر بصلة الأرحام، والحث على ذلك‏.‏
    وبيَّن السبب الداعي الموجب لكل من ذلك، وأن الموجب لتقواه لأنه ‏{‏رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ‏}‏ ورزقكم، ورباكم بنعمه العظيمة، التي من جملتها خلقكم ‏{‏مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا‏}‏ ليناسبها، فيسكن إليها، وتتم بذلك النعمة، ويحصل به السرور، وكذلك من الموجب الداعي لتقواه تساؤلكم به وتعظيمكم، حتى إنكم إذا أردتم قضاء حاجاتكم ومآربكم، توسلتم بـها بالسؤال بالله‏.‏ فيقول من يريد ذلك لغيره‏:‏ أسألك بالله أن تفعل الأمر الفلاني؛ لعلمه بما قام في قلبه من تعظيم الله الداعي أن لا يرد من سأله بالله، فكما عظمتموه بذلك فلتعظموه بعبادته وتقواه‏.‏
    وكذلك الإخبار بأنه رقيب، أي‏:‏ مطلع على العباد في حال حركاتهم وسكونهم، وسرهم وعلنهم، وجميع أحوالهم، مراقبا لهم فيها مما يوجب مراقبته، وشدة الحياء منه، بلزوم تقواه‏.‏
    وفي الإخبار بأنه خلقهم من نفس واحدة، وأنه بثهم في أقطار الأرض، مع رجوعهم إلى أصل واحد ـ ليعطف بعضهم على بعض، ويرقق بعضهم على بعض‏.‏ وقرن الأمر بتقواه بالأمر ببر الأرحام والنهي عن قطيعتها، ليؤكد هذا الحق، وأنه كما يلزم القيام بحق الله، كذلك يجب القيام بحقوق الخلق، خصوصًا الأقربين منهم، بل القيام بحقوقهم هو من حق الله الذي أمر به‏.‏
    وتأمل كيف افتتح هذه السورة بالأمر بالتقوى، وصلة الأرحام والأزواج عمومًا، ثم بعد ذلك فصل هذه الأمور أتم تفصيل، من أول السورة إلى آخرها‏.‏ فكأن ـها مبنية على هذه الأمور المذكورة، مفصلة لما أجمل منها، موضحة لما أبهم‏.‏
    وفي قوله‏:‏ ‏{‏وخلق مِنْهَا زَوْجَهَا‏}‏ تنبيه على مراعاة حق الأزواج والزوجات والقيام به، لكون الزوجات مخلوقات من الأزواج، فبينهم وبينهن أقرب نسب وأشد اتصال، وأقرب علاقة‏.‏

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    الموقع
    فلسطين
    الردود
    1,164
    الجنس
    أنثى
    السلام عليكم
    ملكة بنقابي وحفيدة الخطاب جزاكن الله كل الخير
    ..
    .
    تفسير الايه "2" من سورة النساء,,
    قال تعالى:
    "{‏وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا‏},,صدق الله العظيم

    هذا أول ما أوصى به من حقوق الخلق في هذه السورة‏.‏ وهم اليتامى الذين فقدوا آباءهم الكافلين لهم، وهم صغار ضعاف لا يقومون بمصالحهم‏.‏
    فأمر الرءوف الرحيم عباده أن يحسنوا إليهم، وأن لا يقربوا أموالهم إلا بالتي هي أحسن، وأن يؤتوهم أموالهم إذا بلغوا ورشدوا، كاملة موفرة، وأن لا ‏{‏تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ‏}‏ الذي هو أكل مال اليتيم بغير حق‏.‏ ‏{‏بِالطَّيِّبِ‏}‏ وهو الحلال الذي ما فيه حرج ولا تبعة‏.{‏وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ‏}أي‏:‏ مع أموالكم، ففيه تنبيه لقبح أكل مالهم بهذه الحالة، التي قد استغنى بها الإنسان بما جعل الله له من الرزق في ماله‏.‏ فمن تجرأ على هذه الحالة، فقد أتى ‏{‏حُوبًا كَبِيرًا‏}أي‏:‏ إثمًا عظيمًا، ووزرًا جسيمًا‏.‏
    ومن استبدال الخبيث بالطيب أن يأخذ الولي من مال اليتيم النفيس، ويجعل بدله من ماله الخسيس‏.‏ وفيه الولاية على اليتيم، لأن مِنْ لازم إيتاء اليتيم ماله، ثبوت ولاية المؤتي على ماله‏.‏
    وفيه الأمر بإصلاح مال اليتيم، لأن تمام إيتائه ماله حفظه والقيام به بما يصلحه وينميه وعدم تعريضه للمخاوف والأخطار‏.‏

