ليتني فعلتها ! قصة واقعية

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • قطـرات
    رئيسة الأركان العامة-فريق المناسبات-مشرفة الملتقى الحواري
    • Dec 2010
    • 11481

    ليتني فعلتها ! قصة واقعية

    ليتني فعلتها
    :






    ليتني
    فعلتها ! ..*




    كانت طفلتها الصّغيرة ذات العامين تتصرّف بغرابة ذلك اليوم
    إذ كانت تردّد كلمات والدها بتكرار أثار استغرابها !
    نقلت نظراتها بين طفلتها هذه وشقيقتها الأخرى التي لم تتجاوز عامها الأول بعد ؛
    وهي تكتم حزنًا تُخفيه عن أعين من حولها
    إذ ودّعت قبل ثلاثة عشر يومًا جنينًا ذكرًا في أشهره الأولى ؛
    بعد أن انقطع عنه الأوكسجين وتوقّف نبض القلب
    لكنّه بقي في الثّلاجة لعدّة أيّام حيث أنّ والده كان في بداية أيام عمله الأولى
    وكان غير مسموحٍ له بالخروج تلك الفترة حيث أنّه يتبع جهة عسكرية
    إلى أن ذهب العمّ شقيق الوالد واستلم الجنين ودفنه في ذلك اليوم




    اجترّت آلامها بصمت وهي تتذكّر ثلاث سنوات مضت من عمرها
    مع زوجها الذّي رزقها الله إيّاه ، فعاشت معه أجمل أيام حياتها
    ابتلعت شوقها إليه وهي تستعرض أيامها معه يوماً بيوم وساعةً بساعة
    فقد غادرها منذ أسبوعين بعد أن تمّ قبوله للعمل في تلك الجهة العسكرية


    استرجعت في مخُيّلتها كيف كانت تلك الفتاة العابثة البعيدة عن ربها
    فلم تكن تهتم لأمور دينها .. ولم تكن تُصلّي !
    وكان حجابها - إن سُمّي حجابًا - فاتنًا مزركشًا
    حقًّا .. لقد كانت باختصار مفرّطةً في أمور دينها .. غفر الله لها ..*


    ثمّ جاء ذلك اليوم الذّي تقدّم لها هذا الشّاب فتيسّرت الأمور وتمّ الزواج
    كان زوجها طيّباً كريماً حلو المعشر حسن التّعامل
    وكان لأسلوبه الرّاقي وتعامله معها أبلغ الأثر في استقامتها
    فبدأت تصلّي .. ثمّ ارتدت عباءةً ساترةً على الرّأس برضىً تام
    لكنّ ارتداء القفّازين لم يرُقْ لها كثيرًا فكانت تُماطل في ارتدائهما وتقدّم له الأعذار
    مضت حياتهما هانئةً و رزقهما الله بطفلتين جميلتين
    وكان زوجها دائماً حريصًا عليهما وينصحها أن لا تُلبِسَهُما القصير
    وينتقي معها الفساتين السّاترة لهما رغم صغر سنّهما
    فكانت تسعد باهتمامه ببناته الدّائم وحرصه عليهما وحبّه لهما


    أوقفت شريط ذكرياتها التّي أشعلها شوقها إليه ؛
    فقد أحسّت بتعبٍ وخاصّةً بعد عملية الإجهاضِ القريبة
    فتركت بُنيّاتها في رعاية والديها وأخواتها ، وأخلدت إلى النّوم




    على الجانب الآخر .. كان يوم زوجها مميّزًا .. ولكنه مختلف تمامًا !
    صلّى فرائضه الخمس في جماعةٍ .. ثمّ حضر مجلس ذكرٍ طيّب

    لكن حدث الشّيء
    المختلف بعد ذلك .. !
    إذ أتته
    لحظةً شعر بضيقٍ في التّنفّس وبعضَ الاختناق

