هو سعد بن مالك "مالك يكنى بأبي وقاص" بن وهيب بن عبد مناف بن كعب بن زهرة القرشي,
وجده "وهيب" هو عم "آمنة بنت وهب" والدة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وهب ووهيب هما شقيقان وهما ابنا عبد مناف بن كعب بن زهرة القرشي.
وبناء على هذه الوشيجة أصبح سعد بن أبي وقاص هو خال الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - لأنه ابن عم آمنة بنت وهب, أم الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -
والعرب قديما وحديثا تعتبر اخوان المرأة وأبناء عمها هم أخوال لأبنائها وبناتها. الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - من فخذ "بني هاشم" من قريش,
و خاله سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - من فخذ "بني زهرة" من قريش.
ويلتقي عمود نسبها في الجد "كلاب" الذي هو الجد الخامس للرسول وهو أيضا الجد الخامس لسعد بن أبي وقاص.
بعبارة أخرى الخال وابن بنت العم يلتقيان بجد واحد لأنهما من قبيلة واحدة.
أما أخوال سعد بن أبي وقاص فهم من فخد "بني أمية" من قبيلة قريش.
فأم سعد هي: خمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس "وعبد شمس هو شقيق هاشم, وهاشم هو جد بني هاشم من قريش".
الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - يفخر بخاله سعد: الفخر والافتخار بالأخوال عادة عربية قديمة عند العرب الأوائل كما هي سائدة وشائعة عند العرب الأواخر,
فالانسان العربي يفخر ويفاخر بأمه وأهلها, فالخال عند العرب بمنزلة الوالد والخالة بمنزلة الأم وكان الشعور السائد عند العرب
أن للخال تأثيرا قويا في ابن أخته فهو يرث من خاله الصفات الخَلقية والخُلقية "الجسمانية والمعنوية"
لذا قالت العرب في أدبياتها ورواياتها: "عرق الخال لا ينام" ولهذا السبب اهتموا غاية الاهتمام باختيار وانتقاء زوجاتهم لأنهن أمهات أولادهم.
ولنستمع لهذا الأعرابي من عربان الجاهلية, وهو يخاطب زوجته التي أنجبت له ولدا لا يشبهه وانما يشبه خاله:
والله ما أشبهني عصام
لا خُلق منه ولا قَوام
نمتُ وعرق الخال لا ينام
ولنستمع الى ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديق وهي تلاعب وترقص ابنها عبدالله بن الزبير بن العوام مفتخرة بأخواله آل أبي عتيق "آل أبي بكر الصديق",
تقول:
أبيض من آل أبي عتيق
مبارك من ولد الصديق
ألذه كما ألذ ريقي
لذلك لا نستغرب عندما نرى سيدنا الرسول العربي محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم القرشي - صلى الله عليه وسلم -
كثير الفخر والافتخار بخاله سعد بن أبي وقاص بن وهيب بن عبد مناف الزهري القرشي.
فاذا رأى خاله سعد قادما قال لصحابته هذا خالي سعد "الأسد في براثنه"
وكان الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - ينظر لخاله سعد بالعين الجليلة نظرة اكبار واعتزاز لشجاعته وسمو أخلاقه
وكان يقول دائما: "هذا خالي سعد فليرني امرؤ خاله".
وكان رجال ونساء فخذ "بني زهرة" من قريش يتفاخرون ويفخرون على غيرهم بقولهم: "نحن أخوال النبي محمد" لأن أم النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - "آمنة بنت وهب" منهم.
تماما كما يقول اليوم العرب في بوادي وحواضر جزيرة العرب,
فهم يقولون: "نسيب الواحد نسيب الكل" و "خال الواحد خال الكل".
وحول تأثير الخال في ابن أخته يقول عربان الجزيرة الحاليون: "طيب الولد من طيب خواله" و "الولد يجذبه عرق الخال" و "ثلثين الولد على خاله" و "الخال والد".
وحول وجوب اختيار الزوجة, يقول العرب الأواخر في أحدياتهم الشعبية:
عرب وليدك عربه
النار من مقباسها
العز بارحام النسا
اللي عريب ساسها
رسولنا محمد يأمرنا باختيار أخوالنا من الأخيار الأجواد
الرسول العربي الكريم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي - صلى الله عليه وسلم - يؤكد أن أهله,
والده عبدالله وجده عبد المطلب اختارا له الأم الصالحة الكريمة من المنبت الطيب فظهر له أخوال شجعان أفذاذ في سمو أخلاقهم العربية الراقية,
ومنهم الصحابي الكبير سعد بن أبي وقاص بن وهيب الزهري القرشي ابن عم آمنة بنت وهب والدة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- .
ويأمرنا رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - بأن ننتقي ونختار الأخوال الصالحين
فهو يقول لنا: " تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء".
وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - : "اياكم وخضراء الدِّمن"
وخضراء الدمن: هي النبتة الحسناء الأنيقة التي تنبت في المكان الفاسد مثل مراح الابل.
وهذه النبتة الحسناء في منبت السوء هي تشبيه للمرأة الجميلة الحسناء من الأسرة الفاسدة.
وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم- : " تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فان صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في العمر".
وأحاديث الرسول العربي محمد - صلى الله عليه وسلم - حول اختيار وانتقاء الزوجة العربية الأصيلة الصالحة وحول المحافظة على الأنساب,
جاءت هذه الأحاديث النبوية الكريمة منسجمة مع تراث العرب وأخلاقها وعاداتها الكريمة المتوارثة,
فالعرب معروفون عبر تاريخهم الطويل الموغل بالقدم بالمحافظة على أنسابهم وعلى أنساب خيولهم وابلهم الأصايل. يقول شاعر شعبي من العرب الأواخر:
من لا يعرب وليده قبل منسبه
يا ويلده يطلع عليه ابلاش
ويقول الشاعر الشعبي حسن بن الذيب العجمي اليامي:
الولد وان طاب طيبه من خواله
بالخوال يسال قبل الوالديني
وهذا الصحابي الجليل حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي,
شاعر رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - ينتفض منزعجا عندما سألته احدى النساء عن أخواله, فيرد عليها قائلا:
سألت حسان من أخواله؟
انما يسأل بالشيء الغُمر
قلت أخوالي بنو كعب اذا
أسلم الأبطال عورات الدبرة
رب خال لي لو أبصرته
سبط المشية في اليوم الخصر
وفي معركة أُحد, كان الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- ينادي خاله سعد بن أبي وقاص ليرمي الأعداء ويشجعه
ويحثه قائلا له: "ارم سعد فداك أبي وأمي" ولما انكسرت قوسه أعطاه الرسول قوسا أخرى,
وقال: "اللهم سدد رميته وأجب دعوته" وقد عرف بين اخوانه من الصحابة بأن دعوته مستجابة لا ترد.
و هذا الفيديو عن يحكي عن نسبه
الروابط المفضلة