    المرجع,,"تفسير السعدي"

  4. #4
    ملكة بنقابي~'s صورة
    ملكة بنقابي~ غير متواجد زهرة لا تنسى-ريحانة الروضة
    متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ - إشراقة الروضة
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    اللهم أحينا سعداء وأمتنا شهداء....................... بين ثنايا الألم ( يارب لك الحمد)
    الردود
    12,276
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    8
    تعقيب كتبت بواسطة حفيده الخطاب عرض الرد
    لي عوده باذن الله


    تفسير سورة النساء

    وهي مدنية ‏[‏1‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كثيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا‏}
    افتتح تعالى هذه السورة بالأمر بتقواه، والحث على عبادته، والأمر بصلة الأرحام، والحث على ذلك‏.‏
    وبيَّن السبب الداعي الموجب لكل من ذلك، وأن الموجب لتقواه لأنه ‏{‏رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ‏}‏ ورزقكم، ورباكم بنعمه العظيمة، التي من جملتها خلقكم ‏{‏مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا‏}‏ ليناسبها، فيسكن إليها، وتتم بذلك النعمة، ويحصل به السرور، وكذلك من الموجب الداعي لتقواه تساؤلكم به وتعظيمكم، حتى إنكم إذا أردتم قضاء حاجاتكم ومآربكم، توسلتم بـها بالسؤال بالله‏.‏ فيقول من يريد ذلك لغيره‏:‏ أسألك بالله أن تفعل الأمر الفلاني؛ لعلمه بما قام في قلبه من تعظيم الله الداعي أن لا يرد من سأله بالله، فكما عظمتموه بذلك فلتعظموه بعبادته وتقواه‏.‏
    وكذلك الإخبار بأنه رقيب، أي‏:‏ مطلع على العباد في حال حركاتهم وسكونهم، وسرهم وعلنهم، وجميع أحوالهم، مراقبا لهم فيها مما يوجب مراقبته، وشدة الحياء منه، بلزوم تقواه‏.‏
    وفي الإخبار بأنه خلقهم من نفس واحدة، وأنه بثهم في أقطار الأرض، مع رجوعهم إلى أصل واحد ـ ليعطف بعضهم على بعض، ويرقق بعضهم على بعض‏.‏ وقرن الأمر بتقواه بالأمر ببر الأرحام والنهي عن قطيعتها، ليؤكد هذا الحق، وأنه كما يلزم القيام بحق الله، كذلك يجب القيام بحقوق الخلق، خصوصًا الأقربين منهم، بل القيام بحقوقهم هو من حق الله الذي أمر به‏.‏
    وتأمل كيف افتتح هذه السورة بالأمر بالتقوى، وصلة الأرحام والأزواج عمومًا، ثم بعد ذلك فصل هذه الأمور أتم تفصيل، من أول السورة إلى آخرها‏.‏ فكأن ـها مبنية على هذه الأمور المذكورة، مفصلة لما أجمل منها، موضحة لما أبهم‏.‏
    وفي قوله‏:‏ ‏{‏وخلق مِنْهَا زَوْجَهَا‏}‏ تنبيه على مراعاة حق الأزواج والزوجات والقيام به، لكون الزوجات مخلوقات من الأزواج، فبينهم وبينهن أقرب نسب وأشد اتصال، وأقرب علاقة‏.‏


    جزاك الله خير وجعل ماكتبتي في ميزان حساتنك
    ياريت تكتبي اسم المرجع في اخر الموضوع

  5. #5
    ملكة بنقابي~'s صورة
    ملكة بنقابي~ غير متواجد زهرة لا تنسى-ريحانة الروضة
    متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ - إشراقة الروضة
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    اللهم أحينا سعداء وأمتنا شهداء....................... بين ثنايا الألم ( يارب لك الحمد)
    الردود
    12,276
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    8
    تعقيب كتبت بواسطة أم مااجد عرض الرد
    السلام عليكم
    ملكة بنقابي وحفيدة الخطاب جزاكن الله كل الخير
    ..
    .
    تفسير الايه "2" من سورة النساء,,
    قال تعالى:
    "{‏وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا‏},,صدق الله العظيم

