..* قصــة بنـــاء البيــت العتيــق ..*
وها نحن الآن أمام الإختبار الثانـي..*
وبعد أن كبر إسماعيل.. وبلغ أشده.. جاءه إبراهيم وقال له: يا إسماعيل.. إن الله أمرني بأمر.
قال إسماعيل: فاصنع ما أمرك به ربك..
انظروا لقلب إبراهيم وحبه الصادق لله أمره الله فطبق أمره ولم يسوف أو يؤجل أو يهمل خشية منه ومحبة له
يقول الإمام الشافعي رحمه الله:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه
هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته
إن المُحب لمن يحب مُطيع
قال إبراهيم: وتعينني؟ قال: وأعينك. فقال إبراهيم: فإن الله أمرني أن أبني هنا بيتاً
وفي هذه القصة تعاون على البر والتقوى بين الوالد وولده ، فإن إسماعيل قد أعان والده إبراهيم على بناء البيت الحرام.
فكان إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني
إنها مهمة أوكلها الله تعالى لهذين النبيين الكريمين.. مهمة بناء بيت الله تعالى في الأرض.
وكان إسماعيل قد شب وأصبح فتى يستطيع البناء معه .
قال ابن عباس : كأني بإبراهيم ، وقد ارتفع على الجدار ،
وإسماعيل يناوله الحجارة ، وهو يضعها ويبني .
أتدرون ماذا كان نشيدهم الخالد أح بتي في الله؟ ... كانا يقولان :
{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} البقرة: من الآية127 .
فقد كان همهم الأكبر قبول العمل وإن الإنسان إذا عمل الصالحات عليه أن يبقى على وجل أن الله لا يقبل منه،
ولا يغتر بعمله، وليس همهم أمر من أمور الدنيا كمن همها أن تكون الأفضل جمالاً وشكلاً بين البنات
وتجعل كل تفكيرها وتخطيطها في شكلها ولباسها ,
صحيح أن الله جميل يحب الجمال ومأمورون في الشرع بالإهتمام بالشكل والمظهر
ولكن ينبغي أن يكون أكبر همنا هو الآخرة وقبول العمل
ومن النساء أكبر همها صديقتها , حتى أصبحت الغيرة بين الصديقات مُنتشرة وبشكل واضح
ولذلك نجد أن بعض الفتيات لا يردن تعدد العلاقات وذلك تجنباً لمثل هذه المشاكل.
والحسد غالباً ما يكون مرض يصيب ذوي النفوس الضعيفة، ويؤدي إلى العدواة بين الصديقات،
وخاصة القريبات من بعضهن البعض
ويشترط في العبادات حتى تقبل عند الله عز وجل ويؤجر عليها العبد أن يتوفر فيها شرطان :
الشرط الأول:
الإخلاص لله عز وجل ، قال تعالى : ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) سورة البينة/5 ،
ومعنى الإخلاص هو: أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى ،
قال تعالى : ( وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى. إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى) سورة الليل/19
وقال تعالى : (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا) الإنسان/9
الشرط الثاني:
موافقة العمل للشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يُعبد إلا به وهو متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الشرائع
فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه مسلم ( الأقضية/3243)
قال ابن القيم رحمه الله: فإن الله جعل الإخلاص والمتابعة سببا لقبول الأعمال فإذا فقد لم تقبل الأعمال .
والفاجر يفجر ويعصي ويزني ، ويكذب ويغتاب ، ويقول : رحمة الله وسعت كل شيء !
صحيح أنّ الله رحيم بعباده أرحم من قلب الأم على ابنها لكن لمن ؟
لمن تاب وأناب وجاهد نفسه على ترك المعاصي وفعل الطاعات وسعى وبذل الأسباب
أما المُصر على ذنبه وهو غير مُبالٍ ثم يقول الله رحيم ويرجو الجنة
فهذا سوء أدب مع الله والرجاء مع القعود عن بذل الأسباب عجز مذموم،
فالذي يتمنى حصول الخير ولا يبذل أسبابه إنما هو عاجز متمنّي
إذا منَّتك نفسك نيل خير = ولم تبذل له سبباً مؤتَّى
فما تبني وإن أجهدتَ فكراً = سوى حلم يزول إذا صحوتَا
وقد جعل الله للمؤمن من حسن الظن به والتوكل عليه والإلتجاء إليه ما يغنيه عن الأماني الباطلة إذا أعيته الحيل
وتقطعت به الأسباب المادية، فإن سبب الله لا ينقطع
الروابط المفضلة