    ذهب واتّصلَ بزوجته لسببٍ ما .. لكنّها كانت نائمةً - كما أخبره أبوها -
    أعاد الاتّصال بعد قليل .. لكنّها أيضًا كانت نائمة !
    شعرَ بزيادةٍ في الاختناق فذهب إلى رئيسه كي يستأذنه للرّاحة
    تلقّاه رئيسه ناظرًا إليه في تعجّب .. !
    فقد كان وجهه يميل إلى الزّرقة ، وبالكاد يلتقط أنفاسه !
    لم ينتظر الرّئيس وأسرع بطلب الإسعاف الذّي حضر على الفور
    لكنّ علامات الدّهشة كانت باديةً على كلّ الوجوه من حوله
    فلم يكن هناك إشارات للحياة في أجهزة التّنفس والقلب !
    لا أوكسجين .. ولا نبض في القلب !
    باختصار : كان الشّاب .. يحتضر !
    ومع ذلك كان بين أيديهم يحرّك شفتيه بـــــ الشّهادتين !
    مضت الدّقائق مُتسارعة .. ثمّ لفظ أنفاسه الأخيرة !
    ليلحق بطفله الجنين بعد ثلاثة عشر يومًا من وفاته
    وبنفس الأعراض : لا أوكسجين ولا نبض في القلب !




    لم تتمالك نفسها ! فقد كانت الصّدمة عنيفةً عليها وهي في مرحلة النّفاس
    فخارت قُواها .. وانهارت .. وسقطت مغشيًّا عليها
    ثمّ استفاقت لتُواجه الواقع الأليم بفقدِ الزّوج الحبيب
    لكن .. جاء الجبرُ لقلبها المكسور من الجبّار سبحانه ؛
    كـــ غيثٍ انسكبَ بردًا وسلامًا على نيران قلبها ؛ فأطفأها
    وأتبَعَتهَا مواساةُ صديقاتها لها وتذكيرهن لها بالصّبر والاحتساب
    لتُقاسمنها هــمًـا أضنى كاهلها فتخفّفنَ أثقاله عليها
    لكنّها كانت على ثقةٍ أنّ ما حدث كان خيرةَ الله لها ولزوجها
    فقابلته بإحسانِ الظّنّ أنّه لا يأتِ من ربّ الخير إلا الخير
    فقد عاشت هذا بنفسها حينما عرفت السّعادة الحقيقية بقرب ربّها
    بعد أن امتنّ الله عليها بزواجها ، لتستقيم على طريق الهدى بعد ضلال

    والآن قدّر الله عليها رحيل زوجها لحكمةٍ أخرى لا تعلمها
    لكنّها تثقُ أنّه لــــ خيرٍ كتبه الله عليها وقدره ..
    قبل أن يخلق الله السّموات والأرض بخمسين ألف سنة




    استرجَعتْ وبكت ْكثيراً .. لقد رحل الحبيب .. وأنّى له الرّجوع !
    ارتدت قفّازين تستران كفّيها .. واستغربت الرّاحة التّي وجدتها في ارتدائهما
    فلم تكن تُعيقاها عن شيءٍ - كما اعتقدت سابقًا - !
    ومرّ عليها شريط الذّكريات مع إحساسها هذا محمّلًا بالحسرات :

    ليتني أسعدتُ زوجي بارتداءِ القفّازين في حياته ..

    ليتني فعلت هذا قبل موته ..*
    ليتني .."""





    سنرحلُ .. أو يرحلُ أحبّتنا قبلنا يومًا ما ..
    فلا تتأخّروا في إهداء الفرح لقلوبهم بما يسرّهم منكم
    حتّى لا تتجرّعون
    الحسرات بعد رحيلهم !

    فـــ لو رحلوا .. لن يعودوا أبداً ..**

    :

    [ عن قصة حقيقيّة تمّ استئذان صاحبتها في نشرها جبر الله قلبها ]

    :


    بقلم وقلب : قطـرات

    ()




    :










    آمل الردّ من الأخوات فقط

    وعندما أغيب بلا عودة ..*
    اذكروني بدعوة علّها تؤنسني هناك ..*
  • sarakoukou
    عضو نشيط
    • Dec 2014
    • 115

    #2
    بارك الله فيك اختي قطرات
    قصة رائعة ومؤثرة
    اللهم استرنا واحفظنا يارب