    هذا أول ما أوصى به من حقوق الخلق في هذه السورة‏.‏ وهم اليتامى الذين فقدوا آباءهم الكافلين لهم، وهم صغار ضعاف لا يقومون بمصالحهم‏.‏
    فأمر الرءوف الرحيم عباده أن يحسنوا إليهم، وأن لا يقربوا أموالهم إلا بالتي هي أحسن، وأن يؤتوهم أموالهم إذا بلغوا ورشدوا، كاملة موفرة، وأن لا ‏{‏تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ‏}‏ الذي هو أكل مال اليتيم بغير حق‏.‏ ‏{‏بِالطَّيِّبِ‏}‏ وهو الحلال الذي ما فيه حرج ولا تبعة‏.{‏وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ‏}أي‏:‏ مع أموالكم، ففيه تنبيه لقبح أكل مالهم بهذه الحالة، التي قد استغنى بها الإنسان بما جعل الله له من الرزق في ماله‏.‏ فمن تجرأ على هذه الحالة، فقد أتى ‏{‏حُوبًا كَبِيرًا‏}أي‏:‏ إثمًا عظيمًا، ووزرًا جسيمًا‏.‏
    ومن استبدال الخبيث بالطيب أن يأخذ الولي من مال اليتيم النفيس، ويجعل بدله من ماله الخسيس‏.‏ وفيه الولاية على اليتيم، لأن مِنْ لازم إيتاء اليتيم ماله، ثبوت ولاية المؤتي على ماله‏.‏
    وفيه الأمر بإصلاح مال اليتيم، لأن تمام إيتائه ماله حفظه والقيام به بما يصلحه وينميه وعدم تعريضه للمخاوف والأخطار‏.‏

    المرجع,,"تفسير السعدي"

    جزاك الله خير وجعل ماكتبتي في ميزان حساتنك
    نورتي بمشاركتك يالغلا

  6. #6
    ملكة بنقابي~'s صورة
    ملكة بنقابي~ غير متواجد زهرة لا تنسى-ريحانة الروضة
    متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ - إشراقة الروضة
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    اللهم أحينا سعداء وأمتنا شهداء....................... بين ثنايا الألم ( يارب لك الحمد)
    الردود
    12,276
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    8
    ملاحطه يابنات مش شرط سوره النساء فقط
    ماشاءلله السور كثير بالقران كل يوم ننزل بس ايه من اي سوره
    مافيش مشكله اذا تطرقنا لي اكثر من سوره

    وفقكم المولي باذنه تعالي

  7. #7
    نسمات الليالي's صورة
    نسمات الليالي غير متواجد متميزة صيفنا إبداع 1431هـ- لمسة الإبداع الثالثه-وهج الصوتيات
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الموقع
    مــــصـــــر
    الردود
    1,963
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ^

    ^

    مشاركتى... "سورة التكوير"


    ^

    ^

    ^


    ‏ ‏‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    أي‏:‏ إذا حصلت هذه الأمور الهائلة، تميز الخلق، وعلم كل أحد ماقدمه لآخرته، وما أحضره فيها من خير وشر، وذلك إذا كان يوم القيامة تكور الشمسأي‏:‏ تجمع وتلف، ويخسف القمر، ويلقيان في النار‏.‏

    {‏وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَت‏}‏ أي‏:‏ تغيرت، وتساقطتمن أفلاكها‏.‏

    {‏وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَت‏}‏ أي‏:‏‏:‏ صارت كثيبامهيلا، ثم صارت كالعهن المنفوش، ثم تغيرت وصارت هباء منبثا، وسيرت عن أماكنها، ‏{‏وَإِذَا الْعِشَارُعُطِّلَت‏}‏ أي‏:‏ عطل الناس حينئذ نفائس أموالهم التي كانوا يهتمون لهاويراعونها في جميع الأوقات، فجاءهم ما يذهلهم عنها، فنبه بالعشار، وهي النوق التيتتبعها أولادها، وهي أنفس أموال العرب إذ ذاك عندهم، على ما هو في معناها من كلنفيس‏.‏

    {‏وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَت‏}‏ أي‏:‏ جمعت ليومالقيامة، ليقتص الله من بعضها لبعض، ويرى العباد كمال عدله، حتى إنه ليقتص منالقرناء للجماء ثم يقول لها‏:‏ كوني ترابا‏.‏

