السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم ^ـ^ إن شاء الله بخير
قبل أن نبدأ بالدورة الثالثة حبيت أزودكم بقصص عن كل نمط لتوضح الصورة أكثر
تحياتي لقلوبكم
بسم الله نبدأ وبه نستعين ..
(قصة رمزية)
& قصة الشمالي المضحي &
عندما يتزوج الشمالي ، فإنه يختار زوجته وفق عقله ، ثم يأمر قلبه بأن
يحبها لأنها أصبحت زوجته ...!!!!
غرييييييييييييييب.......!!!
أليس كذلك ،
كل شيء في حياة الشمالي يسيره العقل ويسيطر عليه ، حتى الحب .
هو كذلك ، وما إن تصبح زوجته فإنه يحبها مهما كانت عيوبها ،
ويجعلها أميرته المتوّجة ، فيقوم سريعا بالتضحية من أجلها ،
إنه يسير أمامها في الغابة ، محاولا تيسير دربها ،
فيزيح الأشواك والحجارة القاسية من طريقها ، ويقص الأغصان المعيقة لها ،
حتى تمر بيسر وسلامة ، ثم يبدأ في بناء بيت يقيها المطر وحر الشمس ،
وعندما تجوع يحاول أن يوفر لها مخزنا كبيرا يكفيها سنوات طويلة،
إنه يعمل ليلاً نهاراً ليوفر لها حياة كريمة ، إنه يقدم الحب بهذا الأسلوب ،
........
لكن الزوجة ، تسير خلفه ، وهي تتمنى لو أنه يلتفت كل دقيقتين ليقبلها ،
لكنه لا يتذكر ذلك فهو منشغل جدا بتوفير الأمن لطريقها والراحة لقدميها ،
ولا يعلم عما يجول في خاطرها لأنها لم تتحدث حتى الآن ،
فإن لم تصرح ثم شعرت بالضجر ، قد يلتفت ذات يوم ، ولا يراها ، ....
لأنها غادرت خلف رجل آخر ، لا يمهد الطريق أمامها ، بل أخذها تحت ظل شجرة ما ليقبلها ،
ولا مانع لديها إن كان المكان الذي أخذها إليه الثاني ( الجنوبي مثلا ) غير مناسب للعيش ،
ولا يحتوي كل وسائل الرفاهية والراحة ،
فهي ( الجنوبية التي كانت زوجة للشمالي سابقا ) ترى أنها لا تمانع من
العيش في صحبة الجنوبي مهما كان المكان ، إنها لا تريد سوى الحب ،
عندما يتلفت الشمالي المضحي ، خلفه ولا يجدها ، يصاب بالصدمة ،
صدمة عنيفة تقتلع كل مشاعره ، وتعييه ، ويبدأ في الجري بسرعة بحثا عنها بكل كيانه ،
فهي حبيبة قلبه وقرة عينه ، وكل حياته ، وبدونها لا يمكنه العيش ،
نعم لم يقل لها ذلك أبدا ،
لكنه لا يعرف كيف يعبر شفهيا هو لايعبر سوى عمليا.....!!!!
وعندما يجدها بصحبة الآخر ،
يصاب بجرح عميق ، ويقف بعيدا متألما ،
ولأنه شجاع يقترب منها ويواجهها ويسألها لماذا فعلت ما فعلت ،
ولماذا تخلت عنه ،
فتقول له الجنوبية : لقد وجدت لديه الحب الذي حرمتني منه...!!!
