فضْفضَة جَارات !
ذهبَت أم محمد و أم زياد لزيارة جارتِهما أم عُمر.
وأثناء الحَديثِ كُنَّ ينتقلنَ مِن موضوعٍ إلى موضوعٍ.
قالت أم محمد : آهٍ من زوجي فهُو لا يُدلِّلُني،
ولا يأخُذُ رأيي في شيءٍ، ودائمًا يُنفِّذُ ما في دِماغه،
ويُعامِلُ أبناءَه بشِدَّة. وأخَذَت تُعَدِّدُ معايبَه.
أمَّا أم زياد فقالت: أمَّا زوجي فيُحِبُّني ويُدلِّلُني،
ويُحِبُّ أبناءَه ويُعامِلهم برِقَّة، ويشتري لنا كذا وكذا،
ولا يحرمنا من شيءٍ أبدًا. وأخَذَت تُعدِّدُ صِفاتِه،
وتقُصُّ على جارتَيْها شيئًا من مواقِفِهِ وأفعالِهِ الحَسنةِ
معها ومع أبناءِها.
كانت أم محمد تسمعُ وتُقارنُ في نفسِها بين زوجِها وزوجِ جارتِها،
وبدأت تشعُرُ بالغَيرةِ، وتتمنَّى لو ترى مِن زوجِها عُشْرَ ما ترى جارتِها.
بينما جارتُهما أم عُمر تنظُرُ للاثنتين مُتعجِّبةً من كلامِهما،
وتقولُ في نفسِها: ألَا تخشينَ العَينَ يا أم زياد ؟!
ثُمَّ ما بالُكِ تذكرينَ أسرارَ بيتِكِ وحياتِكِ الخاصَّةِ بين الناس،
ولو كُنَّ جاراتِكِ أو حتى أُمَّكِ وأخواتِكِ؟!
وما بالُكِ تذكرينَ معايبَ زوجِكِ يا أم محمد ؟!
ألَا تخشينَ أن يَسقُطَ من نظر الناس؟! ثُمَّ غيَّرَت الكلامَ،
وفتحت موضوعًا آخَرَ.
...
وإذا نظرنا إلى واقِعنا، وَجدنا كثيرًا من النساءِ يَحكينَ ما يَدورُ في بُيُوتِهِنَّ
من أحداثٍ وحِواراتٍ وخِلافاتٍ؛ بحُجَّةِ أنَّها تُفضفِضُ وتُخفِّفُ شيئًا عنها،
أو أنَّ مَن تتحدَّثُ معها ثِقةٌ، أو أنَّها لا تتكلَّمُ مع أحدٍ غريبٍ أو بعيدٍ عنها،
بل هِيَ أُمُّها أو أختُها أو صديقتُها، وأنَّها تُحِبُّها، وتهتمُّ بمَصلحتِها،
ولا تُريدُ لها إلَّا الخيرَ.
ولا يأتي ببالِها أنَّ مَن تسمعُها قد يَقعُ حُبُّ زوجِها في قلبِها،
وقد تحسدُها على ما هِيَ فيه من نِعمة،
وقد تفترقا يومًا أو تختصِما فتنشُرُ أسرارَها، وقد تغارُ منها.
بل قد يتسبَّبُ ذلك في إحداثِ مُشكلاتٍ بينها وبين زوجِها،
خاصَّةً إذا حاولَت أن تحصُلَ منه على شيءٍ مِمَّا سَمعته،
أو أن تجعلَ زوجَها صورةً مِن ذلك الزوج الذي سَمِعَت حِكاياتِه وأفعالَه.
وتنسى الزوجةُ التي تنشُرُ أسرارَ بيتِها- وخاصَّةً المُشكلاتِ- أو تجهلُ
أنَّ هذه المُشكلاتِ قد تُحَلُّ بمرور الأيَّام، وتُصبِحُ العلاقةُ بينها وبين زوجِها أفضلَ،
في حِين تكونُ قد تكوَّنَت عند الآخَرينَ فِكرةٌ سيئةٌ عن هذا الزوج؛
بسبب زوجتِهِ وحَديثها عنه، ومِن الصعب تصحيح هذه الفِكرة لاحقًا.
بل قد يَصِلُ كلامُ هذه الزوجةِ لزوجِها، وتزدادُ المُشكلاتُ بينهما أكثر وتتعقَّدُ،
ورُبَّما وَصلَت للطلاق.
...
ختــامًا : شاركننَا وابعثنَ برسائلكنَّ الورديَّة ؛
لقُلوب النِّسوة اللَّاتي يُحدِّثنَ الغير بأسرارهنَّ الزوجيَّة .
رزقنا الله وإيَّاكنَّ عقلًا رشيدًا وقلبًا بصيرًا (":
مُحِبَّتاكُنَّ : همسَة

كُتِبَ حُبًّا : الأربعاء .
8 رجب 1435 هـ
7 مايو 2014 م

تعليق