    {‏وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَت‏}‏ أي‏:‏ أوقدت فصارت ـعلى عظمها ـ نارا تتوقد‏.‏

    {‏وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَت‏}‏ أي‏:‏ قرن كل صاحب عملمع نظيره، فجمع الأبرار مع الأبرار، والفجار مع الفجار، وزوج المؤمنون بالحورالعين، والكافرون بالشياطين، وهذا كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُواإِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا‏}‏ ‏{‏وَسِيقَ الَّذِينَاتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا‏}‏ ‏{‏احْشُرُوا الَّذِينَظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُم‏}‏ ‏.‏

    {‏وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَت‏}‏ وهو الذي كانتالجاهلية الجهلاء تفعله من دفن البنات وهن أحياء من غير سبب، إلا خشية الفقر،فتسأل‏:‏ ‏{‏بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَت‏}‏ ومن المعلوم أنها ليس لهاذنب، ففي هذا توبيخ وتقريع لقاتليها ‏.‏ ‏{‏وَإِذَا الصُّحُفُ‏}‏ المشتملة على ماعمله العاملون من خير وشر ‏{‏نُشِرَت‏}‏ وفرقت على أهلها، فآخذ كتابه بيمينه، وآخذكتابه بشماله، أو من وراء ظهره‏.‏

    {‏وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَت‏}‏ أي‏:‏ أزيلت، كما قالتعالى‏:‏ ‏{‏يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ‏}‏ ‏{‏يَوْمَ نَطْوِيالسَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ‏}‏ ‏{‏وَالْأَرْضُ جَمِيعًاقَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌبِيَمِينِهِ‏}‏ ‏{‏وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَت‏}‏ أي‏:‏ أوقد عليهافاستعرت، والتهبت التهابا لم يكن لها قبل ذلك، ‏{‏وَإِذَا الْجَنَّةُأُزْلِفَت‏}‏ أي‏:‏ قربت للمتقين، ‏{‏عَلِمَتْ نَفْسٌ‏}‏ أي‏:‏ كل نفس،لإتيانها في سياق الشرط‏.‏

    ‏{‏مَا أَحْضَرَت‏}‏ أي‏:‏ ما حضر لديها من الأعمال ‏[‏التيقدمتها‏]‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏
    {‏وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا‏}‏ وهذه الأوصافالتي وصف الله بها يوم القيامة، من الأوصاف التي تنزعج لها القلوب، وتشتد من أجلهاالكروب، وترتعد الفرائص وتعم المخاوف، وتحث أولي الألباب للاستعداد لذلك اليوم،وتزجرهم عن كل ما يوجب اللوم، ولهذا قال بعض السلف‏:‏ من أراد أن ينظر ليوم القيامةكأنه رأي عين، فليتدبر سورة ‏{‏إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَت‏}

    ‏[‏15 ـ 29‏]‏
    ‏{‏فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِي الْكُنَّسِ * وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَاتَنَفَّسَ * إِنَّهُ لَقَوْلُرَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّأَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ * وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ * وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * لِمَنْ شَاءَمِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّالْعَالَمِينَ‏}‏

    أقسم تعالى ‏{‏بِالْخُنَّسِ‏}‏ وهي الكواكب التي تخنس أي‏:‏ تتأخرعن سير الكواكب المعتاد إلى جهة المشرق، وهي النجوم السبعة السيارة‏:‏ ‏"‏ الشمس‏"‏، و ‏"‏القمر‏"‏، و ‏"‏الزهرة‏"‏، و ‏"‏المشترى‏"‏، و ‏"‏المريخ‏"‏، و‏"‏زحل‏"‏، و ‏"‏عطارد‏"‏، فهذه السبعة لها سيران‏:‏ سير إلى جهة المغرب مع باقيالكواكب والأفلاك ، وسير معاكس لهذا من جهة المشرق تختص به هذه السبعة دون غيرها‏.‏

    فأقسم الله بها في حال خنوسها أي‏:‏ تأخرها، وفي حال جريانها، وفيحال كنوسها أي‏:‏ استتارها بالنهار، ويحتمل أن المراد بها جميع النجوم الكواكبالسيارة وغيرها‏.‏

