ذاتَ لقاءٍ حوى قلبَينِ
و دِفئ الحديث ()
هَمسَـتْ لها :
♥- أتمنّى ثلاثة أشياء "
قالت ♥: هاتِ القلبَ بنبض الإخاء و حلّقي عاليا نحو السّماء ؛
يا رفيقتــي مُـدِّ كفيكِ بالدعاء و أخبري قلب الصديقة ()
تَمنَّـيْ فالأمنياتُ تحيا إذا ما سعينا لها , و اللهُ يهدينا الدّروب :")
: ♥- أتمنّى أن ألهو بخصلات شعري و أعودُ تلك الفتاة الصّغيرة ,
تجذبُني براءتها بلا ذنبٍ و لا ألمٍ *
* أن يطرق مسمعي صوت الآذان
لأحلّق عاليا بروحٍ طروبة
أشتهي سماعهُ يا صديقتي , و بلدُ المقامِ لا تحتفلُ بأوقاته العَذوبة ,
لا تصدعُ المآذنُ به في كلّ حين طَروبة
لا تُعلنُ انْتِماءها للإسلامِ ؛ بصوتٍ نديّ يملأُ أرجاءها ..
هنا يا صديقتي
يَحبِسون صوتهُ بين جُدران المساجد ,
يحرمون أنفسهم النــقاء :"
إنكم لفي نِعم ؛ يـغْبطكُم عليها من قد حُرِم
فقيّدوها بالشّكر "
* أتمنّى أن أعْتَمِر؛
أن أزورَ بيت الله الحَرام , أن يُحقّق ليَ اللهُ ذاك المَرام
أدْنو من بيت النبيّ و أُلقي التَّـحيّة
قلبي يهفو يا صديقتي لاحْتِضانِ تلك الهديّة *
:
فابتسمتْ و بين مُقلتيْها دمعة :
♥ - إنّما أرادَ الله ببُعدكِ عن بلدِكِ العربيّة كلّ خير
كما أرادهُ لي ببعدي عن الأهلِ و الوطنِ
أرادَ أن يُنقّينا ؛ أن يُبلّغنا أمانينا
تعالي يا صديقتي
لنذكّرُ أنفسنا بجزاء الصابرين
و
نجْمعُ من هُنا و هناك ما قرأنا ؛
عن الصّبر
و ما يزرعهُ في القلبِ فَنَجْـنِيه ؛
عن الأملِ إن ماتَ يُحييه ؛
عن مَأْرَبٍ يجمعنا فنسعى .. بإذن الله نُلاقيه :")
♥ - كعادتكِ يا صديقتي ()
تحاولين نزع آلامي
تجتهدين لتكوني بلسما يشفي كلّ جرحٍ دامي ..
أستغفرُ الله و أتوبُ إليه :""
من حزَنٍ يطمِسُ نورَ الحياة
و يُخفي من حولنا النعم كي لا نراها
فتنبثقُ الآلام من حولنا تسقينا الفقد ألوانا ..
أستغفرُ الله ""
و الحمدُ لله على كل حال
الحمدُ لله حتى يبلغ الحمدُ منتهاه
♥ - الحمدُ لله ()
كما تعلمين يا حبيبتي أنّ الله تعالى قدْ ذكر الصبر في عدة آياتٍ و سُورٍ من القرآن الكريم
و ذلك لعِظم جزاءه فقال : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } الزمر /10
و جعلهُ بشرى لأصحاب البلاء
فقال : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } البقرة /155
و قال تعالى عند المِحنِ و الشدائد :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } البقرة/ 153
{ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ } البقرة/ 177
و قال تعالى : { وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } الأنفال /46
{ وَاصْبِرْ فَإِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ } هود/ 155
أكملي يا صديقتي و ذكِّرينا بالمزيد ..
♥ - آياتُ الله نور :")
جاءَ أيضا في أحاديث نبويّة عديدة ذكرُ الصَّبر :
* قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها حتى الشوكة يشاكها ) رواه البخاري
* و قال صلى الله عليه وسلم: ( عَجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) رواه مسلم .
