؛
الزّمن !
لم يكن الزّمن يومًا شيئًا مُحدّدًا ، ولم يعرف وصفًا من واصف ، لأنه ليسَ دائمًا واحدًا !
سألتُ السّاهدَ ليلًا : كم بيننا وبين الفجر ؟
فأجابني : ساعاتٌ لا تتحرّك ولا تنتهي !
وسألتُ المأسورَ خلف القضبان : كم بَقي من وقتٍ عصيب ؟
فقال : بالكادِ دخلنا به !
وحين سألتُ نوعًا آخر ، نوعٌ يطيرُ فرحًا ويَظنّ البلبلُ أنّهما شقيقان : كم بيننا وبين زوال هذه الفرحة ؟
- لمحةُ بصر ، أو شعاع برقٍ أو طرفةُ جفن !
- ولكنّه نفسه .. الزّمن ! فكيف يتنكّر ويتخفّى عن تقديرات عقولنا !
أدركتُ أخيرًا ، أنه عَجبٌ عُجاب ؛
الزّمنُ .. ليس شيئًا إلا الإحساس َ به !
فبعضنا يَحسّه دهرًا ، وبعضنا يَظنّه ثوانيَ قليلة وبعضنا يراهُ كوَمض الضوء ، إنه ليس ذاتهُ كل يوم ، وعند كل شخص .
هكذا الزّمن !
بقلم : زهرة الشآم
،
الروابط المفضلة