    {‏وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ‏}‏ أي‏:‏ أدبر وقيل‏:‏أقبل، ‏{‏وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ‏}‏ أي‏:‏ بانت علائمالصبح، وانشق النور شيئا فشيئا حتى يستكمل وتطلع الشمس، وهذه آيات عظام، أقسم اللهبها على علو سند القرآن وجلالته، وحفظه من كل شيطان رجيم فقال‏:‏ ‏{‏إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍكَرِيمٍ‏}‏ وهو‏:‏ جبريل عليه السلام، نزل به من الله تعالى، كما قالتعالى‏:‏ ‏{‏وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُالْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ‏}‏ ووصفهالله بالكريم لكرم أخلاقه، وكثره خصاله الحميدة، فإنه أفضل الملائكة، وأعظمهم رتبةعند ربه، ‏{‏ذِي قُوَّةٍ‏}‏ على ما أمره الله به‏.‏ ومن قوته أنه قلب ديار قوم لوطبهم فأهلكهم‏.‏

    {‏عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ‏}‏ أي‏:‏ جبريل مقرب عند الله،له منزلة رفيعة، وخصيصة من الله اختصه بها، ‏{‏مَكِينٍ‏}‏ أي‏:‏ له مكانة ومنزلةفوق منازل الملائكة كلهم‏.‏

    ‏{‏مُطَاعٍ ثَمَّ‏}‏ أي‏:‏ جبريل مطاع في الملأ الأعلى، لديه منالملائكة المقربين جنود، نافذ فيهم أمره، مطاع رأيه، ‏{‏أَمِينٍ‏}‏ أي‏:‏ ذو أمانةوقيام بما أمر به، لا يزيد ولا ينقص، ولا يتعدى ما حد له، وهذا ‏[‏كله‏]‏ يدل علىشرف القرآن عند الله تعالى، فإنه بعث به هذا الملك الكريم، الموصوف بتلك الصفاتالكاملة‏.‏ والعادة أن الملوك لا ترسل الكريم عليها إلا في أهم المهمات، وأشرفالرسائل‏.‏

    ولما ذكر فضل الرسول الملكي الذي جاء بالقرآن، ذكر فضل الرسولالبشري الذي نزل عليه القرآن، ودعا إليه الناس فقال‏:‏ ‏{‏وَمَا صَاحِبُكُم‏}‏ وهومحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏{‏بِمَجْنُونٍ‏}‏ كما يقوله أعداؤه المكذبون برسالته،المتقولون عليه من الأقوال، التي يريدون أن يطفئوا بها ما جاء به ما شاءوا وقدرواعليه، بل هو أكمل الناس عقلا، وأجزلهم رأيا، وأصدقهم لهجة‏.‏

    {‏وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ‏}‏ أي‏:‏ رأىمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ جبريل عليه السلام بالأفق البين، الذي هو أعلى ما يلوحللبصر‏.‏

    {‏وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ‏}‏ أي‏:‏ وماهو على ما أوحاه الله إليه بمتهم يزيد فيه أو ينقص أو يكتم بعضه، بل هو ـ صلى اللهعليه وسلم ـ أمين أهل السماء وأهل الأرض، الذي بلغ رسالات ربه البلاغ المبين، فلميشح بشيء منه، عن غني ولا فقير، ولا رئيس ولا مرءوس، ولا ذكر ولا أنثى، ولا حضريولا بدوي، ولذلك بعثه الله في أمة أمية، جاهلة جهلاء، فلم يمت ـ صلى الله عليه وسلمـ حتى كانوا علماء ربانيين، وأحبارا متفرسين، إليهم الغاية في العلوم، وإليهمالمنتهى في استخراج الدقائق والفهوم، وهم الأساتذة، وغيرهم قصاراه أن يكون منتلاميذهم‏.‏

    {‏وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ‏}‏ لما ذكرجلالة كتابه وفضله بذكر الرسولين الكريمين، اللذين وصل إلى الناس على أيديهما،وأثنى الله عليهما بما أثنى، دفع عنه كل آفة ونقص مما يقدح في صدقه، فقال‏:‏ ‏{‏وَمَا هُوَبِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ‏}‏ أي‏:‏ في غاية البعد عن الله وعن قربه،‏{‏فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ‏}‏ أي‏:‏ كيف يخطر هذا ببالكم، وأين عزبت عنكم أذهانكم‏؟‏حتى جعلتم الحق الذي هو في أعلى درجات الصدق بمنزلة الكذب، الذي هو أنزل ما يكون‏[‏وأرذل‏]‏ وأسفل الباطل‏؟‏ هل هذا إلا من انقلاب الحقائق‏.‏ ‏{‏إِنْ هُوَ إِلَّاذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ‏}‏ يتذكرون به ربهم، وما له من صفات الكمال، وماينزه عنه من النقائص والرذائل ‏[‏والأمثال‏]‏، ويتذكرون به الأوامر والنواهيوحكمها، ويتذكرون به الأحكام القدرية والشرعية والجزائية، وبالجملة، يتذكرون بهمصالح الدارين، وينالون بالعمل به السعادتين‏.‏

