أُخيّتي قمر الشام إسمحي لي بهذه المداخلة البسيطة..
أُخيّتي.. من تأمل الوقائع التاريخية الفاصلة, وعلم ميزان القوى فيها, وعرف كيف كانت نتائجها، تبيّن له أن النصر بإذن الله سيكون حليف المسلمين في سوريا فقد تهيأ لهم عدد من أسباب النصر، ولم يبق إلا أن ينجز الله لهم وعده, فهو سبحانه القادر على كل شيء.
وسوف أستشهد على ذلك بذكر نبذة عن ثلاث معارك فاصلة دارت رحاها على أرض الشام كان النصر فيها للمسلمين رغم الفارق الكبير في العدد والعتاد..
أولها معركة اليرموك بين المسلمين والروم كان عدد جيش المسلمين فيها مابين ستة وثلاثين إلى أربعين ألفاً, بينما بلغ فيها جيش الروم مائتين وأربعين ألف, ثمانون ألفاً منهم مسلسلٌ بالحديد والحبال، وثمانون ألفاً فارس، وثمانون ألفاً راجل.. وكان النصر للمسلمين.
وثاني معركة هي معركة حطين التقى صلاح الدين بالصليبيين في تل حطين الذين جاؤوا بحدهم وحديدهم في خلق لا يعلم عدتهم إلا الله عز وجل، يقال كانوا خمسين ألفا وقيل ثلاثا وستين ألفا، وجيش صلاح الدين قرابة أثنا عشر ألفاً.. وكان النصر للمسلمين.
وثالث معركة هي معركة عين جالوت: فبعد أن إكتسح التتار العراق ودمروا بغداد ساروا إلى الشام فعاثوا فيها تقتيلاً وفساداً, ثم أرسل هولاكو وهو نازل على حلب جيشاً مع أمير من كبار دولته يقال له: كتبغا، فلما بلغ سلطان مصر المظفر قطز ما كان من أمر التتار بالشام وأنهم عازمون على الدخول إلى ديار مصر بعد تمهيد ملكهم بالشام، بادرهم قبل أن يبادروه وبرز إليهم وأقدم عليهم قبل أن يقدموا عليه، فخرج في عساكره حتى انتهى إلى الشام واستيقظ له عسكر المغول وعليهم كتبغا، فأشير عليه بأنه لا قِبل له بالمظفر حتى يستمد هولاكو فأبى إلا أن يناجزه سريعاً، فساروا إليه وسار المظفر إليهم، في يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان سنة 658هـ فاقتتلوا قتالاً عظيماً، فكانت النصرة ولله الحمد للإسلام وأهله، فهزمهم المسلمون هزيمة هائلة وقُتِل أمير المغول كتبغا وجماعة من بيته، واتبعهم الجيش الإسلامي يقتلونهم في كل موضع، واتبع الأمير بيبرس وجماعة من الشجعان التتار يقتلونهم في كل مكان، إلى أن وصلوا خلفهم إلى حلب، وهرب من بدمشق منهم فتبعهم المسلمون من دمشق يقتلون فيهم ويستفكون الأسارى من أيديهم، وجاءت بذلك البشارة ولله الحمد على جبره إياهم بلطفه فجاوبها دق البشائر من القلعة وفرح المؤمنون بنصر الله فرحا شديداً، وأيد الله الإسلام وأهله تأييداً.
أحبتي في الله ماذكرته هنا من أخبار هذه المعارك هو تذكرة لإخواني في الشام, وبشارة بنصر الله تعالى القريب إن شاء الله، فسترفرف أعلام النصر هنا في دمشق, وهناك في دير الزور, وفي درعا وحلب وفي حمص وحماة وعلى الشام كله. فالبشائر خير شاهد, وأصدقها رجوع الناس إلى دين الله, فتأملوا تلك الوجوه النيرة والتكبيرات المتوالية: الله أكبر الله أكبر..
وأصدق تلك البشارات قول النبي صلى الله عليه وسلم:" طوبى للشام.. طوبى للشام.. قيل: ما بال الشام؟ قال:"تلك ملائكة الله باسطو أجنحتها على الشام". رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الأرنؤوط.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله". رواه أبو داود وابن حبان والحاكم وقال صحيح, وصححه الألباني في الترغيب والترهيب.
ومع هذا وذاك فالله عز وجل يقول: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }. ويقول سبحانه:{لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ *وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.
اللهم إنصر عبادك المؤمنين في الشام وثبت أقدامهم وإجمع على الحق كلمتهم يا ذا الجلال والإكرام.
شكراً أُخيّتي قمر الشام على تواجدي هُنا.. وعذراً منكـِ على إطالتي فما في القلب لاتكفيه السطور.
الروابط المفضلة