فيقول الشمالي : لكني أحببتك أكثر من نفسي ، وحرمت نفسي الراحة لأجلك ،
وسرت على الحجارة الجارحة ورحمتك منها ، وسهرت الليل على حراستك وحمايتك ،
لكن الجنوبية لا تهتم لكل هذا ، فهي بحاجة إلى الحب المتواصل ، المادي ،
أي الظاهر ، وليس الحسي ،
فتصر على البقاء بصحبة الجنوبي ، وتعلن رغبتها في الطلاق ،
فيصر الشمالي على الإحتفاظ بها ،
ويخبرها بأنه يعرف مصلحتها جيدا ، وينصحها بأن الجنوبي لا مستقبل له ،
إنه ينام تحت أي شجرة في العراء ، ولن يعد لها بيتا ،
ولن يؤمّن مستقبل أولادها ،
فتقول الجنوبية : لكنه يغذي مشاعري ، وسيعرف كيف يقبل أطفالي ...
فيقول الشمالي: لكن التقبيل والرومانسية ليس كل شيء
ستأكلكم الوحوش البرية عاجلا أم آجلا ، فالحياة للأقوى ،
عودي معي إني أحبك وأخاف عليك معه ،
هو لا يستحق ، إنه لا يفعل أي شيء لأجلك ،
إنه لا يفكر سوى في متعته فقط ،
وكما ترون غالياتي ، يستهلك الشمالي كل محاولاته ، لاستعادتها ،
ولا يترك زوجته أبدا إلا حينما يفقد الأمل تماما ،
يعود الشمالي إلى بيته الكئيب الذي بناه لأجل الجنوبية ،
وينظر في جنباته ، ويشعر بالوحشة ،
فقد كان يتمنى لو أنها صبرت عليه قليلا ،
فقط لو صبرت حتى ينهي البيت ،
لكان الآن أكثر تركيزا عليها ، ولأصبح جاهزا ليتبادل الحب معها ،
ويجلس كلما حل الليل وحيدا ، ويصرخ كزئير أسد جريح ، في جوف الليل ،
يشكو الوحدة ، ويرجو عودتها ، إنه يتمنى لو أنها تغير رأيها ،
ويتمنى لو أنها تعلم كم يحبها ، لما فعلت به ما فعلت ،
وتزداد وحشته كلما مر الوقت وبقيت على إصرارها ،
حتى يعلم أنها لن تعود أبدا أبدا ،
فيهدأ أخيرا ويستكين ، ويداوي جرحه النازف ،
ويصبح أقوى من قبل بكثير ، فالتجربة علمته الكثير ،
وبمجرد أن يقرر طي صفحتها لا يفتحها ........
حتى لو ماتت توسلا ليفتحها ، فهو جريح ، ......
وجرحه ذاك أصبح وصمة عار في تاريخه معها ،
ورغم أنه متسامح ، ورغم أنه سامحها سامحها ،
لكن سماحه لا يعني عودتها ،
لن يريدها من جديد حتى لو كانت آخر النساء على وجه الأرض ،
ثم يبدأ في البحث من حوله عن امرأة تناسبه ، يدرسها من بعيد بعقله ،
فهو خلق شخص عملي قبل كل شيء ،
ثم عندما يجدها مناسبة ، يقترب منها بحذر وتهذيب ،
ثم يحاول إغواءها بالبيت الذي أعده ،
لأن هذه وسيلته للمغازلة ، هكذا خلقه الله ، هكذا يفكر عقله ،
..... لا يد له في أمره...!!!
فإن أبدت تجاوبا سارع إلى خطبتها ،
فهو لا يراوغ ، ولا يتسلى ، إنه عملي وجدي ،
وعلى قولة إخوانا المصريين ( دوغري ) ....
الشمالي انطوائي ولكنه يكره الوحدة
وكما ترون فالشمالي لا يستطيع البقاء وحيدا لفترة طويلة ، لأن الوحدة
ترهقه نفسيا ، لكنه في المقابل لا يحب إحاطة نفسه بالعديد من العلاقات ،
إنه يكتفي بواحدة ، يتغذى نفسيا على وجودها قربه ، يكتفي بأنها معه ،
يراها كل يوم ، حتى وإن لم يهتم بالحديث إليها ، المهم أنه يراها ،
ويجدها بخير كل يوم ،
..