    {‏لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ‏}‏ بعدماتبين الرشد من الغي، والهدى من الضلال‏.‏ ‏{‏وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّاأَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ‏}‏ أي‏:‏ فمشيئته نافذة، لايمكن أن تعارض أو تمانع‏.‏ وفي هذه الآية وأمثالها رد على فرقتي القدرية النفاة،والقدرية المجبرة كما تقدم مثلها ‏[‏والله أعلم والحمد لله‏]‏‏.‏


    المرجع < تيسير الكريم المنان فى تفسير كلام الرحمن

  8. #8
    ملكة بنقابي~'s صورة
    ملكة بنقابي~ غير متواجد زهرة لا تنسى-ريحانة الروضة
    متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ - إشراقة الروضة
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    اللهم أحينا سعداء وأمتنا شهداء....................... بين ثنايا الألم ( يارب لك الحمد)
    الردود
    12,276
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    8
    الله يجزاك خير يالغلا والله يجعله في ميزان حسناتك

    ملاحطه حبيبتي بدنا بس ايه مش السوره كامله

    عشان التفسير يوصل اسرع واسهل للكل

  9. #9
    ملكة بنقابي~'s صورة
    ملكة بنقابي~ غير متواجد زهرة لا تنسى-ريحانة الروضة
    متألقة صيفنا إبداع 1431 هـ - إشراقة الروضة
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    الموقع
    اللهم أحينا سعداء وأمتنا شهداء....................... بين ثنايا الألم ( يارب لك الحمد)
    الردود
    12,276
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    8
    ‏ ‏{‏وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السموات وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ * وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ‏}
    ‏[‏30 ـ 34‏] سورة البقرة





