



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:

إنّ مِن المعلوم أن العلوم ليعلو شأنها، ويسمو قدرها، كلما كانت من كتاب الله أقرب، وبالصلة به أعلق، ومن تلك العلوم التي نالت شرف التعلق بكتاب الله عز وجل علم القراءات، إذ لا يحصل تقويم لفظ القرآن، وإتقان أدائه، وصيانة قراءته من الخطأ والتحريف إلا بالإحاطة بما صحّ من قراءاته، وثبت من رواياته، فموضوع هذا العلم هو الكلمات القرآنية من حيث أحوال النطق بها، وكيفية أدائها.
فعلم القراءات مِن العلوم العظيمة والأصيلة، فهو من أجل العلوم قدرا، وأعلاها منزلة، ولا يكاد يوجد علم من العلوم الشرعية ولا العربية إلا ويعتبر هذا العلم رافداً من روافده، وينبوعاً من ينابيعه.
فعلم القراءات مِن العلوم العظيمة والأصيلة، فهو من أجل العلوم قدرا، وأعلاها منزلة، ولا يكاد يوجد علم من العلوم الشرعية ولا العربية إلا ويعتبر هذا العلم رافداً من روافده، وينبوعاً من ينابيعه.
روى البخاري و مسلم عن عمر أنه قال : ( سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة "الفرقان" في حياة رسول الله
فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يُقرئنيها رسول الله
فكدت أُساوره (أي أثب عليه) في الصلاة، فصبرت حتى سلم، فَلَبَّبْتُه بردائه (أي أمسك بردائه من موضع عنقه ) فقلت: من أقرأك هذه السورة ؟ قال: رسول الله
فقلت: كذبت، فانطلقتُ به أقوده إلى رسول الله
فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرأ فيها، فقال: أرسله ( أي اتركه ) اقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال : كذلك أنزلت، ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال: كذلك أنزلت( إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه ) .




وقد أجمع أهل العلم على أن القرآن الكريم نُقل إلينا عن النبي
بروايات متعددة متواترة، ووضع العلماء لذلك علماً أسموه علم
"القراءات القرآنية" بينوا فيه المقصود من هذا العلم، وأقسام تلك القراءات وأنواعها، وأهم القراء الذين رووا تلك القراءات، إضافة لأهم المؤلفات التي دوَّنت في هذا المجال .

"القراءات القرآنية" بينوا فيه المقصود من هذا العلم، وأقسام تلك القراءات وأنواعها، وأهم القراء الذين رووا تلك القراءات، إضافة لأهم المؤلفات التي دوَّنت في هذا المجال .
والقراءات لغة، جمع قراءة، وهي في الأصل مصدر الفعل "قرأ".
تعريف علم القراءات : هو علم يعرف به كيفية النطق بالكلمات القرآنية ، وطريق أدائها اتفاقا واختلافا مع عزو كل وجه لناقله .
أما المقصود من علم القراءات في اصطلاح العلماء : فهو العلم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها، منسوبة لناقلها .
موضوعه : كلمات القرآن من حيث أحوال النطق بها ، وكيفية دائها .
ثمرته وفائدته : العصمة من الخطأ في النطق بالكلمات القرآنية ، وصيانتها عن التحريف والتغيير ، والعلم بما يقرأ به كل من أئمة القراءة ، والتمييز بين ما يقرأ به ومالا يقرأ به .
فضله : أنه من أشرف العلوم الشرعية ، أو هو أشرفها لشدة تعلقه بأشرف كتاب سماوي منزل .
نسبته إلى غيره من العلوم : التباين .
واضعه : أئمة القراءة ، وقيل أبو عمر حفص بن عمر الدوري . وأول من دون فيه أبو عبيد القاسم بن سلام .
اسمه : علم القراءات ، جمع قراءة بمعنى وجه مقروء به .
استمداده : من النقول الصحيحة والمتواترة عن علماء القراءات الموصولة إلى رسول الله
.

حكم الشارع فيه : الوجوب الكفائي تعلما وتعليما .
مسائله : قواعده الكلية كقولهم : كل ألف منقلبة عن ياء يميلها حمزة والكسائي وخلف ، ويقللها ورش بخلف عنه - وكل راء مفتوحة أو مضمومة وقعت بعد كسرة أصلية أو ياء ساكنة يرققها ورش ، وهكذا .
والقراءات التي وصلت إلينا بطريق متواتر عشر قراءات، نقلها إلينا مجموعة من القراء، امتازوا بدقة الرواية، وسلامة الضبط، وجودة الإتقان، وهاك أسماء أصحاب تلك القراءات، وأشهر رواتهم:
- قراءة نافع المدني، وأشهر من روى عنه، قالون و ورش .
- قراءة ابن كثير المكي، وأشهر من روى عنه البزي و قنبل .
- قراءة أبي عمرو البصري، وأشهر من روى عنه الدوري و السوسي .
- قراءة ابن عامر الشامي، وأشهر من روى عنه هشام و ابن ذكوان .
- قراءة عاصم الكوفي، وأشهر من روى عنه شعبة و حفص .
- قراءة حمزة الكوفي، وأشهر من روى عنه خلف و خلاد .
- قراءة الكسائي الكوفي، وأشهر من روى عنه أبو الحارث و حفص الدوري .
- قراءة أبي جعفر المدني، وأشهر من روى عنه عيسى بن وردان و ابن جماز .
- قراءة يعقوب البصري، وأشهر من روى عنه رويس و روح .
- قراءة خلف بن هشام البزار البغدادي، وأشهر من روى عنه إسحاق بن إبراهيم و إدريس بن عبد الكريم .
ثم إن كل ما نُسب لإمام من هؤلاء الأئمة العشرة، يسمى ( رواية ) فنقول مثلاً: قراءة عاصم برواية حفص وقراءة نافع برواية ورش ، وهكذا .
وقد ذكر ابن عاشور في تفسيره " التحرير والنتوير " أن القراءات التي يقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام هي : قراءة نافع برواية ورش في بعض القطر
التونسي، وبعض القطر المصري، وفي جميع القطر الجزائر، وجميع المغرب الأقصى، وما يتبعه من البلاد والسودان.
وقراءة عاصم برواية حفص عنه في جميع المشرق، وغالب البلاد المصرية، والهند، وباكستان، وتركيا، والأفغان، قال والكلام لـ ابن عاشور وبلغني أن قراءة أبي عمروالبصري يقرأ بها في السودان المجاور لمصر .



التونسي، وبعض القطر المصري، وفي جميع القطر الجزائر، وجميع المغرب الأقصى، وما يتبعه من البلاد والسودان.
وقراءة عاصم برواية حفص عنه في جميع المشرق، وغالب البلاد المصرية، والهند، وباكستان، وتركيا، والأفغان، قال والكلام لـ ابن عاشور وبلغني أن قراءة أبي عمروالبصري يقرأ بها في السودان المجاور لمصر .






تعليق