تزوج الشمالي من الشمالية ، وما أن تزوج بها ، حتى طلب منها أن تسير خلفه ،
لكي يسير هو أمامها يمهد لها الطريق ، وليدلها على البيت العتيد ،
استقرت الشمالية خلفه تراقبه ، وهو يسير أمامها يحرك الحجارة ، ويزيح
الأشواك ، فشعرت بالراحة ، وشعرت بأنه رجل لا يقدر بثمن ،
إنه الرجل الذي كانت تحلم به ، إنه الرجل الذي تستطيع الإعتماد عليه ،
هذا هو حلمها ....!!!!
وشعرت بينها وبين نفسها بالإشباع والراحة ، وباتت تسارع إلى مساعدته بعض الشيء ،
فتتقدمه بعض المرات لتزيح عن طريقه الأذى ، ففاجأه الأمر في البداية ،
ثم علم أنها امرأة جيدة ، إنها تفهمه ، وباتا يتناوبان في العمل ،
ثم اتسع الطريق أكثر ، وصار ممهدا بشكل أكبر من السابق ،
بفضل تعاونهما الصامت ...!!!
وعندما وصلا للبيت ورأت الشمالية المنزل انبهرت ، وشهقت بقوة ،
وباتت تنط وتنط في كل اتجاه وتركض صوب شماليها وتحتضنه وتقبله من شدة فرحها ،
فعلمت أن عليها أن تهنأ وترتاح ، ومن هذا اليوم ستكون مهمتها حفظ الأمن
والسلامة في المنزل ، ستحرص كل مساء على إغلاق الشبابيك ، وستتأكد أن
مخزن الطعام بعيد عن الرطوبة ، وستعمل كل جهدها لتصنع المزيد من
الأغطية للأطفال الصغار الذين ينوون إنجابهم ، لكنها تريد أن تتأكد قبل
ذلك إن كان الشمالي يوفر مساحة كافية في المنزل للأبناء أم لا ، وإن كان
قويا كفاية ليدافع عنهم في هذه الحياة ( الغابة بالنسبة للشماليين ) ،
فتسأله ، فيقول: سأقدم كل ما في وسعي ، ...... يقول ذلك بثقة ،
وهي تشعر من رده هذا بأنه جذاب ، وأنه يحبها حبا جما .......!!!!
فهي شمالية وتفهم لغة الشمالي ،
والشمالي حينما يلمس حرصها على العناية بأطفاله ، يعلم أنها تحبه ،
فيشبع عاطفيا ، ويشعر بالنشوة الخاصة ،
وبينما الشمالي الرجل منهمك في المزيد من العمل ، بما أنه يطمح دائما للأفضل ،
فهو يريد بيت كبير بحديقة للأطفال المقبلين ، وبسور متين لحماية
أطفاله من الوحوش الضارية ،
يستغرق العمل على توفير الأمن والرخاء لعائلته ،
يستغرق كل وقت الشمالي وطاقته ، ....
لكن الزوجة الشمالية ، وكونها أنثى فهي أبدا لا تنسى أن تذكره بحاجاتها
العاطفية ، فماذا تفعل ....؟؟
تقترب منه زوجته الشمالية بين وقت وآخر ، ربما مرة في الأسبوع أو مرة في الشهر ،
على حسب حاجتها ( كونها شمالية تحيا حياة مرفهة ، تصبح عواطفها
أكثر نشاطا ، من الشمالية التي تحيا حياة متوترة )
تقترب منه الشمالية وتقول له بلطف وثقة : قل لي أحبك ، هيا أخبرني كم
تحبني أريد أن أسمعها ، فقد اشتقت إلى هذه الكلمة منك....؟؟
فماذا يفعل الشمالي : يترك عمله جانبا ، وينظر إلى عينيها ويقترب منها
بحب ويقول : نعم بالضبط ، يبدو أن العمل أنساني أن أخبرك كم أنت جميلة ،
وكم أنا سعيد معك ، وكم أن وجودك أهم ما في حياتي ، بدونك لا أكاد أتنفس ،
أحبك...!!!!