    هذا شروع في ذكر فضل آدم عليه السلام أبي البشر أن الله حين أراد خلقه أخبر الملائكة بذلك‏,‏ وأن الله مستخلفه في الأرض‏.‏
    فقالت الملائكة عليهم السلام‏:
    {‏أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا‏} بالمعاصي
    {‏وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ‏}‏ ‏[‏و‏]‏هذا تخصيص بعد تعميم‏,‏ لبيان ‏[‏شدة‏]‏ مفسدة القتل، وهذا بحسب ظنهم أن الخليفة المجعول في الأرض سيحدث منه ذلك‏,‏ فنزهوا الباري عن ذلك‏,‏ وعظموه‏,‏ وأخبروا أنهم قائمون بعبادة الله على وجه خال من المفسدة فقالوا‏:‏
    {‏وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ‏} أي‏:‏ ننزهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك،
    {‏وَنُقَدِّسُ لَكَ‏}‏ يحتمل أن معناها‏:‏ ونقدسك‏,‏ فتكون اللام مفيدة للتخصيص والإخلاص، ويحتمل أن يكون‏:‏ ونقدس لك أنفسنا، أي‏:‏ نطهرها بالأخلاق الجميلة‏,‏ كمحبة الله وخشيته وتعظيمه‏,‏ ونطهرها من الأخلاق الرذيلة‏.‏
    قال الله تعالى للملائكة‏:‏ ‏{‏إِنِّي أَعْلَمُ‏}من هذا الخليفة
    {‏مَا لَا تَعْلَمُونَ‏} ؛ لأن كلامكم بحسب ما ظننتم‏,‏ وأنا عالم بالظواهر والسرائر‏,‏ وأعلم أن الخير الحاصل بخلق هذا الخليفة‏,‏ أضعاف أضعاف ما في ضمن ذلك من الشر فلو لم يكن في ذلك‏,‏ إلا أن الله تعالى أراد أن يجتبي منهم الأنبياء والصديقين‏,‏ والشهداء والصالحين‏,‏ ولتظهر آياته للخلق‏,‏ ويحصل من العبوديات التي لم تكن تحصل بدون خلق هذا الخليفة‏,‏ كالجهاد وغيره‏,‏ وليظهر ما كمن في غرائز بني آدم من الخير والشر بالامتحان‏,‏ وليتبين عدوه من وليه‏,‏ وحزبه من حربه‏,‏ وليظهر ما كمن في نفس إبليس من الشر الذي انطوى عليه‏,‏ واتصف به‏,‏ فهذه حكم عظيمة‏,‏ يكفي بعضها في ذلك‏.‏
    ثم لما كان قول الملائكة عليهم السلام‏,‏ فيه إشارة إلى فضلهم على الخليفة الذي يجعله الله في الأرض‏,‏ أراد الله تعالى‏,‏ أن يبين لهم من فضل آدم‏,‏ ما يعرفون به فضله‏,‏ وكمال حكمة الله وعلمه فـ{‏عَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا‏}أي‏:‏ أسماء الأشياء‏,‏ وما هو مسمى بها، فعلمه الاسم والمسمى‏,‏ أي‏:‏ الألفاظ والمعاني‏,‏ حتى المكبر من الأسماء كالقصعة، والمصغر كالقصيعة‏.‏
    ‏{‏ثُمَّ عَرَضَهُمْ‏}أي‏:‏ عرض المسميات
    {‏عَلَى الْمَلَائِكَةِ‏}‏ امتحانا لهم‏,‏ هل يعرفونها أم لا‏؟‏‏.‏
    {‏فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ‏} في قولكم وظنكم‏,‏ أنكم أفضل من هذا الخليفة‏.‏
    ‏{‏قَالُوا سُبْحَانَكَ‏}أي‏:‏ ننزهك من الاعتراض منا عليك‏,‏ ومخالفة أمرك‏.
    {‏لَا عِلْمَ لَنَا‏}بوجه من الوجوه
    {‏إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا‏} إياه‏,‏ فضلا منك وجودا،
    {‏إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ‏}العليم الذي أحاط علما بكل شيء‏,‏ فلا يغيب عنه ولا يعزب مثقال ذرة في السموات والأرض‏,‏ ولا أصغر من ذلك ولا أكبر‏.‏
    الحكيم‏:‏ من له الحكمة التامة التي لا يخرج عنها مخلوق‏,‏ ولا يشذ عنها مأمور، فما خلق شيئًا إلا لحكمة‏:‏ ولا أمر بشيء إلا لحكمة، والحكمة‏:‏ وضع الشيء في موضعه اللائق به، فأقروا‏,‏ واعترفوا بعلم الله وحكمته‏,‏ وقصورهم عن معرفة أدنى شيء، واعترافهم بفضل الله عليهم‏;‏ وتعليمه إياهم ما لا يعلمون‏.‏
    فحينئذ قال الله‏:‏{‏يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ‏}أي‏:‏ أسماء المسميات التي عرضها الله على الملائكة‏;‏ فعجزوا عنها،
    {‏فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ‏} تبين للملائكة فضل آدم عليهم‏;‏ وحكمة الباري وعلمه في استخلاف هذا الخليفة،
    {‏قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السموات وَالْأَرْضِ‏}وهو ما غاب عنا‏;‏ فلم نشاهده، فإذا كان عالما بالغيب‏;‏ فالشهادة من باب أولى،{‏وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ‏} أي‏:‏ تظهرون
    {‏وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ‏}



    ثم أمرهم تعالى بالسجود لآدم‏;‏ إكراما له وتعظيما‏;‏ وعبودية لله تعالى، فامتثلوا أمر الله‏;‏ وبادروا كلهم بالسجود،
    {‏إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى‏}‏ امتنع عن السجود‏;‏ واستكبر عن أمر الله وعلى آدم، قال‏:‏ ‏
    {‏أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا‏} وهذا الإباء منه والاستكبار‏;‏ نتيجة الكفر الذي هو منطو عليه‏;‏ فتبينت حينئذ عداوته لله ولآدم وكفره واستكباره‏.‏

    [


    وفي هذه الآيات من العبر والآيات‏;‏

    إثبات الكلام لله تعالى‏;‏ وأنه لم يزل متكلما‏;‏ يقول ما شاء‏;‏ ويتكلم بما شاء‏;‏ وأنه عليم حكيم،
    وفيه أن العبد إذا خفيت عليه حكمة الله في بعض المخلوقات والمأمورات فالوجب عليه‏;‏ التسليم‏;‏ واتهام عقله‏;‏ والإقرار لله بالحكمة،
    وفيه اعتناء الله بشأن الملائكة‏;‏ وإحسانه بهم‏;‏ بتعليمهم ما جهلوا‏;‏ وتنبيههم على ما لم يعلموه‏.‏

