...................
المبحث الخامس- من الآداب المتعلقة بالكعبة المشرفة أنه لا يجوز استقبالها أواستدبارها ببول أو غائط ، بمعنى أنه لا يجوز للإنسان أن يستقبل القبلة أو يستدبرها في حالة قضائه حاجته .
وهذه مسألة مشهورة تنازع فيها العلماء رحمهم الله تعالى ، وبلغت الأقوال فيها نحواً من ستة أقوال ، ولكل قول وجهة نظر ودليل قوي وتعليل سليم .
ولكن خلاصة القول في المسألة أنه لا ينبغي للمسلم أن يستقبل القبلة أو يستدبرها حال قضاء حاجته ، سواء كان في البنيان أو في الفضاء كالبرية .
وهنا أريد أن أوجه نصيحة لمن أراد أن يبني بيتاً فبعد سؤالي الله له أن يوفقه وأن يبارك له في مسكنه أقول له انتبه لحال دورات المياه في بيتك بحيث تجعل على غير اتجاه القبلة .
أما الأصل في الباب أعني عدم استقبال القبلة أو استدبارها ببول أوغائط فهو حديث أبي أيوب الأنصاري الذي اتفق الشيخان على إخراجه واللفظ الذي أسوقه هنا للبخاري قال أبو أيوب رضي الله عنه :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة و لا يوليها ظهره شرقوا أو غربوا)) .
وفي الباب عن ابن عمر عند الشيخين ،
وعن سلمان الفارسي عند أحمد وأبي داود ،
وعن أبي هريرة عند أبي داود وابن ماجه ،
وعن جابر عند أبي داود وابن ماجه وابن خزيمة وغيرهم .

ثانياً- من خصائص بيت الله المحرم ومن الآداب المتعلقة به أن قصده للحج أو للعمرة مكفر للذنوب ماح للخطايا .
جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : (( من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )) ،
وثبت عندهما من حديثه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم (( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة )) .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ،وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة )) أخرجه أحمد والترمذي بسند حسن ، وله شاهد من حديث ابن عباس عند النسائي ، وشاهد آخر من حديث ابن عمر عند أحمد وابن ماجه ، وبالشاهدين يصبح الحديث صحيحاً لغيره .
فانظر أخي الكريم إلى فضل الله تعالى ، أن رتب على أداء العمرة والحج تكفير الخطايا والذنوب ، فأين هذا الكلام من أناس أنعم الله عليهم من النعم الظاهرة والباطنة ، وأسبغ عليهم لباس الصحة والعافية ، ويمر الموسم تلو الموسم ، ولم يؤدوا فريضة الله عليهم بحج بيته الحرام وبأداء العمرة . وها نحن بحمد الله تعالى نعيش في رخاء وأمن ، ووسائل الذهاب إلى بيت الله تعالى ميسرة وبأقل التكاليف ، مع أن ما يبذله الإنسان في سبيل طاعة الله تعالى لا يعد تكليفاً بل سيؤجر عليه .
وأدهى من ذلك أولئك الذين يمضون أوقات إجازاتهم في الشرق أو في الغرب في بلاد الكفر والرذيلة أو في بلاد تنتشر فيها الفاحشة والخنا ، وعندهم بيت الله تعالى وقد صرفوا وجوههم عنه ، فإن لله وإنا إليه راجعون .
وأقول في هذا المقام ، إن الأجر المترتب على الحج والعمرة هو لمن أخلص نيته لله تعالى ، أما من أراد بذهابه إلى بيت الله أن يرائي بعمله وأن يسمع الناس ويقول : اعتمرت كذا عمرة وحججت كذا حجة ، فهذا ما نال من عمله إلا التعب والنصب وبذل المال ، وما نال من الأجر شيئاً . والعياذ بالله تعالى .
يتبع

أخي الفاضل همام ..
حياك الله وبياك وجعل الفردوس مثوانا ومثواك ..
وبارك الله فيك وفي قلمك ........

جزاك الله خيرا واحسن اليك

بارك الله فيك ..

أختنا الكريمة الخنساء ،
أختنا الكريمة مزن ،
أخنتنا الكريمة السلفية ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أشكركم على الإضافة ، وأسأل الله تعالى أن لا يحرمكم الأجر ،،
بانتظار البقية ،،،