السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
::::
خرج صوتها مبحوحاً بالكاد يُسمع :
يا إلهي !!
قلبها يدق بقوة
في داخلها :
لا أحس أني موجودة !
بقيت واجمه ، عادت إلى الــوراء
زمّت شفتيها بحسرة
أغرورقت عينّيها بالدموع ، حاولت أن تقنع نفسها بأنها ليست وحيده
ها هن صديقاتي ينظرن إليّ !
صفعها صوت من داخلها : أنتِ كاذبه ! ، لِما لا تكوني صادقه ؟
مع نفسكِ على الأقل !
أشفقي !
تجاهلت صوتاً يمزقها من الداخل
تذكرته ! وبدون أي عناء خطر ببالها،
ليتك قريب
ليتك بعيد !
تمتمت
أنا أضعف من أن أحتمل موقفاً كهذا !
تركت المجلس ومشت إلى زاوية في جوانب المدرسه
رمت بجسمها على البلاط البارد ، أرخت رأسها على الجدار الخشن
بكل قوتها أخرجت زفرة مميته !
حاولت التفكير بذهن صافي ؛ لربما تذكرت ملامحه جيداً
لم تدع لها صديقتها الفرصه ! همست في أذنها :
أنا آسفه لم أقصد أن أجرحكِ
وذهبت دون أن تترك لها فرصة بقبول الأسف
تمنت أن تمهلها حتى تقول لها ما بصدرها
حتى تضع رأسها على كتفها وتبكي
(( لماذا نحب دائماً أن نشكو ))
بلهجةٍ شديدة ذكرتها بنقطة ضعفها _ وفاة والدها _
وبحانيةٍ أعتذرت منها
هتفت في صدرها بعنف :
ليتها تركتني أتذكر ملامحه بهدوء وبُحزن !
ما لها قطعت علّي الذوبان في عينيه
والصوت ذاته يكرر - يحاول التخفيف -
حاولي النسيان
صرخت بقوة : لاااااا ، ثم أغمي عليها في الزاوية القاتمة ذاتها !
::::::::
ُعكست صورة وجهها على القمر القريب من نافذتها
،،،،
أستيقظت ،
هدوء ، رائحة العقاقير قد تمكنت من الإنتشار في الهواء ،
سرت في أطرافها قشعريره
بُهرت با الجو السائد هنا ؛ هدوء لطالما افتقدت إليه
حاولت إستدراك بعضاً من أحلامها
لا شـــيء !
أغمضت عينيها
تذكرت صفاء عينيه ، لمسته الحانيه والقاسيه معاً !
تساءلت ببراءة الأطفال
لماذا ؟؟
لماذا ؟؟
في كل يومِ حزينِ ؛ أتذكره
لِمَ يبدو طيفه أمامي حين أكون ضعيفة ؟!!
في كل غمضة ، مع كل دمعة ؛ أبكي لرحيله ؟
لِمَ يخفق قلبي عندما تتحدث إحداهن عن والدها ،
وكيف داعبها اليوم و .. لااااا !!
لا أريد التفكير بشيء !!
أحاول تذكر يوم موته
كيف لم أبكِ ، لم أحزن
بقيت على سجادتي أدعو ربي بأن يشفيه !!!
فـ ـ ـقــ ـ ـط !
عندما رأيت دمعة أخي الكبير
تسربت إلى عروقي الصدمه
تسربت إلى عروقي الصدمه
أستوعبت ما حدث حقاً
أيرحل ، هكذا دون وداع
دون أن يقبل أميرته _ كما يسميها
دون شيء
كيف لروحي أن تنزع مني ؟!!
أما ترك شيئاً يسليني !
أتركني في هذا العالم الهش ؟!
،،،،
وبينما هي متكئةعلى أحدى الجدران
عاد الجميع من المقبره
قال لها أخيها وهو يكز النظر إلى يديه
إدعي له ، فإنه الآن يُسأل !
وبينما هي متكئةعلى أحدى الجدران
عاد الجميع من المقبره
قال لها أخيها وهو يكز النظر إلى يديه
إدعي له ، فإنه الآن يُسأل !
وبين بكائها وبحة صوتها : دفنتوه ؟ أحقاً هو تحت الثرى ؟
عادت لتسأله وهي تشهق لفرط بكائها :
بين يومِ وليلةِ أصبحت يا حبيبي تحتها ؟
غطى أخوها وجهه وذهب بعيداً عنها
وبين دموعها وجراحها وحيرتها
تساءلت في داخلها بيأس :
أحقاً تـ ـركـ ـنـ ـ ـي ؟
:::::
:::::
بقلم /فــتــاة الــقمــر

تعليق