    وفيه فضيلة العلم من وجوه‏:‏

    منها‏:‏ أن الله تعرف لملائكته‏;‏ بعلمه وحكمته ،
    ومنها‏:‏ أن الله عرفهم فضل آدم بالعلم‏;‏ وأنه أفضل صفة تكون في العبد،
    ومنها‏:‏ أن الله أمرهم بالسجود لآدم‏;‏ إكراما له‏;‏ لما بان فضل علمه،
    ومنها‏:‏ أن الامتحان للغير‏;‏ إذا عجزوا عما امتحنوا به‏;‏ ثم عرفه صاحب الفضيلة‏;‏ فهو أكمل مما عرفه ابتداء،
    ومنها‏:‏ الاعتبار بحال أبوي الإنس والجن‏;‏ وبيان فضل آدم‏;‏ وأفضال الله عليه‏;‏ وعداوة إبليس له‏;‏ إلى غير ذلك من العبر‏.‏





    ( تفسير السعدي )

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الموقع
    اماراتي وراسي في السماء مرفوع
    الردود
    246
    الجنس
    امرأة
    {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

    النساء176

    تفسير الآية :

    أخبر تعالى أن الناس استفتوا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أي‏:‏ في الكلالة بدليل قوله‏:

    {قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ }‏

    وهي الميت يموت وليس له ولد صلب ولا ولد ابن، ولا أب، ولا جد،

    ولهذا قال‏:{إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ }‏

    أي‏:‏ لا ذكر ولا أنثى، لا ولد صلب ولا ولد ابن‏.‏

    وكذلك ليس له والد، بدليل أنه ورث فيه الإخوة، والأخوات بالإجماع لا يرثون مع الوالد، فإذا هلك وليـس لـه ولـد ولا والـد

    {وَلَهُ أُخْتٌ}‏ أي‏:‏ شقيقة أو لأب، لا لأم، فإنه قد تقدم حكمها‏

    {فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ}‏ أي نصف متروكات أخيها، من نقود وعقار وأثاث وغير ذلك، وذلك من بعد الدين والوصية كما تقدم‏.‏

    {‏وَهُوَ‏}‏ أي‏:‏ أخوها الشقيق أو الذي للأب

    {يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ }‏ولم يقدر له إرثا لأنه عاصب فيأخذ مالها كله، إن لم يكن صاحب فرض ولا عاصب يشاركه، أو ما أبقت الفروض‏.‏

    {فَإِن كَانَتَا }أي‏:‏ الأختان ‏{‏اثْنَتَيْنِ‏}‏ أي‏:‏ فما فوق{ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء }‏ أي‏:‏ اجتمع الذكور من الإخوة لغير أم مع الإناث

    {فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ}‏ فيسقط فرض الإناث ويعصبهن إخوتهن

    {يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ } ‏أي‏:‏ يبين لكم أحكامه التي تحتاجونها، ويوضحها ويشرحها لكم فضلا منه وإحسانا لكي تهتدوا ببيانه، وتعملوا بأحكامه، ولئلا تضلوا عن الصراط المستقيم بسبب جهلكم وعدم علمكم‏.

    {وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ‏أي‏:‏ عالم بالغيب والشهادة والأمور الماضية والمستقبلة، ويعلم حاجتكم إلى بيانه وتعليمه، فيعلمكم من علمه الذي ينفعكم على الدوام في جميع الأزمنة والأمكنة‏.

    تفسير السعدي

    (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)



مواضيع مشابهه

  1. النساء الجاهلات ) إلى ارتكاب مايغضب الله، في حق أنفسهم
    بواسطة ماماحميدة في نافذة إجتماعية
    الردود: 8
    اخر موضوع: 23-05-2009, 08:48 AM
  2. الردود: 7
    اخر موضوع: 10-04-2009, 08:45 AM
  3. الردود: 4
    اخر موضوع: 04-10-2007, 01:08 AM
  4. {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله}
    بواسطة $نسائم الخليج$ في روضة السعداء
    الردود: 16
    اخر موضوع: 03-05-2006, 07:31 PM
  5. {قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله}" نسخة "
    بواسطة $نسائم الخليج$ في مواضيع روضة السعداء المتميزة
    الردود: 16
    اخر موضوع: 03-05-2006, 07:31 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