
(الحمدُ لله أنّا مُسلمون) ...
الحمد لله نحمده ونستعين به ونشكره بكرة وأصيلا
الحمد لله على نعمه التي لا تحصى ولا تعدّ
ومن بين نعمه السفر والهجرة في أرض الله الواسعة
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والإكرام ،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للأنام ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأئمة الأعلام
......1433 هجري.......

هذه كانت مقدّمة لسلسلة دروسنا إن شاء الله
وأوّل عناوينها
1- درس في الهجرة
قال الله - تعالى- :
(لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ*
وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*
وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)[الحشر:8-10

إن الهجرة بالمعنى الأصلي ليست الإنتقال من بلد لآخر فقط
إنما هي أيضا هجرة عن كل مانهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما ننوي الهجرة أكيد يكون هناك سبب وجيه لذلك ومضطر
وإلا لما نغترب ونتحمّل مسؤولية الغربة
فاعلم أخي واختي المغتربة أنّ هجرتك لبلدٍ ما يعني
هجرتك من الذنوب والسيئات ، هجرتك من الشهوات والشبهات
هجرتك من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة
ولست في موقف يحسد عليه تذكّر ذلك واقتنع به
لأنك ترى مالم يره غيره ، وتسمع ما لم يسمعه غيرك ، وتلقى مالم يلقه غيرك
وعند صمودك وثبوتك على دينك ستقول عندئد الحمد لله أننا مسلمين

والهجرة ليست جديدة علينا ولا على أجدادنا بل سبقنا بذلك سيّد البشرية
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عندما أُمر بالهجرة مع أصحابه وذويه
وكان للصحابة مواقف عدّة لا تعد ولا تحصى في هجرتهم امتثالا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم
وسنتطرق لبعض المواقف للصحابة رضي الله عنهم وفي الأخير سنتناقش بالموضوع معا
_ يتبع _
تعليق