* و عن ابن مسعود رضي الله عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فقلت : يا رسول الله إنك توعك وعكا شديدا . قال : ( أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم ). قلت ذلك أن لك أجرين . قال : ( أجل ذلك كذلك ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته وحطت عنه ذنوبه كما تحط الشجرة ورقها ) رواه البخاري ومسلم .
الوعك: مغث الحمى وقيل الحمى .
و جاءَ في الصَّبرِ أيضا عدة أقوال للسَّلفِ و العُلماء فقيل :
* عن إبراهيم التيمي، قال: " ما من عبد وهب الله له صبرًا على الأذى، وصبرًا على البلاء، وصبرًا على المصائب، إلا وقد أُوتي أفضل ما أوتيه أحد، بعد الإيمان بالله "
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " إنَّ أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أنَّ الصبر كان من الرجال لكان كريمًا "
* وقال عمر بن عبد العزيز وهو على المنبر: " ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه، فعاضه مكان ما انتزع منه الصبر، إلا كان ما عوَّضه خيرًا مما انتزع منه، ثم قرأ: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر :10] "
* وقال أبو عبد الرحمن المغازلي: " دخلت على رجل مبتلى بالحجاز، فقلت: كيف تجدك؟ قال: أجد عافيته أكثر مما ابتلاني به، وأجد نِعَمه عليَّ أكثر من أن أحصيها، قلت: أتجد لما أنت فيه ألـمًا شديدًا؟ فبكى ثم قال: سلا بنفسي عن ألم ما بي ما وعد عليه سيدي أهل الصبر من كمال الأجور في شدة يوم عسير، قال: ثم غشي عليه فمكث مليًّا ،ثم أفاق، فقال: إني لأحسب أنَّ لأهل الصبر غدًا في القيامة مقامًا شريفًا لا يتقدمه من ثواب الأعمال شيء، إلا ما كان من الرضا عن الله تعالى "
* وقال أبو حاتم: " الصبر جماع الأمر، ونظام الحزم، ودعامة العقل، وبذر الخير، وحيلة من لا حيلة له، وأول درجته الاهتمام، ثم التيقظ، ثم التثبت، ثم التصبر، ثم الصبر، ثم الرضا، وهو النهاية في الحالات " .
* - وقال عمر بن ذر: " من أجمع على الصبر في الأمور فقد حوى الخير، والتمس معاقل البر وكمال الأجور " .
* وعن أبي ميمون ، قال: " إن للصبر شروطًا، قلت -الراوي-: ما هي يا أبا ميمون؟ قال: إن من شروط الصبر أن تعرف كيف تصبر؟ ولمن تصبر؟ وما تريد بصبرك؟ وتحتسب في ذلك وتحسن النية فيه، لعلك أن يخلص لك صبرك، وإلا فإنما أنت بمنزلة البهيمة نزل بها البلاء فاضطربت لذلك، ثم هدأ فهدأت، فلا هي عقلت ما نزل بها فاحتسبت وصبرت، ولا هي صبرت، ولا هي عرفت النعمة حين هدأ ما بها، فحمدت الله على ذلك وشكرت" .
...................
و ارتويْنَا وَدْقًا :")
و أنتم هل ارتوَيتُم ؟!
شاركونا بجمال الحرفِ / نورِ السُّورِ / قولٍ أو حديث ..
: جعلنا الله من الصَّابرين و غَفر لنا و إيَّـاكم : ()
بنَبضيْنا ♥♥
فإن ذَكرتُنَّني في دعوة فضُمّوا قَلبينا ()()
و ارتويْنَا وَدْقًا :")
و أنتم هل ارتوَيتُم ؟!
شاركونا بجمال الحرفِ / نورِ السُّورِ / قولٍ أو حديث ..
: جعلنا الله من الصَّابرين و غَفر لنا و إيَّـاكم : ()
بنَبضيْنا ♥♥
فإن ذَكرتُنَّني في دعوة فضُمّوا قَلبينا ()()

تعليق