فتشعر الشمالية بالسعادة ،
وتصدق كل كلمة قالها ، لأنها تثق في أنه يقول الصدق ، وأنه لا يجاملها ،
إنها تثق في نفسها ، وفي مشاعره ، لأنها مثله ، وتعلم أن كل ما يقوم به من
أجلها هو تعبير عن الحب ، ولهذا تصدقه وتثق به ،
لكن لماذا لم تفعل الجنوبية ذلك......؟؟
لأن الجنوبية لا تفهمه ، بل اعتقدت أنه شخص بلا قلب ، وأنه لو طلبت حبه
فلن تجده ، ثم إنها خجولة جدا ، ثم إنها لا تثق في نفسها كفاية ، تريد من
يحبها ويعبر عن حبه بشكل واضح لعلها تصدق ، وغالبا ما تقع في فخ الرجال
الكاذبين المتملقين ، الخادعين بسبب انجرافها خلف العباراة المنمقة ،
فقط....!!!!
تستمر الشمالية في طلب الحب من الشمالي بثقة ، بين وقت وآخر ، وتصبر عليه
حينما لا يبادر إلا نادرا ، وحينما يتجاهل مبادراتها إلا نادرا ،
وفي كل مرة تعلمه وسيلة تعبير جديدة عن الحب والعاطفة ، وهو مع الأيام ،
يصبح متعودا على التعبير عن مشاعره ، بفضلها ، وبفضل مهارته الخاصة بسرعة
التعلم والبديهة ،
عندما تصبح الشمالية في حاجة إلى المعاشرة الزوجية بينما الشمالي متعب ،
فإنه يتهرب سريعا ، لكن الشمالية لا تغضب ، ولا تخاف ، فهي تعلم أنه مرهق فقط ،
وتعلم أنه يفكر في أمر يشغل باله ، و أنه ليس على مايرام في هذا الوقت ( غير مستعد للمعاشرة الزوجية ) ،
لكنه بصحة جيدة، ويحبها أكثر من حبه لنفسه .....!!!
فتبدأ في إخباره أن الحياة باتت أكثر أمنا من السابق ، وأن كل شيء على مايرام ،
وأنها باتت تشعر بالسعادة معه ، وأن الله موجود ، وهو أساس الأمن في الحياة ،
ثم تدلك رقبته ، وتمسد ظهره ، ( مساج ) لينطلق في جسده هرمون الأندروفين
فيخدر عقله المرهق ، فيبدأ في الإسترخاء ، وقد يميل إلى مبادلتها ،
أو قد ينام من شدة الإرهاق ، ليقوم في اليوم التالي ويعوضها ،
كذلك فإن الشمالي إن أحس أن زوجته قد تتخلى عنه لأنه لا يهتم لمشاعرها ،
سيخصص وقتا مستقطعا كل فترة وفترة ليواصل معها العلاقة العاطفية ،
لكن هذا يحتاج إلى خطة ماضية .
سبحان الله ، ولله في خلقه شؤون
لكن الشمالي المحب لعائلته ، ولأنه مشغول في تحقيق أمنهم وسلامهم ،
ينسى أن يهتم بعواطف أولاده ، إنه ينسى أن يقبلهم ، ويضمهم إلى صدره ،
فإن كانوا جنوبيين ، أصيبوا بالإحباط ، وإن كانوا شماليين ، أحبوه وتفهموه .
وعندما يصبح في مأمن ، ويشعر أنه أدى مهمته الأساسية في الحياة ،
ووضع قواعد الأمن والسلامة لأسرته وعائلته التي يحبها ويموت فداءا لحمايتها ،
ويضحي بعمره لنجدتها ، بعد أن يضع لهم كل دواعي الأمن والسلامة ،
يعود ليهتم بصحتهم النفسية ، ويعملهم فنون القتال في الحياة ( الغابة )
انتهت القصة
القصة مقتبسة
يتبع
تعليق