استيقظت تغمرها سعادة لا حدود لها...
بخفة الفراشة حركاتها.... تكاد تطير فرحاً....
ولم لا تفرح واليوم يومها!!!
اليوم تتحقق أغلى الأمنيات وأعذبها
اليوم ستكون الملكة
كل شيء سيغدو بأمرها وطوع بنانها
تفقدت الحقائب ...
كل شيء معد كما هو مخطط له
ارتاح بالها واطمأن قلبها
ياااااااااااااااه
وأخيرا ....
أخيرا يتحقق حلمها
كم عانت في سبيل تحقيقه
كم تعذبت وكم تدللت
كم غضبت وكم هادنت
كم صمتت وكم ناقشت
حتى تم لها المراد...
سأنتظرهم هنا
على هذه الأريكة قرب الباب
ألقت بجسدها....
تختلس لحظات من الزمن
وتنسج سيناريو ما سيتوالى من أحداث
طالما انتظرتها....
أين أنا؟!!
بالكاد افترق الجفنان وتسلل بعض الضياء عبر رموش متلاصقة
ليطالعها وجه غريب يحمل بعضاّ من ملامحها في مرآة مقابلة...
قامت بخطى متثاقلة
كطفل فرح بأولى خطواته....
تفقدت المكان
ولسان حالها يكرر السؤال
أين أنا؟؟؟
ما هي إلا لحظات حتى وصل لمسامعها
أصوات متداخلة
مبهمة
لم تفهم منها حرفاَ....
أصوات متداخلة
مبهمة
لم تفهم منها حرفاَ....
وجه غريب لسيدة عجوز ...
وكلام يدل على طول صبر....
وكلام يدل على طول صبر....
وأخيرا استيقظت ....
مازالت تعيش في دوامة
حتى اللحظة لم تستوعب الموقف..
ألم تكن تجلس على أريكة في بيتها...
أكان حلمـاَ ...
وسيدة أخرى لا تصغر سناً عن سابقتها تواسيها:
لا تستائي والتمسي لهم عذراً .....
لعل أمرا ما وقع منعهم من الحضور
قد يأتون غدا أو بعد غد...
ابتسمت بمرارة..بعد غد...
أو بعد بعد غد
كم سنة مرت عليها وهي تنتظر الغـد
لم ترهم أو تعرف عنهم شيئا
كم عدد أبناءهم؟؟؟
وكيف أصبحت أحوالهم؟؟؟
حتى أصواتهم لم تعد تسمعها عبر الهاتف...
آآآآه...
انطلقت بحسرة تحرق فؤادها....
يا أولادي
أي خطأ ارتكبته
حتى أموت وأنا على قيد الحياة!!!
واستها السيدات وكل تروي ما حدث لها من عقوق أبناء
وجدوا في الزوجة البديل
وكأن الزوجة هي من أنجبت وسهرت....
هي من عانت وشاب منها الشعر وانحنى الظهر في خدمتهم
دنيااااااااااااا
رددت أحد العجائز ودموعها منهمرة ...
رددت أحد العجائز ودموعها منهمرة ...
دنيا ....دنياا....دنيااااااااااااا..
انتبهت فزعة على يد تربت على كتفها
وجدت حماتها تسألها بقلق:
دنيـا...
ما بك يا ابنتي ..كنت تهمهمين وتنتحبين أثناء غفوتك
بالكاد استوعبت دنيا الموقف ....
دارت بها الدنيا دورة كبيرة
أفاقت بعدها من غفلتها...
فانكبت على يدي حماتها تقبلها وتسألها أن تسامحها
ليسامحنا الله يا ابنتي
ليسامحنا الله يا ابنتي
دخل زوجها مأخوذا بالموقف..
نظراتٌ موزعـة ما بين زوجته ووالدته...
ابتسم قائلا...
أرى أنك تراجعت عما بذهنك
وخيراً ما فعلت لان حقائبك ُمعـدة..
وكنت سأصطحبك لبيت والدك ....
هل ظننت حقا أنني سألقي بوالدتي في دار للمسنين من أجلك!!!!!!
تعليق