    تعليق

    • قطـرات
      رئيسة الأركان العامة-فريق المناسبات-مشرفة الملتقى الحواري
      • Dec 2010
      • 11481

      #3
      :

      أهلاً بكِ عزيزتي سارة
      سعدت بوجودك بالقرب

      ولدعواتك اللهم آآمين

      :









      آمل الردّ من الأخوات فقط

      وعندما أغيب بلا عودة ..*
      اذكروني بدعوة علّها تؤنسني هناك ..*

      تعليق

      • وعود الخير
        رئيسة أركان الأطباق
        • Nov 2003
        • 51980

        #4
        رائعة المداد
        دائماً ما تتجمد أناملنا وتقف حائرة خجلى أمام كتاباتك القيمـة
        وتسكننا الحيرة بأي أحرف أو كلمات نجاري روعتها
        ونحتار اي رد نختار ...

        بالإنتظـــــــــار


        تعليق

        • فجر ليبيا
          النجم البرونزي
          • Sep 2011
          • 712

          #5
          جزاك الله خيرا

          قصه مؤثره جدا..

          تحمل في طياتها جمله من الدروس والعبر ...

          تعليق

          • نور العيون123
            ميــلاد قلم " مشروع نبض الفيض "
            • Apr 2008
            • 5224

            #6
            ​قصة رائعة وهادفة ومؤثرة جدا جزاك الله كل خير وسلمت يداك ونفع الله بها


            تعليق

            • قطـرات
              رئيسة الأركان العامة-فريق المناسبات-مشرفة الملتقى الحواري
              • Dec 2010
              • 11481

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة وعود الخير
              رائعة المداد
              دائماً ما تتجمد أناملنا وتقف حائرة خجلى أمام كتاباتك القيمـة
              وتسكننا الحيرة بأي أحرف أو كلمات نجاري روعتها
              ونحتار اي رد نختار ...

              أشكر لكِ ثناءكِ العاطر وعودي
              وهذا من جمال نظرتك ولطف ذوقك

              أسعدني مرورك العبِق ()
              بارك الله فيكِ وجزيتِ خيراً

              =)

              :









              آمل الردّ من الأخوات فقط

              وعندما أغيب بلا عودة ..*
              اذكروني بدعوة علّها تؤنسني هناك ..*

              تعليق

              • رحييق
                عضو نشيط
                • Feb 2008
                • 311

                #8
                قصه جميله بارك الله فيك

                تعليق

                • الحالمه3
                  عضو نشيط
                  • May 2010
                  • 315

                  #9
                  بارك الله فيك. ......وﻻ اروع صراحه.....اللهم ردنا إليك ردا جميلا

                  تعليق

                  • Racha Dz
                    عضو نشيط
                    • Jul 2013
                    • 130

                    #10

                    قصة رائعة ، أسأل الله ان يرزقها الصبر و السلوان
                    جزاك الله خيرا على نقلك الجميل ،

                    أسأل الله ان يوفقنا لنسعد من حولنا سواءا كانوا من الأقرباء او من الغرباء
                    فادخال السرور على المسلم من أفضل و أحب الأعمال الى الله كما حدثنا خير الأنام
                    صلى الله عليه و سلم

                    تعليق

                    • ام البنين1977
                      كبار الشخصيات "قاصة مبدعة "- شعلة العطاء
                      • Jun 2005
                      • 11044

                      #11
                      كثيرة هي المواقف التي تترك في قلوبنا بصمة أليمة
                      لأننا لم نستثمرها كما يجب ..
                      زهور لم نتذكر قطافها إلا بعد أن تذبل ..

                      كلمات رائعة بارك الله فيكي
                      حسبي الله و نعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ...
                      حسبي الله و نعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ..
                      حسبي الله ونعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ...
                      حسبي الله ونعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ..
                      حسبي الله و نعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ...
                      حسبي الله و نعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ...
                      حسبي الله و نعم الوكيل لا إله إلا هو عليه توكلت و هو رب العرش العظيم ...
                      لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ...






                      [

                      ]

                      تعليق

                      يعمل...